روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثاني: تعريب المناطق الكردية يمثل تحدياً لعراق ما بعد صدام


نشر قسم الأخبار والتحليلات في إذاعة أوروبا الحرة تقريراً تحت عنوان: تعريب المناطق الكردية يمثل تحدياً لعراق ما بعد صدام، والمشاكل المتوقعة في المستقبل بشأن مدينة كركوك الغنية بالنفط بسبب ممارسة السلطة لسياسة التعريب والترحيل القسري لسكان المحافظة. التفاصيل مع (شيرزاد القاضي).

فيما تتحدث واشنطن عن عملية عسكرية محتملة ضد العراق، يتركّز الجدل حول التحديات التي ستواجهها عملية بناء عراق مستقر في فترة ما بعد صدام.
ومن بين هذه المشاكل تأتي مدينة كركوك، التي شكل الكرد غالبية سكانها على مدى التأريخ، والتي يريدها كرد العراق عاصمة لهم، لكن حكومات العراق العربية، سعت دوماً الى ترحيلهم و"تعريب" المنطقة الغنية بالنفط بدلاً من ذلك.
شارلس ركنيغل Charles Recknagel، محرر قسم الأخبار في إذاعة أوربا الحرة، كتب تقريراً حول مدينة كركوك والتحديات التي تمثلها.

يقول ركنيغل في بداية تقريره إن عدد الكرد وأعضاء ألأقليات الأخرى الذين تم ترحيلهم قسراً من مناطق تسكنها غالبية كردية في محافظة كركوك، وخانقين، وسنجار، غير معروف، فقد تم استبدالهم بمستوطنين من عرب العراق.
إلا أن تقديرات، بضمنها تقرير صدر عن اللجنة الأميركية للاجئين وجماعة حقوق الإنسان في واشنطن، قدّر عددهم بأكثر من 100 ألف لاجئ خلال السنوات العشر الماضية فقط، وقد تم اعتماد هذا التقييم على أساس عدد المواطنين الذين هربوا من هذه المناطق، الى المنطقة التي تقع تحت سيطرة الكرد قرب حدود العراق مع تركيا وإيران، بحسب ركنيغل.

--- فاصل ---

تابع محرر قسم الأخبار في إذاعة أوربا الحرة، أن الترحيل المتصاعد للمواطنين، هو جزء من حملة تمتد الى سنوات بعيدة مارستها حكومات بغداد العربية، لتغيير الطابع السكاني لرقعة واسعة من شمال العراق، تميّزت على مدى التأريخ باختلاط سكانها، مع تشكيل الكرد للأغلبية فيها.
ونقل كاتب التقرير عن هيوا عثمان، وهو صحفي يزور شمال العراق باستمرار، أن بغداد تهدف الى إقامة حزام عربي، يضمن حماية حقول النفط الشمالية من الأقلية الكردية في البلاد، ومن الدول المجاورة للعراق.

(تعليق هيوا عثمان)

لفت ركنيغل الى أن المنطقة المشمولة بحملة "التعريب" تمتد، من حدود العراق الغربية مع سوريا، عِبر مدن الموصل وكركوك الشمالية، الى حدود العراق الشرقية مع إيران، وتقع خارج سيطرة المنطقة التي يسيطر عليها الكرد في شمال العراق، التي تحميها الولايات المتحدة وبريطانيا في منطقة الحظر الجوي، منذ حرب الخليج في عام 1991.

أضاف التقرير أن جزءً أساسياً من الطرد القسري للمواطنين، يحدث في مناطق تعتبرها بغداد ذات أهمية استراتيجية واقتصادية، مثل مدينة كركوك، والحقول المحتملة للنفط، وكذلك الأراضي الزراعية الخصبة في المنطقة.

يذّكر أن الترحيل القسري للسكان مورس بشكل متقطع، من قبل الحكومات المتعاقبة في بغداد منذ أعوام الثلاثينات، وبلغ أوجه بعد سيطرة حزب البعث الذي يدين بأيديولوجية قومية عربية، على السلطة في عام 1968، بحسب تقرير إذاعة أوربا الحرة.

كما فّر مئات الآلاف من الكرد الى مناطق تخضع الى سيطرة الكرد، إثر انتفاضة كردية إندلعت ضد الرئيس العراقي صدام حسين في أعقاب حرب الخليج.

وقد اتخذ برنامج الترحيل في السنوات الأخيرة، نمطاً جديداً يتمثل في إجبار الكرد وأبناء ألأقليات القومية الأخرى على الاختيار بين تغيير انتمائهم القومي الرسمي الى "عرب" أو أن يتركوا ديارهم، بحسب التقرير الذي أضاف أن من يرفض يتعرض الى التسفير الى المناطق الخاضعة الى سيطرة الكرد فوراً، أما الذين يوافقون، فيسمح لهم بالبقاء، لكن يتم في الغالب تسفيرهم بعد فترة الى مناطق تقع في جنوب العراق حيث الغالبية العربية.

--- فاصل ---

ويقول مايك أميتاي Mike Amitay، المدير التنفيذي للمعهد الكردي في واشنطن، إن سنوات عديدة من عملية طرد المواطنين، أدت الى تغيير الطابع الديموغرافي (السكاني) لمدينة كركوك الى درجة لا يمكن التأكد فيما إذا كانت تحتفظ بسماتها الكردية التقليدية لحد الآن.

(تعليق مايك أميتاي)

صحيفة واشنطن تايمز الأميركية، كانت نقلت عن مسؤولين عراقيين، أن نسبة سكان كركوك من الكرد انخفضت من 47 في المائة الى 38 في المائة خلال الفترة منذ عام 1957 الى 1977، بينما زادت نسبة السكان العرب خلال نفس الفترة من 28 في المائة الى 44 في المائة، وأضاف التقرير بعدم توفر أية معلومات إحصائية إضافية.

تابع ركنيغل في تقريره، أن ما حدث في كركوك، يمثل تحدياً رئيساً بالنسبة الى استقرار الوضع في العراق، في حال مضي واشنطن في خططها للهجوم على بغداد.

ويقول مايك أميتاي في هذا الصدد أن العديد من الذين طُردوا من كركوك، يعيشون حالياً في مخيمات أو بيوت مؤقتة في المناطق الكردية، وهم يتوقون الى العودة الى مناطقهم الأصلية، لكن مستوطنين عرب يحتلون هذه البيوت في الوقت الحاضر، بعد أن قدمت لهم بغداد حوافز، وأحياناً أجبرتهم على الانتقال الى المنطقة.

(تعليق أميتاي)

أضاف تقرير إذاعة أوربا الحرة، أن المشكلة الأخرى تكمن في مَن سيتولى إدارة كركوك في وضع العراق الجديد، حيث أن الفصيلين الكرديين الرئيسين يتبنيان حلاً فدرالياً للعراق، و اتفقا في الشهر الماضي على مشروع لدستور يوضح رأي الإدارة الكردية في المنطقة الشمالية، ويرغب الزعماء الكرد في أن تكون مدينة كركوك الغنية بالنفط عاصمة للإقليم.

ويرى كاتب التقرير أن الدعوة الى اعتبار كركوك جزءً من المنطقة الفدرالية الكردية، سيؤدي حتماً الى أن تصبح المدينة سبباً للنزاع بين الكرد والعرب في العراق مرة أخرى.

--- فاصل ---

ويقول هيوا عثمان، إن الخلاف حول مدينة كركوك كان من بين الأسباب المؤدية الى حدوث انتفاضات كردية في السابق، وأدى عدم الاتفاق على الوضع القانوني للمدينة الى فشل محادثات السلام مراراً.

(تعليق هيوا عثمان)

يقول ركنيغل، إن على المعارضة العراقية في المنفى، أن تخرج بموقف موحد بشأن قضية كركوك، أو بخصوص حملة الترحيل القسري في شمال العراق، لكن جلال طالباني زعيم الإتحاد الوطني الكردستاني صرّح أنه يعتقد بأن جماعات عربية رئيسة تعارض سياسة الترحيل، بضمنها المؤتمر الوطني العراقي الذي يعتبر مظلة للمعارضة العراقية.

وفي الوقت الذي سيحاول فيه الكرد والعرب في العراق أن يحلّوا قضية كركوك، ضمن إدارة جماعية بين الكرد والحكومة المركزية مثلاً، تبقى هناك تحديات أخرى تكمن في موقف تركيا من هذه الحلول، بحسب التقرير.

فقد حذّر مسؤولون أتراك أنهم لن يتحملوا أي كيان يمكن أن يشبه دولة كردية مصغرة داخل العراق، تسيطر على موارد النفط في منطقة كركوك. وأضاف التقرير أن تركيا تخشى أن يؤدي ذلك الى تطلع الأقلية الكردية في تركيا نحو حكم ذاتي، أيضاً.

ونقل كاتب التقرير عن رئيس الوزراء التركي بولنت ايجفيد تصريحه في الاسبوع الماضي أن أنقرة ستقوم بالتدخل لمنع كركوك من أن تصبح مدينة يسيطر عليها الكرد.

أضاف كاتب التقرير أن موازنة جميع المصالح بشأن كركوك ستقع على عاتق واشنطن إذا قرر مسؤولون أميركيون المضي في خطط إطاحة نظام صدام، واستبداله بسلطة تحالف مؤقتة.

على صلة

XS
SM
MD
LG