روابط للدخول

خبر عاجل

مقالات مختارة من الصحف الغربية حول الشأن العراقي


(اياد الكيلاني) يقدم فيما يلي عرضاً لبعض مقالات مختارة من الصحف الغربية تناولت الشأن العراقي من جوانب مختلفة.

في جولة على الصحافة الغربية في الشأن العراقي نتوقف عند افتتاحيتين، إحداهما في الـ Times البريطانية والثانية في الـ Washington Times الأميركية، وتعليقين لكل من الـ Boston Globe وSeattle Times الأميركيتين.
افتتاحية الـ Times بعنوان (الحرب والجبهات) تؤكد فيها الصحيفة إن التهديدات على الأمن العالمي لا يمكن تجزئتها إلى أجزاء واضحة ومستقلة، مشيرة إلى إعلان رئيس الوزراء البريطاني تونس بلير أمس الثلاثاء أن شر الإرهاب وخطر أسلحة الدمار الشامل تهديدان لا بد من معالجتهما معا.
وتعتبر الصحيفة أن واشنطن سترحب بتأكيدات السيد بلير ولكنها لن تنال تأييدا شاملا في مجلس العموم البريطاني. وتضيف الصحيفة أن البعض – في أعقاب الاعتداء في جزيرة (بالي) الإندونيسية – أخذوا يعلنون أن النزاع مع العراق يجب تركه جانبا حتى تتمكن الولايات المتحدة وحلفائها من القضاء على احتمال قيام المرتبطين بشبكة القاعدة الإرهابية بأي اعتداء جديد. ولكنها تنبه إلى أن هذا التوجه لا يشترك فيه الرئيس الأميركي جورج بوش وإدارته، فلقد عادوا أمس إلى تأكيد أن الحرب ضد الإرهاب ستستمر على أي عدد ضروري من الجبهات.
وتمضي الصحيفة إلى أن بوش لم ينحرف عن توجهه أبدا، فمنذ اعتداءات أيلول الإرهابية والرئيس الأميركي يؤكد أن بلاده تواجه حربا طويلة، على جبهات عدة، ولا بد لها من الرد على اعتداءات جريئة أخرى تشنها المنظمات الإرهابية التي ترعاها دول منبوذة، في عمليات قد تستخدم فيها أسلحة بيولوجية أو كيماوية أو نووية. وتسخر الصحيفة ممن يعتقد بأن بوش التفت جزافا إلى مسألة تغيير النظام العراقي، أو أنه يواصل حربا عائلية مع الرئيس العراقي صدام حسين.
وتتابع الصحيفة البريطانية في افتتاحيتها أن بوش محق في اعتبار الهجوم على (بالي) جزءا من هجوم أوسع على المصالح الغربية، واعربت الصحيفة عن اشمئزازها من تشرع البعض في بريطانيا وفي القارة الأوروبية بشكل عام إلى اعتبار الخسائر البشرية في إندونيسيا ذريعة لتأجيل الخيار العسكري الهادف إلى إزالة صدام حسين إلى أجل غير محدد.
وتنبه The Times البريطانية إلى أن غالبية الأميركيين – على عكس العديد من الأوروبيين – يرون في مواجهة المخاطر على جميع الجبهات وبأسرع وقت ممكن، السبيل الأسلم والأكثر حماية للأمن، فهم يعتبرون أن كل تفجير مرتبط بتنظيم القاعدة سيزيد من التهديد الذي يشكله صدام حسين.

--- فاصل ---

وتتناول صحيفة الـ Washington Times في افتتاحيتها اليوم موضوع الطيار الأميركي الذي يشتبه في احتمال وجوده حيا في الأسر في العراق، وتشير إلى أن وزير البحرية الأميركي Gordon England وقع الجمعة الماضية – في الوقت الذي عاد فيه أفراد في مختلف أصناف القوات الأميركية إلى مغادرة منزلهم للتوجه إلى حرب محتملة ضد العراق – وقع مذكرة غير بموجبها وضع الطيار في البحرية الأميركية Michael Scott Speicher من (مفقود في العمليات) إلى (مفقود أسير).
وتتابع الصحيفة أن الوزير الأميركي استند في إصدار مذكرته إلى أدلة ظهرت في التحقيق الذي أجري في 1995، فلقد أظهر التحقيق أن Speicher قذف من الطائرة – وكانت من طراز F/A 18 – قبل أن ترتطم بالأرض – (وتوضح هنا الصحيفة أن 90% ممن يقذفون من هذا النوع من الطائرات ينجون)، وأظهر التحقيق أيضا أن الزي الذي عثر عليه قرب مكان الحادث دل على أن مرتديه لم يكن في الطائرة لدى سقوطها، كما أشار تقرير الهيئة الدولية للصليب الأحمر إلى أن مفتشيها لم يعثروا على حطام مقصورة القيادة في مكان الحادث واعتبروا أن هذا الحطام تمت إزالته بكل دقة وعناية قبل وصولهم، وأشار التحقيق أيضا إلى أن المعلومات الواردة منذ إسقاط طائرة Speicher فجر السابع عشر من كانون الثاني 1991 تشير إلى أن الحكومة العراقية في وسعها تأكيد ما جرى له.
وتشير المذكرة – بحسب الافتتاحية – إلى أن وزير البحرية الأميركي لا تتوفر لديه أدلة تجعله يستنتج أن الطيار قد مات، إذ تنوه مذكرته في عدد من فقراتها إلى وجود ما يدعو إلى اعتبار Speicher حيا.
وتضيف الصحيفة أن العراق – عبر عقود من الحرب والقمع – أظهر قابليته على معاملة سجنائه بأبشع الأساليب الوحشية، وتؤكد أن ما تسميه واجب أميركا المقدس يحتم عليها – في حال إمكان إعادة Speicher إلى بلاده حيا – عن تكرس كل جهودها على تحقيق ذلك.

--- فاصل ---

وتشير صحيفة The Seattle Times في تحقيق لها اليوم إلى أن قاعدة التليل الجوية – الواقعة جنوب العاصمة العراقية – تعرضت منذ أواسط أيلول المنصرم إلى الهجوم سبع مرات، وتوضح أن هذه القاعدة تعتبر محورية للخطط العراقية الدفاعية لمواجهة غزو أميركي محتمل.
وتتابع الصحيفة أن قصف قاعدة التليل – رغم كثافته في الآونة الأخيرة – لم ينجح بعد في تدميرها بالكامل، وتنبه إلى أن العراق أظهر عبر السنين مهارة كبيرة في إصلاح واستبدال دفاعاته الجوية.
ومن بين الأهداف الأخرى في شبكة الدفاع الجوي العراقية التي تعرضت إلى الضرب في الآونة الأخيرة، قاعدتا الكوت والعمارة، إضافة إلى مطار البصرة، وتنسب إلى القيادة الوسطى في القوات المسلحة الأميركية وإلى مصادر بريطانية قولها إن عدد الأيام التي شنت فيه طائرات البلدين على أهداف مماثلة بلغ خمسين يوما خلال العام الجاري.
وتوضح الصحيفة في تحقيقها أن قاعدة التليل – التي تبعد 160 كلومترا عن بغداد – تعتبر مقر قيادة قطاع الدفاعات الجوية في المنطقة، وهي مزودة بصواريخ أرض / جو وبوسائل اتصالات مهمة تتيح لها التنسيق مع باقي شبكة الدفاع الجوي العراقية، وهي تحتوي على مدرجين كبيرين يجعلانها قادرة على إيواء عشرات الطائرات.
ويمضي التحقيق إلى أن وزير الدفاع الأميركي Donald Rumsfeld أقر الشهر الماضي بأنه أمر القوات الأميركية بتبني توجه جديد في معالجة مواقع الدفاع الجوي العراقية، فبدلا من إطلاق نيرانهم على الدافع المضادة والرادارات، بات الطيارون الأميركيون الآن يستهدفون مراكز الاتصالات ومباني القيادة وشبكة الألياف الزجاجية الخاصة بالاتصالات، وهي أهداف يسهل تحديدها كما إنها يصعب تعويضها.

--- فاصل ---

وتنتقل صحيفة الـ Boston Globe في مقال نشرته اليوم بعنوان (صدام يغري العراقيين بالطعام والوظائف)، إلى الاستفتاء الذي أجرته أمس الحكومة العراقية لمنح الرئيس العراقي فترة رئاسية جديدة، وتقول أن الحكومة – إضافة إلى حملتها الإعلامية الطنانة لهذا الاستفتاء – شنت أيضا حملة هادئة وأكثر فعالية للربط بينها وبين شعبها.
وتمضي الصحيفة إلى أن النظام – مع تزايد التهديدات بشن ضربة عسكرية أميركية – لجأ إلى مضاعفة حصة المواطنين العراقيين التموينية، وزاد رواتب الموظفين الحكوميين، ودأب على تنمية طبقة من رجال الأعمال المستفيدين من التهريب، وقدم كل شيء – بدءا من السيارات الجديدة وانتهاء بمنح نفوذ سياسي أكبر – إلى العشائر التي يعتمد عليها في تأييده.
وتعتبر الصحيفة أن هذه المناورات ليست جديدة على النظام العراقي الذي كثيرا ما لجأ إلى الكرم من أجل الحفاظ على سياساته القمعية في أوقات الشدة.
وتؤكد الصحيفة أن الحكومة ضاعفت الحصة التموينية في آب الماضي ثم عادت إلى مضاعفتها في كل من أيلول وتشرين الأول، موفرة بذلك فرصة للعراقيين لخزن المواد الغذائية، وإغراق الأسواق بالسلع الأساسية.
غير أن الصحيفة تنسب إلى بعض العراقيين قلقهم إزاء احتمال انهيار النظام التمويني – الذي يوفر لهم ما يحتاجونه من مواد أساسية مقابل ما يعادل 16 سنتا أميركيا – سينهار نتيجة الضربة الأميركية المحتملة والحرب التي ستليها.
وتمضي الصحيفة في تحقيقها إلى أن النظام – وسط قلق صدام حسين من أن مستقبل وجوده بات في الميزان – بات يتوجه إلى العشائر للحصول على ولائها مقابل تزيدها بالسيارات والأسلحة والمال وقدرا من الحكم الذاتي.
وينسب التحقيق إلى مسؤول دبلوماسي قوله إن النظام يسعى بهذا إلى توحيد العشائر ليتولوا الدفاع عن بلدهم، فهي تمثل الركائز التي يقوم عليها النظام – حسب تعبيره الوارد في تحقيق صحيفة الـ Boston Globe الأميركية.

على صلة

XS
SM
MD
LG