روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الرابع: الحرب النفسية في الاستراتيجية الأميركية تجاه العراق


(ناظم ياسين) يقدم عرضاً لتقريرين عن الحرب النفسية كجزء من الاستراتيجية الأميركية في مواجهة نظام العراق.

تحت عنوان (الحرب النفسية جزء من الاستراتيجية الأميركية)، نشرت صحيفة (ذي بوسطن غلوب) اليوم الثلاثاء تقريرا لكاتبها (روبرت شليسنجر) ذكر فيه أن القوات الأميركية تمتلك أنواعا مختلفة من وسائل الدفاع ضد الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. ولكن في حال نشوب الحرب مع العراق، سيحتوي الرد الأميركي الأول على وابلٍ من الكلمات وليس الفولاذ، على حد تعبيره.
الاستراتيجيون في البنتاغون يعكفون على تخطيط حملة لتوجيه رسالة إلى القوات العراقية مفادها أن إطاعة أمرٍ باستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية سيؤدي إلى تدميركم المؤكد، بحسب ما أفاد التقرير.
وتنقل الصحيفة عن وزير الدفاع الأميركي (دونالد رامسفلد) قوله الشهر الماضي أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: "إن هناك العديد من الأشخاص الذين لا يرضون على نظام صدام حسين. فيما يتعين عليه أن يستخدم بعض هؤلاء الأشخاص في إطلاق أسلحة الدمار الشامل". وأضاف قائلا: "ينبغي أن نوضح لهؤلاء أن ما يقلقنا في العراق هو نظام صدام حسين، وأن هذا النظام لا يعني جميع الجنود أو جميع الناس"، بحسب تعبيره.
وزير الدفاع الأميركي (رامسفلد) ذكر أنه حينما يُصدر صدام أوامره لهؤلاء الأشخاص فإن عليهم أن يفكروا مليّاً حول عواقب تنفيذ هذه الأوامر على حياتهم.
مسؤولون أميركيون يعتقدون أن مخزون العراق من أسلحة الدمار الشامل قد يحتوي على غاز الأعصاب السام جدا (في أكس) وغاز الخردل والأنثراكس وربما الجدري.

--- فاصل ---

التقرير الذي نشرته صحيفة (ذي بوسطن غلوب) أشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي الأسبق (جيمس بيكر) حذّر الحكومة العراقية أثناء حرب الخليج في عام 1991 من أن أي استخدامٍ لهذه الأسلحة سيؤدي إلى رد أميركي مدمّر. لكن الحرب آنذاك استهدفت طرد القوات العراقية من الكويت. فيما تهدد الحرب المقبلة وجود النظام العراقي نفسه. وفي مثل هذه الظروف، فإن تهديدا مماثلا للتهديد الذي استخدمه (بيكر) لن يردع بغداد هذه المرة.
وتنقل الصحيفة عن السيناتور الديمقراطي (أدوارد كينيدي)، عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، تنقل عنه قوله في الخطاب الذي ألقاه يوم الجمعة الماضي: "إذا جوبه صدام بتهديد نظامه وبقائه الشخصي فإن الطريقة التي ينظر بها إلى مصالحه سوف تختلف تماما. وقد يقرر أنه لن يخسر شيئا إذا استخدم أسلحة الدمار الشامل"، بحسب تعبيره.
مخططون عسكريون يأملون بأن جنودا وضباطا عراقيين مكلفين باستخدام هذه الأسلحة لن يشاركوا صدام في هذه الرؤية. وإذا تعاون هؤلاء العسكريون بعدم استخدام الأسلحة أو تسليمها سيمكنهم البقاء على قيد الحياة. ولكن في حال قيامهم بإطلاق أسلحتهم القاتلة فإنهم سيكونون أهدافا لهجمات انتقامية أو سيُلاحقون كمجرمي حرب إذا تمكنوا من الفرار.

--- فاصل ---

الصحيفة الأميركية تنقل عن مسؤولي وزارة الدفاع تأكيدهم أن التخطيط يتواصل في شأن كيفية توجيه رسالة (رامسفلد) إلى العراقيين. لكنهم يمتنعون عن الخوض في التفاصيل.
وفي هذا الصدد، صرح (تشت جاستيس)، الناطق باسم قيادة العمليات الخاصة في البنتاغون، بأن لدى القوات الأميركية القدرة على نشر الرسالة إلى أقصى نقطة.
ويقول التقرير إن الجهة التي ستتولى قيادة التخطيط لهذه العملية هي (مجموعة العمليات النفسية الرابعة ) التابعة للجيش الأميركي ومقرها في فورت براغ بولاية نورث كارولاينا. وقد قامت هذه المجموعة بالتخطيط لعمليات مماثلة في السابق خلال حرب الخليج في عام 1991، وفي نزاع كوسوفو، إضافة إلى المعارك الأفغانية. وفي تنفيذ هذه العمليات، سوف يقوم الجيش بالجمع بين عدة وسائل كالبث الإذاعي المكشوف وإلقاء المناشير، إضافة إلى الاتصالات السرية بواسطة منشقين عراقيين داخل البلاد، بحسب ما ورد في التقرير الذي نشرته صحيفة (ذي بوسطن غلوب) الأميركية.

على صلة

XS
SM
MD
LG