روابط للدخول

خبر عاجل

استعداد الولايات المتحدة للحرب ضد العراق


وكالة الأنباء الفرنسية بثت اليوم ثلاثة تقارير تناولت استعداد الولايات المتحدة للحرب ضد العراق معيدة للأذهان استراتيجية وزير الدفاع الأميركي الأسبق عام 92 والتي رفضت الإدارة الأميركية تطبيقها حينذاك. (ميخائيل ألاندرينكو) يقدم فيما يلي عرضاً لتلك التقارير.

بثت وكالة فرانس بريس للأنباء ثلاثة تقارير من واشنطن عن الشأن العراقي اليوم الأحد يتناول كل واحد منها القضية من جوانب مختلفة. وقد أشارت الوكالة في أحدها إلى أن الولايات المتحدة كما يبدو تتحرك بعناد نحو عمل عسكري ضد بغداد، وذلك رغم تأكيد العراق استعداده قبول فريق المفتشين الدوليين عن الأسلحة. التقرير نقل عن المتحدث باسم البيت الأبيض آري فلايشير قوله يوم أمس إن الرئيس الأميركي جورج بوش يفكّر في خيارات عسكرية منذ تسلمه من وزارة الدفاع البنتاغون سيناريوهات سرية أوائل الشهر الجاري. فلايشير قال في حديث إلى صحيفة نيو يورك تايمز إن الرئيس لم يتخذ قرارا بعد. شبكة (سي أن أن) التلفزيونية الأميركية نقلت عمن وصفتهم بـ (مسؤولين كبار في الإدارة) أن الجنرال تومي فرانكس قائد القوات الأميركية في الخليج هو الذي قدّم خطط وزارة الدفاع.

تقرير فرانس بريس نسب إلى بعض المحللين أن تصريح فلايشير كان مختلفا جدا عن بياناته ذات الصلة في الوقت الأخير التي زعم فيها عدم وجود خطة حرب على طاولة بوش. كما قال الجنرال فرانكس إن 10,000 من الجنود الأميركيين المرابطين في الكويت جاهزون لاتخاذ كافة الإجراءات والنشاطات التي تأمرهم بها الأمة الأميركية.

وذكرت الوكالة، من بين الإشارات الأخرى التي ترجّح إمكانية شن الحرب، أن رئيس هيأة أركان الحرب الجنرال ريتشارد مايرز صرح في الفترة الأخيرة باحتمال انتقال قيادة القوات الأميركية المرابطة في الخليج من تامبا في فلوريدا إلى قطر. وأوضح مايرز أن سبب هذا الانتقال كي تكون القوات الأميركية جاهزة للقتال. يُذكر أن الدوحة أعلنت قبل أسبوع أنها ستفكّر في طلب محتمل من الولايات المتحدة لاستخدام أرضها كمنطلق لضرب العراق.

--- فاصل ---

التقرير الثاني الذي بثته وكالة فرانس بريس للأنباء اليوم عن القضية العراقية أشار إلى أن استعراض العضلات ليس سياسة أميركية جديدة بل أنه يعكس إستراتيجية واشنطن الطويلة الأمد والمتمثلة في توجيه أول ضربة إلى أعدائها. التقرير ذكر أن نائب الرئيس الحالي ديك تشيني الذي كان وزيرا للدفاع في عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش الأب، وضع خطة مماثلة عام 1992. لكن القيادة الأميركية لم ترحب بإستراتيجية تشيني حينذاك، أما إدارة الرئيس الديمقراطي بيل كليتنون التي جاءت بعد بوش الأب فقد رفضت تلك الخطة. وقال ديفيد أرمسترونغ من خدمة الأمن القومي في حديث إلى فرانس بريس إن الإستراتيجية التي تقدَّم حاليا هي نفس الإستراتيجية التي أعلنوها قبل عشر سنوات. وكان أرمسترونغ يتحدث عن تقرير أصدرته الإدارة الأميركية يوم الجمعة الماضي ويسمى "إستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية".

--- فاصل ---

وأشار التقرير الثالث لوكالة فرانس بريس للأنباء الذي نعرض له في هذا البرنامج اليوم، أشار إلى أن إدارة الرئيس بوش تصعّد جهودها من أجل القيام بعمل عسكري ضد العراق في أروقة الأمم المتحدة وفي الكونغرس. التقرير اعتبر أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لبوش الذي يتطلع إلى قرار جديد من قبل مجلس الأمن يجبر العراق على احترام التزاماته بنزع السلاح. الوكالة نقلت عن بوش قوله إنه إذا فشل مجلس الأمن في معالجة القضية العراقية فقد عالجتها الولايات المتحدة وبعض أصدقائها. Helmut Sonnerfelt من مؤسسة بروكينغز، وهي من دور الفكر الرئيسة في العاصمة الأميركية، قال إن التصويت في مجلس الأمن لن يكون رسالة إلى الأمم المتحدة والرئيس العراقي صدام حسين فحسب بل إلى آخرين في الشرق الأوسط وإلى الحلفاء الأوروبيين أيضا.

وأعرب مسؤولون في البيت الأبيض عن أملهم في أن يتم اتخاذ القرار أوائل تشرين الأول قبل بداية حملة الانتخابات التشريعية المرحلية في الولايات المتحدة التي من المقرر إجراؤها في تشرين الثاني. أما الديمقراطيون الذين يرفضون عادة الالتفاف حول رئيس جمهوري قبل الانتخابات فلا خيار أمامهم سوى تاييد مبادرة بوش، وذلك بهدف جذب الانتباه إلى مواضيع أخرى في تشرين الثاني، حسبما جاء في تقرير بثته وكالة فرانس بريس للأنباء من واشنطن.

على صلة

XS
SM
MD
LG