روابط للدخول

خبر عاجل

الموقف العربي من العراق / خيار غير الاذعان أو الحرب / جراثيم صدام وصواريخ بوش / هل يجهض العراق الضربة


أعزاءنا المستمعين.. اهلا بكم في لقاء جديد وجولة جديدة على صحف عربية وما كتبته فيها اقلام عراقية. فمني ومن الزميلة ولاء صادق التي تشاركني التقديم أجمل ترحيب وهذه اولا عناوين محطات الجولة: - عبد الامير الركابي يكتب في صحيفة السفير اللبنانية عن الموقف العربي من العراق. - اما الصحافي العراقي عدنان حسين فيكتب في الشرق الاوسط معنونا: خيار آخر.. غير الاذعان أو الحرب. - وفيق السامرائي يكتب في الشرق الاوسط ايضا متسائلا: هل تردع «جراثيم» صدام صواريخ بوش؟ - والمحطة الاخيرة نتوقف فيها مع الاعلامي والكاتب العراقي محمد عبد الجبار الذي تساءل في صحيفة الوطن الكويتية: العراق تراجع تكتيكياً بسبب الخوف... فهل يجهض الضربة؟

--- فاصل ---

أعزاءنا المستمعين في محطتنا الاولى نتوقف مع عبد الامير الركابي وما كتبه في صحيفة السفير حيث يقول:
ربما تخايل للرئيس العراقي انه قد تمكن أخيرا من “إحراز” مأثرة دبلوماسية فالعرب كلهم كما يقول وزير خارجيته أيدوا القرار الذي اتخذه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الاخير.. شوط طويل أمكن اجتيازه اخيرا لتنتهي او تكاد قطيعة وعزلة لا تقاربها او تكاد تشبهها في التاريخ العربي المعاصر؛ سوى العزلة التي أحاطت بمصر بعد زيارة السادات لتل أبيب وإقدامه على عقد “كامب ديفيد” والمناسبتان لا تتشابهان سوى في المدة والاقتراب من الاجماع؛ بينما تتعارضان في كل شيء؛ الاولى كانت بمثابة اقرار عربي لاحق بالفشل وبالرضوخ لريادة “دراماتيكية” على طريق التسوية وقبول مبدأ التفاوض مع اسرائيل؛ بينما الثانية تأتي وكأنها اعادة انتاج نظام لم يغير اي شيء من ثوابته المعروفة ولا يزال هو ذاته النظام الذي تفجر بعد عام 1990 وبسببه؛ الاولى انتهت بشيء من عذر واقعي ما؛ بما ان بطلها اغتيل وغاب؛ بينما الثانية تتعامل مع نظام لم تسقط من طبيعته شعرة واحدة ولم يتزحزح قيد أنملة.

يضيف الركابي في السفير قائلا:
ما يستخلص من المناسبتين وبالاخص ما يجري الآن بالذات هو مثول قوة ثابت اعلى في السياسة العربية تبرره حمية الحفاظ على النظام الرسمي؛ فالعراق الحالي لا يربح جولاته الدبلوماسية ببراعة القائمين عليه ولا حتى بقوة الكرم النفطي والتجاري؛ بقدر ما يحميه ويهدم العوائق بينه وبين الآخرين خوف كارثي يتعاظم مع تعاظم التهديدات الاميركية منذرا بتحويل العالم العربي الى فوضى تذهب بنظمه ودوله المعروفة؛ وبداهة بنظامه العربي القائم حاليا والموجود بحكم الاستمرار؛ وأسباب كثيرة يصعب ذكرها الآن؛ مع انه قديم؛ ومن نتاج وبقايا تطورات وترتيبات تعود الى ما بعد الحرب الاولى وانهيار السلطنة العثمانية؛ وهو فاقد للدينامية وغير خلاق وبطيء الاستجابة بحيث اقتضى الامر منه اكثر من عقد من الزمن قبل ان يصبح مستعدا لتحسس حقيقة أصبحت الآن جلية تماما؛ يكرسها الاميركيون ويصرون على تجسيدها بإلحاح قائلين: المفتاح في بغداد.

يواصل الكاتب:
هذه حصيلة تجعل لـ ”التضامن” العربي الحالي مغزى ادنى بكثير وأبعد من مستوى وخطورة المجابهة كما يعيها ويتحسسها الجميع؛ والانكى في هذه اللوحة هو انعدام التمايز بين الموقف الرسمي للنظام العربي وموقف الاوساط المفكرة والشعبية؛ فالقوى والاحزاب والحركات الشعبية العربية بلا رؤية وهي لا تريد التفكير بعالم عربي آخر لا تهيمن عليه الولايات المتحدة ولا النظام العربي الحالي وكل ما يصدر عنها اليوم وفي مناسبة فاصلة وتاريخية هو قدر مكافئ تقريبا لما يصدر عن النظام العربي من علائم عجز وفقدان للحيوية والحياة؛ ويبدو ان المسافة التي استغرقها النظام العربي قبل ان يعي نوع الاهمية الاستثنائية التي يمثلها الكيان العراقي والعراق عموما لضمان ثبات الوضع العربي واستمراره؛ لا تزال طويلة؛ وان تبين الخيارات التاريخية الممكنة بعيدا عن هيمنة التهديد الاميركي والتصورات النابعة من غريزة الحفاظ على “ذات” النظم العربية القائمة؛ سوف يستغرق وقتا طويلا ومعارك واختبارات كبرى.

--- فاصل ---

وفي صحيفة الشرق الاوسط يكتب عدنان حسين قائلا:
بالحرب او بالدبلوماسية سيحقق الرئيس الاميركي جورج بوش مطالبه العراقية التي اعلنها امام الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس الماضي.
بالحرب او بالدبلوماسية سيفرض بوش شروطه على الرئيس العراقي صدام حسين ليس فقط لأن لدى الرئيس الاميركي ما يكفي من القوة العسكرية وما يناسب من الظروف الدولية لاملاء شروطه، وليس فقط ايضا لأن صدام حسين أضعف من ان يواجه، عسكريا وسياسيا واعلاميا، قوة عاتية.. مستفزة، منفلتة نحو الهيمنة، كالقوة الاميركية. فجورج بوش لم يترك لنفسه مجالا للمناورة او التراجع، باعلان شروطه ومطالبه من فوق منبر الامم المتحدة.

يضيف عدنان حسين:
الرئيس بوش بذلك انما قطع على نفسه عهدا واطلق وعدا بان يجعل الرئيس صدام يذعن بالدبلوماسية او بالحرب لتلك المطالب والشروط، بما فيها اصعبها واكثرها استحالة على التحقيق على يدي صدام، وهو المطلب المتعلق بتشكيل حكومة عراقية محايدة تنظم انتخابات عامة باشراف الامم المتحدة.
ولا بد ان جورج بوش ومساعديه الذين صاغوا له كلمته امام الامم المتحدة وراجعوها ووافقوا عليها يدركون ان عواقب عدم ارغام صدام على الرضوخ وتحقيق هذه المطالب والشروط تعادل، وربما تفوق، عواقب شن حرب على الرئيس العراقي وتكبد خسائر بشرية ومادية فيها لا تحقق هدفها بفرض هذه المطالب والشروط واطاحة صدام ونظامه.

يستطرد الصحافي العراقي عدنان حسين:
اذا لم يحقق جورج بوش وفريقه ما تعهد به الرئيس الاميركي امام العالم كله فسيمنى هو وحزبه ـ الجمهوري ـ بهزيمة منكرة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية النصفية بعد سنتين. والاهم من هذا ان مشروع الهيمنة الاميركية على العالم سيتعرض لخطر الانهيار وهو بعد في بدايات مرحلته الاولى الراهنة.
ويتساءل عدنان حسين مختتما: ما هي، في المقابل خيارات صدام؟

--- فاصل ---

وفي الشرق الاوسط ايضا يكتب مدير الاستخبارات العسكرية العراقية السابق وفيق السامرائي قائلا:
لقد منحت السياسة الاميركية النظام في العراق فرصة تاريخية للاستعداد للحرب، وربما لم تحصل دولة في التاريخ الحديث على فسحة زمنية لترتيب اوضاعها مثلما حصل عليه العراق، فمنذ عام تقريبا، والكتابات تشير الى بغداد، ومنذ اشهر والادارة الاميركية تشهر سيف الحرب علنا مع تحديد الهدف، وهو خطأ استراتيجي فادح وفق كل القياسات العسكرية والاستخبارية والسياسية مما يوفر للنظام الفرصة لاستكمال استحضارات الحرب، وانتاج اكثر ما يمكن من اسلحة الدمار الشامل العراقية، مما يشكل اعباء اضافية على مقرري سياسة الحرب في الادارة الاميركية، خصوصا العسكريين منهم. بحكم ما تفرضه اسلحة الدمار من تقبل لخسائر بشرية غير عادية لا تتحدد بمكان بعينه ولا بظرف يمكن تفاديه، وهو أمر يثير فزع الاميركيين.

يضيف السامرائي:
كما اتاحت الادارة الاميركية للنظام الفرصة للمناورة خارجيا واستغلال قدرات البلد المالية وثرواته النفطية، للمساومة مع دول تؤثر في سير الاحداث.وأدت ايضا الى تزايد المعارضة الدولية عموما، والاوروبية تحديدا، للاستراتيجية الاميركية، وظهور اتهامات بمحاولة واشنطن السيطرة على منابع النفط الرئيسية، لضمان امدادات الطاقة اليها لمدة لا تقل عن خمسين عاما، ريثما تتوافر مصادر بديلة للنفط.
ويرى السامرائي في مقاله ان الخوف من امتلاك النظام العراقي اسلحة دمار شامل ومنها الاسلحة الجرثومية كان وراء تردد الادارة الاميركية في توجيه الضربة مما يدفعها الى سلوك طرق اخرى لتنفيذ هدفها.

--- فاصل ---

وفي صحيفة الوطن الكويتية يكتب محمد عبد الجبار قائلا:
كشف التراجع التكتيكي السريع الذي أقدم عليه النظام العراقي بإعلان الموافقة على عودة المفتشين الدوليين بلا شروط عن حجم الخوف والهلع الذي يشعر به، جراء تطور الوضع الدولي والعربي السريع لصالح توجيه الضربة العسكرية الامريكية الموعودة له، لكنه استهدف في الوقت نفسه احداث انقسام في الامم المتحدة وبالذات مجلس الامن الدولي، ومن ثم عرقلة المساعي الجارية الهادفة الى إصدار قرار جديد من المجلس يلزم العراق بالامتثال لقرارات مجلس الأمن خلال مدة زمنية معينة يواجه بعدها خطر إصدار قرار جديد يمهد لشن العملية العسكرية.

يضيف محمد عبد الجبار:
يكمن تخوف النظام في العراق من قرار مجلس الامن الجديد في كونه سيشكل عبئا جديدا عليه، ويضيف رقما جديدا الى قائمة القرارات التي اتهمه بوش بعدم الامتثال لها، حيث ان القرار المنتظر الصدور يشير في احدى فقراته الى ان قوة دولية ستتشكل وسيكون وجودها على الحدود المحاذية للعراق من الجانب الاردني والسعودي لحماية عمل المفتشين مستقبلا في العراق. وهذه القوة حسب المصادر ستتشكل من 30 ألفا من القوات الخاصة البريطانية والامريكية الجاهزة الاستعداد لاقتحام بغداد في حال أي تعطيل لمهمات المفتشين الدوليين.

يستطرد الكاتب:
ما زال مبكرا للحديث عن نزع فتيل الحرب، على الاقل انتظارا لما سوف تسفر عن عودة المفتشين الدوليين الى العراق، وفيما اذا كان صدام سوف يلتزم فعلا بما جاء برسالة وزير خارجيته، الامر الذي يتشكك الكثيرون بامكانية حصوله.
وعلى اية حال فقد كان التراجع التكتيكي العراقي نتيجة عوامل عدة تضافرت منذ القى الرئيس بوش خطابه في الامم المتحدة وحصول تغير ملموس في المناخ السياسي الدولي والعربي جعل صدام يعيش اعلى درجات الخوف من الغضب الامريكي القادم هذه المرة لا محالة.

--- فاصل ---

مستمعينا الكرام..
وصلنا نهاية الجولة موعدنا في الاسبوع القادم بإذن الله في امان الله.

على صلة

XS
SM
MD
LG