روابط للدخول

خبر عاجل

مشاعر الغضب المناوئة للولايات المتحدة والتي تنتاب الشارع العربي


تقرير من قسم الأخبار والتحليلات في إذاعة أوروبا الحرة عن مشاعر الغضب المناوئة للولايات المتحدة والتي تنتاب الشارع العربي بسبب السياسات المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني واحتمالات توجيه ضربة عسكرية إلى العراق. العرض التالي أعده ويقدمه (أكرم أيوب).

يرى عدد من المحللين في شؤون الشرق الاوسط أن مشاعر الغضب من الولايات المتحدة وصلت الى مستويات لم يسبق الوصول اليها في العالم العربي. ومشاعر الغضب هذه تعود بالدرجة الاساس الى التصور القائم على عدم عدالة السياسات الاميركية فيما يتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
المحللون أشاروا أيضا الى تأجج المشاعر المناهضة للولايات المتحدة نتيجة الاعتقاد بأحتمالات شن واشنطن لضربات عسكرية ضد العراق متجاهلة تحذيرات الدول الاوربية والعربية الحليفة لها من تأثيرات مثل هذه الضربات على الاستقرار في المنطقة. حول هذا الموضوع أعد رون ساينوفيتز من قسم الاخبار في أذاعة اوربا الحرة / اذاعة الحرية التقرير التالي:
ساينوفيتز أشار الى أن المحللين في شؤون الشرق الاوسط والمقيمين في أوروبا والعالم العربي يرون أن الغالبية العظمى من العرب يعتقدون أن الولايات المتحدة فقدت المقام المعنوي العالي الذي بلغته في الحملة الدولية ضد الارهاب.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز أمس تقريرا جاء فيه أن مشاعر الغضب المناوئة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط هذه المرة، وعلى عكس المرات السابقة، طالت كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية، وبلغت أوجها بين المثقفين على وجه الخصوص.
الصحيفة الاميركية أشارت أيضا الى أنه في الدول التي تعد حليفة للولايات المتحدة مثل مصر والاردن والسعودية بات الناس يشعرون بالفزع وخيبة الامل من أنظمتهم المدعومة، ومنذ أمد بعيد، من قبل الولايات المتحدة. ونقل مراسل إذاعة اوروبا الحرة عن عماد جاد الباحث في العلاقات الدولية في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ومقره القاهرة – نقل رأيه بأن المواطنين العرب يعتقدون أن أدارة الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش قد ضللت في سياساتها المتعلقة بالارهاب منذ وقوع الهجمات على مركز التجارة العالمي والبنتاغون في الحادي عشر من ايلول:

(تعليق عماد جاد -1)

وقال جاد إن الغالبية من العرب يرغبون في تعزيز قيم الديموقراطية وحقوق الانسان في بلدانهم، لكنهم يجدون في الولايات المتحدة خصما للديموقراطية الحقة في الشرق الاوسط، لكون الديموقراطية، في رأيهم، تعني زوال الانظمة الاستبدادية والملكية التي تساندها الولايات المتحدة:

(تعليق عماد جاد –2)

ويرى المحلل المصري أن الاكثرية من العرب يظنون أن دعم الامن الاسرائيلي وضمان الإمدادات النفطية لشركات الطاقة المتعددة الجنسية، تأتي على رأس أولويات واشنطن بالنسبة الى منطقة الشرق الاوسط.
ونقل تقرير مراسل الاذاعة عن المحلل السياسي الاردني رامي خوري، أن العديد من العرب لاينظرون الى تحرك واشنطن ضد العراق بوصفه من ضرورات تأمين الحماية للولايات المتحدة من هجمات أرهابية في المستقبل، أو بسبب إحتمالات أستخدام العراق للاسلحة الكيمياوية أو النووية. العرب – كما يرى المحلل الاردني- ينظرون الى التهديدات بإطاحة الرئيس صدام حسين كمحاولة من واشنطن لأعادة رسم خارطة الشرق الاوسط الجيو بوليتيكية وفقا للمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة واسرائيل.
ومضى التقرير الى القول إن صحيفة نيويورك تايمز أشارت الى أن العديد من قادة الرأي، ورجال الاعمال والمسوؤلين العرب، عبروا عن حيرتهم حيال مايلاحظونه من نقض لوعود أدارة بوش التي أعقبت هجمات الحادي عشر من ايلول. الصحيفة قالت إن هؤلاء يرون أن واشنطن، وبدلا من تحقيق ما تعهدت به من مساعدة العرب، قامت بإظهار التسامح المطلق إزاء أعمال رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون ضد الفلسطينيين.
ولفت مراسل اذاعة اوروبا الحرة الى أن العديد من الخبراء في شؤون الشرق الاوسط من خارج الولايات المتحدة يرون أن صدام حسين وزعيم القاعدة اسامة بن لادن، المتهم بتدبير هجمات الحادي عشر من ايلول لا يحظيان بشعبية عميقة في منطقة الشرق الاوسط. ومن بين هؤلاء الخبراء دومينيك مويسي نائب مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، ومقره باريس الذي قال:

(تعليق مويسي –1)

ومثل العديد من المحللين في الشرق الاوسط، يرى مويسي بأن العرب يظنون أن سياسات إدارة بوش المتعلقة بالحملة ضد الارهاب وبالشرق الاوسط هي سياسات أحادية الجانب:

(تعليق مويسي –2)

وفي الوقت الذي يرى فيه بعض الخبراء أن المشاعر المناوئة للولايات المتحدة بين العرب موجهة ضد أدارة بوش، وليس ضد الشعب الاميركي، يقول مويسي إن التمييز بين الاثنين بات مشوشا على نحو متزايد:

(تعليق مويسي –3)

وأحد أسباب عدم القدرة على التمييز بين بوش والشعب الاميركي تعود لأستمرار التأييد العالي الذي تتمتع به إدارة بوش بين الناخبين الاميركيين. ويرى مويسي سببا آخر يتعلق بالتصور الشائع عن عدم مبالاة الاميركيين العاديين وجهلهم بما يجري في العالم خارج حدود الولايات المتحدة:

(تعليق مويسي –4)

وختم مراسل الاذاعة تقريره بالقول إن المحلل الفرنسي وعددا آخر من الخبراء يرون أن غالبية العرب يظنون بأن ادارة بوش ستطيح في نهاية الامر بنظام صدام حسين بغض النظر عن التحذيرات التي عبرت عنها الدول الاوروبية والعربية الحليفة لواشنطن، وبغض النظر عن تأثيرات مثل هذه الخطوة على استقرار المنطقة بأكملها.

على صلة

XS
SM
MD
LG