روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي ولعبة ايران الكبرى / العمليات المرتقبة والضجيج الاعلامي حولها / تصريحات تركية حول كركوك والموصل


لقاء جديد معكم نصحبكم فيه انا والزميلة ولاء صادق في جولة على ما كتبته اقلام عراقية في صحف عربية. مرحبا بكم وهذه أولا عناوين محطات هذه الجولة: - المحطة الاولى مع عادل عوض الذي كتب في صحيفة السفير معنونا: الشأن العراقي ولعبة ايران الكبرى. - وفيق السامرائي يكتب عن العمليات المرتقبة والضجيج الاعلامي حولها. - عدنان حسين يكتب عن تصريحات وزير الدفاع التركي حول كركوك والموصل ويصفه بانه كلام غير موزون. - وأخيرا وفي نفس الموضوع يكتب سعد البزاز مطالبا الحكومة التركية بطرد الوزير التركي قبل فوات الاوان كما يقول.

--- فاصل ---

أعزاءنا المستمعين..
في صحيفة السفير يكتب عادل عوض قائلا:
برغم ان ايران لا تخفي كرهها لنظام صدام الا انه حصل انقلاب كبير من جهة الحكومة الايرانية التي يسيطر عليها "الاصلاحيون" اثر أحداث الحادي عشر من أيلول التي هزت العالم فبدأت بتحسين علاقاتها مع بغداد وجندت شخصيات عراقية بعضها من أصول ايرانية وتتخذ من إيران ملجأ لها، بتحذير شعب العراق من إشعال ثورة جديدة مدعومة بقوات اميركية، متحججين تارة بخطر غيوم الهيمنة الاميركية على المنطقة، وباحتمال مجيء من هو بأسوأ من صدام تارة اخرى، ومرددين ما يقوله نظام صدام من خطر تقسيم العراق.

يواصل الكاتب:
المثير في القصة هو تصور حالة سياسة الحكومة الاصلاحية في إيران من المعارضة العراقية التي وصفتها بعربات القطار فيما لو تأكد لإيران عزم أميركا على مجابهتها اولا وتأخير نظام صدام بعد الانتهاء منها، أغلب الظن ان إيران ستبذل جهدها لركوب هذا القطار لغرض تصوير نظام صدام على انه هو الاخطر في المنطقة، وربما قامت فعلا بتصدير ثورتها للعراق بعدما خمدت نيران الشعارات الثورية وتحولت الى رماد يذرّ في وجوه المعارضين العراقيين هذه الأيام.
سياسة الحكومة الايرانية الخارجية بخصوص الشأن العراقي خرجت من نطاق الاستراتيجيات لتدخل في حيز ردود الفعل على مواقف الولايات المتحدة الاميركية من إيران، مهملة ما في جعبتها من خبرة وذاكرة مرة استجلبتها لها كوارث نظام صدام في المنطقة. وهكذا تكون إيران الثورة قد أكملت خروجها من طريق التصدير الثوري الذي بدأته في انكماشها تجاه انتفاضة شعب العراق عام 1991، لتدخل الى شعاب المناورات السياسية التي لن تصب في مصلحة ثورة العراقيين الآتية.

--- فاصل ---

وفي صحيفة الشرق الاوسط يكتب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية العراقية السابق وفيق السامرائي قائلا:
في واحدة من أكبر خطط الحرب النفسية بين بلدين، خرج مسؤول اميركي ساخرا من خطاب صدام حسين بمناسبة الثاني من آب (اغسطس) بقوله: انه صخب طاغية لا جديد فيه. وفي المقابل وصفت بغداد ما يجري في واشنطن بالجعجعة. والحقيقة ان الطرفين يظهران ما لا يعانيان. فأميركا مترددة وحائرة بين طموحاتها بعيدة الأمد، التي تتعدى كثيرا موضوع حاكم مطلوب قهره، وبين معارضة دولية وعربية وداخلية لتلك الطموحات المراد المباشرة بها من خلال شن حرب على الساحة العراقية، فضلا عن صعوبة التكهن بمفاجآت صدام، واحتمالات استخدام اسلحة الدمار الشامل وما يمكن ان يترتب على ذلك من خسائر فادحة.

يضيف السامرائي بالقول:
وعلى الطرف الآخر، تواصل بغداد محاولة التظاهر بعدم الاهتمام، كأن يزور صدام موقعا لتصميم قصر او مسجد او ان يتفقد معرضا للهدايا. الا انه لم يكن ممكنا التغطية على ان الدولة قد انتقلت الى حالة الاستنفار الشامل، ودفعت الى الواجهة بعدد من المحللين السياسيين للاستجابة لطلبات التحدث عبر القنوات الفضائية، وبعضهم من المحللين العاملين في مركز دراسات جهاز المخابرات. وفي كلا التصرفين دليل على ان الطرفين يشعران، ربما اكثر من غيرهما، بجدية المرحلة وخطورتها.

يواصل السامرائي مجيبا على بعض الانتقادات التي يتعرض لها بالقول:
يعتقد البعض من اخواننا عرب العراق، بأننا عندما نركز الضوء على اسلحة الدمار الشامل، فكأننا نريد تخويف اميركا لجعلها تتردد في ضرب النظام، حفاظا على (شكل الحكم)، لا على صدام بالطبع. لذلك لا بد من توضيح ان ما نقوله يختلف عما يقوله اي شخص آخر، وذلك بحكم موقعنا السابق ومعرفتنا التامة بالقاعدة الاساسية لاسلحة الدمار الشامل، وبحكم معرفتنا التفصيلية بالنظام. ومثل هذا الوصف يضعنا تحت سقف المسؤولية التاريخية امام الله ثم امام الناس، اذا لم نقل الحقيقة التي نعرفها. فماذا سيقال عنا لو قلنا ان صدام سيهرب مع اول طلقة، وانه لا يملك اسلحة دمار شامل ولن يستطيع استخدامها، وحصل خلاف ذلك وضرب مدينة عراقية وقتل عشرة آلاف شخص، لا مليونا كما تخمن الدراسات الاميركية العلنية من جراء هجوم بيولوجي واحد على هدف اميركي.

--- فاصل ---

وفي الشرق الاوسط ايضا يكتب الصحافي العراقي عدنان حسين قائلا:
لم تكن مجرد مزحة ولا مجرد رسالة تخويف وتهديد. فوزير الدفاع التركي تجاوز كثيرا آداب المزاح واصول التهديد وأفصح عن اطماع شرهة في المدينتين العراقيتين، كركوك الكردية والموصل العربية، ومعهما كامل اقليم كردستان العراق، وهو افصاح استخدم فيه الوزير صباح الدين تشقماق أوغلو لغة فجّة للغاية كما لو انه كان يُصدر أوامره الى جنوده في فترة التدريب الصباحي بأحد معسكرات الجيش التركي.

الوزير التركي قال علناً الاسبوع الماضي ان الاقليم الكردي العراقي «أمانة في يد تركيا لن تفرط فيها أو تضحي بها من اجل آمال بعضهم واطماعه (يقصد اكراد العراق) أيا تكن القوى التي تدعمه (يقصد الولايات المتحدة)».
كلام الوزير التركي جاء ردا على مواقف للحزب الديمقراطي الكردستاني (العراقي) عبر عنها زعيمه مسعود البارزاني ومساعدون له وكذلك صحافة الحزب، مؤكدين ان اكراد العراق لن يدافعوا فقط عن مدينتي كركوك واربيل الكرديتين وانما ايضا عن بغداد والموصل العربيتين اذا ما استغلت تركيا ظروف الضربة العسكرية الاميركية المحتملة للعراق وادخلت قوات الى العراق وسيطرت على مدن ومناطق عراقية.

يضيف الكاتب:
والكلام الكردي المنطقي لم يأت من فراغ ولم يكن هلوسة محمومين او حالمين، كما هو كلام الوزير التركي، بل جاء بعد سلسلة من التصريحات التي ادلى بها مسؤولون اتراك كبار وتقارير نشرتها الصحافة التركية والصحافة الدولية، والأهم من هذا مواقف عملية اتخذها الجيش التركي وغيره من اجهزة الدولة التركية، وافصحت جميعها عن قرارات اتخذت على أعلى المستويات في انقرة باجتياح عسكري تركي للعراق حال بدء العمليات العسكرية الاميركية، بحجة ايواء اللاجئين العراقيين (الاكراد) داخل العراق وضمان عدم عبورهم الحدود الى تركيا، وبحجة منع المقاتلين الاكراد العراقيين (البيشمركه) من السيطرة على مدينتي كركوك والموصل وسائر منطقة ما تسميه انقرة بـ «الشريط التركماني».

يستطرد الكاتب ايضا بالقول:
المشكلة في تركيا ـ كما تعكسها تصريحات الوزير تشقماق اوغلو وقبلها تصريحات لرئيس الوزراء بولنت اجاويد ومسؤولين اتراك اخرين ـ ان الحركة الاتاتوركية لم تعتبر بعد لا بتجربة الدولة العثمانية ولا بتجرية الدولة التركية الحديثة (جمهورية اتاتورك) نفسها. فوزير الدفاع التركي انما يحلق عاليا بأحلام العصافير ويطلق العنان بالكامل لحصان الاطماع الطورانية. وهو يثبت هنا انه لا يفقه شيئا لا في التاريخ ولا في العسكرية ولا في السياسة ولا في الاستراتيجيا، وإلا لكان قد ضبط لسانه بعض الشيء وفكر في ان أي عمل تركي مما يهدد به انما سيثير اضطرابات واسعة في منطقة الشرق الأوسط بأكملها لا يتحملها الوضع السياسي الهش والاقتصاد التالف لتركيا. ذلك ان تدخلاً تركياً في العراق واقتطاع مناطق عراقية سيستدعي تدخلا ايرانيا في المقابل. وقبل هذا وذاك سيفجر ثورة كردية كبرى في العراق وفي تركيا نفسها، وسيقف عرب العراق، ومعهم سائر العرب، وكذلك التركمان والاشوريون والكلدان والأرمن سندا قويا للأكراد.
وبالطبع سينتهي هذا كله الى هزيمة كبرى لتركيا التي ستجد نفسها غاطسة في مستنقع أوحال.. وهزيمة من هذا النوع يمكن ان يترتب عليها قيام الدولة الكردية المستقلة.

ويتساءل الكاتب عدنان حسين مختتما:
هل فكر الوزير التركي بهذا؟ وهل سيفكر به الآن ليزن كلامه في المستقبل؟

--- فاصل ---

وفي المحطة الاخيرة نتوقف مع الموضوع نفسه وما كتبه الصحافي العراقي سعد البزاز في صحيفته الزمان اللندنية. يقول البزاز:
في تركيا رهط من السياسيين الذين يعيشون القرن الحادي والعشرين بعقلية القرن التاسع عشر، وكأن الذاكرة السياسية لم تخزن أية وقائع تلت مرحلة الاستعمار والضم والالحاق مما خلفته مرحلة الهيمنة العثمانية وبواكير الدولة العلمانية الجديدة في تركيا..
ولا يمكن أن تؤخذ تصريحات وزير الدفاع التركي حول اسطورة الأحقية التاريخية في مدينتي الموصل وكركوك العراقيتين على انها مجرد لون ثانوي في خارطة العقائد السياسية السائدة. فهو يتحدث لارضاء أوساط شعبية ويمهد لكسب أصواتها في الانتخابات المقبلة، ويتحدث أيضاً من موقع سياسي مسؤول ومن داخل كيان حكومي قائم.. علاوة على انه يتحدث في ظرف اقليمي مفرط في حساسيته بسبب قرب موعد العمل العسكري الأمريكي الهادف الى اسقاط نظام الحكم في العراق وما يترتب عليه من اعادة توزيع للأدوار في الجغرافيا السياسية المضطربة للعراق ولما يحيط به.

يضيف البزاز القول:
من غير المنطقي، التعامل مع تصريحات الوزير التركي، باعتبارها (وجهة نظر) تمثل حزباً واحداً هو الحزب القومي، لأن ما قاله ينطوي على دعوة لاحتلال اثنتين من أكبر المدن في دولة أخري واستباحة سيادة شعب آخر، ولا يقلل من خطورة ادعاءاته ودعواته، غير طرده من منصبه بتهمة الاساءة الى بلده لأنه يظهره كدولة استعمارية طامعة وبتهمة تهديد شعب آخر والتخطيط للقتل والتدمير والاستباحة.
تعود اسطورة ضم (الموصل) ثانية أكبر مدن العراق الى مفاهيم كرسها اعلان تركي عرف بـ (الميثاق القومي) مطلع القرن العشرين، وكان يوجب ضم الموصل كولاية تركية ويبرر العمل العسكري لتحقيق هذا الهدف، غير ان اتفاقية لوزان ونتائج الحرب العالمية الأولي فرضت اشكالاً جديدة للدول قامت على تسويات منتصف الطريق، لكنها لم تكن لترضي أحفاد تلك الحقبة الاستعمارية الذين ما يزالون يتذكرون ان هناك حصة غير مدفوعة من (ايرادات ولاية الموصل) لصالح الخزينة التركية.

يواصل الكاتب:
أما ما يتعلق بكركوك، أغني مدن النفط العراقي، وحاضنة القوميات والأطياف الدينية المتنوعة، فان الوصول اليها بدبابات احتلال جديد ينذر به وزير الدفاع التركي، يعني اختراق العمق العراقي للوصول الى منبع النفط وتحت هاجس وهم آخر أكبر بكثير من مسألة حقوق التركمان، وهي الحقوق الرفيعة والمشروعة التي يتفق عليها العراقيون عامة، غير أن الوهم يتجسد بوجود مَنْ يظن أن هناك فرصة لن تتكرر لإحياء شركة النفط التركية التي كانت أول منقب عن النفط في العراق قبل ان تتواري إثر وصول شركات النفط البريطانية والهولندية ثم الفرنسية، وتتلاشي نهائياً مثلما تلاشي الدور التركي في الاقليم المحيط به.
وهؤلاء الذين تستبد بهم الأوهام وأساطير الهيمنة هم من النوع الذي لا يحسب مفردات الواقع المتاح ولا يكترث بمقدار حقه الذي ينتهي بثبات حقوق الآخرين، ولا يحركهم غير وهم الاستعلاء القومي الذي ما أن ينشأ لدي أية أمة حتي يصيبها بالعمي، وليس كالعمي ما يوحي بأن الوهم صار حقيقة.. أو انه يمكن ان يكون.

يختم البزاز بالقول:
لو فُتح، على خلفية المسألة العراقية، ملف من مرحلة ما قبل اتفاقيات لوزان، فان الملفات كلها ستصبح مرشحة للتداول، وآنذاك، قد لا يجد القوميون الاتراك انهم غالبية مطلقة في وطنهم، وان هناك شعوباً أخري أعرق منهم في هذا الوطن، وانها لو اتحدت لأصبحت الغالبية التي تقرر مصير الوطن القومي للاتراك.
ولذلك، فإن الوهم، هو ان يظن أحد ان التسوية واقتناص الفرص هو عمل أحادي وانتقائي.. فإما أن تُفتح كل الملفات، أو أن تدفن في ذاكرة العهد الاستعماري الذي يتشرف المتحضرون بالتبرء منه لا بالانتساب اليه.. ذلك ما يفعله المتحضرون.. والمتحضرون فقط.
وحتى تبدو تركيا متحضرة فلا حل الا بطرد وزير الدفاع التركي من منصبه.. من أجل تركيا وحدها.. لا من أجل العراق والعراقيين.

--- فاصل ---

مستمعينا الكرام..
وصلنا نهاية الجولة. حتى الاسبوع القادم وجولة جديدة لكم منا اطيب المنى في امان الله.

على صلة

XS
SM
MD
LG