روابط للدخول

خبر عاجل

قراءة للشأن العراقي في عدد من الصحف الأميركية


واصلت الصحف الأميركية اهتمامها بعدد من التطورات ذات الصلة بالشأن العراقي. وهذا (اياد الكيلاني) يقدم قراءة للشأن العراقي في عدد من الصحف الأميركية.

تواصل الصحف الأميركية تغطية ملابسات الشأن العراقي بالخبر والتعليق والتحليل، ولقد اخترنا لكم ما نشرته اليوم ثلاث صحف عن الجدل المستمر في الولايات المتحدة حول إن كان على أميركا أن توجه ضربة عسكرية إلى العراق بهدف تغيير نظامه الحاكم.

فلقد نشرت الـ Boston Globe تعليقا للكاتب والمؤرخ Howard Zinn يؤكد فيه أن خطط الإدارة الأميركية لتوجيه ضربة وقائية ضد العراق تتميز في كونها تخرق القانون الدولي والأخلاقيات العامة بدرجة لا بد معها من تناول مختلف جوانبها في نقاش على المستوى القومي.
وعلى النقاش أن يبدأ – بحسب التعليق – بإدراك أن هجوما على العراق سيكون بمثابة هجوم على ميثاق الأمم المتحدة الذي تنص المادة الأولى من الجزء الرابع منه على ضرورة امتناع جميع أعضاء المنظمة – في علاقاتهم الدولية – من استخدام القوة أو من التهديد باستخدامها ضد وحدة أراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أخرى.
ويمضي المعلق إلى أن هناك حقائق وتكهنات حول العراق، وأن الحقائق تتمثل في كون النظام العراقي طغياني دون أدنى شك، وأنه قام بغزو بلد مجاور منذ 12 عاما، واستخدم الأسلحة الكيماوية ضد المتمردين الكرد منذ 15 عاما. أما التكهنات فتدور حول احتمال امتلاك العراق أسلحة بيولوجية وكيماوية، وحول احتمال اقترابه من تطوير سلاح نووي.
ولكن هذه الحقائق والتكهنات لا تجعل العراق – استنادا إلى التعليق – يشكل تهديدا واضحا وآنيا، ويوضح Zinn أن دولا أخرى قتلت عشرات الآلاف من مواطنيها (ومنها إندونيسيا وغواتيمالا) ولم تتعرض إلى تهديد أميركي بشن الحرب عليها، بل تلقت أيضا أسلحة من الولايات المتحدة.
أما تاريخ العراق في غزو الكويت فله ما يماثله في تاريخ أميركا، التي يصفها المعلق بأنها قامت بغزو كل من فيتنام وكمبوديا وغرانادا وباناما.
وحول امتلاك الأسلحة الفتاكة، يؤكد المعلق أن إسرائيل لديها أسلحة نووية، وأن الهند وباكستان اقتربا فعلا من استخدام ترسانتيهما النوويتين، ثم يتساءل: من هي الدولة التي تمتلك أكبر ترسانة من أسلحة الدمار الشامل في العالم، وكانت استخدمتها بتأثير فتاك على ملايين الناس في هيروشيميا وناغاساكي وجنوب شرق آسيا.
وينتقل الكاتب إلى هجمات الحادي عشر من أيلول ويقول إن الحرب ضد العراق لا علاقة منطقية لها بتلك الأحداث، وأن الهجوم على العراق سيؤجج مشاعر الغضب ضد الولايات المتحدة بدلا عن الحد من الإرهاب، بل ربما يؤدي إلى المزيد من الهجمات الإرهابية. وعلينا أن نتأمل – حسب تعبير المعلق في الBoston Globe – إن كانت هذه الحرب تهدف حقا إلى وضع حد للإرهاب، أم تهدف إلى توسيع نفوذ أميركا في العالم والسيطرة على نفط الشرق الأوسط.

--- فاصل ---

أما صحيفة الـ Washington Times فنشرت تعليقا لـFrank Gaffney Jr – رئيس مركز السياسات الأمنية وأحد كتاب الأعمدة في الصحيفة – تعليقا يشير فيه إلى ما يعتبره تردد وتلكؤ كبار أعضاء الحزب الجمهوري الأميركي إزاء عزيمة الرئيس جورج بوش على تحرير الشعب العراقي وتخليصه وأميركا أيضا من الخطر الذي يمثله صدام حسين.
صحيح – يقول المعلق – أن ما من أحد من منتقدي بوش يريد بقاء صدام حسين في السلطة، ولكن مناقشاتهم العلنية حول إن كان على الولايات المتحدة أن تتجه نحو العراق أم لا، فلن تتفادى المجابهة مع النظام العراقي، بل تجعلها تقع في ظرف ووقت يختاره من يسميه جزار بغداد وليس الولايات المتحدة.
ويتابع المعلق قائلا إن الأمة الأميركية محظوظة في وجود رجل مثل جورج بوش في البيت الأبيض، بكل ما يفتقر إليه من أوهام حول ضرورة التحرق بقوة من أجل وضع حد لطغيان صدام، وينسب أيضا إلى نائب وزير الدفاع Paul Wolfowitz تأكيده أن الانتصار في الحرب ضد الإرهاب يتطلب ليس فقط القضاء على هذه البعوضة أو تلك، بل يحتم علينا تجفيف المستنقعات التي ينمو فيها البعوض.
ويعتبر الكاتب أن بوش لا يحسد على ما يواجهه من قلق وتساؤلات – خصوصا العلنية منها – حول إجراء لم يتخذ في شأنه قرارا بعد، وأن كل هذا النقاش العلني سيفقد الولايات المتحدة عنصر المفاجأة الذي من شأن تحققه حماية أرواح الأميركيين. أما الأسوأ فهو أن النقاش العلني ربما يجعل صدام حسين يستعجل في استخدام أسلحته للدمار الشامل ضد أميركا.
ويمضي كاتب الـ Washington Times إلى أن الرئيس الأميركي لا خيار له سوى إكمال خطته لتحرير العراق في أقرب موعد ممكن، ثم عليه أن يستدعي أعضاء الكونغرس – أي ممثلي الشعب الأميركي – ليطلعهم على التفاصيل السرية للخطة، بغية حصوله على تأييدهم لإعلان أميركا الحرب على العراق، الأمر الذي لا بد حين إذ من مناقشته والموافقة عليه خلال أقصر فترة ممكنة.

--- فاصل ---

وفي تعليق نشرته اليوم صحيفة الـ Washington Post للزميل الباحث في جامعة Oxford البريطانية – Thomas Grant – تعليقا يدعو فيه إلى عفو عام في العراق، ويقول إن الإجماع السائر نحو التكوين في العالم المتحضر حول ضرورة إزالة نظام صدام حسين، يحتم الآن مناقشة المخاطر الكامنة في اتخاذ هذا الإجراء الضروري وسبل تفاديها.
ويعتبر الباحث أن قوات العراق التقليدية ستبدي مقاومة أقل حتى من المقاومة التي أبدتها أثناء هزيمتها في 1991، ويؤكد أن هذه القوات لا يمكن اعتبارها سلاحا في يد صدام حسين.
أما ما يمتلكه صدام حسين من أسلحة دمار شامل فيعتمد استخدامها على إطاعة العديد من الضباط أوامر الرئيس العراقي، أي جميع المعنيين ابتداءً من أعضاء مجلس قيادة الثورة ووصولا إلى القادة الميدانيين المشرفين على هذه الأسلحة.
ويمضي الباحث في تعليقه إلى أن الرئيس العراقي أمضى حياته العملية في جعل الآخرين شركاء في جرائمه، الأمر الذي جعل أيدي آلاف الحزبيين ملطخة بالدماء، الأمر الذي يمكن صدام حسين من الاعتماد عليهم حتى آخر لحظة من عمر النظام، لكونهم يدركون تماما أن مصيرهم حتمي، حتى بعد انهيار النظام البعثي ومقتل صدام حسين وتدمير البلاد.
صحيح – يقول الباحث – أن لا بد من محاسبة كبار المسيئين، مثل صدام نفسه، ونجليه عدي وقصي، وربما حفنة من الآخرين. أما الآخرون فلا بد للولايات المتحدة من التعامل معهم بأسلوب جديد وجريء، أي بإعلامهم سلفا بأنهم لن يتعرضوا إلى الانتقام بعد زوال صدام حسين. فعلى الولايات المتحدة أن تعمم هذا التوجه على أوسع نطاق ممكن، عبر وساءل الإعلام وبإلقاء المنشورات من الجو، ومن خلال الجماعات العراقية المعارضة مثل المؤتمر الوطني العراقي، مؤكدة أن الانتقام وسفك الدماء لا مكان لهما في العراق بعد رحيل صدام.
ويؤكد الباحث أن إصدار عفو عام سيلعب دورا كبيرا في تسهيل الانتقال إلى نظام حكم جديد في العراق، إذ سيقنع من يعتمد عليهم صدام حسين بأن مصيرهم ليس مربوطا بمصيره، وأنهم في وسعهم مواصلة العيش بسلام في عراق ما بعد صدام حسين.

--- فاصل ---

ويشار إلى أن الـ Washington Times نشرت اليوم تقريرين حول الشأن العراقي، ينقل الأول عن الناطق باسم البيت الأبيض أن اجتماعا سيعقده الرئيس الأميركي في مزرعته بولاية تكساس مع كبار مستشاريه العسكريين، ليس مخصصا لمناقشة الوضع مع العراق. أما التقرير الثاني فيتناول أهمية مشاركة حلفاء الولايات المتحدة في أية حملة محتملة ضد العراق.
وفي الـ New York Times تقرير حول أضخم تمرين قتالي مشترك تجريه القوات المسلحة الأميركية بالاشتراك مع عدد من المدنيين في تسعة مواقع متفرقة من البلاد. فلقد أظهر القتال الوهمي في منطقة الخليج أن القوات الأميركية تكبدت فيه خسائر مفاجئة في بداية المواجهة الوهمية، إلا أنها خرجت منتصرة في نهاية المطاف.
وتنقل الـ Los Angeles Times عن مدير الاتصالات في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي عازم على تحقيق وقوف الأمة الأميركية وراء خطته الهادفة إلى إطاحة الرئيس العراقي.
وتنسب الـ Washington Times إلى مسؤولين روس تأكيدهم بأن الاتفاق الاقتصادي بين روسيا والعراق – المتوقع توقيعه أوائل الشهر المقبل – لا يخالف بنود نظام العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على العراق.

على صلة

XS
SM
MD
LG