روابط للدخول

خبر عاجل

ردود فعل على مقالة ذكرت أن الحملة العسكرية الأميركية ضد العراق تعرض الحملة العالمية لمكافحة الإرهاب إلى الخطر


أثار المقال الذي كتبه يوم أمس، برنت سكوكروفت، مستشار شؤون الأمن القومي، في عهد الرئيسين السابقين جيرالد فورد وجورج بوش الأب، والذي رأى فيه أن شن واشنطن حربا ضد العراق في الوقت الراهن، سيعرض الحملة العالمية لمكافحة الإرهاب، إلى الخطر وربما يقضي عليها، أثار هذا المقال، ردود فعل مختلفة في الأوساط الصحفية الأميركية. فقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز، في عددها الصادر اليوم افتتاحية بهذا الشأن، كما نشرت تقريرا أيضاً تناول الموضوع ذاته من خلال مواقف بعض السياسيين الأميركيين. (فوزي عبد الأمير) اطلع على التفاصيل وأعد العرض التالي.

أثار المقال الذي كتبه يوم أمس، برنت سكوكروفت، مستشار شؤون الأمن القومي، في عهد الرئيسين السابقين جيرالد فورد وجورج بوش الأب، والذي رأى فيه أن شن واشنطن حربا ضد العراق في الوقت الراهن، سيعرض الحملة العالمية لمكافحة الإرهاب، إلى الخطر وربما يقضي عليها، أثار هذا المقال، ردود فعل مختلفة في الأوساط الصحفية الأميركية، فنشرت صحيفة نيويورك تايمز، في عددها الصادر اليوم افتتاحية بهذا الشأن، كما نشرت تقريرا آخر نقلت فيه أراء عدد من السياسيين الأميركيين، وفيما يلي اقدم لحضراتكم عرضا لما جاء فيهما.

تقول نيويورك تايمز أن جمهوريين بارزين في الكونكرس والخارجية الأميركية، وكذلك عاملين سابقين في الإدارة الأميركية، انتقدوا الخطط التي تتحدث عن احتمال شن هجوم ضد العراق، معللين موقفهم بأن إدارة بوش غير مستعدة بشكل كافي لهذه الحرب، كما أنها لا تملك السبب المعقول الذي يجعل مع الضربة أمرا لا بد منه.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن من بين هؤلاء السياسيين الكبار، هنري كسنجر وزير الخارجية الأسبق، وكذلك برنت سكوكروفت، وآخرين عبروا عن قلقهم من أن ضرب العراق، سيؤدي إلى عزل الولايات المتحدة عن حلفائها، وكذلك خلق حالة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مما يضر بمصالح الولايات المتحدة المستقبلية، كما يرى هؤلاء السياسيون أن واشنطن لم تثبت لحد الآن بما لا يقبل الشك، أن العراق، يشكل تهديدا حقيقيا وآنيا على الولايات المتحدة.

--- فاصل ---

ويذكر تقرير نيويورك تايمز أن رأي سكوكروفت الذي نشر يوم أمس الخميس، في صحيفة وول ستريت جورنال، محذرا من أن الهجوم على العراق، في الوقت الراهن، يعرض الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب إلى الانهيار. سكوكروفت حذر أيضا، من أن ضرب العراق، قد يدفع نظام صدام إلى استخدام ما لديه من أسلحة كيمياوية وبيولوجية، ضد إسرائيل في محاولة لجرها إلى الحرب، وتحويل الضربة الأميركية إلى حرب بين العرب وإسرائيل.

هذا الكلام تصفه صحيفة نيويورك تايمز، بأنه ذو تأثير خاص على الرئيس بوش، ذلك لان سكوكروفت مقرب جدا من عائلة بوش، وله صلات وثيق بالرئيس الأسبق جورج بوش الأب.
الصحيفة الأميركية تنقل أيضا، عن السيناتور الجمهوري تشوك هاكل، أن وزير الخارجية الأميركي، كولن باول، ونائبه ريتشارد ارميتاج، ابلغا الرئيس بوش في الآونة الأخيرة، مخاوفهم من التعقيدات المرتبطة بأي حملة عسكرية ضد العراق، خصوصا في ظل عدم توفر دعم دولي لهذه الحملة.

وتقول نيويورك تايمز أن هذا الموقف كرره يوم أمس لورنس ايكل بركر، الذي كان لفترة قصيرة، وزيرا للخارجية الأميركية في عهد بوش الأب، حيث صرح في لقاء مع شبكة ABC الاخبارية الأميركية، أن لا توجد ضرورة الآن لتوجيه ضربة إلى صدام، ما دام جميع خلفائنا معارضين لذلك، وان صدام لم يصل بعد إلى تلك الخطورة في استخدامه لأسلحة الدمار الشامل. وتشير الصحيفة أيضا إلى أن الرأي ذاته طرح خلال الأسبوع الماضي من طرف ديك آرمي، زعيم الأغلبية في مجلس النواب الأميركي.

--- فاصل ---

أما عن موقف وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كسنجر، فتقول نيويورك تايمز، انه نشر مقالا طويلا، يوم الاثنين الماضي في صحيفة واشنطن بوست الأميركية، تحدث فيه عن التعقيدات الدولية المصاحبة لأي حملة عسكرية ضد العراق، وقال كسنجر أن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية جعل انتشار أسلحة الدمار الشامل، قضية تهدد الأمن العالمي، وبالتالي تستدعي اتخاذ إجراء عسكري وقائي، حينها ستكون العملية مبررة. حسب قول كسينجر.
ولكن في المقابل تورد نيويورك تايمز في تقريرها، تصريحات أدلى بها ريتشارد بيرل وهو مسؤول سابق في إدارة الرئيس ريكن، وأحد من أسمتهم الصحيفة بالصقور، الذين يحثون واشنطن، على التوجه نحو الحرب. بيرل وصف رأي سكوكروفت، بأنه ساذج وخاطئ، مضيفا أن عدم مواجهة صدام تعني الفشل، خاصة بعدما وعد الرئيس بوش بذلك، مما يؤدي إلى انهيار الثقة فيه، وكذلك في الحرب ضد الإرهاب.
بيرل أضاف أيضا، انه من غير المعقول أن نربط بين النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، المستمر منذ خمسين عاما، بالقضية العراق، مثلما يطلب سكوكروفت، الذي تصفه نيويورك تايمز في افتتاحيتها بأنه ثالث ابزر السياسيين من الحزب الجمهوري الذين كتبوا في الأيام القليلة الماضية، عن الحكمة في القيام بعمل عسكري ضد العراق.
وتقول الافتتاحية، أن المهم هو ليس الحديث عما إذا كان صدام يمثل تهديدا للولايات المتحدة، ومصالحها في المنطقة، فهذا أمر لا شك فيه. المهم من وجهة نظر صحيفة نيويورك تايمز، هو البحث في كيفية إحداث توازن بين هذا التهديد والأولويات الأخرى للولايات المتحدة.
وتضيف الصحيفة أن موقف سكوكروفت وآخرين من مثله، يجعلون من المواجهة مع العراق، أمرا معقدا جدا، يمكن أن يسفر عن نتائج سلبية، إذا لم تحسب بدقة من قبل إدارة بوش.

--- فاصل ---

وتشير الصحيفة في افتتاحيتها، إلى أن الإدارة الأميركية، ردت على هذه التحذيرات بالقول إن الرئيس بوش ما زال يدرس الخيارات المتاحة، وانه لا يوجد لحد الآن قرار نهائي.
وتنصح نيويورك تايمز الرئيس بوش، بعدم الانتظار اكثر، وان عليه الشروع بإجراء حوار مع الكونكرس والشعب الأميركي، بشأن العراق، فليس كافيا أن تردد الإدارة الأميركية، أن الرئيس صدام حسين شرير، بل عليها أن تقنع بذلك.

على صلة

XS
SM
MD
LG