زخرت الصحافة البريطانية اليوم بتقارير ومقالات في الشأن العراقي، فلقد نشرت كل من الـ Scotsman والـ Daily Telegraph والـ Independent والـ Financial Times والـ Guardian أكثر من تقرير ومقال عن الوضع العراقي. ونقدم لكم فيما يلي مراجعة لأربعة مقالات رأي تعكس وجهات نظر مختلفة في بريطانيا إزاء الأزمة العراقية.
ففي تعليق لـ John Chapman – مدير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن – نشرته اليوم الـ Financial Times، بعنوان (أميركا محقة في محاربة العراق)، يقول الكاتب إن الولايات المتحدة ستؤكد – في حال اتخاذها قرارا بشن حرب على العراق – أن التخلص من أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها الرئيس العراقي صدام حسين لا يمكن تحقيقه بأية وسيلة أخرى.
وسيتعين على الولايات المتحدة أيضا وضع استراتيجية عسكرية تكون كفيلة بمنع استخدام هذه الأسلحة أثناء القتال، وبمعالجة محاولات العراق المتوقعة الهادفة إلى حرمان أميركا من تحقيق نصر مبكر.
وتمضي الصحيفة إلى أن أميركا – في حال اختيارها الحرب ضد العراق لتدمير أطماع الرئيس العراقي المستمرة في امتلاك هذه الأسلحة الفتاكة – عليها أيضا أن تعد مبررات قانونية سليمة. وتعتبر الصحيفة أن قرارا يصدره مجلس الأمن يخول العودة إلى استخدام القوة ضد العراق سيضع حدا لجميع الاعتراضات. وفي وسع الولايات المتحدة أيضا أن تستند إلى وجود تهديد بأن العراق موشك على استخدام أسلحته للدمار الشامل، وأن الهجوم على العراق يعتبر بالتالي الفرصة الأخيرة لمنعه من ذلك، الأمر الذي يبرر لها شن عمل وقائي بموجب القانون الدولي العام. ولكن المقال يؤكد أن قراءة النوايا أمر صعب، كما إن تحديد وشوك تحقق الخطر يعتبر موضوعا مثيرا للجدل.
أما السبيل الأخير فيتمثل – بحسب المقال – في التذكير بالظروف التي أحاطت بوقف القتال ضد العراق في 1991، وبمضمون قرارات مجلس الأمن اللاحقة.
ويؤكد كاتب المقال أن العراق استخدم كل ما لديه من وسائل الخديعة بهدف الحفاظ على برامج أسلحته المحظورة، الأمر الذي يحرمه – بحسب المقال – من الحماية المتاحة له بموجب قرارات وقف النار، ومن الحماية المتعلقة بمبدأ السيادة بموجب القانون الدولي. ويعتبر المقال أن خرق العراق الواضح لبنود وقف النار ومسؤولية النظام العراقي المباشرة عن هذا الخرق، يمكن اعتباره مبررا للسعي إلى تغيير النظام الحاكم في بغداد.
--- فاصل ---
وفي مقال رأي لكاتبه Ian Buruma تقول صحيفة الـ Guardian إن الولايات المتحدة تريد سحق العراق، وتسعى في الوقت ذاته إلى تنفيذ ثورة ديمقراطية فيه، وتضيف أن تحقيق الرغبة الأولى سيكون أمرا دمويا وقصيرا، أما الرغبة الثانية فسوف يتطلب تحقيقها وضعا يشبه إدارة إحدى المستعمرات.
ويتساءل كاتب المقال إن كانت الحرب المتوقعة ضد العراق ستتسم بدوافع تجارية، ويجيب قائلا إن هذا ليس التوجه الرسمي في واشنطن، رغم وجود نظريات تؤكد صحته. فالسعودية – بحسب النظريات الواردة في المقال – لم تعد تعتبر حليفا جديرا بالثقة ولا مصدرا للنفط يمكن الاعتماد عليه، الأمر الذي يجعل التعامل مع العراق – في ظل حكومة أكثر تعاطفا مع الغرب – يعود بفائدة كبيرة على عالم التجارة، خصوصا إذا أصبح العراق المجهز الرئيسي للنفط.
ويعود كاتب المقال إلى التساؤل إن كانت الحرب ستكون إمبريالية في دوافعها، ويجيب أن الأمر ربما يبدو هكذا للعديد من قرائه، ولكنه ينبه إلى أن أميركا أظهرت مرارا عبر تاريخها افتقارا إلى الرغبة في البقاء طويلا في أي مكان من أجل تحقيق مصالح إمبريالية، وهذه ربما هي المشكلة الأساسية في أي حرب ضد العراق – استنادا إلى المقال. ويضيف الكاتب أن الولايات المتحدة – إذا كانت جادة في سعيها إلى تغيير النظام العراقي – فسوف يترتب عليها أن تبقى هناك حتى تنجح في إكمال هذا التغيير، ولكن الكاتب يذكر أيضا بأن مسألة بناء الدول هي تحديدا ما يريد الرئيس الأميركي جورج بوش تفاديه.
وتتابع الصحيفة أن المعارضة العراقية في المنفى تلقت أخيرا تأكيدات من نائب الرئيس Dick Cheney ووزير الدفاع Donald Rumsfeld بأن الولايات المتحدة ستقدم الدعم الكامل للثورة الديمقراطية في العراق، ولكن الكاتب يتساءل عن مدى استعداد أميركا للبقاء في العراق. ويوضح المقال أن الفترة – إن طالت – ستجعل أميركا تلعب دور الدولة المستعمرة، وإن قصرت فمن المحتمل أن تنهار الدولة الفتية في حالة من الفوضى الدموية.
--- فاصل ---
ونشرت الـ Guardian أيضا تعليقا لمحرر الأسبوعية البريطانية The Spectator، Bruce Anderson، يقول فيه إن الشكوك تتنامى مع قرب وقوع النزاع، فما من دولة متحضرة تدخل الحرب دون دراسة كل ما يتعلق بالعواقب والخسائر البشرية المترتبة على مثل هذا القرار. ويؤكد الكاتب أن الحرب يمكن تبريرها فقط في حال تغلب مخاطر التلكؤ على مخاطر ساحات القتال بدرجة كبيرة، وأن هذا الشرط متوفر في المواجهة مع صدام حسين.
وينتقل الكاتب إلى تلخيص تاريخ الرئيس العراقي بقوله إنه لم يكد يتسلم زمام السلطة باستخدام أساليبه الدموية، حتى شرع في مهاجمة إيران، في حرب لم تُواجه باحتجاج كبيرا من الغرب. ويوضح المعلق أن بداية الحرب جاءت بعد فترة قصيرة من أزمة الرهائن الأميركيين في سفارتهم بطهران، أي في وقت كان يستحسن السكوت فيه عن أي عمل يعرقل حكم رجال الدين الإيرانيين.
ويمضي الكاتب إلى أن الرئيس العراقي – إثر فشله في دحر إيران – لجأ إلى غزو الكويت، الأمر الذي كان سيسفر نجاحه عن سيطرة صدام حسين على موارد الخليج النفطية. ولكن تم طرده من الكويت – بحسب التعليق – وكان عليه أن يكتفي بتنفيذ مذابح بحق شعبه، ما دفعه إلى القيام بكل ما يحقق قمع الكرد، وبتدمير نمط الحياة في منطقة الأهوار.
ولم يكتف صدام حسين – استنادا إلى التعليق – بتعزيز قوته العسكرية التقليدية، بل ظل يركز منذ سنين طويلة على امتلاك أسلحة للدمار الشامل. ويؤكد المحلل أن مخاطر امتلاك شخص مثل صدام حسين أسلحة من هذا النوع مخاطر كبيرة وواضحة، فتبدو معها سياسة الاحتواء غير كافية على الإطلاق.
ويستند المعلق إلى مبدأ ضرورة مساعدة الدول على تحسين أوضاع شعوبها، في التأكيد بأن أميركا يترتب عليها – بعد رحيل صدام حسين – مساعدة العراق على إعادة بناء الدولة، آملين بأن هذا المسعى سيسفر عن انتشار إعادة بناء الدول في المنطقة، بما فيها فلسطين، ويؤكد المعلق بالتالي أن الأميركيين لا ينوون دخول الحرب من أجل الاقتصار على فائدة أنفسهم.
ويعتبر المعلق أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لديه معلومات عن الوضع الحقيقي إزاء العراق، لا تتوفر لدى عامة الناس، ويدو بلير إلى الكشف عن بعض هذه الحقائق وإلى استخدام ما يتمتع به من قدرة على الإقناع، من أجل الترويج لضرورة التخلص من النظام العراق، فهي قضية لا يمكن تجاهلها – بحسب التعليق الصادر في صحيفة الـ Guardian البريطانية.
--- فاصل ---
ولكن صحيفة الـ Independent تحذر – في تعليق نشرته اليوم – الرئيس الأميركي جورج بوش من ضرورة إصغائه إلى التوجه الجديد السائد في واشنطن، وتقول الأسابيع الأخيرة أشارت إلى أن القرار الوحيد المتبقي حول ضرب العراقي هو متى سيتم تنفيذه.
ولكن الصحيفة تؤكد بأن الفتور بدأ يظهر في التوجهات العارمة المطالبة بالحرب، فلقد أكد الرئيس بوش مثلا – بحسب التعليق – بأنه لم يحدد جدولا زمنيا لحربه ضد العراق، رغم تأكيده في الوقت ذاته على أن الرئيس العراقي سيبقى عدوا حتى يثبت عكس ذلك.
وتنسب الصحيفة في تعليقها إلى اثنين من أعضاء الكونغرس الأميركي – النائب الجمهوري Dick Armey وعضو مجلس الشيوخ الديمقراطي السيناتور Carl Levin – مطالبتهما أخيرا بعدم الدخول في عمل عسكري ضد العراق. والملفت – بحسب التعليق – أن النائب Armey يرأس الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، وهو من اليمنيين البارزين كان في الماضي من أشد المؤيدين للرئيس بوش وإدارته. أما السيناتور Levin فيرأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، ما يرتب عليه متابعة مستمرة لتوجهات كبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية الأميركية.
ولكن الصحيفة تخلص إلى أن جميع الأدلة تشير إلى أن الرئيس الأميركي لم يعدل من نواياه تجاه العراق، أسوة بالمشرعين الأميركيين وحلفاء أميركا الرئيسيين في أوروبا والشرق الأوسط.
ففي تعليق لـ John Chapman – مدير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن – نشرته اليوم الـ Financial Times، بعنوان (أميركا محقة في محاربة العراق)، يقول الكاتب إن الولايات المتحدة ستؤكد – في حال اتخاذها قرارا بشن حرب على العراق – أن التخلص من أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها الرئيس العراقي صدام حسين لا يمكن تحقيقه بأية وسيلة أخرى.
وسيتعين على الولايات المتحدة أيضا وضع استراتيجية عسكرية تكون كفيلة بمنع استخدام هذه الأسلحة أثناء القتال، وبمعالجة محاولات العراق المتوقعة الهادفة إلى حرمان أميركا من تحقيق نصر مبكر.
وتمضي الصحيفة إلى أن أميركا – في حال اختيارها الحرب ضد العراق لتدمير أطماع الرئيس العراقي المستمرة في امتلاك هذه الأسلحة الفتاكة – عليها أيضا أن تعد مبررات قانونية سليمة. وتعتبر الصحيفة أن قرارا يصدره مجلس الأمن يخول العودة إلى استخدام القوة ضد العراق سيضع حدا لجميع الاعتراضات. وفي وسع الولايات المتحدة أيضا أن تستند إلى وجود تهديد بأن العراق موشك على استخدام أسلحته للدمار الشامل، وأن الهجوم على العراق يعتبر بالتالي الفرصة الأخيرة لمنعه من ذلك، الأمر الذي يبرر لها شن عمل وقائي بموجب القانون الدولي العام. ولكن المقال يؤكد أن قراءة النوايا أمر صعب، كما إن تحديد وشوك تحقق الخطر يعتبر موضوعا مثيرا للجدل.
أما السبيل الأخير فيتمثل – بحسب المقال – في التذكير بالظروف التي أحاطت بوقف القتال ضد العراق في 1991، وبمضمون قرارات مجلس الأمن اللاحقة.
ويؤكد كاتب المقال أن العراق استخدم كل ما لديه من وسائل الخديعة بهدف الحفاظ على برامج أسلحته المحظورة، الأمر الذي يحرمه – بحسب المقال – من الحماية المتاحة له بموجب قرارات وقف النار، ومن الحماية المتعلقة بمبدأ السيادة بموجب القانون الدولي. ويعتبر المقال أن خرق العراق الواضح لبنود وقف النار ومسؤولية النظام العراقي المباشرة عن هذا الخرق، يمكن اعتباره مبررا للسعي إلى تغيير النظام الحاكم في بغداد.
--- فاصل ---
وفي مقال رأي لكاتبه Ian Buruma تقول صحيفة الـ Guardian إن الولايات المتحدة تريد سحق العراق، وتسعى في الوقت ذاته إلى تنفيذ ثورة ديمقراطية فيه، وتضيف أن تحقيق الرغبة الأولى سيكون أمرا دمويا وقصيرا، أما الرغبة الثانية فسوف يتطلب تحقيقها وضعا يشبه إدارة إحدى المستعمرات.
ويتساءل كاتب المقال إن كانت الحرب المتوقعة ضد العراق ستتسم بدوافع تجارية، ويجيب قائلا إن هذا ليس التوجه الرسمي في واشنطن، رغم وجود نظريات تؤكد صحته. فالسعودية – بحسب النظريات الواردة في المقال – لم تعد تعتبر حليفا جديرا بالثقة ولا مصدرا للنفط يمكن الاعتماد عليه، الأمر الذي يجعل التعامل مع العراق – في ظل حكومة أكثر تعاطفا مع الغرب – يعود بفائدة كبيرة على عالم التجارة، خصوصا إذا أصبح العراق المجهز الرئيسي للنفط.
ويعود كاتب المقال إلى التساؤل إن كانت الحرب ستكون إمبريالية في دوافعها، ويجيب أن الأمر ربما يبدو هكذا للعديد من قرائه، ولكنه ينبه إلى أن أميركا أظهرت مرارا عبر تاريخها افتقارا إلى الرغبة في البقاء طويلا في أي مكان من أجل تحقيق مصالح إمبريالية، وهذه ربما هي المشكلة الأساسية في أي حرب ضد العراق – استنادا إلى المقال. ويضيف الكاتب أن الولايات المتحدة – إذا كانت جادة في سعيها إلى تغيير النظام العراقي – فسوف يترتب عليها أن تبقى هناك حتى تنجح في إكمال هذا التغيير، ولكن الكاتب يذكر أيضا بأن مسألة بناء الدول هي تحديدا ما يريد الرئيس الأميركي جورج بوش تفاديه.
وتتابع الصحيفة أن المعارضة العراقية في المنفى تلقت أخيرا تأكيدات من نائب الرئيس Dick Cheney ووزير الدفاع Donald Rumsfeld بأن الولايات المتحدة ستقدم الدعم الكامل للثورة الديمقراطية في العراق، ولكن الكاتب يتساءل عن مدى استعداد أميركا للبقاء في العراق. ويوضح المقال أن الفترة – إن طالت – ستجعل أميركا تلعب دور الدولة المستعمرة، وإن قصرت فمن المحتمل أن تنهار الدولة الفتية في حالة من الفوضى الدموية.
--- فاصل ---
ونشرت الـ Guardian أيضا تعليقا لمحرر الأسبوعية البريطانية The Spectator، Bruce Anderson، يقول فيه إن الشكوك تتنامى مع قرب وقوع النزاع، فما من دولة متحضرة تدخل الحرب دون دراسة كل ما يتعلق بالعواقب والخسائر البشرية المترتبة على مثل هذا القرار. ويؤكد الكاتب أن الحرب يمكن تبريرها فقط في حال تغلب مخاطر التلكؤ على مخاطر ساحات القتال بدرجة كبيرة، وأن هذا الشرط متوفر في المواجهة مع صدام حسين.
وينتقل الكاتب إلى تلخيص تاريخ الرئيس العراقي بقوله إنه لم يكد يتسلم زمام السلطة باستخدام أساليبه الدموية، حتى شرع في مهاجمة إيران، في حرب لم تُواجه باحتجاج كبيرا من الغرب. ويوضح المعلق أن بداية الحرب جاءت بعد فترة قصيرة من أزمة الرهائن الأميركيين في سفارتهم بطهران، أي في وقت كان يستحسن السكوت فيه عن أي عمل يعرقل حكم رجال الدين الإيرانيين.
ويمضي الكاتب إلى أن الرئيس العراقي – إثر فشله في دحر إيران – لجأ إلى غزو الكويت، الأمر الذي كان سيسفر نجاحه عن سيطرة صدام حسين على موارد الخليج النفطية. ولكن تم طرده من الكويت – بحسب التعليق – وكان عليه أن يكتفي بتنفيذ مذابح بحق شعبه، ما دفعه إلى القيام بكل ما يحقق قمع الكرد، وبتدمير نمط الحياة في منطقة الأهوار.
ولم يكتف صدام حسين – استنادا إلى التعليق – بتعزيز قوته العسكرية التقليدية، بل ظل يركز منذ سنين طويلة على امتلاك أسلحة للدمار الشامل. ويؤكد المحلل أن مخاطر امتلاك شخص مثل صدام حسين أسلحة من هذا النوع مخاطر كبيرة وواضحة، فتبدو معها سياسة الاحتواء غير كافية على الإطلاق.
ويستند المعلق إلى مبدأ ضرورة مساعدة الدول على تحسين أوضاع شعوبها، في التأكيد بأن أميركا يترتب عليها – بعد رحيل صدام حسين – مساعدة العراق على إعادة بناء الدولة، آملين بأن هذا المسعى سيسفر عن انتشار إعادة بناء الدول في المنطقة، بما فيها فلسطين، ويؤكد المعلق بالتالي أن الأميركيين لا ينوون دخول الحرب من أجل الاقتصار على فائدة أنفسهم.
ويعتبر المعلق أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لديه معلومات عن الوضع الحقيقي إزاء العراق، لا تتوفر لدى عامة الناس، ويدو بلير إلى الكشف عن بعض هذه الحقائق وإلى استخدام ما يتمتع به من قدرة على الإقناع، من أجل الترويج لضرورة التخلص من النظام العراق، فهي قضية لا يمكن تجاهلها – بحسب التعليق الصادر في صحيفة الـ Guardian البريطانية.
--- فاصل ---
ولكن صحيفة الـ Independent تحذر – في تعليق نشرته اليوم – الرئيس الأميركي جورج بوش من ضرورة إصغائه إلى التوجه الجديد السائد في واشنطن، وتقول الأسابيع الأخيرة أشارت إلى أن القرار الوحيد المتبقي حول ضرب العراقي هو متى سيتم تنفيذه.
ولكن الصحيفة تؤكد بأن الفتور بدأ يظهر في التوجهات العارمة المطالبة بالحرب، فلقد أكد الرئيس بوش مثلا – بحسب التعليق – بأنه لم يحدد جدولا زمنيا لحربه ضد العراق، رغم تأكيده في الوقت ذاته على أن الرئيس العراقي سيبقى عدوا حتى يثبت عكس ذلك.
وتنسب الصحيفة في تعليقها إلى اثنين من أعضاء الكونغرس الأميركي – النائب الجمهوري Dick Armey وعضو مجلس الشيوخ الديمقراطي السيناتور Carl Levin – مطالبتهما أخيرا بعدم الدخول في عمل عسكري ضد العراق. والملفت – بحسب التعليق – أن النائب Armey يرأس الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، وهو من اليمنيين البارزين كان في الماضي من أشد المؤيدين للرئيس بوش وإدارته. أما السيناتور Levin فيرأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، ما يرتب عليه متابعة مستمرة لتوجهات كبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية الأميركية.
ولكن الصحيفة تخلص إلى أن جميع الأدلة تشير إلى أن الرئيس الأميركي لم يعدل من نواياه تجاه العراق، أسوة بالمشرعين الأميركيين وحلفاء أميركا الرئيسيين في أوروبا والشرق الأوسط.