روابط للدخول

خبر عاجل

التحضيرات الجارية للحملة الأميركية المرتقبة ضد العراق واحتمال مساهمة الكرد فيها


صحف أميركية بارزة تناولت ضمن تقارير نشرتها اليوم الأحد التحضيرات الجارية للحرب المرتقبة ضد العراق، ومدى جدية الإدارة الأميركية في مسعاها وتهيئتها للرأي العام الأميركي والعالمي لهذا الحدث الهام. وتطرقت أيضاً إلى احتمال مساهمة الكرد في الحملة الأميركية. العرض التالي أعده ويقدمه (شيرزاد القاضي) مع (زينب هادي).

كتب كريستوفر ماركيز عن خطط الإدارة الأميركية لشن هجوم على العراق، في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز اليوم، قائلاً إن لكل مستمع خطة على ما يبدو، مشيراً الى ما يجري تسريبه الى الصحافة من معلومات وآراء متضاربة.

تابع كاتب التقرير، أن مسؤولي الإدارة يحاولون تحقيق غرض ما، من خلال الطريقة التي يصرّحون أو يتصرفون بها، وهم يخاطبون مستمعين يتوزعون على ثلاثة مستويات، هي الرأي العام الأميركي، والمجتمع الدولي، والنظام العراقي.

تابع التقرير، أن كل مجموعة تحتاج الى عناية خاصة في مخاطبتها، فالإدارة تهدف الى الحصول على تأييد الرأي العام الأميركي، لهجوم تشنه ضد بلد لم يلحق بهم ضرراً مباشراً، وعليها أن تقنع حلفائها بأن خَيار الحرب أفضل من سياسة الاحتواء الحالية، وبالنسبة الى الرئيس العراقي صدام حسين، فيجب عزله بشكل مهين، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وفي الوقت نفسه هناك خلافات داخلية تعانيها الإدارة، حول أفضل الطرق لإطاحة الرئيس العراقي، بحسب الصحيفة التي أشارت الى أن هذه الخلافات ظهرت الى العلن، من خلال تصريحات وتسريب للمعلومات، غير مطروق في المجالات العسكرية.

تابعت الصحيفة أن الإدارة تسعى الى تهيئة الرأي العام الأميركي الى نزاع محتمل بغيض، وتعمل في الوقت نفسه على تشجيع خصوم صدام، أو نشر الحيرة بشأن خطط الولايات المتحدة وغاياتها.

يقول منتقدو الإدارة إن على الرئيس الأميركي جورج بوش، أن يقدم قضية مقنعة ليحصل على دعم الرأي العام، ويُفترض أن يلقي خطاباً مكرساً لهذا الموضوع، ويجب أن يحصل على تأييد الكونغرس.
ونقلت الصحيفة عن لي هاملتون، وهو مُشرّع سابق، عن الحزب الديمقراطي، ويرأس في الوقت الراهن مركزاً دولياً للدارسين، قوله، إن بوش لم يقدم أدلة تثبت أن صدام يمثل تهديداً آنياً للولايات المتحدة.
لكن بوش استطاع أن يُصور صدام كشخص شرير، وأن يشوه سمعته لدى الرأي العام، بحسب الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن كينيث بولاك، وهو خبير في شؤون العراق، قوله إن الجدل يجب أن يتوسع، وأن يطرح سؤال مفاده هل ينبغي مهاجمة العراق، بدلاً من كيف يمكن مهاجمته.
ويتركز الجدل في الوقت الراهن على الاختيار بين غزو شامل تقوم به أميركا أو هجوم محدود، ويتم تسريب بعض المعلومات المتضاربة بهذا الشأن بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
ومن الجانب الرسمي عبرت الإدارة عن استيائها من تسريب المعلومات، ويقول مراقبون سياسيون إن الإدارة تحاول التشويش على الآخرين، وتغطية الأخطاء والمعلومات التي تم تسريبها سابقاً، بحسب الصحيفة.
ونسبت نيويورك تايمز الى كينيث والتز، الذي يعمل أستاذاً للعلوم السياسية في جامعة كولومبيا، قوله إن الحديث عن احتمالات متعددة، سيربك صدام ويضعه في موقف صعب.

--- فاصل ---

وضمن هذا السياق ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها لهذا اليوم، أن نجاح رؤساء الولايات المتحدة في خوض حروب خارجية يعود الى التزامهم بمجموعة من الأسس الديمقراطية، من خلال الحصول على موافقة الكونغرس، واستنفاذ الجهود الدبلوماسية، وخوض الحرب سوية مع حلفاء لأميركا.
وتابعت الصحيفة أن بوش يبدو وكأنه يحاول تجاوز هذه الأسس، في سعيه لإطاحة صدام، وهو خطأ سيلحق الضرر بالولايات المتحدة ومصالحها، حتى قبل أن تبدأ الحرب.

اقترحت الصحيفة بعض الخطوات التي يجب على بوش اتخاذها ليضمن تأييد الرأي العام الأميركي والعالمي، منها الحصول على موافقة الكونغرس، وفك العزلة التي تعانيها الولايات المتحدة فيما يخص الهجوم على العراق، وإقامة تحالف واسع ومتين.
وترى الصحيفة أيضاً أن تشكيل حكومة عراقية مناسبة بعد انتهاء الحرب، يمثل تحدياً جدياً، ويتطلب وضع قوة حفظ سلام دولية في العراق، والإشراف على إعادة تعمير البلد.

وتضيف الصحيفة أن الوقت ملائم لأن تتوجه الولايات المتحدة نحو توحيد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حول مطلب يتلخص في أن يوافق العراق كلياً، على إعادة مفتشي الأسلحة أو أن يتحمل نتائج هجوم عسكري محتمل.
وبغض النظر عما سيحققه مثل هذا التحرك الدبلوماسي، إلا أنه جدير بالمحاولة، بحسب الصحيفة التي أضافت، أن العراق يمتلك أسلحة بيولوجية وكيماوية وربما لن يتردد صدام في استخدامها في محاولة يائسة للحفاظ على نظامه.

--- فاصل ---

على صعيد ذي صلة، نشرت صحيفة واشنطن بوست، مقالا ًكتبه، بيتر غالبريث Peter W. Galbraith، وهو سفير أميركي سابق، ويعمل أستاذا في الكلية الحربية في الوقت الحاضر، وقد عاد لتوه من زيارة قام بها الى شمال العراق.

يقول كاتب المقال هناك أربعة ملايين كردي، يعيشون في منطقة شمال شرق العراق، تحميها طائرات أميركية وبريطانية، تقوم بطلعات جوية منظمة في سماء المنطقة، منذ عام 1991.

وقد انقسمت المنطقة عملياً منذ عام 1994، الى جزأين يدير أحدهما الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يقوده مسعود بارزاني، والآخر الإتحاد الوطني الكردستاني، الذي يقوده جلال طالباني، وبعد قتال حدث بينهما أواسط التسعينات توصل الطرفان الى إقامة سلام وتعاون مشترك، تصاعد في مجرى مساعي إطاحة صدام، بحسب ما جاء في واشنطن بوست.

تابعت الصحيفة أن الكرد يمتلكون قوة عسكرية جيدة، ولديهم مطارات محلية، ستساعد القوات الأميركية في الهجوم على بغداد، ويصل عدد القوات الكردية مجتمعاً الى 100 ألف مقاتل، مجهزون بأسلحة خفيفة ويتميزون بالانضباط.

وتطرقت الصحيفة الى ما تعرض له الكرد من مآسي منذ مجيء حزب البعث وصدام الى السلطة، ولأن الكرد قريبون من بغداد، فهناك احتمال كبير أن يستخدم صدام أسلحته الكيماوية والبيولوجية ضدهم، لذلك فانهم يطالبون بضمانات صريحة لحمايتهم، وسيحتاجون الى مضادات حيوية، وأقنعة ومواد للحماية من الأسلحة الكيماوية.
ويسعى الكرد الى توضيح وجهة نظرهم بشأن عراق ما بعد الحرب، بحسب ما جاء في صحيفة واشنطن بوست.
ويعتّد الكرد بالمنجزات التي حققوها في وقت قصير نسبياً ويعتقد كاتب المقال أن الكرد سيطالبون بالمحافظة على الاستقلال الذي يتمتعون به عملياً، على أساس قيام نظام فدرالي في العراق، من كيان عربي وآخر كردي.
وفي هذا الصدد يتخوف جيران العراق من الفدرالية، باعتبارها مقدمة لتجزئة البلاد، بينما يعتقد كاتب المقال أن هذا الحل، الذي يمثل وحدة طوعيه بين شعبين متساويين في الحقوق، ربما يكون الوحيد لضمان وحدة العراق.

--- فاصل ---

وفي سياق الموضوع نفسه نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقاً أرسله جون برنز، من برده قارمان، في محافظة السليمانية في شمال العراق تضمن مشاهدات ولقاءات أجراها مع مواطنين هناك.

يقول كاتب التحقيق أنه التقى عمر عثمان صديق، الذي كان يعيش في مدينة كركوك، حيث سبقه أجداده في العيش فيها لعدة قرون، لكنه اضطر فيما بعد أن يغادر المدينة مع عائلته، ليسكن في منطقة تحت سيطرة الإدارة الكردية في برده قارمان.

تابع الكاتب، أن ترحيل عمر صديق وعائلته، تم وفقاً للقرار 199 الذي أصدره صدام حسين، الذي يهدف الى تطبيق سياسة التطهير العرقي، تحت شعار تصحيح القومية.
وأضاف أن الكرد وألاقليات القومية الأخرى، يجبرون على تصحيح ما يزعم أنه خطأ تم في السابق، وعليهم أن يطلبوا إعادتهم الى قوميتهم الأصلية أي العربية.

وتطبق هذه السياسة ضد الكرد أساساً، بحسب الكاتب، الذي أضاف أنها تشمل أيضاً الأرمن والآشوريين والكلدان والتركمان وآخرين، ويتعرض من يقاوم هذه السياسة الى عقوبات شديدة.

ونقل الكاتب عن رزكار علي وهو موظف كردي مسؤول عن إعادة إسكان المرحلين، أن نسبة الكرد في محافظة كركوك كانت 54 بالمئة عام 1954، بينما تصل الى حوالي 25 بالمئة الآن.
ويعتقد رزكار علي أن موضوع التعريب سيصبح مشكلة لأية حكومة مقبلة، حتى إذا تغير النظام العراقي، وأكد أن الكرد سيطالبون بحقوقهم واعادة ممتلكاتهم.

وختم كاتب المقال حديثه بقول عمر صديق أنهم مقتنعون بأن بوش سيعيدهم الى كركوك ولكنهم يطلبون منه، أن يسرع في ذلك.

على صلة

XS
SM
MD
LG