روابط للدخول

خبر عاجل

أوضاع الآشوريين في الشمال / الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في المناطق الخاضعة لبغداد


في تحقيق لها من العراق تحدثت صحيفة أميركية عن أوضاع الآشوريين في الشمال، فيما تناولت صحيفة بريطانية الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في المناطق العراقية الخاضعة للسلطة المركزية. التفاصيل في العرض التالي الذي أعدته وتقدمه (ولاء صادق).

نشرت صحيفتان هما فاينانشال تايمز وسان فرانسيسكو كرونكل تقريرين عن العراق وفي ما يلي نقدم لكم سيداتي وسادتي اهم ما ورد فيهما:

في عددها الصادر في الحادي والثلاثين من الشهر الماضي، كتبت رلى خلف عن شارع المتنبي في بغداد، حيث يبيع الناس كتبهم المستعملة كي يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم. وقد انطلق سوق الكتب المستعملة هذا في عام 1993 ثم راح يتوسع مع تدهور الوضع الاقتصادي كما اشار التقرير الذي نقل عن احد باعة الكتب قوله انه سوق المثقفين. علما ان وضع هذه الطبقة بالذات تدهور الى حد بعيد بعد ان كانت تعيش في حالة يسر في السابق. وبدلا عن مقاومة النظام راحت تقاوم هذه الطبقة وضعها الاقتصادي البائس وكما اشار التقرير الذي ذكر بان اقتصاد العراق القائم على الثروة النفطية كان من افضل الاقتصادات في العالم الا انه يعاني الان من تدهور شديد بسبب الحرب مع ايران في الثمانينات وبسبب هزيمته في حرب الخليج بعد اجتياح العراق الكويت، لا سيما مع العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليه والتي سببت انتشار سوء التغذية وانهيار الخدمات الصحية.

ثم ومع تخفيف العقوبات في عام 1996 واقرار برنامج النفط مقابل الغذاء راح العراق يستأنف تصدير نفطه ويستورد الاغذية والادوية. ثم وكما تابع التقرير راح العراق يهرب النفط خارج اطار البرنامج مما ساهم في دعم النظام من خلال تزويده بالنقد بشكل منتظم. ثم ذكر التقرير بان القيود شجعت بعض القطاعات في العراق على الاعتماد على النفس ونقل عن مسؤولين ان الزراعة توسعت وان جزءا من ناتجها يخصص للتصدير.

ثم ذكر التقرير ايضا باخر تغيير ادخل على نظام العقوبات بهدف تسهيل تدفق البضائع الانسانية الا انه لاحظ انه لم يحسن الوضع الا قليلا، لا سيما مع تراجع مبيعات النفط العراقي في الاشهر الاخيرة بسبب خلاف مع الامم المتحدة حول مسألة التسعير.

--- فاصل ---

ونقل تقرير صحيفة فاينانشال تايمز عن كرستوفر كلين بيكمان منسق البرنامج لمنظمة اليونسيف في بغداد قوله ان وكالات الامم المتحدة متفقة على ان القطاع الذي عانى من الانهيار اكثر من غيره ولم يشهد اي تحسن هو قطاع التعليم. علما ان العراق كان يفخر في الماضي بمستوى التعليم في البلاد ويشمل ذلك النساء. بينما تقدر منظمة اليونسيف الان ان ثلاثين بالمائة من الاطفال وغالبيتهم من الفتيات لا يترددون على المدارس بشكل منتظم. ثم اضاف التقرير بالقول إن الانترنيت ادخلت الى البلاد قبل عام ونيف الا انها تخضع للرقابة وكلفتها عالية جدا بالنسبة لمن يريد استخدامها. كما ان البطالة منتشرة مما يدفع الشباب العراقي الى البحث عن عمل في دول مثل اليمن وليبيا.

ثم لاحظت كاتبة التقرير ان اثر العقوبات الاقتصادية على العراق يظهر واضحا في التناقض بين وضع الاطفال الذين يبيعون الخضروات ويعملون في صباغة الاحذية وبين ما ينتشر في بغداد من مطاعم فخمة ومن محلات ضخمة في منطقة عرصات الهندية وهي مركز الطبقة الجديدة من التجار. وتابع التقرير بالقول إن عمال الاعانة الانسانية والدول المجاورة للعراق يخشون من اثار هذا الوضع على شباب العراق على المدى البعيد. فالشباب يائس ويرغب في التواصل مع العالم الخارجي وفي السفر وفي قراءة الكتب الجديدة. الا انهم وبسبب معاناتهم، يشعرون بالغضب من جهة اخرى على الغرب. وانتهت كاتبة التقرير بنقل قول احد العاملين في مجال الاعانة الانسانية وهنا اقتبس " عندما تهين امة تحصل على رد فعل عنيف. وهذا البلد يشعر انه مهان " نهاية الاقتباس.

--- فاصل ---

أما سان فرانسيسكو كرونكل فنشرت في عددها الصادر في الثاني من آب تقريرا عن وضع الاقليات في شمال العراق وخاصة الاقلية الاثورية. وتحدثت عن شخص يدعى نارسي ديفيد وهو خبير من اصل اثوري في الاطعمة والخمور يعمل في الولايات المتحدة ويتردد على شمال العراق لزيارة مشاريع انسانية عديدة تمولها جمعية مساعدة الاثوريين في اميركا التي يرأسها. وقال التقرير ان ديفيد يدخل شمال العراق عبر دمشق ثم الصحراء الى مدينة القامشلي السورية ثم عبر دجلة الذي يقطعه في قارب. ويقول ديفيد انه ما ان يعبر النهر حتى يرى لوحة كبيرة كتب عليها بالانكليزية " اهلا بكم في كردستان العراق.

ونقل التقرير عن ديفيد قوله ايضا ان الاكراد المسلمين والاثوريين المسيحيين يتعايشون بشكل جيد في شمال العراق وان الاخيرين يحتلون خمسة بالمائة من المقاعد في البرلمان الكردي. ونقل عنه قوله ايضا ان ما في اربيل وهي اقدم مدينة في العالم، من مواد غذائية يفوق ما في اسواق العراق الذي يقع تحت حكم صدام كله. وقوله ايضا ان كل شخص في شمال العراق يخشى الموت لو توقفت طائرات التحالف عن طلعاتها بسبب تقارب مع صدام حسين. ثم ذكر التقرير بانتفاضة الاكراد إثر حرب الخليج والتي حثهم عليها الرئيس بوش السابق ثم تخلى عنهم وتركهم لرحمة صدام هم والاثوريين.

--- فاصل ---

واورد تقرير الصحيفة ايضا قول الخبير الفرنسي Gerard Chaliand بان منطقة كردستان تقوم على تناقض بين كونها تحت الحماية الدولية وكونها تتطور بسبب معاناة عدوها نظام صدام حسين. كما اشار الى امل الخبير الفرنسي في ظهور سلطة جديدة تنهي وضع الاكراد كضحايا يتحتم عليهم النزوح، وهو امر ينطبق ايضا على الاثوريين الذين عانوا هم الاخرون من النزوح ومن المجازر المنسية. وذكر التقرير بان الاثوريين انتشروا في انحاء العراق وايران وتركيا بعد سقوط الحضارتين الاشورية والبابلية في القرن السادس قبل الميلاد واعتنقوا المسيحية في القرن الاول الميلادي. ثم تعرض الاثوريون هم والارمن الى الذبح على يد الاتراك في بداية القرن العشرين وهرب من تبقى منهم الى بغداد وخسروا ثلث عددهم في الطريق. ثم ما لبثوا ان تعرضوا الى مذبحة اخرى في عام 1933 على يد العراقيين.

وتابع التقرير ان ثلاثة ملايين اثوري يغادرون مراكز تواجدهم الاصلية في شمال العراق في اتجاه مختلف انحاء العالم. واكبر مراكز تجمعهم هي مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة ثم تورلوك.

واشار التقرير الى ان ديفيد وغيره من الاثوريين الاميركيين يفعلون ما في وسعهم لتقديم المساعدة الى الاثوريين في العراق اذ منح احد اطباء الاسنان وهو عاشور مراد خان 81 الفا من بذور الاشجار المثمرة كي تزرع في الشمال. كما بنت جمعية مساعدة الاثوريين التي انشئت بعد حرب الخليج مدارس ومنازل وكنائس في شمال العراق وهي توفر الماء والمولدات والكتب وتدفع مرتبات المعلمين والرعاية الصحية، وكما ورد في تقرير صحيفة سان فرانسيسكو كرونكل.

على صلة

XS
SM
MD
LG