روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثالث: مساعي الإدارة الأميركية لإزاحة صدام حسين عن الحكم في العراق


(فوزي عبد الأمير) أعد ملفاً يتضمن تقريراً كتبه مراسل إذاعة أوروبا الحرة في واشنطن تناول آراء بعض الخبراء حول مساعي الإدارة الأميركية لإزاحة الرئيس صدام حسين عن الحكم في العراق، إضافة إلى آراء وشهادات خبراء آخرين نقلتها وكالات أنباء غربية.

منذ يوم الاربعاء الماضي، ولجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، تواصل جلسات الاستماع، حول مساعي الادارة الاميركية لازاحة الرئيس صدام حسين عن الحكم في العراق.
في هذا السياق، كتب مراسل اذاعة اوروبا الحرة في واشنطن، اندرو تَـللي، تقريرا نقل فيه اراء بعض الخبراء، بينهم ريتشارد بتلر، الرئيس السابق للجنة التفتيش عن الاسلحة في العراق، كما نقلت ايضا وكالتا اسوشيتدبرس ووكالة الصحافة الالمانية للانباء، اراء وشهادات خبراء آخرين، نعرض لحضراتكم فيما يلي ابرز ما جاء فيها.
مراسل اذاعة اوروبا الحرة يبدأ تقريره، بالاشارة الى ان الرئيس السابق للجنة الامم المتحدة، المكلفة بازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية، ريتشارد بتلر، ذكر في حديثه امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، يوم الاربعاء الماضي، انه باستطاعة روسيا ان تلعب دورا مهما لمنع وقوع الحرب بين الولايات المتحدة والعراق، وذلك عن طريق اقناع صدام، بالموافقة على عودة مفتشي الاسلحة الدوليين الى العراق.
ويضيف بتلر قائلا، ان موسكو وبدرجة اقل باريس، تعرقلان جهود مجلس الامن لإعادة مفتشي الاسلحة الى العراق. فروسيا اعلنت سابقا، خلال فترة رئاسة بوريس يلتسن، ان مصالحها مع العراق اكبر بكثير من مصالحها مع الامم المتحدة.
اما في الوقت الراهن، فان بتلر يقترح ان يساهم الرئيس فلاديمير بوتن، في الجهود التي تبذل لاعادة المفتشين الى العراق.

"اذا استطعنا ان نجعل روسيا تعمل معنا بشكل جدي، من اجل اقناع العراق، بان الوضع هو كالتالي: اما السماح باجراء تفتيش جدي عن الاسلحة في العراق، او سيقع النظام في متاعب حقيقية، حينها ستكون هناك فرصة لتجنب الضربة، ولكن بدون بذلك لن تكون هناك أي فرصة"

واضاف بتلر انه اذا سمح لمفتشي الاسلحة الدوليين، العمل بحرية في العراق، فانهم سيتمكنون من تجريد صدام فعليا من جميع اسلحة الدمار الشامل.

--- فاصل ---

وينقل مراسل اذاعة اوروبا الحرة، في تقريره، رأي خبيرين آخرين ادلوا بارائهم، في جلسات الاستماع، امام مجلس الشيوخ الاميركي، وهم خضر حمزة، الذي كان يعمل مهندسا في منظمة الطاقة الذرية العراقية، قبل مغادرته العراق، وانتوني كوردسمان، الخبير في شؤون العراق، في مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن.
حمزة اشار في شهادته، الى ان صدام عبأ المهندسين العراقيين، بعد حرب الخليج، لاعادة بناء محطات الطاقة وشبكات الهاتف ومرافق اخرى، ضمن البنية التحية في العراق. وبعد ذلك استخدمهم، كمقاولين مدنيين، في بناء المرافق اللازمة لمواصلة برنامج تطوير اسلحة الدمار الشامل.
ويضيف حمزة، ان صدام استخدم المؤسسات المدنية كغطاء لبرنامجه التسلحي. ويعطي مثالا على ذلك بان الكومبيوتر الذي كان يستخدمه العاملون في منظمة الطاقة الذرية في العراق، لتصميم الاسلحة النووية، كان موجودا في مستشفى صدام. وعليه يمكن للنظام ان يدعي ان هذه الاجهزة هي للاستخدامات المدنية.

أما كوردسمان فيقول:
"في الوقت الذي تمكنت فيه العقوبات الدولية من إيقاف عمليات استيراد الاسلحة، لاحظنا ان العراق نجح في ادارة شبكة استيراد فعاله، وظفها لخدمة برنامج بناء اسلحة الدمار الشامل كما وصفها السفير بتلر والدكتور حمزة. والنقطة المثيرة في هذا المجال، هو تدفق المزيد من الاسلحة الى العراق، عبر سوريا قادمة من شرق ووسط اوروبا".

--- فاصل ---

ويشير مراسل اذاعة اوروبا الحرة، الى انه هناك اتفاق جماعي بان صدام يعمل على تطوير اسلحة نووية، ولكن لا يوجد رأي واحد بشأن النجاح الذي يمكن ان يحققه صدام بهذا الشأن ومتى سيتم ذلك.
وينقل تيلي، عن بتلر قوله، إن العراق يحاول منذ عشرين عاما، امتلاك هذا النوع من الاسلحة، وكثفت بغداد من جهودها في هذا المجال قبل اندلاع حرب الخليج، التي وضعت حدا لهذه الجهود. ويضيف بتلر ان صدام كان آنذاك على وشك النجاح في انتاج القنبلة النووية، ولم يفصله عنها سوى ستة اشهر من الزمن.
بتلر يعتقد ايضا ان العراق استغل عدم وجود مفتشي الاسلحة الدوليين في السنوات الاربع الماضية، لاعادة بناء برنامجه للتسلح النووي، وان صدام يمتلك الخبرة والوسائل الازمة لانتاج قنبلة نووية، لكن اعرب عن عدم علمه فيما لو تمكن صدام من الحصول على المادة الانشطارية الضرورية لتصنيع القنبلة.
"ربما اجهزة المخابرات في الغرب وفي روسيا (وانتم تعلمون لماذا اذكر روسيا بالتحديد)، ربما هذه الجهات تعرف الجواب على ذلك السؤال".

بتلر ذكر ايضا، انه يرى عدم وجود دليل على ان صدام قام بتزويد منظمات ارهابية، مثل شبكة القاعدة، باسلحة الدمار الشامل، لان هذا كان سيؤدي الى اضعاف قوته، حسب رأي الرئيس السابق للجنة الامم المتحدة، للتفتيش عن الاسلحة في العراق

--- فاصل ---

في السياق ذاته بثت وكالة اسوشيتدبرس للانباء، تقريرين اشارت فيهما الى ان المحللين المختصين بالشأن العراقي، ذكروا، يوم امس الخميس، امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، ان عراق ما بعد صدام حسين، سيقع في حالة من الفوضى، اذا لم تأخذ الولايات المتحدة، ودول اخرى، على عاتقها عملية اعادة اعمار البلاد.
وقالت فيبي مار وهي كاتبة متخصصة في شؤون الشرق الاوسط، امام لجنة العلاقات الخارجية، إن الولايات المتحدة، ستتحمل مسؤولية الاطاحة بالقيادة الحالية في العراق، وان على واشنطن ان لا تتوقع ان يكون الثمن بخسا.

بينما اشار رئيس اللجنة السيناتور جوزيف بيدن، ان الولايات المتحدة، لا ترضى ان تستبدل الطاغية بالفوضى، وان الشعب العراقي، الذي عاني طويلا من نظام صدام، لابد له ان يعلم ان تغيير النظام سيكون في صالحه، وكذلك يجب ان تعلم الدول المجاورة للعراق، والشعب الاميركي ايضا.
كما اشارت اسوشيتدبرس الى ان اعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، يعون تمام بان التخطيط لعراق ما بعد صدام يجب ان يتم قبل البدء باي حملة عسكرية، وفي هذا السياق اقترحت رند رحيم مديرة المعهد العراقي في واشنطن... ان تعمل الحكومة الاميركية، مع مجموعات المعارضة العراقية، على ايجاد الشخصيات المناسبة لشغل المناصب الاساسية، في حكومة ما بعد صدام.
كما استبعدت رند وكذلك مار ان يتعرض العراق للتقسيم الى مناطق يسيطر عليها الشيعة واخرى تابعة للاكراد، وثالثة للسنة.
وأضافت مار ان احتلال القوات الاميركية للعراق، سيوفر افضل فرصة للمحافظة على القانون، ولاعادة بناء النظام السياسي في البلاد. لكنها اشارت ايضا ان هذا سيتطلب الكثير، داعية الى التعاون بين الولايات المتحدة وحلفائها في هذا الشأن.
وكالة الصحافة الالمانية للانباء، اهتمت ايضا بشهادة رند رحيم وفيبي مار، امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، ونقلت عن رند أسفها من ان التركيز منصب في الوقت الراهن، على التفكير في تفاصيل العلميات العسكرية، دون الالتفات الى ما يجب القيام به في مرحلة ما بعد انتهاء العمليات العسكرية.

وأكدت رند ان الوضع في العراق، في اليوم التالي للاطاحة بنظام صدام، سيعتمد على الخطاب الذي توجهه الولايات المتحدة الى العراقيين قبل البدء بالعمليات العسكرية، حول النوايا الاميركية، ورؤيتها للعراق في مرحلة ما بعد صدام. خاصة وان العراق سيمر في تلك المرحلة، بفترة من الفراغ السياسي والاداري، متوقعة ان يلجأ اغلب المسؤولين العراقيين الحاليين الى الاختفاء او الفرار من العراق، خلال الاسابيع او الاشهر الاولى، من التغيير في العراق.

--- فاصل ---

واخيرا تنقل وكالة اسوشيتدبرس للانباء، اقوال كاسبر واينبركر، وزير الدفاع الاميركي السابق، في عهد الرئيس ريكن، امام لجنة العلاقات الخارجية.
واينبركر حث على القيام بعمل عسكري سريع وحاسم لازاحة صدام عن السلطة.
اما صموئيل بيركر، مستشار الامن القومي للرئيس الاميركي السابق، بيل كلنتون، فقد دعا الى دراسة عدة محاور منها التأثيرات التي ستخلفها العمليات العسكرية ضد العراق، على الدول المجاورة له، ومن ستكون الشخصية التي ستخلف صدام، وكم ستحتاج الحكومة العراقية في مرحلة ما بعد من مساعدات، محذرا من ان تنفيذ العملية بشكل غير صحيح، سيسفر عن نتائج اسوأ بكثير من بقاء صدام.
وتختم وكالة اسوشيتدبرس تقريرها بالاشارة الى ان اوساط عالمية عدة، اعربت عن قلقها من امكانية ان تشن الولايات المتحدة حربا ضد العراق، وتنقل عن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، في تصريحات نشرتها يوم امس صحيفة الحياة اللندنية، انه وصف التفكير بضرب العراق، بأنه عمل غير حكيم، وبعيد عن سياسات الامم المتحدة.

على صلة

XS
SM
MD
LG