روابط للدخول

خبر عاجل

الحملة العسكرية ضد العراق بين مؤيد ومعارض


(ولاء صادق) تعرض لتحليل نشرته صحيفة بارزة وتقرير بثته وكالة أميركية تناول الاثنان الشأن العراقي ومدى تأييد الأميركيين لشن حملة عسكرية ضد العراق، وتصاعد تحدي بغداد للولايات المتحدة وتعبئة الرأي العام ضد الحملة العسكرية المحتملة.

نشرت صحيفة كرستيان ساينس مونيتور تحليلا يتعلق بالشأن العراقي وبثت وكالة رويترز للانباء تقريرا يتعلق بالعراق ايضا وفي ما يلي سيداتي وسادتي عرض لما ورد فيهما:

تحليل كرستيان ساينس مونيتور تناول مدى تاييد الاميركيين لشن حرب على العراق وقال انهم يؤيدون كون النظام العراقي شريرا ويراه بعضهم اكثر خطرا من اسامة بن لادن الا انهم يترددون في تأييد شن حرب عليه. واعتمد التحليل في استنتاجه هذا على نتائج استطلاعات اراء اظهرت ان الاميركيين يعتقدون ان على الرئيس بوش ان يطرح القضية الخاصة بالعراق بشكل اوضح بهدف تعبئة الراي العام خلف شن الحرب وان يقدم ادلة اكبر على ما يمثله العراق من خطر بسبب اسلحة الدمار الشامل والارهاب بهدف انشاء تحالف عسكري دولي ضده.

ونقل التحليل عن جيمس توربر وهو استاذ في الجامعة الاميركية قوله إن الرئيس بوش يحذر صدام على الدوام الا انه لا يتمتع بدعم المجموعة الدولية لشن حرب عليه كما لا يتمتع بدعم الراي العام.

وطرح التحليل ايضا نتائج استطلاعات اراء اجرتها مؤسسة غالوب في شهر حزيران الماضي واظهرت ان 59 بالمائة من الاميركيين تؤيد ارسال قوات الى منطقة الخليج لاسقاط صدام. الا ان اكثر من نصف الاميركيين اشاروا الى انهم سيؤيدون شن حرب على العراق لو تمكنت الولايات المتحدة من الحصول على دعم الحلفاء.

ثم اورد التحليل قول اندرو كوهوت مدير مركز بيو للابحاث إن الاميركيين يفضلون التعامل مع الاشرار في العالم من خلال تحالف. الا ان الحصول على دعم الحلفاء الاوربيين كما تابع التحليل انما يعتمد على تقديم ادلة واضحة على ارتكاب العراق تجاوزات. اذ تعتقد الغالبية العظمى من الناس في اميركا وفي بريطانيا وفي ايطاليا وفي فرنسا ان التأكد من تطوير العراق اسلحة دمار شامل نووية وكيمياوية وبيولوجية سيكون مبررا لشن حرب عليه. كما يرى الاميركيون ان اثبات مشاركة بغداد في هجمات الحادي عشر من ايلول الارهابية سيكون مبررا ايضا لشن هجوم عليه.

--- فاصل ---

واورد تحليل كرستيان ساينس مونيتور قول كينيث كاتزمان الخبير في الشؤون العراقية في قسم الابحاث التابع للكونجرس عن ان عدم ايضاح الخطر المباشر الذي يمثله صدام يقلل من تأييد الراي العام علما ان الاميركيين لا يشعرون بوجود خطر مباشر حاليا كما يفضلون الانتظار حتى تهدأ الامور في الشرق الاوسط.

واشار التحليل الى ان الرئيس بوش يدرس خطة حرب يشارك فيها 250 الف رجل من القوات الاميركية في هجوم جوي وبري وبحري على العراق بينما يفضل سبعة من كل عشرة اميركيين استخدام القوة الجوية فقط وفقا لنتائج استطلاع للاراء اجري في شهر آذار الماضي.

ثم اضاف التحليل ان الراي العام الاميركي والعسكريين انفسهم يتساءلون عما اذا كانت واشنطن قد فكرت في خططها بعمق وحددت اهدافا واضحة لمستقبل العراق.

ثم نقل التحليل عن الكولونيل ديفيد ترتلر وهو خبير ستراتيجي في مدرسة الحرب الوطنية اعتقاده ان هناك نوعا من التردد بين اوساط الجيش الاميركي ازاء مهاجمة العراق وتأكيده ان طرح رؤية سياسية خاصة بالعراق يجب ان يسبق شن حرب عليه.

ثم نقل التحليل ايضا قول فريد غرينستاين من جامعة نيو جيرسي إن كل هذه التحفظات ترجح ان يؤجل الرئيس بوش حملته العسكرية ضد العراق وربما سيخلق استمرار رفض العراق السماح بعودة المفتشين تحالفا دوليا لاسقاط صدام. او ربما سيلجأ الرئيس بوش على حد تعبيره الى وسيلة اقل اثارة للجدل اي تدبير عملية سرية لاسقاط صدام لا سيما بعد ما ذكر عن انه خول وكالة المخابرات المركزية والقوات الخاصة الاميركية باستخدام القوة لتحقيق هذا الهدف.

--- فاصل ---

اما وكالة رويترز للانباء فبثت امس تقريرا كتبه مراسلها نديم اللاذقي من عمان افاد فيه بان العراق يصعد من تحديه الولايات المتحدة مع اقرار الاخيرة انها ما تزال تفكر في كيفية اسقاطه. كما تحاول بغداد تعبئة الراي العام ضد اي هجوم محتمل عليها كما ظهر واضحا في التصريحات التي رافقت الاحتفال بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين للثورة التي جاءت بحزب البعث الى الحكم في العراق.

وتعرض التقرير الى مواقف الدول الاخرى من شن حرب على العراق ومنها روسيا التي تقف بشدة ضد عمل عسكري وصرح وزير دفاعها سيرجي ايفانوف بانه يمكن التخفيف من المخاوف الناجمة عن اسلحة الدمار الشامل عن طريق الدبلوماسية قائلا إن روسيا ستعارض اي عمل عسكري منفرد ضد العراق دون موافقة مجلس الامن التابع للامم المتحدة.

اما فرنسا فحث وزير خارجيتها دومينيك دو فيلبان بغداد على اعادة المفتشين دون شروط خلال لقائه مع رئيس لجنة الانموفك هانز بليكس كما دعا الى استمرار الحوار. ونقل تقرير وكالة رويترز عن بيان لوزارة الخارجية الفرنسية يوم الثلاثاء قوله إن عودة المفتشين امر اساسي وسيكون من الافضل لو وافق العراق عليها دون تأخير.

ثم ذكر التقرير بتصريح الرئيس بوش الاسبوع الماضي بان واشنطن ستستخدم جميع الوسائل المتوفرة لاسقاط صدام وبتأكيد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان صدام ما يزال يطور اسلحة دمار شامل وقوله ايضا بان كيفية التعامل مع هذا الخطر هو ما يزال سؤالا مطروحا.

ثم ذكر التقرير بما اقر به نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفويتز بعد محادثات اجراها مع رئيس الوزراء التركي بلند اجيفيت بان تركيا التي تعارض عملا عسكريا ضد العراق لها مصالح كبيرة وشرعية في العراق. علما ايضا ان دعم تركيا مهم جدا بالنسبة لحملة اميركية على بغداد.

ونقل التقرير عن وولفويتز قوله يوم الاثنين ان واشنطن تسعى الى تغيير النظام في العراق الا انها لا خطط لديها لكيفية تنفيذ ذلك. اما عن وزير الخارجية العراقي ناجي صبري فنقل التقرير قوله يوم الاثنين ايضا وهنا اقتبس " سنقطع راس اي شخص يضع يده على حدودنا ". اما الدبلوماسيون في المنطقة فيقولون ان هجوم الولايات المتحدة على صدام هي مسألة وقت فقط وان احدى مشاكل واشنطن هي عدم فعالية المعارضة العراقية في الخارج كي تكون بديلا حيويا لنظام صدام. علما ان العسكرييين العراقيين عقدوا مؤخرا اجتماعا في لندن وانتخبوا مجلسا لتمثيلهم في الجهود الهادفة الى اسقاط صدام الا انهم لم يثبتوا ان لهم نفوذا داخل العراق كما ذكر التقرير الذي اورد قول دبلوماسي من عضو دائم في مجلس الامن لوكالة رويترز ان الهجوم الاميركي مسألة وقت فقط وانه يمكن ان يقع في اي وقت قريب مثل تشرين الاول المقبل.

على صلة

XS
SM
MD
LG