روابط للدخول

خبر عاجل

تعيين منسق جديد يتبع البيت الابيض لإدارة ملف العراق


توشك الإدارة الأميركية على تعيين منسق يتولى إدارة ملف العراق. لكن المنسق الجديد سيتبع البيت الابيض وليس الخارجية الأميركية كما كان الأمر في السابق. صحيفة بوسطن غلوب قالت ذلك واعتبرت أن ارتباط المنسق الجديد في حال تعيينه بالبيت الأبيض يعني أن الإدارة الأميركية عازمة على إخراج ملف العراق من يد وزارة الخارجية الأميركية. (اياد الكيلاني) يعرض للمقال المنشور في بوسطن غلوب.

في تقرير لها أمس الأربعاء من واشنطن تقول صحيفة Boston Globe الأميركية إن إدارة الرئيس بوش توشك على تعيين منسق مكلف بتوحيد السياسة الأميركية تجاه المعارضة العراقية، وهي السياسة التي تصفها مختلف فئات المعارضة بأنها مجزأة بشكل مؤسف بين وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين ووكالة الاستخبارات المركزية.
وتنسب الصحيفة إلى أحد مسئولي البيت الأبيض قوله إن التعيين ربما يتم خلال أسابيع قليلة، وتنسب أيضا إلى محللين قولهم إن مثل هذه الخطوة ستعتبر إشارة إلى مدى جدية الولايات المتحدة في التحرك نحو تنفيذ نواياها المعلنة المتعلقة بإطاحة الرئيس العراقي صدام حسين.
مسؤول البيت الأبيض – الذي طلب عدم ذكر اسمه، بحسب الصحيفة – تابع قائلا إن المنسق سيكون الناطق الوحيد باسم حكومة الولايات المتحدة مع المعارضة العراقية.
مسؤولون آخرون – استنادا إلى التقرير – يتوقون أن المنسق الجديد سيأتي من وزارة الخارجية الأميركية ولكنه سيتمتع في الوقت ذاته بصلاحيات البيت الأبيض، محققا بذلك المرتبة الضرورية لتخطي الخلافات الحادة القائمة بين وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين.

--- فاصل ---

تقرير الصحيفة الأميركية يؤكد أيضا أن تعيين هذا المبعوث سيكون بمثابة نقطة تحول في سياسة الولايات المتحدة تجاه المنشقين العراقيين، كما سينطوي على إقرار بفشل الجهود المبذولة حتى الآن من أجل تكوين معارضة متماسكة تتمتع بالمصداقية. فوق ذلك سيأتي التعيين ليشير – بنفس القدر من الأهمية – إلى تنامي الإدراك في واشنطن بأن عملية إطاحة صدام حسين ربما تكون الخطوة الأسهل على درب تكوين حكومة جديدة في العراق المتميز بتنوعه الديني والعرقي، ويشير التقرير إلى قناعة المحللين بأن المعارضة لا بد لها من تأدية دور محوري في هذه المهمة، الأمر الذي تحدث عنه مسؤول البيت الأبيض بقوله: هل ترى الحكومة الأميركية حاجة لمعارضة عراقية فعالة يمكنها التعامل معها في المستقبل؟ الجواب هو نعم. وهل توصلنا إلى تحديد هذا التوجه؟ الجواب هو: كلا، لن يتحقق ذلك بعد، إذ لم نتوصل بعد إلى سبيل نهائي للتعامل مع المعارضة العراقية – حسب تعبير المسؤول الأميركي الوارد في التقرير.
وتمضي الصحيفة إلى أن الخلافات داخل الحكومة الأميركية حول التعامل مع المعارضة العراقية تدور حول المؤتمر الوطني العراقي الذي ساهم مسؤولون أميركيون في تأسيسه في أعقاب حرب الخليج. وتذكر الصحيفة أن المؤتمر الوطني برئاسة أحمد الجلبي يتمتع بنفوذ لا يستهان به في كل من الكونغرس ووزارة الدفاع، حيث يعتقد بعض المسؤولين المدنيين أن للمؤتمر الوطني العراقي دور سيلعبه على غرار الدور الذي أسند إلى تحالف الشمال في أفغانستان. غير أن وزارة الخارجية الأميركية منزعجة – بحسب التقرير – من تأييد الكونغرس للمؤتمر الوطني، شأنها في ذلك شأن وكالة الاستخبارات المركزية، وتتفق هاتان المؤسستان على عدم إخفاء امتعاضهما من الجلبي، وتعتبران أنه شخصية مثيرة للتفرقة، كما إنهما تشككان في القدرات العسكرية والاستخبارية للمؤتمر الوطني. وتنسب الصحيفة في هذا المجال إلى مسؤول أميركي كبير سابق قوله: الحقيقة هي أن الكونغرس ملتزم 100% بالجلبي، لكن مصداقية الجلبي في المنطقة هي صفر في المئة، الأمر الذي يثير صعوبات كبيرة في التوفيق بين الحالتين.
أما المؤتمر الوطني العراقي فيشكو من أن وزارة الخارجية الأميركية تعرقل جهوده وتمنعه بالتالي من أداء أي دور فعال داخل العراق.

--- فاصل ---

الخارجية الأميركية تتزعم رغم ذلك – بحسب التقرير – جهودا نشطة من أجل توسيع صفوف المعارضة بين الكرد في الشمال والمسلمين الشيعة الذين يشكلون الأغلبية، والمسلمين السنة الذين يشكلون النخبة الرفيعة في أجهزة صدام حسين العسكرية والأمنية. وبدأ مسؤولون أميركيون يظهرون اهتماما متزايدا بما يسمى مجموعة الأربعة، وتوضح الصحيفة أن هذا التحالف المعارض الجديد يضم الحزبين الكرديين الرئيسيين – الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، إضافة إلى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وحركة الوفاق الوطني العراقي الذي تفضله وكالة الاستخبارات المركزية منذ فترة طويلة لكونه يتمتع بصلات مع النخبة العسكرية في العراق.
ولكن الصحيفة تنبه أيضا الى أن مجموعة الأربعة وعدد من مسؤولي المؤتمر الوطني العراقي يتكون من أن مساعيهم لا تثمر نتيجة صدور إشارات متباينة من الولايات المتحدة.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس بوش لم يتوصل بعد إلى قرار حول الخطة الواجب اتباعها في إطاحة صدام حسين، وأنهم يتوقعون تبلور السياسة الأميركية بشكل أوضح فور اتخاذه هذا القرار. أما الآن – بحسب المسؤولين – فإن الوسيلة الأمثل للتعبير عن السياسة الأميركية ستتمثل في دور المنسق المقترح.
وتخلص صحيفة Boston Globe في تقريرها بالإشارة إلى تعليق David Phillips – الخبير في الشأن العراقي في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، الذي قال:
سيعتمد نجاح المبعوث الجديد على قدراته الذاتية، فإذا عينوا شخصا يتمتع بنفوذ كبير في الإدارة وباحترام قادة المعارضة العراقية، سيكون في الإمكان عند إذ تحقيق الأهداف المرجوة – حسب تعبيره.

على صلة

XS
SM
MD
LG