روابط للدخول

خبر عاجل

الاستعدادات العراقية لمواجهة الهجوم الأميركي المحتمل


نشرت صحيفة (صانداي ميرور) البريطانية أمس الأحد تحقيقاً لمندوبها في بغداد تضمن مشاهداته وانطباعاته عن استعدادات لمواجهة الهجوم الأميركي المحتمل. (شرزاد القاضي) اطلع على التحقيق وأعد العرض التالي الذي يقدمه (محمد إبراهيم).

كتب مارك سدون، تقريراً عنوانه كيف يواجه شعب صدام التهديد بالانقضاض على بلادهم، ذكر فيه أن مدينة بغداد التي تواجه احتمال شن الولايات المتحدة وربما بريطانيا، حملة عسكرية شاملة، تبدو طبيعية بشكل غريب.
ورغم المسافة التي تفصل بغداد عن حدود الأردن فأن الصحفي كما أشار، لم يصادف سوى نقطة تفتيش واحدة، حيث أنجز الجنود المكلفون مهمتهم على عجل. ولولا الفحص الإلزامي لمرض نقص المناعة (الإيدز)، عند عودة الصحفي في طريقه الى الأردن لكان عبور الحدود سهلاً جداً ودون متاعب.

وبهذا الصدد فقد أجاب وزير الصحة العراقي عند سؤاله عن الرجال (المثليين) في علاقاتهم الجنسية، قائلاً، إن هذا الأمر مخالف لعاداتنا وهو غير مقبول. وبحسب الوزير فان العراق شهد خمس حالات فقط من الإصابة بفيروس نقص المناعة (HIV)، وقام الوزير بالتعريف بهوية المصابين.

تابع الصحفي قائلاً، إن ما يبعث على السخرية بالنسبة للدكتاتوريات العسكرية هو تمسكها ببعض الإجراءات البيروقراطية، مثل الحاجة الى مرافقين أغلبهم لا يجيدون اللغة الإنكليزية، لمرافقة الصحفيين أثناء رحلاتهم الى البصرة وبغداد.

أشار التقرير أيضاً الى شخصية الرئيس العراقي صدام حسين، الذي ساعده الأميركيون للسيطرة على السلطة، كما أبقوه في السلطة أثناء الحرب العراقية الإيرانية وهو الآن عدو أميركا الرئيسي بحسب الصحيفة.

ولاحظ الصحفي أن صور صدام موجودة في كل مكان، بما في ذلك مُغَلّف الساعة التي اشتراها في بغداد. عِلماً أن المرافقين شددوا عليه تجنب أخذ صور لقسم من تماثيل وصور صدام المنتشرة في الشوارع والساحات العامة لأسباب غير واضحة.

--- فاصل ---

في السياق ذاته تطرق تقرير صحيفة صنداي ميرور الى أجهزة التنصت المرتبطة بهواتف الغرف في فندق الرشيد، وأشار الى أن التلفزيون مكرس للتمجيد بصدام. وأضافت، أن العراق بلد علماني والنساء فيه سافرات، ويمارس المسيحيون في العراق طقوسهم الدينية في الكنائس، وكان مسموحاً للناس حتى وقت قريب، شراء المشروبات الكحولية بشكل علني من نواديهم المفضلة.

لكن الصحيفة البريطانية أشارت في هذا الصدد الى أن أي معارضة سياسية في العراق تعني القيام بنشاط قد يؤدي الى الموت، كما حدث لشيعة الجنوب وكرد الشمال.

ويعتقد الصحفي أن العراق بلد هو غير ما هو عليه في الظاهر، مشيراً الى ملجأ العامرية الذي قصفته الطائرات الأميركية بالصواريخ أثناء حرب الخليج، حيث قتل أكثر من 400 شخص ولكن الطابق الذي يقع اسفل الملجأ يكشف عن شبكة من الغرف والأبواب الحديدية التي تقود الى مكان غير معروف. وغير واضح للصحفي فيما إذا كان للملجأ أغراض عسكرية غير الحفاظ على المدنيين.

أثناء رحلتهم الجوية الى البصرة، لاحظ الكاتب أن طائرة مقاتلة أميركية حذرت الطيار العراقي من الاستمرار في خرق منطقة الحظر الجوي وطلبت منه العودة، إلا انه أهمل التحذير وواصل طيرانه الى البصرة.

وفي هذا الصدد أشار الصحفي الى أن الطيارين الأميركيين والبريطانيين يقومون بطلعاتهم الجوية في منطقة الحظر دون موافقة الأمم المتحدة، كما أشار أيضاً الى استبدال الأمم المتحدة لنظام العقوبات الاقتصادية الذي تسبب في موت العديد من أطفال العراق (وفقاً لخبراء مستقلين)، بنظام جديد.
ونقل الصحفي مشاهداته لحالات السرطان في الجناح الكئيب لمستشفى الأطفال في البصرة حيث يحتاج المرضى الى علاج كيماوي فعال. وتحدث أيضاً عن حالات تشوه الأطفال بسبب اليورانيوم المخصب جراء القصف الذي تم أثناء حرب الخليج. وتنفي الخارجية البريطانية ربط ارتفاع سرطان الدم لدى الأطفال بحرب الخليج، مستندة بذلك الى عدم وجود نسبة مماثلة في أقسام الأطفال في مستشفيات الكويت.

--- فاصل ---

مضى الصحفي في تقريره قائلاً أن الناس العاديين رحبوا بهم في بغداد، وقد تحدث إليهم أحد الحلاقين بود بالغ وباللغة الإنكليزية قبل أن يصل "المرافق العراقي" الذي تجنب بقية الناس الحديث في حضوره. ولا يتحمس الناس للحديث عن الحكومة العراقية ولكنهم يتناولون القضايا الأخرى بحيوية، خصوصا الموقف البريطاني الذي يعتقدون أنه موال للولايات المتحدة.
نقل الصحفي موقف نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز، الذي قال "إن تاريخنا يمتد الى 8000 عام، ولن يستطع بوش سوى أن يعيد ما فعله معذِبونا في القرن الثالث عشر". ويعتقد الصحفي أن طارق عزيز مخطئ في تقديره لنوايا إدارة الرئيس جورج بوش.

ومضت الصحيفة البريطانية في القول أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، نأى بنفسه قليلاً عن نظيره الأميركي عندما صرح الاسبوع الماضي قائلاً أن السماح للمفتشين الدوليين بالعودة سيبدّل الوضع. ولكن على بلير قبل أن يقدم على عمل عسكري أن يبرهن على أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، وذلك بنشر السجلات التي وعد بنشرها في السابق وفقاً لرأي الصحفي.
وختمت صحيفة صنداي ميرور البريطانية تقريرها بالقول إن طارق عزيز يرغب بشكل جدي في إجراء حوار مباشر مع توني بلير، مقترحة استغلال الفرصة قبل فواتها.

على صلة

XS
SM
MD
LG