روابط للدخول

خبر عاجل

قرار مجلس الأمن بتعديل نظام العقوبات الاقتصادية على العراق


تناولت مجموعة من الصحف الأميركية القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الثلاثاء الماضي بشأن تعديل نظام العقوبات الاقتصادية على العراق. (شرزاد القاضي) اطلع على ما تناولته هذه الصحف وأعد التقرير التالي.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها اليوم السبت، أن زوار بغداد يُقادون الى مستشفى صدام حسين للأطفال، لإلقاء نظرة على الأطفال الذين يعانون من أمراض سببها نقص التغذية، والتي يقول العراقيون إنها نتيجة للعقوبات الاقتصادية الدولية.
وفي هذا الصدد أشارت منظمة يونيسيف التابعة للأمم المتحدة أن أطفال العراق دون سن الخامسة يموتون بمعدلات هي ضعف ما كانت عليه قبل عشرة أعوام.

تقول الصحيفة إن منظر الأطفال يبعث على الأسى، مثلما هو الحال بالنسبة الى البيوت المتداعية والسيارات المستهلكة، لجيل كان ينعم بمستوى من المعيشة والرفاهية مقارب لمعظم دول أوربا. ولكن الصحيفة تستدرك قائلة إن صدام هو سبب المعاناة أكثر مما فعلته العقوبات الاقتصادية.

وبالرغم من العقوبات وكما أشارت الصحيفة في افتتاحيتها، فقد استمر تشييد القصور الفخمة والنصب التي تدل على جنون العظَمة في وقت يعاني فيه الناس من صعوبات العيش، مذكرة أن نظام العقوبات تآكل مع مرور الوقت، خصوصاً بعد تصاعد رغبات روسيا وفرنسا والصين في استئناف العلاقات التجارية مع العراق.

أكد التقرير من جهة اخرى أن الحادي عشر من أيلول، أحدث تغييراً في التحالفات الدولية، فقد تعززت علاقات واشنطن وموسكو، مما خلق أرضية مناسبة لتبني المقترح الأميركي البريطاني بفرض نوع جديد من العقوبات.

وبهذا الصدد فقد وافق مجلس الأمن يوم الثلاثاء الماضي بالإجماع على الخطة الجديدة التي مثلت نصراً دبلوماسياً للولايات المتحدة.

ويتركز موقف العديد من الدول الأوربية والشرق أوسطية في الوقت الراهن، على إعطاء الجهود لإعادة مفتشي الأسلحة الدوليين الى بغداد فرصة جديدة قبل مناقشة شن هجوم عسكري على العراق.

--- فاصل ---

ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز فأن هدف تعديل العقوبات هو تسهيل دخول البضائع المستخدمة لإغراض غير عسكرية الى العراق، أما البضائع ذات الاستخدام المزدوج كمعدات وسائل الاتصال مثلاً فيمكن السماح بها إذا استخدمت لأغراض مدنية فقط. وأضافت الصحيفة أنه سيكون صعباً على صدام القول إن العقوبات هي سبب معاناة شعبه أو على الأقل سيكون صعباً على الآخرين تصديقه.

وجدير بالذكر أن الفكرة السابقة بفرض رقابة مشددة على مراكز التفتيش الحدودية مع تركيا والأردن وسوريا لم تلق النجاح وتم إلغاءها.

ويعطي القرار الجديد واشنطن بعداً أفضل لقيادة الجدل الدائر على المستوى الدولي حول مستقبل النظام العراقي، بعيداً عن الاتهامات السابقة حول الأذى الذي تسببه العقوبات من الجوانب الإنسانية.

وقد تناولت صحيفة واشنطن بوست أيضا،ً وفي عددها الصادر أمس الجمعة موضوع تعديل العقوبات، مشيرة الى أن التعديلات ستكون نعمة لروسيا التي لها حصة الأسد في العقود المبرمة مع العراق.

ويعتقد العديد من المسؤولين في الإدارة الأميركية أن النظام الجديد للعقوبات سيحرم بغداد من حججها السابقة حول معاناة المدنيين، مؤكدين أن تطوير التعاون في هذا المجال على المستوى الدولي بموازاة المفاوضات التي تجريها الأمم المتحدة لإعادة المفتشين الدوليين يشكلان عاملين حاسمين في كسب التأييد الدولي لعملية ضد العراق، أكثر حزماً.

وترى الصحيفة الأميركية أن صدام يزداد قوة، وقد أرسل مع وفده المفاوض الى نيويورك قائمة بالشروط التي سيسمح بموجبها الى المفتشين بالعودة، ويسود الاعتقاد بصعوبة معرفة أماكن أسلحة الدمار الشامل العراقية أو التخلص منها.

--- فاصل ---

وفي السياق ذاته نشرت صحيفة واشنطن تايمز، الأميركية ايضا، تحليلاً حول موضوع العقوبات، معتبرة أن موقف وزارة الخارجية الأميركية الهادف الى احتواء النظام بدلاً من إطاحته لم يتغير.

أشارت الصحيفة الى أن صدام نجح في تحويل معاناة شعبه الى مادة دعائية لكسب تعاطف دولي مع نظامه، كما وتطورت علاقات العراق الاقتصادية مع الدول المجاورة والبلدان الأوربية.

وتعتقد الصحيفة الأميركية، أن صدام سيقنع مواطنيه بأن التحسن الذي سيطرأ على الاقتصاد هو نتيجة لانتصار إرادته على قوى الإمبريالية الأميركية، وتتوقع انخفاض النقمة الشعبية على نظامه وتطور علاقاته على المستويات التجارية والاقتصادية مع دول العالم والشركات الأجنبية.

ولاحظت الصحيفة أن البيت الأبيض ووزارة الدفاع مستمران في وضع الخطط لإطاحة صدام بعملية عسكرية، وترى في تحليلها ضرورة وضع خطة سياسية لاستبدال صدام بحكومة جديدة تحظى بتأييد الشعب العراقي، الأمر الذي سيُظهر الجهود الحربية الأميركية بمثابة حملة لتحرير العراق.

وتناولت صحيفة واشنطن تايمز في تحليلها ما يقال عن انخفاض معنويات الجيش العراقي، فاعتبرته انعكاس لحالة اليأس التي وصل أليها المجتمع، وختمت تحليلها قائلة، إن توقيت اتخاذ خطوات لتحسين ظروف الشعب العراقي جاء غريباً في حين ما زال صدام يمسك بالسلطة.

على صلة

XS
SM
MD
LG