روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثالث: عرض لشبكة سي أن أن الأميركية حول الوضع في بغداد


(جين عراف) مراسلة شبكة (سي أن أن) الأميركية قامت أخيراً بزيارة إلى العراق، وأعدت عن الوضع في بغداد تقريراً يعرضه (محمد إبراهيم) ثم يستطلع رأي أحد المعلقين بما ورد فيه.

--- فاصل ---

تبدو العاصمة العراقية من الجو خليطا من الضياء والظلام، خاصة وأن الكثير من مناطقها السكنية يغوص يوميا ولساعات طويلة في بحر من الظلمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وبعد أحد عشر عاما من حرب الخليج، تقول عراف، فإن السفر جوا ومسألة انقطاع الكهرباء ظلتا مشكلتين معلقتين تتجاذبهما موافقة الأمم المتحدة على استيراد بعض المواد من جهة وشروط العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على العراق من الجهة الأخرى.
وخلال تجوالها في بغداد لاحظت مراسلة شبكة (سي إن إن)، أن اللمسات التجميلية شكلت قناعا يختبئ وراءه الكثير مما يحتاج إلى ترميم. لكن تقاطعات الشوارع الرئيسية المزينة بسلاسل من مصابيح ملونة تضيء وجوه صدام حسين فضلا عن أشجار النخيل المشعة بالأضواء جعلت من بعض مناطق بغداد تبدو بهيجة، فيما سيارات البي إم دبليو الجديدة والسيارات اليابانية الفخمة المستوردة عبر دول الخليج تتنافس مع أكوام من السيارات القديمة المهترئة التي كانت جديدة قبل حرب الخليج الأولى. وقد أفيد بأن جميع السيارات القديمة سيختفي من الشوارع في إطار حملة حكومية لتجميل العاصمة العراقية كما منعت السلطات المختصة سيارات التاكسي التي يزيد عمرها على ثمانية عشر عاما من التنقل في شوارع المدينة وإلا تعرض مالكوها لعقوبات مالية.
وتقول المراسلة عراف إن التحرك بين منطقة وأخرى يكشف عن وجود مساجد كبيرة وجديدة أنشأتها الحكومة، وقد اعتبرت مواقع حساسة بحيث لا يسمح للصحفيين والمراسلين بأخذ صور لها. وبين المسلمين المتدينين الورعين فإن مسجدا بنته القيادة العراقية لا يحظى إلا بقليل من التأييد.
فقد صرح أحد العراقيين قائلا: إننا بحاجة إلى مزيد من المستشفيات والمدارس، ونحن كمسلمين نستطيع أداء الصلاة حتى في الشارع.
وتقول المراسلة إن هذا الانتقاد قلما يسمع علنا إذ لا يسمح لأحد بتوجيه انتقاد للرئيس العراقي صدام حسين أو حتى لمنشآته. ففي المخيلة الأسطورية للقيادة العراقية فإن كل مواطن يحب صدام حسين إلى حد المطالبة بنصب تمثال للرئيس في كل زاوية وميدان. ومنذ أشهر هناك قيد الإنشاء تماثيل لصدام حسين تصل إلى ارتفاع ثلاثة أو أربعة طوابق، تغطيها شراشف (ستائر) بيضاء إلى حين كشف النقاب عنها.
وترتفع على قمة مؤسسة التصنيع العسكري، التي قيل أن الطائرات الأميركية قصفتها خلال حرب الخليج، صورة برونزية للرئيس لكنها أصغر قليلا من أكبر تماثيله، تظهره حاملا بندقيته المفضلة في إشارة إلى التحدي والمقاومة.
وفي جميع النصب والتماثيل والصور يبدو الرئيس العراقي وكأنه المحرر والمنقذ والبطل. وفي الحقيقة فإن عددا متزايدا من العراقيين الذين يجرءون على قولها بهدوء، تعتبر القيادة من الأمور التي وجدت لتبقى.
وبالنسبة لملايين من العراقيين فإن البقاء على قيد الحياة قضية تأتي في مقدمة حساباتهم اليومية. وأشارت عراف إلى أن عامل البناء يمكن أن يحصل على خمسين دولارا في الشهر وهو دخل أكبر من دخل كثير من موظفي الدولة. ورغم وجود الحصة التموينية التي توفرها الحكومة لحماية الناس من الموت جوعا فإنها غير كافية لوضع الدجاج على مائدة طعام المواطن العراقي العادي فدجاجة واحدة بقيمة دولار واحد تعادل الراتب اليومي للعديد من الناس. وأحذية الأطفال يمكن امتلاك الواحدة منها بدفع أقل من دولارين إلا أن العائلات الفقيرة مضطرة لأن تجبر أطفالها من الأعمار القريبة لبعضها على المشاركة في حذاء واحد. أما الطبقات الاجتماعية الأعلى، فإن الحرمان يأخذ أشكالا أخرى مثل الانعزال بسبب عدم القدرة على شراء المجلات أو عدم القدرة على السفر أو بسبب عدم قدرتها على امتلاك حياة طبيعية.
وتعد الولايات المتحدة للكثير من العراقيين، الفقراء والأغنياء، الدولة البغيضة التي يحملونها مسؤولية الإبقاء على العقوبات منذ أكثر من عشر سنوات، فيما يرى الكثير من العراقيين في الموقف الأميركي المؤيد لإسرائيل دليلا آخر على أن واشنطن ليست عدوة للعراق فقط بل للعرب أيضا.
ولكن مع قليل جدا من الجرأة الناتجة من حقيقة أن القيادة العراقية زائلة عاجلا أم آجلا فإن هناك شعورا يزداد بأن هذا الأمر ربما يساعد في إخراج العراق من العديد من مشكلاته.
عراف نقلت عن عراقي لم تكشف عن هويته تشبيهه القيادة الحالية كضيوف ثقلاء يأتون إلى دارك فيدمرون ما فيها لكنك تعلم أنهم سيغادرون يوما.
ويبقى الرأي السائد والمستمر هو أن العراق أكبر من حفنة القادة الذين يمسكون بالسلطة، وان باستطاعته البقاء والاستمرار سواء ظلت هذه الحفنة أو رحلت.

--- فاصل ---

وللتعليق على هذا التقرير اتصلنا بالمثقف والكاتب العراقي (صلاح حسن) وسألناه أولا عن كيفية نجاح الحكومة العراقية في فرض هذا الواقع على الشعب العراقي الذي كان من أكثر شعوب المنطقة تغييرا لحكامه فقال:

(مقابلة الجزء 1)

وعن طبيعة الظروف التي تمنع المراسل أو الصحفي الأجنبي من تهيئة تقارير ميدانية موثقة عن شأن من الشؤون العراقية علق (حسن) قائلا:

(مقابلة الجزء 2)

أما كيف يمكن للصحفي تجاوز هذه الحالة وعرض صورة مفصلة عن ما يجري في العراق مدعومة بالأدلة فقال صلاح حسن:

(مقابلة الجزء 3)

على صلة

XS
SM
MD
LG