روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثاني: اعتزاز الفلسطينيين بالدعم العراقي لهم


بثت وكالة رويترز للأنباء يوم أمس تقريراً قالت فيه إن الأعلام العراقية رفرفت على أنقاض مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في علامة واضحة لاعتزاز الفلسطينيين بالدعم العراقي لهم. (محمد إبراهيم) يعرض لتقرير الوكالة ويستطلع بعض الآراء.

المساحة المتضررة في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين تحولت إلى أرض خصبة للتعصب عندما ارتفعت أعلام عراقية وصور للرئيس صدام حسين على أنقاض المنازل التي كان الناس يقيمون فيها ببؤس وشقاء.
وأفاد فلسطينيون من المنطقة أنه ومنذ الساعات الأولى لانسحاب الجيش الإسرائيلي من وسط المخيم كان واضحا أن آثار وبقايا ما جرفته الكاسحات ظل ماثلا بقوة.
وعندما بدا سكان المخيم، الذي تعتبره إسرائيل مأوى للإرهابيين، بالعودة وتفتيش حطام البنية والبيوت أملا في استرداد ما يمكن، كان الذهول يغطي وجوههم.
ومع مرور الأيام أفرزت الصدمة كآبة تنطلق من الرماد، كآبة ممزوجة بالتمرد والتحدي، الذي اعتقد إسرائيل أن هجومها على المخيم سيقضي عليهما باعتبار أنه هجوم أدى في النهاية إلى سحق المتشددين والمسلحين الفلسطينيين في داخله.
وأول ما ظهر من ألوان رفرفت على قمم الحطام كانت الأخضر والأسود والأحمر والأبيض، التي يجمعها العلم العراقي. ثم ظهرت، بعد ذلك، أعلام حماس وحركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى، وجميعها جماعات فلسطينية مسلحة تتحمل خلال الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال مسؤولية هجمات انتحارية قاسية أثارت إسرائيل ودفعتها إلى اجتياح مدن الضفة الغربية والحكم الذاتي.
وخلال الأسبوع الجاري ازدادت شعبية الأعلام العراقية في المخيم واعتلت أعلى المباني ومعها صور لصدام حسين ثبتت على عوارض خشبية بينها صورة كبيرة معلقة فوق أحد المنازل ويظهر فيها الرئيس العراقي محملقا تجاه الدمار والخراب.
وحتى صورة أسامة بن لادن، الذي يعتبر العقل المدبر لهجمات لحادي عشر من أيلول الإرهابية داخل الولايات المتحدة، علقت فوق إحدى الخيم، لكن صاحبها قال لرويترز إنه لا يعرف من جاء بها.
لكن السكان هناك لم يبدو خجلا أو يخفوا سبب الاحتفاء بالعراق ورئيسه في المحيط الداخلي للمخيم، الذي يقيم فيه لاجئون من عام 1948.

--- فاصل ---

وفي معرض تفسيرها للوضع تقول هند عويس، وهي أم لسبعة أولاد تبلغ من العمر خمسين عاما، إن ".. من الطبيعي أن الرئيس الفلسطيني عرفات موجود في قلوبنا وعقولنا لكن صدام هو القائد العربي الوحيد الذي دعم نضالنا من أجل التحرر من إسرائيل بأكثر من مجرد الكلام.."
وأضافت عويس الذي ترفع صورة صدام حسين فوق منزلها، أن العراق ".. عانى أيضا من قصف أميركي مماثل للقصف الذي نتعرض له بواسطة أسلحة أميركية زودت بها إسرائيل.. ".
ولفت معد التقرير إلى أن العرب دانوا إسرائيل وقلم البعض منهم علاقاته معها بسبب التوغلات العسكرية المدمرة داخل المدن الفلسطينية للقضاء على الانتفاضة الفلسطينية في المناطق التي احتلت عام 1967.
لكن صدام حسين ذهب إلى أبعد من الموقف العربي العام عندما قدم معونات مالية لعائلات الفلسطينيين الذين فجروا أنفسهم في الهجمات الانتحارية التي أدت إلى مقتل عدد من الإسرائيليين.
كما أن العراق ادعى أنه يعد آلافا من المتطوعين لدعم الانتفاضة الفلسطينية.
يضاف إلى ذلك أن الكثير من الفلسطينيين يشعرون بالتضامن والتعاطف مع العراق في مواجهته الطويلة مع واشنطن الحليفة الرئيسة لإسرائيل.
أما توفيق سلام عبد الله، البالغ من العمر سبعين عاما، قال " إن المجتمع الدولي يظلم العراق كما يظلمنا بالضبط. " ويضيف أن " صدام هو العربي الوحيد الذي تجرا على قصف إسرائيل في الذاكرة القريبة." في إشارة إلى الصواريخ العراقية التي سقطت على الدولية اليهودية خلال حرب الخليج عام 1991 عندما قادت الولايات المتحدة تحالفا دوليا بهدف إخراج الجيش العراقي من الكويت.
وقد اتصلنا بالكاتب الفلسطيني، صقر أبو فخر، من مركز الدراسات الفلسطينية في بيروت، وسألناه كيف يقرأ هذه الظاهرة فقال:

(مقابلة)

--- فاصل ---

وختم تقرير وكالة رويترز بالقول إن حوالي خمسة آلاف مشرد من مخيم جنين نصبوا خيما لهم على أنقاض البيوت المهدمة لعيشوا تجربة جديدة من التشرد.
".. إننا غير قلقين من هدم منازلنا فوق رؤوسنا لأننا لا نملك شيئا نخسره"، يقول يوسف أبو ديب البالغ ثمانية عشر عاما، ويضيف ".. آباؤنا كانوا لاجئين عام 1948 ونحن الآن مشردون أيضا وبلا مأوى، ولا ندري إلى متى.."

على صلة

XS
SM
MD
LG