روابط للدخول

خبر عاجل

الولايات المتحدة تواصل التحضيرات لشن هجوم على العراق


ولاء صادق (ولاء صادق) تعرض لتقرير نشرته صحيفة ناشونال بوست الكندية التي أفادت بأن الولايات المتحدة تواصل التحضيرات لشن هجوم على العراق.

نشرت صحيفة ناشنال بوست الكندية في عددها الصادر امس السبت مقالة تطرقت فيها الى تعقد الوضع بالنسبة لشن حرب على العراق بسبب الاحداث الاخيرة في الشرق الاوسط.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة ربما تملك الوسائل العسكرية لاسقاط صدام حسين وبقوات اقل بكثير من التي ارسلها الرئيس جورج بوش الاب لاخراج العراق من الكويت قبل اثني عشر عاما. الا ان انجاز هذه العملية اصعب الان بكثير بسبب عدم توفر الارادة لدى الدول الاسلامية في المنطقة. ذلك ان العالم الاسلامي غاضب الان بسبب ما يعتبره دعما اميركيا للعمليات الاسرائيلية العسكرية في الضفة الغربية. وقد ظهر هذا جليا في ما نُظم من مظاهرات مناهضة لاميركا في مختلف انحاء المنطقة. وحتى الحكومات وهي صديقة لواشنطن في العادة كان لها رد فعل سلبي ايضا.
ففي طريقه الى اسرائيل الاسبوع الماضي زار وزير الخارجية الاميركي كولن باول المغرب حيث واجه تعنيفا علنيا من الملك الذي تساءل عن سبب عدم توجهه مباشرة الى اسرائيل. ثم تعرض وزير الخارجية الاميركي الى اهانة اكبر وهو في طريق عودته الى الولايات المتحدة وكما ورد في الصحيفة عندما توقف في القاهرة ورفض الرئيس المصري حسني مبارك استقباله.
ومضت الصحيفة الكندية الى القول أنه حتى قبل ان تأمر اسرائيل قواتها بدخول الضفة الغربية في اوائل هذا الشهر لم تنجح محاولات الولايات المتحدة للحصول على دعم او في الاقل على تعاون ضمني مع الحملة الثانية ضد العراق. واحد اسباب ذلك هو انه لم تقم دولة عربية باجتياح دولة عربية ثانية كما في المرة الاولى. كما ان علاقات واشنطن المضطربة مع الاسلامي ساءت منذ ان بدأت الطائرات الاميركية بقصف افغانستان الخريف الماضي.
وظهر هذا واضحا بشكل خاص في السعودية التي كانت نقطة ادارة واطلاق عملية عاصفة الصحراء في عام 1991. اذ اوضح ولي العهد السعودي الامير عبد الله في وقت سابق من هذا العام بان الولايات المتحدة لن تتمكن من استخدام قواعدها في المملكة لمهاجمة العراق مما دفع الولايات المتحدة الى نقل مراكز قيادتها وسيطرتها من المملكة الى قطر وكذلك الى البحرين التي رحبت بالقوات الاميركية.
ومضت الصحيفة الى القول إن الكثيرين يفكرون ايضا بالمخاطر التي قد تنجم عن سقوط صدام. فايران مثلا ترغب في مساعدة الشيعة في جنوب العراق. وقد يحدث اضطراب ايضا في شمال العراق حيث يحلم الاكراد بانشاء دولة كردية.
وهذه الاوضاع كما قالت الصحيفة تجعل من الصعب قيام السعوديين والسوريين والمصريين باي دور في حملة بوش المحتملة ضد صدام. وحتى الكويت التي سمحت دون ضجة كبيرة للولايات المتحدة بزيادة عدد قواتها في قواعدها في الامارة بثلاثة اضعاف واجهت استياءا محليا. ومع ذلك وكما مضت الصحيفة الى القول فيبدو ان اكبر تشجيع يحصل عليه الرئيس بوش حاليا إنما يأتي من روسيا التي طالما دافعت عن العراق وطالبت برفع العقوبات عنه. الا ان تغير موقف روسيا لا يأتي بسبب المبادئ بل بسبب المال وكما اكدت الصحيفة ذلك ان العراق يماطل في اعادة الديون المستحقة عليه للشركات الروسية وبالتالي فان فرص روسيا للحصول على ثمانية مليارات دولار من الديون ستزداد في حال خروج صدام من السلطة وكما اشارت الى ذلك الولايات المتحدة.
ومما يضاف ايضا ان تعاون فلاديمير بوتين مع الولايات المتحدة سيعني اطلاق يد جيشه كي يفعل ما يشاء في الشيشان.
وأضافت الصحيفة الكندية بالقول إن الولايات المتحدة ستحتاج الى عدد من القواعد في الشرق الاوسط كي تنطلق منها هجماتها على العراق الا انها لن تكون في حاجة ستراتيجية من اي نوع كان الى الاوربيين او الى مساعدة روسيا العسكرية لاسقاط صدام.
ثم اشارت الصحيفة ايضا الى ان بريطانيا هي الوحيدة التي يفعل رئيس وزرائها توني بلير هذه الايام كل ما تطلبه منه الولايات المتحدة. اذ قال إنه سيحارب مع الولايات المتحدة مرة اخرى في العراق. أما الدول الاوربية الاخرى فقد وقعت على الحرب ضد الارهاب الا انها قررت عدم المشاركة في اي حرب على العراق الا اذا ثبت وجود علاقة لنظام صدام حسين بالتفجيرات الانتحارية في نيويورك وواشنطن.
أما ادارة الرئيس بوش وكما قالت الصحيفة فقد اوضحت انها تنوي تجاهل التعقيدات الاضافية التي سببتها الاحداث الاخيرة في اسرائيل وفي الضفة الغربية. ويبدو ان الرئيس بوش قرر محاولة اسقاط صدام حسين حتى مع عدم توفر قواعد انطلاق جيدة قريبة وسواء انضمت دول اسلامية او اوربية اليه ام لا. فالولايات المتحدة تملك الوسائل لتنفيذ الحملة لوحدها لو اضطرت الى ذلك. ويبدو الا شيء سيوقفها.
وانهت الصحيفة مقالتها بالقول: منذ عقد شاهدنا شرخا يرتسم بين العالمين المسيحي اليهودي من جهة والاسلامي من جهة اخرى، من البلقان الى القوقاز الى جنوب اسيا والى الشرق الاوسط. اما كيف سينتهي كل هذا فهو اهم موضوع في عصرنا الحالي.

على صلة

XS
SM
MD
LG