روابط للدخول

خبر عاجل

ردود الفعل حول الدعوات المنادية باستخدام النفط كسلاح


ناظم ياسين فيما دعا العراق إلى استخدام النفط كسلاح، رفضت دول عربية خليجية الفكرة لعدم جدواها من الناحية الاقتصادية. واقترحت إيران تعليق الصادرات النفطية كإجراء رمزي لمدة شهر واحد. التفاصيل في التقرير التالي الذي أعده ويقدمه (ناظم ياسين)، ويتضمن التقرير أيضاً مقابلة أجراها مع رئيس قسم الاقتصاد في صحيفة الرأي العام الكويتية (أحمد سمّاق).

في تحليل لها من واشنطن، ذكرت وكالة الصحافة الألمانية أن الدعوة التي أصدرها العراق مطلع الشهر الحالي لقطع إمدادات النفط عن الدول التي تؤيد إسرائيل ربما كانت من أفكار صدام حسين المناسبة لكذبة نيسان، بحسب تعبير مراسل الوكالة (جيم أندرسون).
وقد تجاهلت معظم الدول العربية دعوة بغداد إلى استخدام النفط كسلاح سياسي خاصة وأن أحداث حرب الخليج في عام 1991 لا تزال في الذاكرة. ولم ينس أحد أن قوات صدام أقدمت على خطوة حمقاء مدمرة حينما أضرمت النار في آبار النفط الكويتية عندما أرغمتها قوات التحالف الدولية على الانسحاب.
السعودية والكويت رفضتا منذ البداية فكرة وقف الصادرات النفطية لعدم جدواها من الناحية الاقتصادية بل ولأنها قد تلحق أضرارا بالغة بالدول المصدرة نفسها ما قد يمنعها من إرسال معونات إلى الفلسطينيين. لكن إيران، وفي اليوم التالي للدعوة العراقية، أعلنت على لسان وزير خارجيتها كمال خرازي أن قرارا جماعيا تتخذه الدول الإسلامية قد يكون فاعلا في الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة. المسؤول الإيراني أدلى بتصريحه أثناء انعقاد اجتماعات منظمة المؤتمر الإسلامي في ماليزيا. وأضاف أن بلاده ستدرس الانضمام إلى حظر نفطي على الدول المستهلكة "إذا اتخذت جميع الدول الإسلامية قرارا في هذا الشأن"، بحسب تعبيره.
وكالة الصحافة الألمانية أضافت أنه على الرغم من عدم وجود إمكانية بقيام الدول العربية المنتجة للنفط بتنفيذ فكرة صدام حسين لفرض حظر نفطي إلا أن التهديد باستخدام هذا السلاح أدى إلى ارتفاع أسعار النفط الخام العالمية في الثاني من نيسان الحالي بنسبة ثلاثة فاصل ثلاثة في المائة. وبذلك كانت أسواق النفط تعبر عن قلقها من التصعيد الذي يشهده النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.

--- فاصل ---

التحليل أشار إلى أن كلا من الرئيس جورج دبليو بوش ونائبه (ديك تشيني) هما من رجال النفط السابقين ويدركان، بصفتهما سياسيين، التأثير الذي يمكن أن يحدثه ارتفاع أسعار الطاقة في الاقتصاد الأميركي. وفي هذا الصدد، تذكر وكالة الصحافة الألمانية أن الاقتصاد الأميركي بدأ في الآونة الأخيرة يشهد انتعاشا بعدما مر في مرحلة تراجع إثر هجمات الحادي عشر من أيلول الإرهابية على نيويورك وواشنطن.
لكن هذا لم يكن السبب الوحيد الذي حدا بالرئيس بوش إلى إعلان تغيير في السياسة الأميركية نحو الشرق الأوسط من موقف متفرج إلى المشاركة المباشرة . ذلك أن إدارته أدركت أن أحداث الشرق الأوسط يمكن أن تؤثر في حركة الأسواق والاقتصاد العالمي إضافة إلى المستهلكين الأميركيين.
وبحسب رأي كاتب التحليل (أندرسون) فأن الأحداث الأخيرة كانت بمثابة درس سريع في السياسة الدولية والاقتصاد لرئيس دأب على انتهاج سياسات مغايرة لسياسات سلفه الرئيس السابق (بيل كلينتون)، بحسب تعبيره.
وفي شأن السياسة الأميركية نحو الشرق الأوسط تحديدا، يذكر التحليل أن إدارة بوش ألمحت إلى أن الدور الشخصي الذي لعبه كلينتون في المحادثات مع أطراف النزاع في تموز عام 2000 أدت إلى رفع مستوى التوقعات في بادئ الأمر. لكن الآمال التي عقدت على التوصل إلى اتفاقية سلام دائم سرعان ما انهارت. ولذلك لم يكن بوش راغبا في إعادة الخطأ نفسه.
لكن متغيرات السوق النفطية ومناشدة زعماء الشرق الأوسط واشنطن التدخل لحل الأزمة حدت بالرئيس بوش يوم الخميس الماضي إلى إعلان تغيير في سياسته نحو المنطقة.

--- فاصل ---

صحيفة (إندبندنت) اللندنية أشارت أمس الجمعة إلى أن الرئيس العراقي أطلق دعوته لاستخدام النفط كسلاح اقتصادي لكي يبدو بمظهر البطل القومي لقضايا العالم العربي. وأرسلت بغداد مسودة قرار إلى جامعة الدول العربية يناشد الدول المنتجة للنفط قطع الإمدادات عن الولايات المتحدة ردا على تلويح إدارة الرئيس بوش بشن حملة عسكرية لإطاحة صدام.
وعلى الرغم من استبعاد المراقبين انضمام السعودية ودول خليجية أخرى إلى فرض حظر على الصادرات النفطية، استمرت أسعار النفط بالارتفاع إذ تجاوز خام القياس (برنت) مستوى سبعة وعشرين دولارا للبرميل في عقود التسليم لشهر أيار المقبل.
هذا في الوقت الذي دعت إيران على لسان المرشد الأعلى (آية الله علي خامنئي) أمس الدول الإسلامية المنتجة للنفط إلى "تعليق تسليم النفط بشكل رمزي لمدة شهر واحد إلى الدول الغربية وتلك التي تقيم علاقات مع إسرائيل"، بحسب ما نقل عنه.
عن التلويح بوقف الصادرات النفطية ومستجدات السوق العالمية في ضوء الأحداث الراهنة في الشرق الأوسط، أجرينا المقابلة التالية مع رئيس قسم الاقتصاد في صحيفة (الرأي العام) الكويتية أحمد سماق الذي أجاب أولا عن سؤال يتعلق بجدوى استخدام النفط كسلاح سياسي.

(نص المقابلة مع الكاتب المتخصص في الشؤون الاقتصادية والنفطية أحمد سماق).

على صلة

XS
SM
MD
LG