روابط للدخول

خبر عاجل

توجهات واشنطن فيما يتعلق بدور المعارضة العراقية في إطاحة نظام الرئيس العراقي


أكرم أيوب تناولت صحيفة أميركية بارزة التوجهات الأخيرة للإدارة الأميركية فيما يتعلق بدور جماعات المعارضة العراقية في إطاحة نظام الرئيس العراقي (صدام حسين). وسلطت الصحيفة الأميركية الضوء على جماعة المؤتمر الوطني العراقي المعارض. التفاصيل في العرض التالي الذي أعده ويقدمه (أكرم أيوب).

نشرت صحيفة لوس أنجيليس تايمز الاميركية في عددها الصادر أمس تقريرا عن دور المعارضة العراقية للاطاحة بالرئيس العراقي، جاء فيه ان المناوئين لصدام حسين من الصقور في الادارة الاميركية خسروا، على ما يبدو، المعركة الرامية الى استخدام جماعة المعارضة العراقية التي تتخذ من لندن مقرا لها - طليعة للعمل العسكري الهادف للاطاحة بصدام، مما يزيد من إحتمالات احتياج الهجوم على العراق الى عشرات الآلاف من القوات الاميركية.
وقالت الصحيفة ان تحركات الادارة الاميركية الاخيرة والتي تمت من قبل وزارة الخارجية - تشير الى ان المخططين العسكريين في البنتاجون تمكنوا من كسب الجولة في ما يرونه من وجوب عدم ترك الهجوم على صدام بيد فصائل المعارضة، وانما عن طريق الاستخدام التقليدي للقوات الاميركية. ويرى الخبراء العسكريون ان هذا المجهود قد يتطلب ما يصل الى 200000 فرد من القوات البرية.
وأشارت الصحيفة الى ان الخارجية الاميركية أعلنت هذا الاسبوع بأنها ستمضي قدما في سعيها لعقد مؤتمر للمعارضة العراقية في عاصمة اوروبية، متجاوزة، بشكل واضح المؤتمر الوطني العراقي. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في المؤتمر ان الجماعة باتت تعتقد بعدم وجود دور هام تؤديه في القتال ضد قوات صدام حسين، وذلك وفقا لما سمعوه من أفواه المسؤولين الاميركيين. وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، ان موقف المؤتمر الوطني العراقي يتلخص في التالي: نحن نستطيع القيام بالاطاحة بصدام حسين اذا قامت الولايات المتحدة بمساعدتنا، أما اذا كانت هي تريد القيام بذلك لوحدها فلتفعل، ونحن نسمع من المسؤولين الاميركيين بأنهم هم الذين يريدون القيام بعملية الاطاحة.
ولفتت الصحيفة الى ان ريتشارد بيرل المستشار في البنتاجون، وهو من المؤيدين البارزين للمؤتمر الوطني العراقي، اشار الى عدم اعتقاده باتخاذ القرار حول دور الجماعة العراقية المعارضة بشكل نهائي. لكنه قال ان الولايات المتحدة لم تقم بخطوات ملموسة لتدريب وتجهيز القوات التابعة للمؤتمر الوطني العراقي للقتال ضد قوات صدام حسين، ويمكن ان يعني هذا ان الوقت قد اضحى متأخرا لاستخدام تلك القوات بشكل فعال. ونقلت الصحيفة عن بيرل أن التباطؤ في التعامل مع المعارضة العراقية أفسد اللجوء الى هذا الخيار باعتباره خيارا فعالا. وربما لم يعد امام الولايات المتحدة من خيار سوى القيام بالحرب ضد صدام بمفردها – بحسب ما ورد في الصحيفة.
وذكرت الصحيفة ان مسؤولي المؤتمر الوطني العراقي قدموا للادارة الاميركية خطة تدعو الى تدريب وتجهيز حوالي 3000 عنصر من عناصر المؤتمر للقتال ضد قوات صدام، على ان يكونوا مدعومين بقوات خاصة اميركية، وضربات جوية شديدة. ويشار الى الاساس الذي تقوم عليه هذه الخطة بالنموذج الافغاني، لكونه يعيد الى الذهن الكيفية التي اعتمدت بها الولايات المتحدة في البداية على قوات التحالف الشمالي، للقيام بالقتال العنيف ضد طالبان.
وقالت الصحيفة ان الكيفية التي يمكن بواسطتها استخدام المؤتمر الوطني العراقي، قد أدت الى شق صف الادارة الاميركية، فالصقور الذين يناوئون صدام من امثال بيرل ونائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفويتز يرون ان المؤتمر الوطني العراقي يمكن ان يلعب دورا هاما في عملية الاطاحة، كما ان المؤتمر يحظى بدعم من الكونغرس الاميركي. لكن وزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية (سي آي أي) يتشككان في قدرة المؤتمر الوطني العراقي على القيام بأي دور عسكري فعال، والامر ينطبق ايضا على كبار القادة من العسكريين داخل البنتاجون.

وقد ظهر الخلاف في الادارة الاميركية الى العلن هذا الاسبوع متمثلا في مساعي وزارة الخارجية الرامية الى عقد مؤتمر لزعماء المعارضة العراقية، والشخصيات العسكرية، والاكاديميين، يركز على الشكل الذي سيكون عليه العراق بعد صدام، ويناقش السبل الكفيلة بتحقيق هدف التخلص من صدام.
وتواصل وزارة الخارجية سعيها لعقد مؤتمرها في الوقت الذي يخطط فيه المؤتمر الوطني العراقي لعقد مؤتمر في واشنطن الشهر المقبل يضم القادة من الضباط السابقين المناوئين لصدام.
وأعلنت الخارجية الاميركية بأنها تتوقع مشاركة المؤتمر الوطني العراقي في مؤتمرها الذي سيعقد في دولة اوروبية، معربة عن اعتقادها بأن الاجتماعين يكملان بعضهما.
وقد منحت الخارجية الاميركية 5 ملايين دولار لمعهد الشرق الاوسط، وهو مؤسسة تتخذ من واشنطن مقرا لها، للمساعدة في تنظيم المؤتمر الذي سيعقد في اوروبا. ولفتت الصحيفة الى ان ادوارد والكر الذي يتولى رئاسة المعهد المذكور، وكان يعمل في وزارة الخارجية في عهد الرئيس كلينتون، هو من الذين أثاروا التساؤلات حول قدرة المؤتمر الوطني العراقي على القيام بدور فعال داخل العراق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول آخر في المؤتمر الوطني العراقي اعترافه بان العديد من العاملين في المؤتمر يحسون بالتجاهل نتيجة سعي الخارجية الاميركية لعقد مؤتمرها، والدور الهامشي نسبيا والمتوقع ان يلعبه المؤتمر الوطني العراقي والذي كان ينظر اليه باعتباره الفصيل البارز ضمن فصائل المعارضة العراقية.
المسؤول أشار الى نوع من الشعور بالتهميش بسبب عدم إشراك الخارجية الاميركية للمؤتمر الوطني بشكل جاد في سعيها للاطاحة بالنظام العراقي، مؤكدا على ان فصيله سيكون جزءا من عملية تغيير النظام في العراق.
وقالت الصحيفة ان المسؤول توقع ان تتمكن الجماعة من لعب دور هام داخل العراق، بوصفها جزءا من القوات العاملة على حفظ النظام في حالة الاطاحة بصدام، وباعتبارها أساسا لحكومة انتقالية تحل محل الحكومة الحالية وعلى غرار حكومة حامد كرزاي في افغانستان.
وتختم صحيفة لوس انجيليس تايمز تقريرها بالاشارة الى ان المناوئين للمؤتمر الوطني العراقي يرون ان هذه الجماعة لا تحظى بالدعم الواسع داخل العراق، كما ان علاقاتها بدول الجوار تتصف بالتوتر – بحسب تعبير الصحيفة.

على صلة

XS
SM
MD
LG