روابط للدخول

خبر عاجل

صحيفة إيرلندية تعرض للشأن العراقي


أكرم أيوب واصلت الصحف الغربية اهتمامها بالشأن العراقي في ظل تزايد التكهنات بتعرض العراق إلى حرب أميركية محتملة. (أكرم أيوب) يعرض فيما يلي لمقال نشرته صحيفة إيرلندية ويتحدث خلالها مع خبير في الشؤون العراقية.

نشرت صحيفة (آيريش تايمز)، وفي عددها الصادر اليوم، تحليلا بقلم باتريك سمث عن الخيارات المتاحة امام الولايات المتحدة فيما يتعلق بالعراق استهله بالاشارة الى ان صورة التوحد البادية على الادارة الاميركية حول القضايا الدولية الرئيسة، ومن بينها كيفية التعامل مع العراق، تمثل الرغبة المشتركة بين اللاعبين الرئيسيين، وعلى وجه الخصوص وزير الخارجية كولن باول ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، في انتظار ما ستسفر عنه الاحداث التي ستوفر الدعم المناسب لتوجهاتهم.
فخلف الكواليس تجري حوارات ساخنة عن الكيفية التي يتوجب التعامل بها مع صدام حسين وعن توقيتها، وما يظهر منها في وسائل الاعلام لا يمثل الا الجزء الظاهر من جبل الجليد، وهي تشير الى خلافات عميقة داخل الادارة الاميركية. اما في العلن، فالاخبار تفيد ان الرئيس الاميركي ليست لديه اية خطط لضرب العراق لكنه يعتبر القضية من القضايا التي يتوجب التعامل معها.
وقال الكاتب ان التوحد بين اركان الادارة الاميركية تم التوصل اليه عن طريق الاتفاق بين وزارتي الخارجية والدفاع على عدم السماح لصدام بالحصول على اسلحة الدمار الشامل، وان الطريق الوحيدة لمنعه من ذلك هي تغيير النظام القائم في بغداد.
والحجة التي تساق في هذا الشأن ترتكز على انه في حالة حصول الرئيس العراقي على هذه الاسلحة، فأن وسائل الردع التقليدية سوف لن تكون فعالة وخاصة في السيناريو الاحتمالي الذي يشعر فيه صدام بأنه بات قريبا من النهاية، فحينذاك قد يكون مستعدا لشن هجمات على القوات الاميركية أو اسرائيل بأسلحة الدمار الشامل.
وقد اوضحت اسرائيل بأن مثل هذا الهجوم عليها سيستدعي ردا واسع النطاق يختلف عن ضبط النفس الذي مارسته خلال حرب الخليج.
وأشار سمث الى ان السيناريوهات المطروحة تتراوح بين الوسائل الدبلوماسية واستخدام القوات الخاصة والطائرات القاصفة، وامكانية تكرار التجربة الافغانية الناجحة مرة اخرى في العراق.
الكاتب رأى ان الصقور الذين يؤيدون امكانية تكرار التجربة الافغانية هم نائب وزير الدفاع بول وولفويتز، ومساعد نائب وزير الدفاع لشؤون الشرق الادنى وجنوب آسيا وليم لوتي، والمساعد السابق لوزير الدفاع ريتشارد بيرل، وكبير مستشاري الرئيس بوش في شؤون الارهاب الجنرال المتقاعد وين داوننغ.
هذه المجموعة ترى وجوب قيام الولايات المتحدة بتدريب وتسليح قوات عراقية محلية في غضون الاشهر القليلة القادمة، وتقديم دعم لهجماتهم على قوات الجيش العراقي عن طريق الضربات من الجو والقوات الخاصة في البر، كما ستقوم الولايات المتحدة بإعلان حكومة عراقية انتقالية. والافتراض الذي تقوم عليه هذه الفكرة هو ان التحدي العسكري الحقيقي لصدام سيقود الى حالات هروب جماعية من الجيش والى انتفاضات شعبية.
وقال الكاتب ان الاستراتيجيين في وزارة الدفاع يثقون الى حد كبير في جماعة المؤتمر الوطني العراقي المعارضة، وان الكونغرس الاميركي يفضلها على غيرها، وان داوننغ يعمل بصفة استشاري للجماعة. لكن زعيم الجماعة أحمد الجلبي لا يتمتع بالحب من قبل العديد من العراقيين، وينظر اليه بازدراء في وزارة الخارجية الاميركية لأسباب عديدة من بينها شكوك حول اختلاسات للاموال التي يتسلمها من الحكومة الاميركية.
واضاف الكاتب بأن دول الجوار لا ترغب في ان تكون أراضيها قاعدة للتنظيم الذي تجده عديم الفاعلية، ولا وجه للشبه بينه وبين التحالف الشمالي في افغانستان.

أما وزارة الخارجية فترى ان المقارنة مع أفغانستان ليست صحيحة، فصدام يمتلك جيشا قويا، وقد قامت قوات الحرس الجمهوري وبعد الضربات التي تلقتها في حرب الخليج بإخماد أكبر انتفاضة شعبية في تاريخ العراق، اضافة الى تغلغل النظام بين صفوف الناس.
وتطرق الكاتب الى الخيار الاخر الذي يحبذه كينيث بولاك الذي عمل مستشارا في مجلس الامن القومي في عهد الرئيس بيل كلينتون، ويعتمد على استخدام قوات برية كبيرة العدد تتراوح ما بين 200000 و300000 رجل وما بين 700 الى 1000 طائرة، لكن الكاتب لفت الى ان هذه الخطة لا تجد لها نصيرا في قيادة قوات مشاة البحرية الاميركية. ويصر بولاك على ان دول الجوار ودول الخليج وحتى مصر ستتخلى عن معارضتها للهجوم الاميركي حال ثبات جديته، مؤكدا على ان البشر يؤيدون المنتصر دوما.
ويعرض الكاتب للاراء التي ترى في هذا الخيار وسيلة لاثارة المشكلات للانظمة المجاورة للعراق والى ان الحلفاء في اوربا – باستثناء بريطانيا – وروسيا سيعارضون ضرب العراق، وان فرنسا وروسيا ستعملان على عدم تمرير التفويض بضرب العراق في الامم المتحدة.
أما جيمس روبن المتحدث السابق باسم الخارجية الاميركية فقد اشار الى ان الخارجية تحبذ اللجوء الى خيار آخر يرتكز على استخدام القوة الجوية فحسب لتدمير المواقع التي يظن ان صدام يعيد فيها بناء قدرة العراق على صناعة اسلحة الدمار الشامل. وهذا الخيار كما ترى الخارجية الاميركية يحظى بالقبول من لدن الحلفاء، ويؤجل مسألة تشكيل العراق لخطر آني، اضافة الى كونه لا يؤثر على تغيير النظام بشكل مباشر. لكن منتقدي هذا الخيار حذروا من امكانية حدوث اصابات بين المدنيين، ومن الاضطرار الى ضرب المدن.
من ناحية أخرى تعمل الخارجية الاميركية على تشكيل بديل ائتلافي عراقي معارض يتصف بالمصداقية ولا يضم بين صفوفه المؤتمر الوطني العراقي، وانما يضم شخصيات عسكرية مثل نزار الخزرجي. وأشار الكاتب الى مؤتمر المعارضة العراقية المزمع عقده أواخر الشهر الحالي في واشنطن ويضم الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وحركة الوفاق الوطني العراقي.
مسؤولون اميركيون حذروا من كون البدائل لا تتصف بالجاذبية ولا تخلو من المخاطر، الا ان الوضع في العراق لم يعد مقبولا، وهو ما أشار اليه يوم أمس الرئيس الاميركي.
وأشار الكاتب الى وضوح ان الولايات المتحدة لا تريد الانشغال بحربين ما دامت العمليات في افغانستان لم تنته بعد والاوضاع في فلسطين تنذر بالخطر، الى جانب الضغوط التي تمارسها فرنسا وروسيا على العراق للقبول بعودة المفتشين.
أما العراق فيريد رفع العقوبات، والغاء مناطق الحظر الجوي، مشيرا الى وجوب خلو المنطقة من اسلحة الدمار الشامل في اشارة الى اسرائيل، وهو ما يفتقر الى المصداقية، كما يزعم الكاتب.
وختم سمث تحليله بالاشارة الى جولة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في المنطقة لسبر موقف الدول الصديقة للولايات المتحدة، والى انه سيجد المعارضة لضرب العراق، لكن ذلك سوف لن يثني هذا الصقر العتيد عن عزمه - بحسب تعبير الكاتب في صحيفة آيريش تايمز.

على صلة

XS
SM
MD
LG