روابط للدخول

خبر عاجل

الشأن العراقي في صحف أميركية وبريطانية


أحمد الركابي - كمران قرداغي واصلت الصحف الأميركية والبريطانية اهتمامها بالتطورات الجارية على صعيد الأزمة بين العراق والولايات المتحدة. في هذا الخصوص، نستمع إلى عرض لما نشرته صحف بريطانية حول العراق، يليه عرض آخر لما نشرته صحف أميركية في السياق نفسه. - (أحمد الركابي) يعرض لما نشرته صحف بريطانية. - أما (كمران قرداغي) فيعرض لمجموعة أخرى من العناوين العراقية في صحف أميركية.

واصلت وسائل الاعلام الاميركية، اهتمامها المتزايد بالشأن العراقي، عبر تقارير وتحليلات تعبر عن مواقف ووجهات نظر متنوعة، متسائلة: هل ستقدم ادارة الرئيس جورج دبليو بوش على عمل عسكري يؤدي الى "تغيير النظام"، بحسب التعبير الذي باتت واشنطن تستخدمه بالنسبة الى العراق؟
في هذا الصدد تناولت الصحف الأميركية الرئيسية اليوم، السبت، تصريحات أدلى بها نائب الرئيس ديك تشيني أكد فيها عزم الولايات المتحدة على تغيير النظام، ولو بالقوة، ملمحا الى احتمال حدوث ذلك قبل نهاية العام الحالي.
كتاب الاعمدة والمحللون تناولوا الى جانب التكهن بعملية عسكرية محتملة، التداعيات الدولية والاقليمية المرتبطة المصطلح الذي استخدمه بوش لوصف العراق وايران وكوريا الشمالية، وهو "محور الشر" الذي اعتبر انه يتألف من هذه الدول الثلاث.
مطبوعتان محافظتان بارزتان، هما صحيفة "واشنطن تايمز" وأسبوعية: ويكلي ستاندرد" - كرستا تحليلين رئيسيين لهذا المصطلح. الأولى اختارت لتحليلها عنوانا يفصح عن مضمونه، وهو "خطاب المحور بدأ يثمر"، فيما تناولت الثانية الموضوع ذاته من زاوية الرؤية الأوروبية، تحت عنوان رئيسي هو: "محور السذاجة"، وآخر فرعي هو "ديبوماسيو أوروبا يزّيتون ما هو غير ديبلوماسي في خطاب بوش".
ديفيد ساندز، كاتب التحليل المنشور في "واشنطن تايمز" أمس الجمعة، قال ان ايران والعراق، اللذين يشكلان ثلثي "محور الشر"، صدرت عنهما إشارات تفيد بأن تحذيرات بوش ربما بدأت تصدم الداخل. ودعم الكاتب هذا الاستنتاج باعلان ايران انها اعتقلت 150 متسللا الى اراضيها قالت أنهم ينتمون الى تنظيم القاعدة الارهابي وحركة طالبان المطاحة. وأشار المحلل الى ان هذا الاعلان الايراني جاء بعد اتهامات وجهها عسكريون اميركيون الى طهران بأنها تأوي ارهابيين فروا من أفغانستان.
أما العراق فلاحظ ساندرز أن نائب رئيس وزرائه طارق عزيز صرح الى صحيفة المانية بأن بغداد قد توافق على شكل ما من أشكال التفتيش الدولي عن اسلحة دمار شامل، مضيفا ان هذا التصؤيح جاء بعد سلسلة من التهديات التي اطلقها الرئيس بوش وأركان إدارته، محذرين العراق من عواقب استمرار رفضه عودة مفتشي الاسلحة الذين طردتهم بغداد في نهاية عام 1998. وتابع الكاتب ان عزيز اكد في هذه التصريحات، التي أدلى بها الى صحيفة المانية، رغبة حكومته تريد الخروج من المأزق الحالي، على رغم لهجة التحدي التي ميزت تصريحات العراقيين في الاونة الاخيرة.

--- فاصل ---

وفي أسبوعية "ويكلي ستاندرد" الاميركية رصد بيتر فيفر ردود فعل حادة من قبل الحلفاء الاوروبيين على استخدام بوش لتعبير "محور الشر". واعتبر ما وصفه بالعويل الصادر عن الصحافة والمثقفين الاوروبيين أمرا متوقعا أعاد هؤلاء الى وضعهم الطبيعي، الذي تخلوا عنه لفترة قصيرة بعد الحادي عشر من ايلول الماضي. ولأوضح فيفر أن قصده من صفة الوضع الطبيعي هو أن هؤلاء يرون دائما أسوا الأشياء في اي مبادرة أميركية.
لكن ما يثير اهتمام المحلل الأميركي هو مدى الاستعداد الذي ابداه مسؤولون حكوميون كبار في أوروبا للادلاء بآرائهم صراحة من دون اعتبار كثير للتحفظات الدبلوماسية.
ورأى فيفر – وهو استاذ جامعي ومتخصص في شؤون الامن القومي - أن الادراة الاميركي ستخطىء إذا اعتبرت هذه المواقف الأوروبية مجرد سورة انفعال، مضيفا أنه غير واضح حتى الآن ما تنوي واشنطن عمله تحديدا، لكن أيا كان هذا العمل فإن تنفيذه سيكون اسهل بوقوف الدول الحليفة الى جانب الولايات المتحدة، التي تجمعها مصالح وقيم مشتركة، بحسب التحليل المنشور في "ويكلي ستاندرد". الكاتب الأميركي لفت الى تصريحات لوزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي علق على خطاب بوش بأنه جاء للاستهلاك المحلي في اطار الاعداد للحملة الانتخابية النيابية المقبلة. واشار ويفر لى تصريحات وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين أيضا ووصفها بأنها كانت أقل تهذيبا من كلام نظيره البريطاني. وأورد الكاتب تعليقات مماثلة لعدد من المسؤولن الأوروبيين، وقال ساخرا أن هؤلاء المسؤولين استخدموا لهجة تخلو من الدبلوماسية الى أقصى حد ليعبروا عن معارضتهم لخطاب اعتبروه غير دبلوماسي.

--- فاصل ---

المحلل بيتر فيفر نصح الزعماء الأوربيين بالسيطرة على عواطفهم إذا كانوا يريدون أن تٌسمع اصواتهم بالفعل في الولايات المتحدة. وقال ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يفهم هذه الحقيقة بصورة غريزية، فهو أعرب عن تحفظاته على خطاب بوش باسلوب بناء وغير علني، والنتيجة هي أنه يتمتع بنفوذ في واشنطن.
وفي مقابل انتقاده للاوروبيين، دعا المحلل الاميركي ادارة الرئيس بوش الى ان تبذل هي الاخرى جهدا لاحتواء الخلافات مع الاوروبيين عبر الاستماع بعناية الى أسئلتهم. وقال ويفر إن الأوروبيين يسالون مثلا لماذا هذه المبالغة في ضرورة إجراء عاجل لمواجهة خطر العراق؟ ألا يكفي مستوى الردع الحالي للعراق؟هل كوريا الشمالية قضية ىنية؟ وألا تكمن مشكلة ايران في الانقسام الداخلي، وفي سلوك لعناصر مارقة فيها، وليس لانها مفسها دولة مارقة؟
الى ذلك اضاف المحلل سؤالا أوروبيا ىخر هو لماذا تعتقد أميركا أن سياسة الترضية غير نافعة، ودعا واشنطن الى ضروة ان توضح لحلفائها الاوروبيين أن محاولة ترضية أنظمة من النوع القائم في العراق وكوريا الشمالية وايران لن ينجم عنها سوى أسوأ العواقب، مشيرا في هذا الصدد الى محاولات أوروبا استرضاء ألمانيا النازية، والعواقب الوخيمة لتلك السياسة.

على صلة

XS
SM
MD
LG