روابط للدخول

خبر عاجل

سيرة وزير للدفاع الإسرائيلي في صحيفة أميركية


ناظم ياسين صحيفة أميركية واسعة الإنتشار ذكرت أن (بنيامين بن أليعيزر) يلعب دوراً مزدوجاً بصفته وزيراً للدفاع الإسرائيلي والزعيم المنتخب لحزب العمل الذي يطمح لخلافة شارون في رئاسة الحكومة. وفي اللمحة التي نشرتها عن سيرته، تذكر الصحيفة أنه هاجر من العراق إلى إسرائيل حين كان في الثالثة عشرة من عمره. وفيما يلي يعرض (ناظم ياسين) لما نشرته صحيفة (نيويورك تايمز).

نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية الثلاثاء تقريرا لمراسلها في القدس (جيمس بينيت) تحت عنوان "وزير الدفاع الإسرائيلي يلعب دورا مزدوجا". يستهل التقرير بالإشارة إلى ظهور مؤشرات إلى الانشقاق في المجتمع الإسرائيلي وذلك بعد ستة عشر شهرا من النزاع مع الفلسطينيين.
أكثر من مائة ضابط وجندي احتياط وقعوا بيانا ذكروا فيه أنهم لن يؤدوا خدمتهم بعد الآن في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين منذ حرب عام1967. هذا في الوقت الذي تستعد حركة (السلام الآن) اليسارية التي التزمت الصمت طوال شهور، تستعد للبدء بتظاهرات تطالب إسرائيل بالإنسحاب من الأراضي المحتلة.
لكن هذه الاحتجاجات تواجه عائقا سياسيا كبيرا يحول دون تأثيرها في السياسة الحكومية. ذلك أن الرجل الذي يقترح قيادة المنتقدين في تحالف عريض يخلف رئيس الوزراء الإسرائيلي (أرييل شارون) هو نفسه الوزير المكلف تطوير وتنفيذ الوسائل العسكرية التي تتعرض للإنتقاد.
وهذا المسؤول هو (بنيامين بن أليعيزر)، وزير الدفاع الإسرائيلي الذي انتخب أخيرا زعيما لحزب العمل. ومن الناحية النظرية، توازي هذه الزعامة التي تميل نحو اليسار زعامة (شارون) لتكتل (الليكود) اليميني.
الصحيفة الأميركية ترى أن مهمة (بن أليعيزر) المزدوجة تسبب له بعض الانزعاج أحيانا. ونقلت عنه قوله في إشارة إلى الحصار المفروض على مناطق فلسطينية: "هل تعتقدون حقا إنني سعيد بإصدار أمر تلو آخر بغلق هذه المناطق؟ كلا، كلا، كلا"، بحسب تعبيره.
(بن أليعيزر) ذكر في مقابلته مع مراسل الصحيفة أن التهديد الأمني لا يترك له خيارا آخر. وبرر عضويته في الحكومة التي يرأسها (شارون) بالقول "إنني أشارك فيها بسبب عدم وجود خيار آخر اليوم سوى أن يتحد جميع الإسرائيليين لضمان وجودنا"، على حد تعبيره. يذكر، في هذا الصدد، أن عدة منتقدين يساريين، بينهم أعضاء في حزب العمل، اتهموا (بن أليعيزر) بتوفير غطاء سياسي ل(شارون) نتيجة مشاركته في الحكومة.
وهو يحاول الآن المحافظة على وحدة الإسرائيليين في الحكومة في الوقت الذي يسعى إلى إحياء نفوذ حزبه وإبعاد نفسه عن مواقف (شارون).

--- فاصل ---

(موشي شاهال)، وزير سابق من حزب العمل، ذكر أن (بن أليعيزر) يتمتع بقدرات تنظيمية جيدة. لكنه "لا يمتلك جدول أعمال خاص به"، بحسب تعبيره.
(بن أليعيزر) الذي يبلغ الرابعة والستين من عمره يقوم بأول زيارة له إلى الولايات المتحدة منذ انضمامه إلى حكومة (شارون). ومن المقرر أن يعقد اجتماعات في نيويورك يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين قبل التوجه إلى واشنطن حيث سيلتقي بمسؤولين في إدارة بوش وأعضاء في الكونغرس. وصرح بأنه لن يذهب إلى العاصمة الأميركية بصفته سياسيا بل كوزير للدفاع، مشيرا إلى أنه سيعرض وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية بأن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لم يضع حدا للعنف وأن إيران تشكل خطرا متزايدا.
(نيويورك تايمز) تذكر أن (بن أليعيزر) هاجر لوحده من العراق إلى إسرائيل حينما كان في الثالثة عشرة من عمره. وهو ينادى دوما باسم (فؤاد). ولكونه يتحدث اللغة العربية، فقد كان في عدة مناسبات صلة وصل بين إسرائيل وقادة عرب. وفي الأسبوع الماضي، حل ضيفا على الرئيس المصري حسني مبارك الذي دعاه إلى منتجع شرم الشيخ للإطلاع على المواقف الإسرائيلية.
(بن أليعيزر) قام بمهمة مماثلة في السابق. فحينما أراد رئيس الوزراء الراحل (إسحاق رابين) في عام 1994 معرفة مدى جدية عرفات في شأن السلام، أوفد (بن أليعيزر) للاجتماع مع الزعيم الفلسطيني في تونس. وكان أول وزير إسرائيلي يلتقي بعرفات. وقد عاد بانطباع مفاده أن الزعيم الفلسطيني مستعد للتغيير التاريخي.
لكن (بن أليعيزر) يقول الآن إن عرفات "أنجز دوره التاريخي"، بحسب تعبيره. ويبدو موقفه الحالي من عرفات مشابها لموقف (شارون).
الصحيفة الأميركية تنقل عنه قوله في إشارة إلى المتطرفين الفلسطينيين "هؤلاء العناصر يساندون عرفات بالتأكيد، وهم يدعون إلى مواصلة استراتيجية الإرهاب والإرهاب والإرهاب"، على حد تعبيره.
لكن (بن ألبعيزر) يختلف مع (شارون) حول قضايا أمنية إذ يقول إن رئيس الوزراء يعتبر وقف النار هدفا بحد ذاته. أما هو فيعتقد أن الهدف يتمثل في احتواء الإرهاب وفتح باب نحو مفاوضات السلام.
كما أوضح أنه يتوقع مشاركة زعيم فلسطيني آخر غير عرفات في عملية المفاوضات. لكن (بن أليعيزر) أعرب عن استعداده لإبداء مرونة أكبر في مثل هذه المفاوضات خاصة فيما يتعلق بالانسحاب من المستوطنات الإسرائيلية، بحسب ما أفادت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية.

على صلة

XS
SM
MD
LG