روابط للدخول

خبر عاجل

السياسة الأميركية تجاه العراق


اياد الكيلاني صحيفة (واشنطن بوست) نشرت تقريرا مفصلا عن السياسة الأميركية تجاه كل من النظام العراقي والمعارضة العراقية. اياد الكيلاني يعرض للتقرير التالي.

في تقرير مفصل عن السياسة الأميركية تجاه العراق نشرته أول من أمس الاثنين، تقول صحيفة الـ Washington Post الأميركية إن سياسة الإدارة الأميركية الحالية تجاه بغداد – رغم التصريحات الساخنة التي يصدرها كبار أعضائها ضد صدام حسين – تبقى هذه السياسة في معظمها مجمدة كما تركتها إدارة الرئيس الأميركي السابق بل كلنتون.
وتتابع الصحيفة قائلة إن الإدارة الحالية – بعد مضي عام على مراجعتها رفيعة المستوى لسياستها تجاه العراق – ما زالت متمسكة بحجب المساعدات الفتاكة عن الجماعات العراقية المعارضة، وأن هذه المعارضة – التي يلعب المؤتمر الوطني العراقي دورا رئيسيا فيها – ما زالت محرومة من استخدام التمويل الأميركي في تنفيذ عمليات داخل العراق، رغم تأكيد الكونغرس الأميركي على تقديم مثل هذه المساعدات. وتضيف الصحيفة أن الوظيفة المخصصة في وزارة الخارجية الأميركية للتنسيق مع المعارضة العراقية ما زالت شاغرة.
وفي الوقت الذي تركز فيه الاهتمام العام في أميركا – منذ اعتداءات أيلول الماضي – على احتمال شن الولايات المتحدة هجوما عسكريا على العراق كجزء من حربها ضد الإرهاب، لم يتخذ البيت الأبيض لحد الآن قرارا في هذا الشأن مشيرا إلى رغبته في الانتهاء من الحملة في أفغانستان أولا. ولكن الصحيفة تؤكد أيضا أن النقاش الساخن يدور الآن حول الخطوات المرحلية الواجب على أميركا اتباعها.
ويشير التقرير إلى أن قسما كبيرا من هذا النقاش يتناول ما اذا كان المؤتمر الوطني العراقي قادرا على أن يصبح حليفا يمكن الاعتماد عليه في تشكيل تحد حقيقي لنظام صدام حسين. وتنسب الصحيفة إلى مسؤولين في الإدارة الحالية قولهم إن القيود المفروضة منذ عهد كلنتون لا بد من إلغائها، وتضيف أن آخرين يؤيدون هذا الرأي، إلا أنهم لا يرون في المؤتمر الوطني جماعة قادرة على قيادة المعارضة داخل العراق.
أما المؤتمر الوطني فينقل التقرير عن كبير مسئوليه في واشنطن تأكيده أن الإدارة الأميركية تخشى اتخاذ تدابير فعلية ضد صدام حسين.

--- فاصل ---

وتمضي الصحيفة الأميركية إلى أن بعض كبار المسؤولين في إدارة بوش كانوا – في مناصبهم السابقة لعهد الرئيس بوش – يحبذون بشدة قيام الولايات المتحدة بدعم هجوم داخلي ضد صدام حسين. فلقد اشترك كل من وزير الدفاع Donald Rumsfeld ونائبه Paul Wolfowitz ووكيل وزارة الخارجية Richard Armitage في التوقيع على رسالة إلى الرئيس السابق بل كلنتون في 1998، مطالبين بتقديم العون للعمليات التي تنفذ داخل العراق.
وتنقل الصحيفة عن Wolfowitz – الذي كان عميد مدرسة الدراسات الدولية المتقدمة التابعة لجامعة Johns Hopkins آن ذاك – قوله إن أساس المشكلة يكمن في عدم استعداد الولايات المتحدة، أو عجزها، في اتباع سياسة جادة تجاه العراق. أما الحل فيكمن في مساعدة الشعب العراقي على تحرير نفسه من صدام، وربما يتسم الأمر بتعقيدات تتجاوز قابلية الإدارة على معالجتها – حسب تعبير Wolfowitz الوارد في التقرير.

--- فاصل ---

وتتابع الـ Washington Post قائلة إن الرئيس بوش بات يتعرض إلى ضغوط من أعضاء حزبه، وتضيف أن تسعة من المشرعين الجمهوريين ذكروه في رسالة بعثوا بها إليه الشهر الماضي بما وعد به إبان حملته الانتخابية، حين تعهد بتطبيق قانون تحرير العراق لعام 1998 تطبيقا كاملا، ويذكر التقرير بأن القانون يخول تقديم ما تصل قيمته إلى 97 مليون دولار من معدات عسكرية وتدريب للجماعات العراقية المعارضة، إضافة إلى 43 مليون دولار أخرى تنفقها وزارة الخارجية نقدا على نشاطات إنسانية وإذاعية واستخبارية.
أما ما تم تخصيصه في الجانب العسكرية فلم يتجاوز لحد الآن – بحسب التقرير – 5 ملايين دولار لم ينفق منها سوى أقل من مليون واحد، وذلك على التدريب غير القتالي لنحو 200 من أعضاء المؤتمر الوطني العراقي في مجالات الإسعاف الطبي واستخدام الكومبيوترات.
وتنسب الصحيفة إلى Richard Perle – وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية يعمل حاليا مستشارا للإدارة بصفته رئيسا لهيئة السياسات الدفاعية – انتقاده الشديد لما تلقاه المعارضة العراقية من معاملة.

--- فاصل ---

غير أن التقرير ينسب أيضا إلى مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن الإدارة تدرك تماما كون إمكانيات المؤتمر الوطني العراقي إمكانيات محدودة، وهي لم تتخل عن البحث عن جماعات عراقية أخرى داخل العراق. غير أن الكرد المسيطرين على شمال العراق مترددون – بحسب التقرير – في التحرك ضد صدام حسين، في الوقت الذي تربط المسلمين الشيعة في الجنوب روابط وثيقة مع إيران. ولقد تعرضت هاتان الفئتان إلى خيبة أمل إزاء تخلي الولايات المتحدة عن تأييدهما في محاولتهما إطاحة صدام حسين، وهما بالتالي يترددان في التحالف ثانية مع واشنطن ما لم تتعهد الأخيرة بالمضي في جهد مشترك لا يكتفي سوى بإسقاط النظام العراقي.
ويشير التقرير أيضا إلى تردد الحكومات الحليفة للولايات المتحدة في تقديم العون للكرد أو للشيعة، ويقول إن هذه الحكومات تخشى تفكك العراق إلى كيانات منفصلة تشكل تحديا لمصالحها في المنطقة. كما يشير التقرير في هذا الصدد إلى تأكيد رئيس الوزراء التركي Bulent Ecevit – خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن – أن حكومته تعارض بكل شدة أية محاولة لإطاحة صدام حسين.

--- فاصل ---

أما المؤتمر الوطني العراقي فتنسب الصحيفة إلى مدير مكتبه في العاصمة الأميركية (انتفاض قنبر) قوله إن هناك مخاوف من أن المؤتمر الوطني – في حال السماح له بشن عمليات هجومية داخل العراق – سيثير غضب صدام حسين بدرجة ستجر الولايات المتحدة إلى حرب معه، ويضيف (قنبر) قائلا: إنهم ليسوا على استعداد للدخول في حرب مع صدام. كما أكد ممثل المؤتمر أن منظمته ليست راغبة في الحصول على المزيد من الأموال الأميركية، ما لم يتم تنفيذ قانون تحرير العراق تنفيذا كاملا – حسب تعبير مدير مكتب المؤتمر الوطني العراقي الوارد في تقرير صحيفة الـ Washington Post.

على صلة

XS
SM
MD
LG