روابط للدخول

خبر عاجل

موقف تركيا في اطار الحرب ضد الارهاب


ولاء صادق في اطار مشروع الشرق الاوسط للبحوث والمعلومات نشر محلل سياسي تركي بارز دراسة تحدث فيها عن الظروف التي رافقت زيارة رئيس الوزراء التركي الى الولايات المتحدة، وعن موقف تركيا في اطار الحرب ضد الارهاب، وموضوع العراق والمنطقة الكردية. ولاء صادق تعرض لهذا التقرير.

اير طغرل كوركجو محلل سياسي تركي مهم ومنسق شبكة الاتصالات المستقلة ومقرها اسطنبول. وقد نشر في اطار مشروع الشرق الاوسط للبحوث والمعلومات، دراسة في الخامس عشر من الشهر الجاري اي قبل وصول رئيس الوزراء التركي الى الولايات المتحدة، تحدث فيها عن الظروف التي ترافق هذه الزيارة وعن موقف تركيا في اطار الحرب ضد الارهاب وعن موضوع العراق والمنطقة الكردية. قدمنا لكم يوم امس الجزء الاول من هذه الدراسة ونقدم لكم اليوم الجزء الثاني والاخير منها.
تحت عنوان فرعي: "تعاطف مع صدام ام كراهية للمطالب الكردية ؟". قال الكاتب في دراسته:
سيستقبل الرئيس بوش، في هذه الاجتماعات، القائد الوحيد لدولة عضو في حلف شمال الاطلسي، لم يخف خلافاته مع موقف الولايات المتحدة ازاء العراق عبر السنوات. ففي عامي 90 و 91 كان ايجيفيت يعمل صحفيا وزار الرئيس العراقي مرتين في بغداد بينما كان رئيس الوزراء التركي تورغوت اوزال مشغولا بتسديد النصح للرئيس الاميركي بالقيام باجتياح شامل للعراق مع دعم بري قوي من تركيا في الشمال.
وقد ادى موقف ايجيفيت من صدام حسين الى تعرضه الى انتقاد حاد من السياسيين الذي اتهموه علنا بانه صدامي. ولكن يبدو ان نظرة ايجيفيت الى الرئيس العراقي قد تغيرت خلال صعوده الى السلطة في نهاية التسعينات وهو تغير يعزوه عدد من المحللين بالتحديد الى التقارير العسكرية خلال رئاسة وزارته والى رغبته المتزايدة في الولاء للولايات المتحدة وحلف شمالي الاطلسي.
ومع ذلك، وكما قال الكاتب في دراسته، ادت خمسة عشر عاما من الصراع مع مقاتلي حزب العمال الكردي الى جعل الحكومة التركية تخشى احتمال نشوء دولة كردية في شمال العراق. وما يزال ايجيفيت يرتاب الى حد بعيد في تمكن العراق من الحفاظ على سلامة اراضيه ما ان ينهار نظام صدام تحت ضغط الضربات الاميركية العسكرية التي تلوح في الافق.
ويعتقد العديد ان واشنطن ستلجأ الى مشورة تركيا قبل القيام باي تحرك ازاء العراق. ويقول عدد من المحللين الاتراك مثل سامي كوهين إن الامتناع عن فعل شيء سيكون اسوأ نصيحة تقدمها تركيا. وقال: "حتى وقت اخير، شجعت تركيا استمرار الوضع الراهن. ومع ذلك اصبح من الواضح الان ان الوضع الراهن ليس في صالح تركيا". ويعتقد كوهين ايضا أن تركيا تجازف بخطر الاستبعاد من المشاركة في اتخاذ القرار في المستقبل ان لم تلتزم وتساعد مصالح الولايات المتحدة.
ومن جهة اخرى يرى منتقدو ايجيفيت الاكراد ان عدم رغبة تركيا في المشاركة في عملية ضد بغداد، ينبع من رغبتها في الحفاظ على صدام في السلطة اكثر من خشيتها على سلامة الاراضي. وهم يستدلون على ذلك بان العراق لا يكاد يحافظ على سلامة اراضيه مع ما تقوم به القوات التركية من عمليات عبر الحدود وما تشنه في شمال العراق من غارات. وقد قال احد المثقفين الاكراد المهمين وهو اوميد فيرات وهنا اقتبس: "تخشى تركيا فعلا ابدال صدام حسين بنظام ديمقراطي يمكن ان يمنح اكراد شمال العراق حرية اوسع ويجعل منه بالتالي قدوة مشروعة لاكراد تركيا" نهاية الاقتباس.

--- فاصل ---

ومضى الكاتب الى القول: بعد انهيار الامبراطورية العثمانية انقسمت المنطقة الى اربعة اجزاء. فهناك اثنا عشر مليونا من الاكراد العثمانيين يعيش اغلبهم في جنوب شرقي تركيا، ومليونان في شمال العراق ومليون اخر في ايران واكثر من مليون في سوريا. وقد انشأ حزب العمال الكردي الذي اعلن الحرب على انقرة في عام 1984 بهدف الحصول على حكم ذاتي كردي، انشأ قواعد قليلة في شمال العراق واستخدم محاربين من الاكراد العراقيين. واقام عبد الله اوجلان، رئيس الحزب، مقره في العاصمة السورية دمشق على مدى خمسة عشر عاما من الصراع المسلح الضاري. وخلال هذه الحرب ولاسيما بعد اجهاض الانتفاضة الكردية التي اعقبت هزيمة العراق في حرب الخليج في عام 91، زاد نفوذ حزب العمال الكردي في شمال العراق الامر الذي دفع انقرة الى توسيع نشاطاتها الى عمق شمال العراق فشنت عمليات عديدة كانت اهمها في عام 1996 عندما كبدت حزب العمال الكردي خسائر بلغت حوالى الفي مقاتل. وقد ادت هذه العملية كما قال الكاتب الى القضاء على قوة الحزب القتالية وعلى توازنه الستراتيجي.
ثم اضاف: بعد ان سبب سقوط ثلاثين الف قتيل وتدمير المنطقة، بلغ الصراع المسلح بين حزب العمال الكردي وتركيا مرحلة الجمود في عام 1999 مع ترحيل عبد الله اوجلان من دمشق وتسليمه الى تركيا على يد الشرطة الكينية تحت اشراف اميركي واضح. وبعد محاكمة قصيرة حُكم على اوجلان بالاعدام ثم وضع في سجن جزيرة ايمرالي في حبس انفرادي كامل. ومنذ ذلك الوقت علقت تركيا اعدامه في انتظار نتيجة تقديم محاميه طلب تمييز الى محكمة حقوق الانسان الاوربية من اجل محاكمة عادلة.

وقال كاتب الدراسة تحت عنوان فرعي اخر هو "المعادلة التركمانية في شمال العراق" قال: رغم قلقها العميق من تقسيم العراق ذُكر ان انقرة تقيم معادلة تتعلق بتعدد الاثنيات في شمال العراق يصبح فيها التركمان جزءا من ادارة مستقلة اذا ما تم تغيير الوضع الراهن بشكل مفاجئ. وتعتقد انقرة ان ذلك سيحافظ على نفوذها الكبير في المنطقة بعد سقوط نظام صدام حسين.
واضاف الكاتب: اثير هذا الموضوع خلال لقاء ايجيفيت بصدام في عام 91 اذ اراد ايجيفيت معرفة راي صدام في حكم ذاتي للاكراد والتركمان. ووفقا لصحفي تركي هو ديريا سازاك اجاب صدام بالقول فقط: "نحن مستعدون للقتال من اجل كركوك".
ويمثل التركمان الذين يسكن اغلبهم في منطقتي كركوك والموصل الغنيتين بالنفط حوالى خمسة بالمائة من سكان العراق، وقد حافظوا منذ تقسيم الامبراطورية العثمانية في عام 1924 على علاقات وثيقة مع انقرة. ومنذ اعلان منطقة الحظر الجوي شمال الخط 36 توطدت العلاقات بين التركمان وانقرة التي استخدمتهم لموازنة نشاط الفئتين الكرديتين المتحاربتين اي الحزب الديمقراطي الكردي لمسعود برزاني ومقره صلاح الدين وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني لجلال طالباني ومقره السليمانية.
وكانت هذه العلاقات والتوازنات هي ما اقام عليها الرئيس التركي السابق تورغت اوزال اماله خلال حرب الخليج التي شجع خلالها بوش الاب بقوة على السير حتى بغداد. وكان اوزال يامل انه ما ان يسقط صدام حتى تتحرك القوات التركية بسرعة في اتجاه الموصل وكركوك وتحصل على مصدر للنفط العراقي يتدفق على مصافي تركيا. ومع ذلك راى قادة تركيا العسكريون ان مخاطر هذه العملية العسكرية وتحقيق طموحات اوزال اكبر بكثير من عوائد النفط المحتملة. ومنذ وفاة اوزال في عام 1993 غير الجيش التركي والقادة السياسيون الاتراك خططهم بشان اجتياح شمال العراق الا انهم ظلوا يرصدون التطورات في المنطقة التركمانية.

قدمنا لكم سيداتي وسادتي الجزء الثاني من دراسة نشرها المحلل السياسي التركي اير طغرل كوركجو قبل قيام رئيس الوزراء التركي بولند ايجيفيت بزيارته الاخيرة الى واشنطن.

على صلة

XS
SM
MD
LG