روابط للدخول

خبر عاجل

برنامج عراقي جديد لإنتاج أسلحة الدمار الشامل / أنقرة تخفق في إقناع بغداد بالتعاون مع المفتشين الدوليين / الدول العربية تعارض توجيه ضربة عسكرية أميركية الى العراق


سامي شورش مستمعينا الأعزاء.. نتابع في ملف اليوم مجموعة من القضايا والمستجدات السياسية ذات الصلة بالشأن العراقي. وفي هذا الإطار نركز على المحاور التالية: - مهندس عراقي منشق يتحدث عن شروع الرئيس صدام حسين في برنامج جديد لإنتاج أسلحة الدمار الشامل. ومفتش سابق في لجنة أونسكوم يؤكد المعلومات التي أشارت اليها المهندس. - رئيس الوزراء التركي يعلن أن أنقرة أخفقت في إقناع بغداد بالتعاون مع المفتشين الدوليين. - عمرو موسى يشدد في بغداد على أن الدول العربية تعارض توجيه ضربة عسكرية أميركية الى العراق. وتقارير صحافية عراقية تشير الى أن موسى سيبحث مع المسؤولين العراقيين في ملف أسرى ومفقودي حرب الكويت. - روسيا تنفي حصول تغيير في سياستها العراقية الداعية الى تعليق العقوبات. هذا ويتضمن الملف تقريرا صوتيا أعده مراسلنا في واشنطن وحيد حمدي عن العراق ونفي الولايات المتحدة وجود أي طلب سعودي برحيل قواتها عن الأراضي السعودية، إضافة الى تصريحات لرئيس الوزراء التركي الذي زار العاصمة الأميركية في الايام الماضية عن إحتمالات تعرض العراق الى حرب أميركية. كما يتضمن الملف الذي أعده ويقدمه سامي شورش تقريراً آخر من مراسلنا في بيروت علي الرماحي عن زيارات متبادلة لمسؤولين لبنانيين وعراقيين الى بغداد وبيروت.

ما تزال التكهنات تتواصل في شأن إحتمال تعرض العراق الى حرب أميركية جديدة. وما يزد من هذه التكهنات أن تقارير صحافية عدة اشارت الى إمكان قرار واشنطن سحب قواتها العسكرية من المملكة العربية السعودية. لكن قائد العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان الجنرال فرانكس نفى أن تكون الرياض قد طلبت رحيل القوات الأميركية عن الأراضي السعودية. كما نفى ذلك البيت الأبيض.
هذا التطور جاء بعد أن جدد الرئيس جورج دبليو بوش تحذيره الرئيس العراقي من مواصلة رفض التعاون مع المفتشين الدوليين، داعياً القيادة العراقية الى ضرورة السماح بعودة المفتشين وإستئناف أعمالهم.
وفي تطور عراقي آخر، صرح رئيس الوزراء التركي بولنت أجفيت بعد إنتهاء مباحثات أجراها مع الرئيس الأميركي وكبار مساعديه بأن المسؤولين الأميركيين لم يثيروا معه مسألة إستخدام الخيار العسكري ضد العراق.
مراسلنا في واشنطن وحيد حمدي تابع هذه التطورات ووافانا بالتقرير التالي الذي تحدث فيه الى خبير أميركي في شؤون أسلحة الدمار الشامل ومسؤول مكتب الاعلام الكويتي في العاصمة الأميركية:

كرر الرئيس جورج بوش مطالبته للعراق بالسماح بعودة المفتشين الدوليين والتهديد باستخدام القوة المسلحة لمعاقبة العراق اذا رفض قبول عودة المفتشين. وجاء هذا التهديد بشكل غير مباشر اكثر من مرة عندما قال الرئيس جورج بوش ان العراق سيعرف العواقب اذا رفض السماح لعودة المفتشين الدوليين. وتساءل خبراء الشان العراقي ان كان هذا التهديد حقيقيا ام انه مناورة سياسية من ادارة الرئيس جورج بوش التي تدرك ان العراق ما زال يرفض السماح بعودة المفتشين الدوليين.
تشارلز دولفر خبير الشأن العراقي بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية ونائب رئيس لجنة أنسكوم سابقاً:
"هذا هو التخمين السائد ولكني لست متأكدا، وهناك انزعاج كبير من خطورة العراق تحت نظام صدام حسين وذلك بسبب اقتنائه لاسلحة الدمار الشامل التي قد لا تكون تحت سيطرة حكومة بغداد فقط، بل قد تمكن هذه الحكومة بعض الجماعات الارهابية من استخدام هذه الاسلحة خاصة بعد هجوم الحادي عشر من ايلول."

ويقول تشارلز دولفر ان احد اهداف الرئيس جورج بوش من تكرار هذا التهديد هو بناء تحالف دولي جديد ضد العراق:
"لا أعرف دوافع قرار الرئيس بوش لتكرار هذا التهديد، لكن واحدا من هذه الدوافع او الاحتمالات هو انه يراهن على استمرار العراق برفض عودة المفتشين الدوليين. ولكن يمكن النظر الى تصريح الرئيس بوش في ضوء الاجماع الدولي المتواجد حول هذا الموضوع. فمجلس الامن اصدر قرارات لها قوة القانون الدولي تلزم العراق بضرورة التخلص من كل اسلحة الدمار الشامل وقبول نظام رقابة فعال لضمان عدم استئناف العراق لانتاج اسلحة الدمار الشامل مرة اخرى.
وربما يكون هدف الرئيس بوش هو استكمال الاجماع الدولي حول هذه النقطة حتى يضمن لفت انظار المجتمع الدولي والحصول على اجماع دولي بضرورة فعل شيء لحل هذه القضية."

اما الدكتور شفيق الغبرة رئيس مكتب الاعلام بسفارة دولة الكويت في واشنطن، فيعتبر هذا التهديد جدي:
"يعني بعد الحادي عشر من سبتمبر لا يوجد مجال لعدم استيعاب جدية الاطروحات والسياسات الاميركية خاصة فيما يتعلق بالمسائل المرتبطة بالارهاب بالتحديد. ولكن بوجود صراع قديم بين العراق والولايات المتحدة استمر منذ عام 90 حتى اليوم، اعتقد ان هذا الموقف من الجانب الاميركي في ضوء وانطلاقا من 11 سبتمبر يجب ان يؤخذ في اطاره الجاد والحقيقي.
باختصار، نعم الولايات المتحدة تريد ان تضمن عودة المفتشين ولكن هذه ايضا رغبة دولية ورغبة تعبر عنها الامم المتحدة ومجلس الامن. وبالتالي قد تكون هذه هي الطريقة الوحيدة لتلافي العمليات العسكرية، ولتلافي مواجهة مؤلمة يدفع الشعب العراقي ثمن جديد من خلالها."

ومع ذلك اوضحات التطورات الاقليمية في الايام الاخيرة بروز صعوبتين جديدتين امام ادارة الرئيس جورج بوش قد يؤثر اي منهما على امكانية تنفيذ هذا التهديد كان التطور الاول يتعلق بتركيا الذي اعلن رئيس وزرائها في واشنطن بعد لقائه بالمسؤولين هناك ان تركيا ضد الخيار العسكري.

رئيس الوزراء التركي (بلنت ايجيفيت):
"حسب معلوماتي فان ادارة الرئيس بوش لم تتوصل بعد لقرار نهائي بخصوص الشأن العراقي. ولقد اوضح لي الرئيس جورج بوش بجلاء كما صرح بشكل علني اكثر من مرة ان الولايات المتحدة لا تطيق صدام حسين، وانه يجب ايجاد حل لهذه المشكلة.
ولكني آمل الا تكون هناك عمليات عسكرية كجزء من ذلك الحل لان هذه العمليات ستكون ذات آثار مدمرة على تركيا، حتى اذا لم تساهم في هذه الحرب. وكما تعرف فقد عانت تركيا كثيرا بسبب حرب تحرير الكويت.
وعلى العموم اثناء لقائي مع المسؤولين الاميركيين لم يثر احد منهم موضوع الخيار العسكري ضد العراق."

اما التطور الثاني فكان ما نشرته جريدة الواشنطن بوست الاميركية صباح الجمعة، نسبت فيه لمسؤولين سعوديين رفضوا ذكر اسمهم قولهم ان المملكة العربية السعودية على وشك ان تطلب من واشنطن مغادرة القوات الاميركية المرابطة في المملكة.
وقد نفى اكثر من مسؤول اميركي ظهر الجمعة هذا النبأ، وأكدوا ان المسؤولين الاميركيين لم يقدموا اي طلب رسمي او حتى تلميح غير مباشر بمغادرة القوات الاميركية لاراضي المملكة العربية السعودية.
كما نفى هذا النبأ الجنرال توني فرانكس قائد العمليات المركزية للجيش الاميركي المسؤول عن الحملة العسكرية الاميركية في افغانستان:
"لقد لمست من خلال هذه العملية العسكرية دعما من الحكومة السعودية ولم اتلق اي طلب او حتى تلميحات من المسؤولين السعوديين بخصوص تواجدنا العسكري داخل المملكة او بخصوص العلاقة العسكرية الرسمية بين البلدين. وانا لا استطيع ان اعلق على المقال الذي نشر هذا الصباح لانه لا يتطابق مع معلوماتي."

اما الدكتور شفيق الغبرة فيرى ان انسحاب القوات الاميركية من المملكة العربية السعودية لن يؤثر على الميزان الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق:
"طبعا الوجود العسكري الاميركي بالمحصلة هو امر ثنائي بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، ولكن هل يؤثر على العراق ام لا يؤثر؟ قد يؤثر في امور.
لن يؤثر اذا كانت الامور تتعلق باعمال كبيرة وبتغير كبير بالسياق الاستراتيجي. اعتقد اننا اذا بحثنا الامر من الجانب العسكري سوف تؤثر ولكنها لن تغير الميزان الاستراتيجي.
الميزان الاستراتيجي لا يقوم فقط على موقع واحد او موقعين. الميزان الاستراتيجي مرتبط بشكل جدا مؤثر بتركيا وموقع تركيا من امكانيات العمليات العسكرية. الميزان الاستراتيجي ايضا مرتبط بالوجود العسكري الاميركي في منطقة الخليج بمعناه الاوسع، وبالتحديد في مياه الخليج.
ولو نظرنا الى ما حصل مع افغانستان لوجدنا انه كانت هناك دول لم تتوفر فيها مواقع عسكرية اصبح فيها قواعد عسكرية، وان الميزان الاستراتيجي ينقلب بين ليلة واخرى في اطار موقف معين واستعداد جاد لتنفيذ مهام محددة."

ولا تعد هذه التحديات هي التحديات الوحيد التي تواجه ادارة الرئيس جورج بوش، بل هناك تحد من نوع آخر قد ينشأ عن سماح بغداد بعودة المفتشين الدوليين الى العراق. فتشارلز دولفر نائب رئيس لجنة التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل في العراق سابقا والمعروفة باسم (أنسكوم) يخشى ان يتمكن العراق من التحكم في نطاق وطبيعة المهام التي سيخولها مجلس الامن للجنة التفتيش الحالية المعروفة باسم (انموفيك). ولذلك يعتبر ان سياسة الرئيس جورج بوش الحالية سياسة خطرة:
"نعم، اعتقد ان هذه السياسة خطرة. لان الضغط الدولي عندما يزيد على العراق فان ذلك سيوفر لهم الفرصة للتشويش والبلبلة داخل مجلس الامن، حيث هناك مصالح معقدة وأهداف مختلفة. والعراق اثبت قدرة كبيرة على استغلال هذا النظام."

هذا وما زالت ادارة الرئيس جورج بوش تحسب كل الاحتمالات قبل اتخاذ قرارها النهائي بكيفية تنفيذ سياستها المعلنة للتخلص من حكم الرئيس صدام حسين.
وحيد حمدي - اذاعة العراق الحر - اذاعة اوروبا الحرة - واشنطن.

على صعيد ذي صلة، قال رئيس الوزراء التركي إن تركيا أخفقت في إقناع العراق بالسماح للمفتشين الدوليين بالعودة.
وكالة رويترز للأنباء نقلت عن إجفيت الذي عاد لتوه من زيارة الى واشنطن التقى خلالها الرئيس بوش، أن أنقرة بعثت برسالة الى بغداد حضتها فيها على التعاون مع المفتشين، لكن الرد العراقي على الرسالة لم يتضمن جواباً شافياً على حد تعبير رئيس الوزراء التركي الذي أضاف أن القيادة العراقية يجب أن تتحرك بطريقة لا تثير القلق لدى الدول الإقليمية.

--- فاصل ---

هل يصبح العراق هدفاً لحرب أميركية جديدة بعد أفغانستان؟ هذا السؤال طرحته وكالة اسوشيتد برس للأنباء على مواطن عراقي في بغداد، وعدد من المختصين الغربيين في الشأن العراقي.
عبد الحكيم لقمان صاحب مطبعة في بغداد أعرب عن قناعته بأن بلاده ستتعرض لهجمة عسكرية أميركية عاجلاً أم آجلاً، معتبراً أن صدام حسين يعمل لتحرير فلسطين وتوحيد العالم العربي، وهذا ما لا يمكن أن يرضى عنه الأعداء وما يجعل العراق عرضة للهجمات الأميركية على حد تعبيره.
اسوشيتد برس لفتت الى أن كثيرين في داخل العراق والعالم العربي يعتبرون صدام حسين بطلاً يعمل من أجل العرب والمسلمين. وهذا يلزم الولايات المتحدة أن تأخذ في اعتبارها مسألة ما إذا كان العالم العربي والاسلامي سيؤيد توجيه أي ضربة الى العراق أم لا؟
في هذا الإطار نقلت الوكالة عن المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي ديفيد ماك أن المرحلة المقبلة للحرب الأميركية ستتركز على المحاولات الديبلوماسية والتعاون الدولي لمواجهة الارهاب، مستبعداً لجوء الولايات المتحدة الى اسلوب نقل الحرب من دولة الى أخرى.
لكن المفتش الدولي السابق في لجنة أونسكوم لنزع اسلحة العراق للدمار الشامل سكوت ريتر رأى في حديثه مع اسوشيتد برس أن واشنطن قد تضرب العراق بذريعة إمتلاكه اسلحة الدمار الشامل، معرباً عن إعتقاده بأن بغداد لم تعد تطور أسلحة بايولوجية أو كيمياوية.
أما المحلل السياسي في معهد بحوث السلام الدولية في ستوكهولم جين باسكال زانديرس، فقد اعتبر غياب المفتشين الدوليين عن العراق مصدراً للقلق نظراً لكون كثير من قضايا أسلحة الدمار الشامل في العراق ما تزال عالقة، مؤكداً أن المفتشين عثروا في حينه على أدلة تثبت تورط العراق في انتاج اسلحة ملوثة بمادة (في إكس) القاتلة.
من جهة أخرى أشارت الوكالة الى الجهود التي يبذلها العراق من أجل تحسين علاقاته مع دول عربية محسوبة على التحالف الغربي كمصر والاردن، مؤكدة أن هذه الدول أصبحت تحض الولايات المتحدة على تجنب ضرب العراق نظراً لإنعكاساتها السلبية على المنطقة برمتها، ولافتة في الوقت نفسه الى أن الرئيس المصري حسني مبارك دعا العراق في الفترة الأخيرة الى التعاون مع المفتشين الدوليين بهدف تجنب ضربة عسكرية أميركية.
لكن موظفاً عراقياً في بغداد هو شاكر محمود، شدد في حديث مع اسوشيتد برس على ان العراقيين لا يشعرون بالقلق تحت أي ظرف كان، بما فيه ظرف تعرضهم الى ضربة أميركية.

--- فاصل ---

في تطور آخر، قال مهندس إنشاءات عراقي هرب حديثاً من بغداد أن صدام حسين بدأ برنامجاً جديداً لتطوير أسلحة بايولوجية وكيمياوية ونووية.
وكالة فرانس برس للأنباء نقلت عن المهندس عدنان إحسان سعيد الحيدري في مقابلة مع شبكة (سي بي إس) التلفزيونية الأميركية أن السلطات العراقية بدأت بتنفيذ اعمال إنشائية متواصلة ليل نهار في إطار المشروع الخاص بتطوير اسلحة محظورة، مشيراً الى أن الحكومة العراقية انتدبته للعمل في بناء مبان ومخازن مانعة للرطوبة وعالية التقنية في مواقع يصعب تحديدها أو تدميرها كالمستشفيات أو تحت القصور الرئاسية لصدام حسين أو في آبار عميقة منتشرة في الحقول التي تحيط ببغداد، يتم إخفاء القدرات العراقية للتدمير الشامل فيها في حال موافقة بغداد على عودة المفتشين الدوليين.
الى ذلك أكد الحيدري أن البرنامج الجديد لتطوير الأسلحة يعتمد على إمكانات عالية للتحريك والنقل، كما أن المواد المستخدمة في تصنيع الأسلحة التي أقر الحيدري بأنه لم يرها، مصنعة بطريقة يسهل نقلها من موقع الى آخر بهدف التشويش على المفتشين. (سي بي إس) لفتت الى أن الاستخبارات المركزية الأميركية تُخضع الآن المهندس العراقي الى الاستجواب.
الى ذلك نقلت وكالة فرانس برس عن تشارلز دولفر المفتش السابق في لجنة أونسكوم أن كلام المهندس العراقي يحمل صدقية لأن المواقع التي يصفها هي الأماكن نفسها التي إمتلك لجنة أونسكوم معلومات عن صلتها بتصنيع الصواريخ والنشاطات البايولوجية والكيمياوية.

--- فاصل ---

ننتقل الى محور العلاقات العراقية العربية، حيث نقلت وكالة اسوشيتد برس عن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في بغداد أن الدول العربية تعارض توجيه ضربة عسكرية أميركية الى العراق، مضيفاً أن موقف الجامعة العربية واضح تماماً في شأن معارضة إستهداف أي دولة عربية.
ولفتت الوكالة الى أن موسى سيبحث مع المسؤولين العراقيين في جدول أعمال القمة العربية المرتقبة في بيروت في آذار المقبل، مشيرة الى أن مصادر ديبلوماسية عربية في القاهرة، لم تذكر أسماءها، قالت إن العراق وعد موسى بطرح أفكار جديدة لحل قضية أسرى ومفقودي حرب الكويت في 1991.
أما موسى من ناحيته، فإنه أكد أن مباحثاته في بغداد ستتناول تعزيز العمل العربي المشترك:
"ستكون هذه الزيارة والمباحثات التي سوف أجريها هنا مهمة في اطار اعادة بناء العمل العربي المشترك والتنسيق والتضامن العربي المطلوبين."

على صعيد آخر، نقلت وكالة فرانس برس عن نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز أن صدام حسين سيطرح على الأمين العام للجامعة العربية أفكاره في شأن تحسين العلاقات بين الدول العربية.
عزيز ألمح في هذا الخصوص الى ضرورة أن تتخلص الدول العربية من روح التشكيك، معتبراً أن بلاده تعمل بإخلاص من أجل المصالحة العربية والتضامن العربي.

--- فاصل ---

نبقى في إطار العلاقات العراقية العربية، حيث من المتوقع أن يقوم وزير لبناني بزيارة الى بغداد حاملاً دعوة من الرئيس اللبناني أميل لحود الى نظيره العراقي صدام حسين لحضور القمة العربية المرتقبة. هذا في الوقت الذي يزور فيه وفد نقابي وحزبي عراقي العاصمة اللبنانية. تفاصيل المحورين في الرسالة الصوتية التالية من مراسلنا في بيروت علي الرماحي:

استقبل الرئيس اللبناني إميل لحود، وزير الدولة طلال أرسلان وتشاور معه في شأن زيارته القريبة إلى العاصمة العراقية، حيث من المقرر أن يسلم دعوة من الرئيس اللبناني إلى نظيره العراقي لحضور مؤتمر القمة العربية المقرر في بيروت في أواخر آذار القادم، إلا أن موعد الزيارة لم يحدد بعد، فيما قام وزير الخارجية اللبناني بتسليم دعوة مماثلة إلى الرئيس السوري، كما سيتوجه وزير الدفاع والداخلية لتسليم الدعوات إلى القادة الخليجيين.
من جهة أخرى وصل بيروت ظهر أمس، وفد حزبي ـ نقابي، ديني عراقي قادماًمن دمشق في زيارة للبنان تستمر عدة أيام، يلتقي خلالها بقادة أحزاب لبنانية، مثل وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي ودوري شمعون زعيم حزب الأحرار وغيرهم، كما سيلتقي زعيم الموارنة اللبنانيين البطريرك مار نصر الله بطرس صفير.
ويتألف الوفد العراقي، من مدير مكتب العلاقات الخارجية في حزب البعث العراقي حارث الخشالي، وأمين سر المجلس الوطني العراقي غالب الجاسم ورئيس تحرير صحيفة القادسية هاني وهيب، وعضوي المؤتمر الاسلامي الشعبي عبد اللطيف هميم وعدنان البكاء، إضافة إلى نقيب المحامين العراقيين نعمان شاكر، ورئيس الطائفة الكلدانية في العراق روفائيل الأول بيداويد.
وفور وصوله بيروت، بدأ الوفد العراقي لقاءاته، فزار رئيس الوزراء السابق سليم الحص الذي أبدى تعاطفه مع الشعب العراقي وندد باستمرار الحصار، كما زار الوفد مساءً اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية في مقر الرابطة المارونية وألقى رئيس الاتحاد حارس شهاب كلمة ترحيبية عبر فيها عن عمق العلاقات اللبنانية العراقية.
و لفت أنظار المراقبين، خلو الوفد من شخصيات دينية اسلامية عراقية، وكذلك كثافة اللقاءات مع الأطراف المسيحية اللبنانية حسب برنامج الزيارة المعلن.
على صعيد عراقي كويتي، ردّ رئيس وفد اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين الكويتيين الذي يزور لبنان، محمد الحداد، ردّ على إعلان العراق استعداده التفاوض مع الكويت لحل مشكلة الأسرى والمفقودين بالقول، أن العراق يعتمد أسلوب المراوغة وأنه لا يخضع لمنطق العقل ولا الجيرة، فهو يراوغ ويسوّف في كل القضايا ويصنع الصعوبات الكبيرة بسبب هذه السلطة الجائرة على العراق نفسه، كما قال الحداد، الذي أضاف: لقد جئنا إلى لبنان من أجل أن نوضح التعنّت العراقي وغيابه عن اجتماعات اللجنة الثلاثة ولنعبر عن استيائنا من استمرار عدم تعامل العراق حتى مع المنسق العام للجنة الدولية حول هذا الموضوع.
الوفد الكويتي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقده في نقابة الصحافة بحضور نقيب الصحافة اللبنانية محمد البعلبكي الذي قال أنه آن الأوان لوضع حد لمأساة الأسرى الكويتيين في العراق، وأضاف أنه من المؤسف أن يكون هناك أسرى ورهائن عرب في سجن عربي، كما في السجون الإسرائيلية، ولم يعد من الجائز أن يستمر هذا الوضع ويجب أن تتظافر جهود الشرفاء لوضع حد له.
علي الرماحي - بيروت.

--- فاصل ---

ننتقل الى موسكو حيث نفت الحكومة الروسية أن سياستها العراقية قد طرأ عليها أي تعديل أو تغيير.
وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء نسبت الى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي أورزونيكيدزه أن موسكو لم تعدّل موقفها من تشديد العقوبات ضد العراق، معتبراً التقارير التي تحدثت عن هذا التعديل بأنها غير صحيحة. كذلك أضاف المسؤول الروسي أن موسكو ما زالت تدعو الى تعليق العقوبات مقابل سماح بغداد بعودة المفتشين الدوليين.
الى ذلك، اشار نائب وزير الخارجية الروسي الى أن الحكومة العراقية مطلعة على هذا الموقف الروسي، وأن بلاده ستواصل العمل مع العراق وتثير الأمر مع نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز عند زيارته موسكو الاسبوع المقبل.
من جهة ثانية، نفى السفير العراقي لدى روسيا مزهر الدوري وجود خلافات بين بلاده وروسيا فيما يتعلق بطريقة التوصل الى تسوية للملف العراقي.
انترفاكس نقلت عن الدوري تأكيده أن القيادة الروسية تحترم رغبات بغداد، وتعمل من أجل رفع سريع للعقوبات عن العراق. أما وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء فإنها نقلت عن الدوري تأكيده أن روسيا لن تسمح للولايات المتحدة بشن حرب جديدة ضد العراق.

على صلة

XS
SM
MD
LG