روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثاني: قطع التمويل عن المؤتمر الوطني العراقي


أكرم أيوب قالت صحيفة أميركية واسعة الانتشار أن الإدارة الأميركية قررت قطع تمويل العديد من البرامج التي يتولى القيام بها المؤتمر الوطني العراقي. التفاصيل في العرض التالي الذي أعده ويقدمه (أكرم أيوب).

نشرت صحيفة لوس انجيليس تايمز في عددها الصادر اليوم تقريرا بقلم روبن رايت قال فيه انه على الرغم من الدعوات المتكاثرة لتوسيع الحرب ضد الارهاب لتشمل العراق، قامت الولايات المتحدة هذا الاسبوع بتعليق التمويل لابرز جماعة عراقية معارضة للرئيس صدام حسين، وذلك لفشلها في تفسير أوجه الانفاق لعشرات الملايين من الدولارات من المعونة التي تقدم لها من الولايات المتحدة.
وزارة الخارجية الاميركية اشارت الى ان المؤتمر الوطني العراقي الذي يتخذ من لندن مقرا له، أبلغ رسميا الخميس الماضي بأن التدقيق في حسابات الجماعة المعارضة كشف وجود نقاط ضعف جدية في الادارة المالية والرقابة الداخلية فيما يتعلق بالتعامل مع الاموال المقدمة من الولايات المتحدة.
ويظهر الاهتمام بطريقة استخدام المؤتمر الوطني العراقي للمعونة الاميركية، الصعوبة التي تواجهها ادارة الرئيس جورج بوش في اختيار النهج الذي تتبعه حيال نظام صدام، فواشنطن مازالت ملتزمة بإطاحة الرئيس العراقي، لكن المشكلات مع الجماعة العراقية اخرت هذا المجهود وجعلته اكثر تعقيدا.
ونقل رايت عن مسؤولين اميركيين قولهم انه بالاضافة الى القضايا المتعلقة بالمعونة، فأن المؤتمر الوطني العراقي اخفق في الانتفاع من غالبية المبلغ الذي خصص له من قبل الكونغرس والبالغ 97 مليون دولار حسب ما نص عليه قانون تحرير العراق الصادر عام 1998 في خلاف حول الوسائل، حيث رفضت الجماعة المعارضة منذ ايلول على سبيل المثال، ارسال افراد للتدريب في البنتاغون باعتبار ذلك حجر الزاوية في البرنامج. وحتى الوقت الحاضر قام المؤتمر باستخدام ما يقل عن 5 مليون دولار من المبلغ الذكور.
ويعكس الصراع حول الاموال اختلافا اساسيا بين الولايات المتحدة والجماعة المعارضة فيما يتعلق بالجهود المبذولة لتغيير النظام في بغداد.

ومضى الكاتب الى القول ان الجماعة التي يقودها أحمد الجلبي تدفع بقوة من اجل القيام بعمليات داخل العراق. وعلى العكس من ذلك ترى الولايات المتحدة ان على الجماعة اولا بناء جوانب عملية فعالة واجتذاب الاتباع داخل العراق وفي المنطقة. ويرى مسؤولون أميركيون ان الجماعة المعارضة قد أخفقت في تحقيق تقدم على جميع هذه الجبهات.
ونقلت صحيفة لوس انجيليس تايمز عن مسؤول في الادارة الاميركية قوله ان الجماعة تريد من الولايات المتحدة مساندة البرامج التي تنقلهم الى العراق، في الوقت الذي لا تروم فيه الولايات المتحدة القيام بذلك،لانها ليست على استعداد لاتخاذ هذه الخطوة بسبب العواقب التي تترتب عليها.
المسؤولون الاميركيون يشعرون بالقلق مثلا حيال ما سيحل ببرنامج المعونة الغذائية الذي يريد المؤتمر القيام به داخل العراق، اضافة الى كون الخطر لا يتمثل في امكانية القاء القبض على اعضاء الجماعة ومحاكمتهم فحسب، وانما في استخدام البرنامج من قبل الجماعة لاستثارة رد عراقي، وقد يستدعي هذا اجبار الولايات المتحدة على التدخل.

واشار المسؤول في الادارة الاميركية الى الحاجة الى جماعة مثل المؤتمر الوطني العراقي التي يفترض ان تكون مظلة للمعارضة تملك الموارد التي يمكن للناس الركون اليها والانتفاع منها. ومضى المسؤول الى القول ان الولايات المتحدة تحبذ رؤية وسائل الاعلام التابعة للمؤتمر وهي تعمل في المنطقة من اجل القضية التي يدافعون عنها، كم تحبذ رؤية اعضاء المؤتمر ينتفعون من مرافق التدريب المتوافرة، لكن الجماعة لم تفعل شيئا من هذا، وهي تصر على العودة الى داخل العراق.
ولفت الكاتب الى ان جماعة المؤتمر لم تحقق تقدما يذكر فيما يتعلق بالاطاحة بصدام منذ ان اجبرت قيادة الجماعة على الهرب عام 1996 بعد انهيار العملية التي كانت تدعمها وكالة المخابرات المركزية الاميركية في شمال العراق بسبب الصراع بين فصائل المعارضة والضغط من القوات العراقية.
المنتقدون للجماعة ضمن الادارة الاميركية يبدون اعجابهم بالتزام الجلبي بإسقاط صدام، لكنهم يعربون عن قلقهم من هيمنته على شؤون المؤتمر الوطني العراقي.
والخلاف حول الاستراتيجيات قاد الى خلاف علني بين الولايات المتحدة وبين المؤتمر عند انتهاء المدة المخصصة لاستخدام المعونة المقدمة من الخارجية الاميركية.
وحين قدم المؤتمر طلبا لتنفيذ مجموعة جديدة من البرامج بكلفة 25 مليون دولار وتخصيص 17 مليون دولار منها للقيام بعمليات داخل العراق، رفضت ادارة بوش الطلب ووافقت على الثمانية ملايين دولار فحسب.
ويقول الكاتب ان المؤتمر يطالب بأحد أمرين.. أما كل شئ أو لا شيء بتاتا.

ولفت رايت الى ان الولايات المتحدة واصلت منح المؤتمر الوطني العراقي 800000 دولار شهريا، لغاية صدور توجيهات من مكتب المفتش العام الاميركي الى وزارة الخارجية بإيقاف التمويل او تحديده للمؤتمر حتى يقوم بتحسين الوسائل التي يستخدمها في مسك الحسابات.
ووفقا لنظام التدقيق الجديد، قطعت وزارة الخارجية التمويل عن مكتب التعبئة والتنسيق الذي أنشأ لتقديم المساعدة للمتدربين في البنتاغون، لعدم قيام المؤتمر بإرسال متدربين بعد حصول الخلاف حول التمويل.
ونقل الكاتب عن مصدر مطلع اشارته الى عدم قدرة الخارجية الاميركية على مواصلة تمويل المكتب المذكور مادام لا يقوم بتأدية عمله.
وأوقفت الخارجية الاميركية ايضا التمويل لبرنامج جمع المعلومات الذي أثيرت حول كلفته العالية تساؤلات خصوصا بعد اكتشاف عدم وجود فواتير للمصروفات من بين قضايا اخرى. وهناك تساؤلات متزايدة حول كيفية انفاق الاموال في محطة تلفزيون الحرية الذي يبث لمدة 45 دقيقة الى العراق. ويشير كاتب التقرير في هذا الخصوص الى مسألة تعيين حارس لغرفة تناول المرطبات خوفا من دس السم للعاملين في المحطة.
من ناحيته يتهم المؤتمر الخارجية الاميركية بتعليق التمويل لانها لا تناصر القضية التي يدافع عنها. ويرى هنري باركي الذي كان يعمل في وحدة تخطيط السياسات في وزارة الخارجية ان المؤتمر قصر دوما في توفير الحسابات الدقيقة والتوثيق المناسب والحفاظ على المواعيد التي يقطعها على نفسه.
وقد عملت واشنطن على مساعدة المؤتمر لحل مشكلاته المالية، لكن الاحباط الذي أخذ يتعمق لديها أدى في نهاية المطاف الى اتخاذ القرار هذا الاسبوع بتعليق التمويل لعدد من برامج المؤتمر الوطني العراقي.
وتشير المصادر الى ان المؤتمر يتشكى من الالتزام بقواعد اساسية بالنسبة لمتسلمي المعونة الاميركية مثل وجوب استخدام احدى الشركات الاميركية للنقل الجوي والسفر بالدرجة السياحية، اذ ان اعضاء المؤتمر يفضلون السفر بالدرجة الاولى وعلى الخطوط الجوية البريطانية.
وختم الكاتب تقريره بالاشارة الى ان الولايات المتحدة ملتزمة باستعادة مبلغ الـ 25 مليون دولار من الخارجية في حالة قيام المؤتمر بتحسين ادارة شؤونه المالية، مؤكدا على ان المؤتمر الوطني العراقي سيتسلم 500000 دولار من وزارة الخارجية في هذا الشهر – حسب ما جاء في صحيفة لوس انجيليس تايمز.

على صلة

XS
SM
MD
LG