روابط للدخول

خبر عاجل

التحولات في عالم الانترنت


فوزي عبد الامير سعدت اوقاتكم مستمعي الكرام، وكل عام وانتم بخير، هذا فوزي عبد الامير، يلتقيكم على الموعد دائما، في كل يوم ثلاثاء ليقدم لحضراتكم، حلقة جديدة من البرنامج الاسبوعي عالم متحول، فاهلا ومرحبا بكم. برنامجنا اليوم، سيكون حلقة اخرى، في سلسلة الحلقات السابقة التي قدمناها بعد احداث الحادي عشر من ايلول، وتناولنا فيها جوانب مختلفة من التحولات التي طرأت على عالمنا بعد الهجمات الارهابية التي تعرضت لها مدينتا واشنطن ونيويورك، وانطلاق الحملة الدولية لمكافحة الارهاب. في حلقة اليوم، سنبحر في عالم الانترنت ونبحث عن التحولات التي طرأت على شبكة المعلومات العالمية، التي يصل عدد المشتركين فيها الى نحو مليار شخص حول العالم، فكيف اثرت هجمات الحادي عشر من ايلول، على هذه الشبكة، وهل ستشهد قنواتها وآليات العمل فيها تغيرات واضحة، ما هي طبيعة هذه التغيرات، ماذا حدث وماذا سيحدث، هذه المحاور وتفاصيل اخرى، ستكون مدار حلقة اليوم فابقوا معنا.

Steganography، او الرسائل المشفرة..
كشفت التحقيقات التي تجريها السلطات الامنية الاميركية حول احداث الحادي عشر من ايلول، ان منفذي تلك الهجمات استعانوا بشبكة الانترنت، لتمرير رسائل، ضمن صور رقمية او ملفات موسيقية معدلة يصعب الكشف عنها، وتعرف هذه التقنية باسم سـتـيكــانوكرافي.
وهي كلمة يونانية تعني، الكتابة المشفرة، وتعتبر من اقدم الطرق المستخدمة لاخفاء الرسائل، التي لم ينتبه اليها العلماء إلا في الفترة الاخيرة.
فكرة الستيكانوكرافي، تقوم على احداث تعديلات طفيفة في صور او ملفات موسيقية يصعب للعين او الاذن التعرف عليها، ولا يمكن كشف هذه التغيرات الا باستعمال برامج كمبيوتر خاصة، التي تحلل الاختلافات في الرسوم البيانية للمعلومات الرقمية التي تؤلف الرسم او النغمة الموسيقية·.
و في هذا الاطار، يشير الدكتور نيل جونسون، الخبير في هذه التقنية، من جامعة جورج ميسون الاميركية، الى ان شبكة الانترنت تحتوي على عدد كبير من البرنامج المجانية والسهلة الاستعمال، التي تسمح باختيار وسائل التشفير لإخفاء الرسالة بشكل متقن، وبهذه الطريقة فإن كشف وجود الرسالة ليس كافيا، طالما ان كشف محتواها لن يكون ممكنا، وهنا يكشف جونسون، انه صادف في الفترة الاخيرة، العديد من الملفات الرقمية المعدلة، التي يعتقد ان منفذي الهجمات الارهابية، استعانوا بها لتمرير رسائلهم، وربما تشير الرسائل المضبوطة حديثا الى احتمال تحضيرهم لعمليات جديدة، حسب تعبير خبير تقنية التشفير.
ولمزيد من الايضاح، نقلت صحيفة نيويورك تايمز، عن بروس شناير مؤسس احدى شركات امن المعلومات والانترنت، انه شبه، تقنية الستيكانوكرافي، بإلقاء رسالة من شخص ما في مكان معين بانتظار ان يأتي انسان آخر ويأخذها، علما بأنه لا احد، غير هذين الشخصين، يعرف معنى الرسالة، واضاف ايضا، ان العنصر الاهم في هذه التقنية، ان المرسل يستطيع إلغاء الرسالة من دون حاجة للاتصال بالمتلقي لا من خلال البريد الالكتروني ولا رسائل قصيرة عبر الهاتف النقال، كل ما هنالك صورة منشورة على الشبكة امام سائر الناس لا يعرف معناها الا شخص واحد يقوم بتنزيلها الى جهازه ساعة يشاء.
وهنا يعلق الدكتور روبرت موريس المستشار في منظمة الامن القومي الاميركي قائلا، إن استعمال التقنيات الحديثة في العمليات الارهابية، شيء غير مستغرب فالتطورات العصرية حتمت على الجماعات الارهابية، مجاراة العصر ولكن في الوقت الحالي لا يمكننا الكشف عما توصلنا اليه في هذا السياق، بحسب تعبير المسؤول الاميركي.

--- فاصل ---

كيف استخدم منفذو الهجمات شبكة الانترنت من الاثار التي تركها منفذو حوادث الحادي عشر من ايلول، اشارت صحيفة واشنطن بوست الاميركية، الى انهم حجزوا تذاكر الطيران عبر الانترنت، واستخدموا الانترنت ايضا، لتعلم عمليات رش المبيدات الحشرية بالطائرات، وتبادلوا عشرات الرسائل عبر الشبكة العالمية، باللغات العربية والانكليزية والاوردو.
كما نقلت الصحيفة عن مصادر في مكتب التحقيقات الفيدرالية، ان بعض الرسائل التي تم تبادلها عبر الانترنت، كانت تحتوي على تفاصيل عملية، لتطبيق الهجوم، ويحاول المحققون الآن، تحديد اهمية رسالة تم ارسالها الى موقع مناقشات مالية في «ياهو»، يوم العاشر من ايلول الماضي، تكهنت، بتدمير الجزء الشمالي الشرقي، من برج مركز التجارة العالمي.
وفي هذا الاطار، ذكرت وكالة اسوشيتد برس، نقلا عن مسؤول سابق في وزارة الدفاع الفرنسية، ان السلطات عثرت على كتاب لفك الشفرات بحوزة أحد المعتقلين الجزائريين، الذين يشتبه في انتمائه إلى شبكة مرتبطة بأسامة بن لادن كانت تحضر لاعتداءات على السفارة الأميركية في باريس.
الوكالة اوضحت ان الكتاب عثر عليه، في حوزة كمال الداوودي، الذي كان يعمل بمقهى للإنترنت في إحدى ضواحي باريس ويشتبه في أنه المسؤول الرئيسي عن الاتصالات وتدبير الهجوم على السفارة الأميركية الذي أحبط بعد الاعتقالات التي أجريت في الشهر الماضي.
--- فاصل ---

الانترنت بعد الحادي عشر من ايلول..
ذكر تقرير نشرته، صحيفة، USA Today، قبل نحو ثلاثة اشهر من الهجوم الذي تعرضت له الولايات المتحدة، ان بعض الجهات المتهمة بالإرهاب تستخدم شبكة الإنترنت في تبادل المعلومات والخطط بين عناصر تلك الجهات.
الصحيفة اشارت ايضا، إلى أن هذه الجهات، تستخدم البريد الإلكتروني وغرف الحوار الالكتروني، ومواقع اخرى مشهورة، لنقل معلومات مشفرة ومخفية في معلومات عامة كالصور الموجودة على تلك المواقع، باستخدام تقنية الـستيكانوكرافي، التي تحدثنا عنها، ولكن على الرغم من ادراك حجم وخطورة هذه المعلومات، لم تتخذ أي اجراءات لمواجه الحالة، والحد منها، بحسب قول الصحيفة التي اوضحت ان السبب في ذلك، يعود الى التخوف من ان مراقبة الانترنت، قد تعتبر خرقا للحقوق المدنية للافراد، والخصوصية الشخصية.
لكن الموازين انقلبت بعد احداث الحادي عشر من ايلول، حيث رجحت كفة مراقبة الإنترنت لغرض متابعة الأعمال والتحركات الإرهابية، على الحقوق المدنية، الخصوصية الفردية.
وهكذا بدأ الكثير من المسؤولين الاميركيين، بتوحيد آرائهم، نحو تدخل اكبر، في شبكة الإنترنت وتكثيف الرقابة عليها، كما وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع نظام يعطي الحق لمكتب التحقيقات الفيدرالية، إلزام مقدمي خدمة الإنترنت بوضع أجهزة، لمراقبة جميع اتصالات الإنترنت التي تتم عن طريق ذلك الموقع. كما اتخذت دول اخرى، مثل المانيا، اجراءات مشابهة، حيث أقرت الحكومية الألمانية مشروع نظام يلزم شركات الاتصالات بوضع أجهزة تسمح للسلطات الأمنية بمراقبة الاتصالات. على الرغم من أن هذا المشروع قد تم رفضه سابقا، لتعارضه مع الخصوصية الفردية،
وفي السياق ذاته، جدد مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي، تحذيراته ومخاوفه من احتمال شن هجوم انترنتي جديد يستهدف المواقع الاميركية، التجارية والحكومية، على شبكة الانترنت، بسبب الرد الاميركي الحاسم على عمليات الحادي عشر من ايلول، في الوقت الذي شرعت فيه الادارة الاميركية، بالتفكير في انشاء شبكة حكومية آمنة للاتصالات، تكون مستقلة عن شبكة الانترنت.
المشروع الذي سمي بـ GovNet (وهو اختصار للشبكة الحكومية)، اقترحه، ريتشارد كلارك الخبير الحكومي الاسبق في ميدان مكافحة الارهاب، الذي عينه الرئيس الاميركي، جورج بوش حديثا في منصب المستشار الخاص في شؤون الامن المعلوماتي.
وعالميا، وقعت ثلاثون دولة الشهر الماضي، في العاصمة المجرية بودابست، وقعت اتفاقية دولية، لمكافحة الاجرام عبر الانترنت.
و نقلت وكالات الانباء العالمية عن الامين العام المساعد في مجلس اوروبا هانس كريستيان كروكر، قوله، إن هذه الاتفاقية جاءت في الوقت المناسب لمكافحة الإرهاب عبر الإنترنت بعد الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة.
بينما نقلت الوكالات، عن مدير الشؤون القانونية في المجلس الاوروبي، كي دو فيل، ان الاتفاقية، تعرضت الى انتقادات شديدة، من بعض الشركات والمؤسسات التي تؤمن الاتصال بالإنترنت، التي وصفت الاتفاقية، بأنها قاتلت الحريات، وانها تشجع مذهب التدخل في الشؤون الشخصية.
--- فاصل ---

اخيرا مستمعي الكرام احذروا الفيروسات..
كشف شبكة الـ (بي بي سي اون لاين)، عن وجود فيروس جديد، بعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول، ينقل بوساطة البريد الالكتروني.
الفيروس اسمه فــوت، التي تعني بالانكليزية، تصويت، وقد صرح المتحدث باسم شركة مايكروسوفت جيم ديسلر، بان الرسالة الإلكترونية التي تحمل الفيروس، تأتي بعنوان: السلام بين أمريكا والإسلام.
أما الرسالة المرفقة معه، فتسأل، هل هي حرب ضد أمريكا أم ضد الإسلام! دعونا نصوت من أجل العيش بسلام.
وما ان يتم فتح الملف المرفق مع الرسالة، حتى يخرج الفيروس، ويخرب ما يخرب واوله برنامج البريد الالكتروني، الذي يقوم بتحويل الرسالة الى جميع الاشخاص المسجلين في دفتر العناوين.
اما اذا كان جهاز الكومبيوتر، يرعى موقعا على الانترنت، فستظهر رسالة على الموقع المصاب، تقول: اميركا، ايام قليلة وستعرفين ماذا يمكن ان نفعله، لقد جاء دورنا لنشعر بالاسف.
وفي المقابل شكل عدد من الذين يسمون بالهاكرز، او العابثين باجهزة الغير عن بعد، شكلوا جماعة تطلق على نفسها، يي هات، مهمتها تتبع المشتبه بهم ومساعدة السلطات الاميركية في تحقيقاتها وتحرياتها.
وتقول هذه الجماعة، بانها ستقوم بتتبع الحسابات المصرفية للمشتبه بهم، في حوادث الحادي عشر من ايلول، وكذلك تتبع مصادر تمويل الشبكات الارهابية، وسرقة أي بيانات تراها مفيدة، لتقدمها الى السلطات الامنية الاميركية.
هكذا نصل مستمعي الكرام الى ختام حلقة اليوم، لكم منا اطيب الامنيات، والى اللقاء في حلقة جديدة، يوم الثلاثاء القادم، فكونوا على الموعد.

على صلة

XS
SM
MD
LG