روابط للدخول

خبر عاجل

اتفاق الفصائل الأفغانية في بون


فوزي عبد الأمير في حلقة اليوم نتناول الاتفاق التاريخي الذي وقعته في بون فصائل أفغانية معارضة لحركة طالبان انبثق عنها تشكيل حكومة أفغانية مؤقتة برئاسة الزعيم البشتوني حميد كرزاي.

سعدت اوقاتكم مستمعي الكرام، هذا فوزي عبد الامير، يلتقيكم كما هي العادة في كل ثلاثاء مع حلقة جديدة من البرنامج الاسبوعي عالم متحول.
حلقة اليوم ستكون ضمن سلسلة الحلقات التي قدمناها منذ احداث الحادي عشر من ايلول الماضي، حيث خصصت جميعها للحملة الدولية لمكافحة الارهاب، وما احدثته من تحولات شتى، خاصة في افغانستان، تلك البلاد التي شغلت العالم من اقصاه الى اقصاه، خلال الاشهر الثلاثة الماضية.
مستمعي الكرام، في حلقة اليوم، نتناول الاتفاق التأريخي الذي وقعته، في بون، فصائل افغانية معارضة لحركة طالبان، انبثق عنها تشكيل حكومة افغانية مؤقتة برئاسة الزعيم البشتوني حميد كرزاي، التي ستتولى السلطة، في كابول بعد اربعة ايام، أي في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، ولمدة ستة اشهر، يعقد خلالها مجلس الاعيان الافغاني الذي يسمى بالويا جيركا، يعقد جلسة يــقـر فيها شكل الحكومة الانتقالية، التي تدير شؤون افغانستان لحين انتخاب حكومة كاملة التمثيل في البلاد.

--- فاصل ---

يؤرخ يوم الخامس من كانون الاول، وهو اليوم الذي وقعت فيه الفصائل الافغانية، اتفاقا يعود الفضل في ابرامه الى المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي، يؤرخ لتحول مهم ليس في تاريخ المنطقة فحسب، بل في تاريخ العالم، ذلك لأنه يطفئ نار حرب كانت تبدو بلا نهاية، حسب تعبير حسين انوري احد اعضاء وفد تحالف الشمال الذي شارك في مؤتمر بون.
بينما اكد انور الحق آحادي، وهو من وفد مجموعة بيشاور، اكد لوكالة رويترز للانباء، ان الفصائل الافغانية وضعت في هذا اليوم، اللبنة الاساسية في صرح الديمقراطية في افغانستان.
بينما وصف الاخضر الابراهيمي، الاتفاق، الذي وقعه عبد الستار سيرت (من مجموعة روما، برئاسة الملك الافغاني السابق ظاهر شاه) ويونس قانوني عن تحالف الشمال، وبير احمد جيلاني من مجموعة بيشاور، وهمايون جرير من مجموعة قبرص، وصفه بانه يضع حدا للمأساة التي عانا منها الشعب الافغاني لفترة طويلة.
فهل سيحقق فعلا هذا الاتفاق تحولا جذريا في حياة الافغانيين وفي مستقبل افغانستان، هل سيحقق الآمال التي عقدت عليه، ويمنح السلم لافغانستان، هل سيكون مؤتمر بون، الخطوة الاولى في طريق تحقيق المصالحة النهائية بين فصائل الشعب الافغاني، وتصفية النزاعات والحرب الاهلية، التي عصفت بافغانستان طيلة ما يزيد على عشرين عاما من تاريخ البلاد المعاصر، هذه المحاور وقضايا اخرى، ستكون مدار حلقة اليوم، التي نستضيف فيها ايضا، الدكتور عبد العاطي محمد، الخبير السياسي، ومساعد رئيس تحرير صحيفة الاهرام اليومية، فابقوا معنا.

--- فاصل ---

اشارت التقارير الى ان الاتفاق الذي وقع في بون، حدد صيغة التشكيلة الادارية للحكومة المؤقتة الافغانية، بثلاثين وزيرا، منهم احد عشر من البشتون، بما فيهم رئيس الادارة المؤقتة حميد كرزاي، وثمانية من الطاجيك، وخمسة من الهزارة وثلاثة وزراء من الاوزبك، فيما منحت الحقائب الوزارية الثلاثة المتبقية الى الاعراق الافغانية الاخرى، والتي لم تكن ممثلة في الوفود الاربعة التي وقعت الاتفاق، الذي، وكما اسلفنا، يعتبر الخطوة الاولى نحو تأسيس حكومة واسعة، تضم ممثلين عن مختلف الطوائف والاعراق التي يتكون منها الشعب الافغاني.
الاتفاق اكد ايضا، على ان الادارة المؤقتة، سوف يكون لها جميع صلاحيات الحكم في افغانستان، بما فيها التمثيل في المحافل الدولية، كما سينبثق عن هذه الادارة المؤقتة، لجنة مستقلة، تتولى مهمة الدعوة والاعداد، لعقد الجلسة الاولى لمجلس الاعيان الذي سيتكون من اثني عشر عضوا، برئاسة الملك السابق ظاهر شاه، لاقرار صيغة الحكومة التي تدير امور افغانستان، الى ان يتم اجراء انتخابات لحكومة شرعية كاملة.
المجتمعين في بون اتفقوا ايضا على ان تسحب جميع الفصائل قطعاتها العسكرية من كابول ومن المدن الاخرى، التي ستنتشر فيها قوات تابعة للأمم المتحدة، كما انها ستعمل على نزع سلاح مختلف الجماعات، وتأسيس المحكمة العليا الأفغانية، لكن الإدارة المؤقتة سوف لن تملك صلاحية، إصدار عفو عمّن يثبت تورطهم بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
فهل ستنجح الحكومة المؤقتة من تنفيذ المهام الموكلة اليها، وما هو ثقل الذي تتمتع به، اعتمادا على اهمية الاتفاق الذي وقع في بون بإشراف الامم المتحدة، توجهنا بهذا السؤال، الى الدكتور عبد العاطي محمد الخبير السياسي، ونائب رئيس تحرير صحيفة الاهرام القاهرية:

(تعليق)

--- فاصل ---

اشارت وكالة فرانس بريس للانباء، ان اتفاق بون للسلام، أفرز جيلاً جديداً من الحكام في كابول، وشكل نهاية لعدد من الرموز القديمة من قادة تحالف الشمال، خصوصاً الرئيس برهان الدين رباني، الذي لم تنجح حركة طالبان في إزالته عن الخريطة السياسية، رغم سيطرتها، في السابق، علي أكثر من تسعين في المئة من اراضي افغانستان.
اتفاق بون، همش ايضا دور القادة الاصوليين، من امثال عبد رب الرسول سياف وقلب الدين حكمتيار، الذي لم يناهض حركة طالبان، رغم انها نفته خارج افغانستان، خلال فترة سيطرتها على البلاد.
فرانس بريس اشارت ايضا، الى ان الرئيس السابق (البشتوني) صبغة الله مجددي، لم يمنح ضمن اتفاق بون، أي دور في الحكومة الانتقالية، وكذلك الحال مع الزعيم الاوزبكي، الجنرال عبد الرشيد دوستم، الذي حرم تياره من أي تمثيل في الحكومة الافغانية المقبلة، وردا على هذا التهميش، أشارت بعض الصحف الى ان الرئيس برهان الدين رباني، وزعيم الاتحاد الاسلامي عبد رب الرسول سياف وقادة آخرين، عقدوا في الفترة الاخيرة، اجتماعا في كابول، تناول سبل الرد علي تهميشهم.
وتزامن ذلك مع اعلان دوستم مقاطعته الحكومة المشكلة في بون ومنع وزرائها من دخول مناطق نفوذه في شمال افغانستان.
فهل سيكون اتفاق بون، منطلقا لنزاع اهلي افغاني جديد، ام ستتمكن الحكومة المؤقتة، من نزع فتيل الصراعات، وتحقيق المصالحة بين فصائل الشعب الافغاني؟ لنستمع الى رأي الدكتور عبد العاطي محمد:

(تعليق)

وفي هذا السياق ايضا نقلت وكالاتا رويترز وفرانس بريس للانباء، عن همايون شاه آصفي، وهو ابن عم الملك الافغاني السابق وصفه تركيبة الحكومة المؤقتة بانه غير متوازن، وان الامم المتحدة، منحت تحالف الشمال، من خلال اتفاق بون، شرعية حكم افغانستان، في الوقت الذي لم يستبعد فيه المراقبون، ان تعيش الساحة الافغانية مرحلة جديدة من الاستقطاب والتجاذب، لا يعرف احد مصيرها، وان اتفاق بون قد يتعرض في الفترة القادمة الى هزة، تجعل من الخلاف بين الفصائل الافغانية حالة مستمرة، توجهنا بهذه الاراء الى ضيف الحلقة، الدكتور عبد العاطي:

(تعليق)

مستمعي الكرام، محورنا الاخير في حلقة اليوم، هو مستقبل الوجود الاميركي في افغانستان، والدور الذي يمكن ان تلعبه الولايات المتحدة، بعد الانتصار الذي تحقق لها في حملتها ضد الارهاب، وفيما اذا كانت واشنطن ستكرر ذات الاخطاء، من ايام الحرب الباردة، وايام ما كان يسمى بالجهاد من اجل اخراج السوفييت من افغانستان، فتدخل من جديد في مغامرة قد تستغرق اعواما طويلة.

(تعليق)

كان هذا رأي الخبير السياسي، ونائب رئيس تحرير صحيفة الاهرام المصرية، الدكتور عبد العاطي محمد، وبه نختم مستمعي الكرام، حلقة اليوم، من البرنامج الاسبوعي عالم متحول، اجمل الامنيات، الى ان نلقاكم ثانية يوم الثلاثاء القادم، وكل عام وانتم بخير.

على صلة

XS
SM
MD
LG