روابط للدخول

خبر عاجل

عرض صحفي لاحتمالات ضرب العراق


ولاء صادق تناولت صحيفتان أميركيتان بارزتان آراءاً مختلفة حول احتمال توجيه ضربة عسكرية أميركية إلى العراق. التفاصيل في سياق العرض التالي الذي أعدته وتقدمه ولاء صادق.

واصلت وسائل الاعلام الغربية اهتمامها بموضوع العراق مع تزايد الحديث عن احتمال استهدافه في المرحلة الثانية من الحرب ضد الارهاب. صحيفة ذا واشنطن تايمزخصصت لموضوع العراق مقالا افتتاحيا في عددها الصادر اليوم قالت فيه ان رئيس الوزرء البريطاني توني بلير ونظيره الفرنسي جاك شيراك اعتمدا موقف الصحافة بان عدم توفر ادلة على تورط العراق في هجمات الحادي عشر من ايلول يجعل من مهاجمته امرا غير منصف قد يؤدي الى نسف العلاقات الواهية التي تربط الغرب بدول مثل السعودية ومصر والاردن. وقالت الصحيفة ان موقف توني بلير هذا انما يؤكد الصعوبة التي يواجهها الرئيس بوش في نقل الحرب على الارهاب خارج افغانستان. وقالت الصحيفة: العراق عدونا وهو يرعى الارهاب. اما بالنسبة لتورطه في احداث الحادي عشر من ايلول فهناك تقارير احدها عن لقاء تم بين محمد عطا احد المشاركين في الهجمات وعملاء للمخابرات العراقية في براغ. واخرى عن ان صدام امر بنقل اسلحة بيولوحية وكيمياوية الى اماكن سرية قبل الحادي عشر من ايلول. وهي اشارات وليس اثباتات كما قالت الصحيفة الا انها نقلت عن غوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي قولها: لا نحتاج الى الحادي عشر من ايلول كي نعرف ان نظام صدام لا يمكن ان يترك قائما حتى نهاية الحرب ضد الارهاب.
واستعانت بكتاب التهديد الاكبر لريتشارد باتلر الرئيس السابق للجنة الانسكوم في التأكيد على محاولات العراق الطويلة لبناء اسلحة نووية وبيولوجية وكيمياوية للدمار الشامل. ثم نقلت عن الرئيس الاميركي بوش قوله إن صدام ليس الحاكم الوحيد في العالم الذي استخدم الغاز السام ضد شعبه. ثم اكدت الصحيفة: اذا ما اردنا وضع حد للارهاب ضد اميركا فان مسألة اسقاط نظام صدام تصبح قضية كيف فقط.
ومضت الافتتاحية الى القول ان الولايات المتحدة في حالة حرب ضد الارهاب ولكن ليس فقط ضد ارهابيي القاعدة. ولذا فان دولا مثل السعودية لن تنضم الى معسكر الارهابيين اذا ما هاجمت الولايات المتحدة العراق بل ان ضغوطا داخلية وخارجية من دول ارهابية اخرى هي التي تبقيهم بعيدا عنها مما يجعل من الحاق هزيمة بأي دولة ارهابية وسيلة لتخفيف الضغط عن حلفاء الولايات المتحدة.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: "الارهاب سرطان. ويجب استئصاله. وما دام العراق تحت قيادة صدام حسن فان حربنا ضد الارهاب لم تنته بعد وعندما سيحين الوقت نامل ان يفكر كل من بلير وشيراك في المسؤولية التي تقع على عاتقهما".

اما صحيفة لوس انجلس تايمز فقالت في تعليق لها نشرته اول امس ان استمرار العنف في اسرائيل يأتي في صالح الدول المعادية للولايات المتحدة في المنطقة وخاصة العراق. وان بغداد والعديد من دول الشرق الاوسط ترى في تنشيط واشنطن اهتمامها بتحقيق وقف لاطلاق النار بين اسرائيل والفلسطينيين شرطا اساسيا للخطوة الثانية في الحرب ضد الارهاب.
وقالت الصحيفة ان سقوط طالبان يعني قرب حل قضية افغانستان وان نقاشا حادا يدور الان داخل ادارة بوش عن المرحلة الثانية.
ومع ذلك وكما ورد في التعليق يقال ان الولايات المتحدة تعتبر ان أي مبادرة عسكرية في الحرب ضد الدول الراعية للارهاب في الشرق الاوسط لن تأتي الا بعد احلال السلام على الجبهة الفلسطينية الاسرائيلية والا تخلت الدول العربية الاعضاء في التحالف عنه مما سيظهر حملة الولايات المتحدة تبدو وكانها حرب ضد الاسلام. ولذا وكما قال التعليق فان استمرار القتال بين اسرائيل والفلسطينيين يقلل من احتمال مهاجمة العراق.
وقالت الصحيفة: ليس من مصلحة عرفات ان يسقط العراق لان صدام دعم القضية الفلسطينية. وعرفات يعرف ان اسرائيل دون وجود صدام ستشعر بحرية اكبر في التعامل مع العنف الفلسطيني.
ولكن قد يحصل صدام على القدرة النووية بسبب انشغال الولايات المتحدة بالعنف في اسرائيل مما قد يؤدي الى اعادة تشكيل توازن القوى في الشرق الاوسط على حساب اسرائيل كما ورد في الصحيفة التي تساءلت: لماذا اصبحت منظمات اسلامية مثل حماس والجهاد الاسلامي التي تعتبر غير مقربة الى بغداد مهتمة بمساعدة صدام حسين ؟
واجابت: اولا في غضون الاشهر السابقة اصبحت العلاقة اوطد بين المنظات والسلطة الفلسطينية التي تريد الحفاظ على دعم صدام.
ثانيا هناك دور ايران التي لها علاقات بحماس والجهاد الاسلامي ومصلحة كبيرة في تغيير النظام في بغداد الا ان عليها ان تشعر بالقلق ايضا من نتائج نجاح الولايات المتحدة في افغانستان.
فطهران وكما ورد في التعليق لا تود ان ترى الولايات المتحدة تكسب نفوذا وسلطة في الشرق الاوسط وتخشى انشاء نظام مقرب لاميركا في بغداد بعد ازاحة صدام كما تخشى ايضا من نتائج تقسيم محتمل للعراق بعد صدام.
ومضى التعليق الى القول انه بسبب التهديد العسكري الاميركي خاصة اذا ما سقط صدام فان طهران قد تصبح مركزا لاهتمام واشنطن. ثم ذكرت الصحيفة ان وزارة الخارجية الاميركية في وصفت العراق في تقريرها السنوي بكونه اكثر الدول نشاطا في رعاية الارهاب في عام 2000. كما عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من احتمال قيام ايران بانتاج اسلحة بيولجية. وبالتالي فلا عجب في ان وزير الخارجية الايراني كمال خرازي حذر الولايات المتحدة الجمعة الماضية من الاستمرار في حربها خارج افغانستان.
وختمت الصحيفة تعليقها بالقول: للعنف الجديد في اسرائيل بعد ستراتيجي اذن. وكلما نجحت الولايات المتحدة في افغانستان وكلما زاد النقاش في واشنطن حول مصير صدام حسين من المتوقع حدوث تغيرات في الشرق الاوسط.

على صلة

XS
SM
MD
LG