روابط للدخول

خبر عاجل

السفارة العراقية في بيروت ترد بعنف على (غسان تويني)


علي الرماحي - بيروت ردت السفارة العراقية في بيروت بعنف وشدة على الصحفي اللبناني البارز رئيس تحرير صحيفة النهار البيروتية (غسان تويني) لنشره مقالاً قال فيه إن العرب يجب أن يحاسبوا الرئيس العراقي على ما اقترفه بحق التضامن العربي. علي الرماحي في الرسالة الصوتية التالية من بيروت.

إشارة عابرة إلى الرئيس العراقي، وردت في مقال السياسي والصحافي اللبناني الكبير غسان تويني، في افتتاحية جريدة النهار أمس، أثارت غضب السفارة العراقية في بيروت ودفعها إلى الرد عليه وتذكيره بالدعم العراقي للبنان.
تويني، كان قد تطرق ضمن افتتاحيته الأسبوعية الطويلة في الصفحة الأولى من جريدة النهار أمس، إلى مقال العراق كنموذج على عدم محاسبة العرب من يخطأ منهم، ويتركون ذلك لقوى أجنبية، وقال غسان تويني في مقاله: لنأخذ المثل الأبسط، العراق: فلماذا نتقبل بصمت التهويل اليومي من خارج، بضرورة معاقبة العراق وإزالة رئيسه، في حين لم يحاسب أحد منا صداماً، وهو لايزال في ما يسمحون بنشره ويروجون: البطل المنتصر، ولو انهزم وجرّ على عراقه وعراقنا جميعاً الدمار والويلات؟.
ويتساءل تويني: إذا كان صدام بطلاً، وكان اجتياحه الكويت حلالاً، فلماذا انضمت الدول العربية إلى المنظومة الأميركية، أولم يكن أحرى بنا نحن العرب أن نحاسب نحن مسؤولاً وبالوسائل الديمقراطية، بدل أن نبيح للغرب محاسبته بالعنف، وإذا كنا نحن أبحنا ذلك للغريب مرة، فكيف ننكر على الغريب الحق الذي أوليناه إياه في محاسبة أحدنا، وها نحن بالكاد نعترض؟ ترى متى نعطى رجلاً كشارل ديغول، الذي لم يكن يصدق أنه ليس هو فرنسا، فلماذا قام من تحداه، لجأ إلى استفتاء عام لم يأت بالنتيجة التي ينتظرها، فاستقال. فإذا كان صدام حسين، والصداميون أمثاله، يظنون أنهم على حق، ولو انهزموا، فلماذا لا يستفتون الشعب حتى إذا أفتى بغير ما يظنون، انكفأوا بسلام قبل أن تغتالهم "جماعة" معينة، كما أنور السادات.
هذه العبارات والتساؤلات الواردة حول الرئيس العراقي صدام حسين وموقف العرب منهم، أثارت غضب السفارة العراقية التي اعتبرت الكلام عن الرئيس العراقي، مهاجمة للعراق، وجاء في الرد الذي تسلمته الصحيفة ونشرته صباح اليوم،جاء ما يلي: نلاحظ أكثر من مرة أن السيد تويني يتعرض للعراق سلباً بمناسبة أو دون مناسبة، حتى عندما يتناول أموراً داخلية لبنانية، ويتجاهل دور العراق وما قدمه لأشقائه. وقد أعطى كاتب الرد مسؤول الدائرة الصحافية في السفارة، نصيحة للصحافي والسياسي الكبير غسان تويني إلى أن يقوم بالدعوة إلى لم الصفوف وتجاوز الخلافات بين الأشقاء مهما كان حجمها، كما قال.

يذكر أن الصحافة في لبنان، تتمتع بحريات كبيرة في توجيه النقد إلى أعلى المستويات، وهي لا توفر بمقالاتها وعناوينها ورسوم الكاريكاتير، أحداً من المسؤولين الكبار في نقدها العنيف أحياناً، وما يتيحه الدستور اللبناني من حرية الصحافة، كما تلعب باقي وسائل الإعلام، المرئي والمسموع، الدور نفسه، إذ تعرض محطات التلفزة برامج نقدية ساخرة، هدفها المسؤولين بكافة مستوياتهم.
علي الرماحي - بيروت.

على صلة

XS
SM
MD
LG