روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير حول نية الولايات المتحدة تسليح المعارضة العراقية لإسقاط صدام حسين


تواصل الصحافة الغربية نشر التقارير والتحليلات وآراء الخبراء في موضوع الحرب على الإرهاب، وهل ستتسع لتشمل العراق. أسبوعية "الأوبزيرفر" البريطانية كرست اليوم الأحد، ملفا لهذا الموضوع، مشيرة الى معلومات استقتها من مصادرها الخاصة التي لم تكشف هويتها، الى أن أميركا تنوي إطاحة الرئيس صدام حسين عبر تقديم دعم تسليحي لقوى المعارضة العراقية في جميع أنحاء العراق، مضيفة أن الرئيس جورج بوش أمر وكالة الاستخبارات المركزية (الـ سي آي أي)، وكبار قادته العسكريين بوضع خطط مفصلة لعملية عسكرية يمكن أن يبدأ تنفيذها خلال اشهر. الأسبوعية البريطانية نقلت أيضا آراء خبراء غربيين في السياسة الاميركية تجاه العراق، وسنعرض لهذه الآراء لاحقا في سياق هذا التقرير.

"الأوبزيرفر" أوضحت أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وزعماء آخرين لدول الاتحاد الأوروبي يعارضون الخطة التي طلبها الرئيس بوش، ووصفتها الصحيفة بانها تهدد بانهيار الوفاق الدولي المهزوز على مساندة حرب الولايات المتحدة ضد الارهاب.
وتنص الخطة المفترضة، بحسب ما جاء في "الاوبزيرفر"، على قيام الولايات المتحدة بعملية يتزامن فيها قصف جوي على منشآت عسكرية رئيسية، ومساندة جماعات المعارضة في الشمال والجنوب لتنظيم انتفاضة ضد السلطة المركزية. الصحيفة البريطانية اضافت ان احد السيناريوهات يتضمن أيضا مشاركة قوات اميركية برية في القتال.
وعلى رغم الشكوك الاميركية في تورط العراق في عمليات الحادي عشر من أيلول، لكن الذريعة التي ستستخدم لضرب العراق ستتمثل - بحسب مصادر الصحيفة البريطانية – بالرفض العراقي المتوقع لعودة المفتشين الدوليين عن اسلحة الدمار الشامل. وزادت المصادر ذاتها أن التخطيط يجري بالفعل برعاية قيادة الوسط للقوات الاميركية في قاعدة ماكديل الجوية في تامبا بولاية فلوريدا الأميركية التي يقودها الجنرال تومي فرانكس، المكلف إدارة الحرب في أفغانستان.
"الأوبزيرفر" قالت ايضا أن المدير السابق للاستخبارات المركزية جيمس وولزي سيلعب دورا رئيسيا في الخطة، مشيرة الى ان نائب وزير الدفاع المتشدد بول وولفويتز كان أرسله الى لندن بعد الحادي عشر من أيلول بفترة قصيرة للاتصال بجماعات المعارضة العراقية لاستكشاف مواقفهم من تنظيم انتفاضة في العراق إذا قدمت الولايات المتحدة لها دعما عسكريا.
في السياق ذاته لاحظت "الأوبزيرفر" أن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلت أمس عن مسؤول كبير في الادارة الاميركية تأكيده أن مستشاري بوش يدرسون امكان العمل على تقوية الجماعات المعارضة لصدام. وقال هذا المسؤول، وهو نائب وزير الخارجية ريتشارد أرميتاج، أن القيام بعمل ضد العراق ليس حتميا، لكنه سيتم في المكان والوقت اللذين تختارهما الولايات المتحدة، على حد تعبيره.

--- فاصل ---

"الأوبزيرفر تابعت أن حلفاء أميركا الأوروبيين أبلغوا واشنطن ان الأدلة على تورط العراق في هجمات الحادي عشر من ايلول هي فرضية، وليست ملموسة. لكن دعاة توسيع الحرب في أميركا يعتقدون أنها تستطيع تقديم تبرير مقنع لضرب العراق على اساس استمرار صدام حسين في العمل على انتاج اسلحة الدمار الشامل. وفي هذا الصدد نقلت الصحيفة البريطانية عن دبلوماسي أوروبي لم تذكر إسمه أن الاميركيين توقفوا، الأسبوع الماضي، عن الحديث عن تورط العراق في هجمات الحادي عشر من ايلول، وباتوا، بدلا من ذلك، يركزون على برامجه لانتاج أسلحة الدمار الشامل.
وختمت أسبوعية "الأوبزيرفر" البريطانية تقريرها بأن المعارضة من قبل بلير والرئيس الفرنسي جاك شيراك قد لا تكون كافية لاقناع الاميركيين بالتخلي عن خطتهم. واستشهدت الصحيفة بقول مصدر عسكري أوروبي، لم تذكر إسمه ايضا لكنها أشارت الى أنه عاد أخيرا من مقر قيادة الجنرال فرانكس، قوله إن الأميركيين يمشون على الماء، ويعتقدون أنهم قادرون الآن على عمل اي شيء، وأن بلير لا يمكنه أن يفعل أي شيء في هذا الخصوص، على حد تعبير المصدر العسكري.

--- فاصل ---

سيداتي وسادتي..
الملف الذي نشرته أسبوعية "الأوبزيرفر" اليوم تضمن ايضا تعليقات عدد من الخبراء الأميركيين والبريطانيين على تقريرها في شأن خطة الادراة الاميركية لاطاحة الرئيس صدام حسين.
فقد اعتبر إيفو دادلر، الخبير في معهد بروكينغز، وهو من دور الفكر في واشنطن، إعتبر أن كثيرين في ادارة بوش يجيبون بـ "نعم" على السؤال هل أن العراق هو الهدف المقبل. لكنه اضاف أن شن حرب على العراق ينطوي على مخاطر كبيرة. فما لم يتأكد تورط صدام في هجمات الحادي عشر من ايلول، أو في عمليات ارهابية لاحقة، سيتعين على الولايات المتحدة أن تتصرف بمفردها. كما أن الأمر لن يكون سهلا. فالعراق ليس أفغانستان، بينما المعارضة أضعف، والسلطة اقوى، بحسب تعبير الخبير الاميركي، الذي أضاف: من الأفضل لواشنطن أن تفعّل عملية الاحتواء. ولتجنب الحرب ينبغي على الاوروبيين ان يوافقوا على تشديد العقوبات، ويدعموا الطلب لعودة المفتشين الى العراق عبر التهديد بغداد باستخدام القوة، ورسم خطوط حمر واضحة لصدام حسين لمنعه من استخدام القوة ضد شعبه والدول المجاورة، وعدم دعم الارهاب ايا كان نوعه، والامتناع عن نقل أو استخدام أسلحة الدمار الشامل.

--- فاصل ---

أما ديفيد كلارك، المستشار الخاص السابق لوزير الخارجية البريطاني السابق روبن كوك، فاستبعد عمليات عسكرية واسعة ضد العراق في الوقت الحاضر، ملاحظا أن الحرب الاميركية في أفغانستان هي دفاع عن النفس، ولن تكون كذلك ضد العراق. لكنه رأى أن في الامكان شن عمليات عسكرية محدودة وتنفيذ عمليات سرية لزعزعة الوضع الداخلي في العراق. وتابع كلارك أن بوش سيكون أكثر حكمة إذا سعى الى موازنة أي عمل ضد العراق بالقيام بعمل جدي من اجل التوصل الى اتفاق اسرائيلي - فلسطيني للسلام، على رغم صعوبة ذلك بوجود أريئيل شارون في الحكم، كما يعتقد الخبير البريطاني ديفيد كلارك.

--- فاصل ---

خبير بريطاني آخر هو لورنس فريدمان البروفيسور في كينغز كوليج، المتخصص في شؤون الحرب، أكد أن الولايات المتحدة أوضحت بصراحة أنها تتوقع توسيع حربها على الارهاب لتشمل دولا أخرى، وفي هذا المجال ترددت أسماء اليمن والسودان والصومال اللين يشك في إيوائها للارهابيين. لكنه أضاف أن من الصعب تصور ما يمكن عمله بالنسبة الى العراق أكثر مما تم حتى الان، معتبرا ان أي حملة جديدة لقصفه لن تغير من الوضع شيئا.

--- فاصل ---

خبراء آخرون أشاروا الى الفرق بين حرب في أفغانستان، وأخرى في العراق. بول روجرز البروفيسور في جامعة برادفورد البريطانية اعتبر ان العراق مرشح للهجوم، لكن ليس في هذه المرحلة.
بينما قال زميله مالكولم تشالمرز البروفيسور في قسم دراسات السلام التابع للجامعة ذاتها إن محاولة إطاحة نظام الرئيس صدام حسين بالقوة في ظل غياب أي دليل على تورطه في هجمات الحادي عشر من ايلول، سيكون عملا يصعب تبريره. أما مطالبة بغداد بالسماح بعودة المفتشين الدوليين الى العراق، فلا علاقة لها بالحرب على الارهاب في افغانستان، كما يرى البروفيسور تشارلمرز، الذي تابع ان هذا قد لا يمنع الولايات المتحدة من شن حرب على صدام حسين حتى ولو كان السبب هو عدم اظهار الضعف فحسب.
تشالمرز قال ان بريطانيا قادرة على تعزيز موقف من وصفهم بالمعتدلين في الادارة الاميركية، شرط أن يوضح لبوش بطريقة لا لِبس فيها أنه سينضم الى الزعماء الاوروبيين الاخرين في معارضة الحرب ضد العراق، على حد تعبير الخبير البريطاني.

--- فاصل ---

مستمعينا الكرام، قدمنا الى حضراتكم عرضا لملف عن العراق نشرته اليوم، الاحد، أسبوعية "الأوبزيرفر" البريطانية.

على صلة

XS
SM
MD
LG