روابط للدخول

خبر عاجل

بغداد توافق على تمديد البرنامج الإنساني الدولي / موسكو تحث واشنطن على عدم ضرب العراق / فرنسا تستبعد توسيع الحرب بعد أفغانستان


ناظم ياسين فيما أعلنت بغداد موافقتها على قرار مجلس الأمن الأخير بتمديد البرنامج الإنساني الدولي وأكدت رفضها مراجعة قائمة السلع التي يسمح باستيرادها، صرح مسؤول روسي بأن موسكو تحاول إقناع واشنطن عدم شن هجوم على العراق في إطار توسيع الحرب ضد الإرهاب. هذا في الوقت الذي أفادت صحيفة لندنية واسعة الانتشار بأن الولايات المتحدة طلبت من بريطانيا المساعدة في وضع خطط عسكرية لشن ضربات على العراق عند انتهاء الحملة في أفغانستان. واستبعد الرئيس الفرنسي توسيع الحملة العسكرية ضد الإرهاب لعدم وجود دليل على علاقة هذه الدولة أو تلك بتنظيم (القاعدة)، على حد تعبيره. أمين عام الجامعة العربية صرح أيضا بأن الدول العربية ترفض توجيه ضربة عسكرية إلى العراق في الوقت الذي توجه وزير الخارجية العراقي إلى دمشق لإجراء محادثات أفيد بأنها تتعلق بتنسيق المواقف إزاء التطورات الإقليمية والدولية الراهنة. تفاصيل هذه المحاور وغيرها في الملف العراقي الذي أعده ويقدمه ناظم ياسين.

أعلن العراق السبت موافقته على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تمديد برنامج (النفط مقابل الغذاء) لفترة أخرى من ستة أشهر. لكن بغداد أكدت أيضا أنها سترفض قائمة جديدة معدلة للسلع التي يسمح باستيرادها.
وفي أول رد فعل رسمي على هذا القرار، نقلت وكالات أنباء عالمية تصريحا لوزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي بثته وكالة الأنباء العراقية الرسمية. وجاء فيه أن حكومة العراق "ستواصل تنفيذ مذكرة التفاهم للمرحلة الحادية عشرة كإجراء استثنائي مؤقت وليس بديلا عن رفع الحصار كحق ثابت للعراق وكالتزام على مجلس الأمن وفق قراراته"، بحسب تعبيره.
الوزير العراقي أضاف تعقيبا على صدور قرار مجلس الأمن ذي الرقم 1382 أن حكومته "تؤكد أنها غير ملزمة بأية تدابير أو إجراءات أو مفاهيم أو توجهات آنية أو مستقبلية غير منصوص عليها في مذكرة التفاهم أو لم توافق عليها بغداد". ونقل عن الحديثي تأكيده أيضا أن ما وصفها بمحاولات "فرض قيود جديدة آنية أو مستقبلية على تجارة العراق أو على حقوقه المشروعة في التنمية والتطور الاقتصادي والعلمي والحفاظ على أمنه وسيادته كتلك الواردة في قائمة السلع الخاصة للمراجعة لن تجد من العراق غير الرفض التام"، بحسب تعبير وزير الخارجية العراقي.

--- فاصل ---

ومن بغداد، نقلت وكالة رويترز عن نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز قوله السبت إن بغداد لن تخيفها تهديدات بعمل عسكري أميركي في إطار الحرب على الإرهاب، بحسب تعبيره.
المسؤول العراقي أدلى بتصريحه للمراسلين بعد حضور مراسم إحياء ذكرى آلاف الجنود العراقيين الذين قتلوا في الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت بين عامي 1980 و1988.
وقد ورد تعليقه ردا على دعوة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش بغداد بالسماح بعودة مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة للتأكد من التزام العراق عدم تصنيع أسلحة دمار شامل. وفي حال عدم الموافقة على عودتهم، قال بوش إن الرئيس صدام "سيعرف بنفسه عواقب الرفض"، بحسب ما نقل عنه.
فيما ذكر وزير الدفاع الأميركي (دونالد رامسفلد) في مقابلة أذيعت أمس الأول أن "فرص إصلاح العراق مع وجود صدام في السلطة معدومة"، بحسب تعبيره.
نائب رئيس الوزراء العراقي أضاف في تصريحه أمس أن القيادة باقية رغم التهديدات القادمة من الخارج وأن صدام لن يتخلى عن السلطة. ووصف القيادة العراقية بأنها "ذات جذور عميقة" مشيرا إلى أن لدى الشعب العراقي ثقة كبيرة بها، بحسب تعبيره.
رويترز أشارت في هذا الصدد إلى أن نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان أكد الأسبوع الماضي استعداد بلاده للدفاع عن نفسها ضد أي هجمات عسكرية أميركية محتملة. وقال إن بغداد لن تسمح بعودة مفتشي الأسلحة الدوليين قبل أن ترفع الأمم المتحدة العقوبات المفروضة منذ الغزو العراقي للكويت في عام 1990.

--- فاصل---

من إذاعة العراق الحر - إذاعة أوربا الحرة في براغ، نواصل تقديم محاور الملف العراقي.

في محور توسيع الحرب الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهاب، أفادت صحيفتان بريطانيتان الأحد بأن واشنطن طلبت من لندن المساعدة في وضع خطط لشن ضربات عسكرية ضمن المرحلة القادمة من الحملة. لكن إحدى هاتين الصحيفتين ذكرت أن الصومال هي الدولة المستهدفة في المرحلة الثانية من الحملة الدولية ضد الإرهاب فيما أشارت الأخرى إلى أن العراق هو الذي سوف يتعرض بعد أفغانستان إلى هجمات عسكرية في إطار الحرب على الإرهاب.
وكالة (فرانس برس) نقلت عن صحيفة (الأوبزرفر) اللندنية في عددها الصادر اليوم الأحد أن الولايات المتحدة تخطط لضرب العراق وقلب نظام الرئيس صدام حسين. ونسبت الصحيفة إلى من وصفتها بمصادر دبلوماسية أن واشنطن ستدعم المعارضة العراقية عسكريا في المرحلة الثانية من الحملة المناهضة للإرهاب التي بدأتها إثر اعتداءات الحادي عشر من أيلول الإرهابية.
(الأوبزرفر) نقلت عن مصادرها ولا سيما عن دبلوماسي أوربي تأكيده أن الدافع إلى شن ضربات عسكرية أميركية سيكون رفض صدام القبول بقيام مفتشين دوليين بتفتيش ترسانة أسلحته وليس بسبب شكوك واشنطن بوجود علاقة لبغداد بالاعتداءات الإرهابية على الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة أن الرئيس بوش أصدر أوامره إلى وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي. آي. أي.) وقيادة أركان الجيوش الأميركية بوضع خطط لعملية عسكرية في العراق.
(الأوبزرفر) اللندنية أضافت أن العملية يمكن أن تبدأ خلال الأشهر المقبلة. وسوف تشتمل على قصف أهداف محددة وعمليات على الأرض بمساندة معارضين عراقيين.
وكالة (فرانس برس) نقلت عن الصحيفة أيضا أن رئيس الوزراء البريطاني (توني بلير) وقادة أوربيين آخرين يعارضون هذه الخطة التي تهدد بشق التحالف المناوئ للإرهاب.
الوكالة أشارت في تقريرها إلى أن صحيفة بريطانية أخرى هي (صانداي تلغراف) أفادت الأحد بأن واشنطن طلبت من لندن المساعدة في إعداد خطط عسكرية ضد الصومال.
وفي هذا السياق، كشفت الصحيفة أن وفدا من كبار الضباط البريطانيين قام الأسبوع الماضي بزيارة مقر القيادة الأميركية الوسطى في تامبا/فلوريدا حيث طلب منهم وضع استراتيجية لشن هجمات على مواقع في الصومال.
وقد جاء الطلب الأميركي إثر بروز معلومات مفادها أن الرئيس صدام حسين كان يمول عددا من معسكرات تدريب إرهابية في الصومال تابعة لجماعة إسلامية متطرفة ترتبط بعلاقات مع تنظيم (القاعدة) الذي يتزعمه أسامة بن لادن.
الرئيس العراقي وافق على دعم هذه الجماعة التي تعرف باسم (الاتحاد) مقابل مساعدة السلطات الصومالية في الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على بغداد، بحسب ما نقلت الصحيفة عن فئات عراقية معارضة في لندن.
وذكرت وكالات مخابرات غربية للصحيفة البريطانية أن أفرادا من منظمة (الاتحاد) تلقوا تدريبات في معسكرات تابعة لتنظيم (القاعدة). كما اشتبه بضلوع أعضاء في منظمة (الاتحاد) بعمليتي تفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998، بحسب ما أفادت وكالة (فرانس برس) نقلا عن صحيفة (صانداي تلغراف) اللندنية.

--- فاصل ---

في غضون ذلك، صرح سفير المهمات الخاصة في وزارة الخارجية الروسية (نيكولاي كارتوزوف) بأن موسكو تحاول إقناع الولايات المتحدة بعدم مهاجمة العراق. وفيما يلي، تعرض الزميلة زينب هادي لتقرير وكالة (فرانس برس) عن هذه التصريحات التي أدلى بها المبعوث الروسي في عمان إثر ختام زيارته إلى بغداد.

صرح المبعوث الروسي نيكولاي كورتزوف أمس في عمان أن موسكو تحاول إقناع الولايات المتحدة بعدم ضرب العراق لخطورة العواقب على المنطقة وفي هذا السياق أفاد المبعوث الروسي بعد لقائه وزير الخارجية الأردني (عبد الإله الخطيب) أن الولايات المتحدة لا تملك الأدلة على تورط العراق في هجمات الحادي عشر من أيلول على نيويورك وواشنطن وأن ضرب العراق سيجلب عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط في ظل مناخ التوتر الحالي.
وقال المبعوث الروسي في تصريحات نقلتها وكالة بترا الأردنية أن محادثاته مع الخطيب تركزت على العراق وعلى ضرورة إيجاد حوار بينه وبين الأمين العام للأمم المتحدة (كوفي عنان). وكان المبعوث الروسي الذي وصل إلى عمان السبت قادماً من بغداد قد أجرى مباحثات مع نائب الرئيس العراقي (طه ياسين رمضان) تركزت على مراجعة نظام العقوبات المفروضة على العراق.
وفي غضون ذلك جدد مجلس الأمن يوم الخميس الماضي برنامج النفط مقابل الغذاء الذي يسمح للعراق ببيع نفطه واستخدامه للأغراض المدنية. ومن الجدير بالذكر أن مباحثات كورتوزوف في بغداد تناولت أيضاً سبل تعزيز التعاون بين بغداد وموسكو لخدمة المصالح المشتركة بين البلدين بحسب ما بثته وكالة الأنباء العراقية الأربعاء الماضي.

--- فاصل ---

وحول الموقف الروسي إزاء مستجدات القضية العراقية، أجرينا المقابلة التالية مع الكاتب الأردني عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية في عمان، والذي أجاب أولا عن سؤال يتعلق باحتمالات توجيه ضربة عسكرية أميركية إلى العراق.

عريب الرنتاوي: المشهد الإقليمي يشير إلى احتمال ضربة عسكرية أمريكية للعراق ويرجح احتمالات هذه الضربة على قاعدة إنهاء مرحلة أو المدة الخاصة بالستة أشهر لبرنامج النفط مقابل الغذاء وكانت فعلاً معظم التحذيرات تذهب في هذا الاتجاه فأنت تعلم أن هناك خلاف محتدم بين العراق والولايات المتحدة حول مسألة المراقبين والمفتشين وبرنامج العقوبات الذكية وغير ذلك من عناوين رئيسة في هذا المجال.
التفاهم الروسي الأمريكي في الحقيقة حول تمديد العمل بهذا البرنامج والتأكيد مجدداً على أن هذا البرنامج سيعاد النظر به وموضوع العقوبات والمراقبين ستبحث في مدة أقصاها الأول من حزيران القادم خلق مناخات من الاسترخاء النسبي في المنطقة على اعتبار أن الاستحقاق بات مؤجلاً بضعة أشهر وليس راهناً أو فورياً أو مباشراً هذه بالنسبة للمنخات الإقليمية أعتقد أن روسيا تدرك إن آجلاً أو عاجلاً إن لم يكن الآن فبعد أشهر قليلة سوف تعود مرة أخرى للبحث في هذه الموضوعات وسوف يطرح الاستحقاق مجدداً هل يعود المراقبون المفتشون الدوليون أم لا، هل يقبل العراق بصيغة العقوبات الذكية كما كانت أم معدلة أم لا. إذا معدلة ما هي حدود التعديلات وكل هذه الأسئلة بالحقيقة ستطرح بقوة إن لم يكن الآن كما كان مقدراً فبعد أشهر قليلة في قادم الأيام.
الإعتقاد السائد بأن فكرة عودة المراقبين الدوليين إلى العراق فكرة إجماعية دولية حتى الآن على الأقل بالنسبة للأطراف الرئيسية اللاعبة في مجلس الأمن الدولي الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا، والصين.
العراق من الآن ما زال يرفض هذه الفكرة جملة وتفصيلاً ويصر على رفع كامل وشامل لكل العقوبات المفروضة على أرض الواقع. في الحقيقة وقد يقضي إلى ترجيح احتمال توجيه ضربة عسكرية أمريكية للعراق روسيا تدرك أن هذه الضربة سوف تحدث انعكاسات إقليمية ليست بالسهلة.

إذاعة العراق الحر: أستاذ عريب الرنتاوي، ما مدى استجابة أو احتمال استجابة بغداد لضغوط تمارسها موسكو باتجاه قبول العراق بعودة مفتشي الأسلحة الدوليين؟

عريب الرنتاوي: مما نقرأ ونسمع من خطابات ومن مواقف عراقية رسمية على أرفع المستويات لست متفائلاً في إمكانية الاستجابة حتى الآن هذا تقديري الخاص. وقد نجد أنفسنا في الحقيقة في مرحلة قادمة أمام شكل من أشكال المواجهة العسكرية وربما تكون هناك أوساط في القيادة العراقية تعتقد أن الدخول في مجابهة عسكرية سوف يحرج الكثير من الأنظمة الحليفة أو القريبة أو الصديقة من الولايات المتحدة وقد يتسبب في إعادة خلط الكثير من الأوراق الإقليمية والدولية في المنطقة مما يمكن العراق من الإفلات من قبضة العقوبات وغير ذلك.
هي حسابات أعتقد أنها قد لن تكون دقيقة ولكننا للأسف تعودنا على انتظار الخطأ في الحسابات خاصة في المفاصل والمنعطفات الهامة عند السياسيين العراقيين.
أخشى أن يكون البعض في العراق يرى أن تصعيداً عسكرياً محدوداً أو مواجهة من نوع متين مع الولايات المتحدة يمكن أن تكون مخرجاً مناسباً في المرحلة القادمة وإلا لا أجد تفسير آخر على الإطلاق لهذا الموقف الذي تجمع عليه الأطراف الرئيسية في مجلس الأمن الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الذي لا يبدي تفهم حقيقي للمتغيرات الدولية بعد الحادي عشر من أيلول ولضيق المجتمع الدولي بمواقف كذلك التي يعني تتخذها بين الحين والآخر بعض الأوساط القيادية العراقية.
أعتقد أن الصورة ليست مشرقة في هذا المجال أميل إلى التشاؤم في هذا المجال أعتقد أننا قد تكون فعلاً ذاهبون نحو جولة جديدة من التصعيد لكن لن تكون فورية ومباشرة ربما مع إطلالة الربيع أو الصيف القادم.

إذاعة العراق الحر: أستاذ عريب الرنتاوي، على خلفية التفاهم الروسي الأمريكي الذي شهدناه في الأيام الأخيرة في مجلس الأمن، هل تعتقد أنه في حال رفض العراق إصراره على رفض عودة المفتشين الدوليين وقناعة واشنطن بأنه لا بد من توجيه ضربة عسكرية لبغداد هل تعتقد في هذه الحالة يعني ممكن أن تؤيد موسكو توجهاً أمريكياً أو دولياً يعني بتوجيه مثل هذه الضربة؟

عريب الرنتاوي: التقارب الروسي الأمريكي أبعد من التفاهم الذي حصل مؤخراً في مجلس الأمن يعني بعد 11 أيلول في الحقيقة شهدنا تقارباً كونياً بين موسكو وواشنطن.

إذاعة العراق الحر: الأستاذ عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية في عمان، شكراً جزيلاً.

--- فاصل ---

من تونس، أفادت وكالة رويترز بأن الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي يقوم بجولة على المغرب العربي، استبعد السبت الانتقال إلى حلقة ثانية بعد أفغانستان في الحرب على الإرهاب لتشمل العراق. وأعرب عن اعتقاده بعدم ورود هذا الاحتمال نظرا لعدم وجود قرائن تثبت علاقة بغداد بالمنظمات الإرهابية، بحسب ما نقل عنه.
شيراك أضاف قائلا: "إن الولايات المتحدة تعتبر في حال دفاع مشروع. لكنني لا أرى موجبا لتوسيع الحرب إلا إذا كانت هناك قرائن ثابتة وغير قابلة للدحض تثبت تورط هذه الدولة أو تلك مع تنظيم القاعدة"، بحسب تعبيره.
ومن باريس، يفيد مراسل إذاعة العراق الحر بأن وزارة الخارجية الفرنسية ستبدأ اعتبارا من منتصف الأسبوع المقبل مهمة عبر العواصم العربية والإقليمية لإقناع بغداد بأن قرار مجلس الأمن الأخير بتمديد البرنامج الإنساني هو أفضل شيء للعراق في المرحلة الراهنة.
مزيد من التفاصيل في سياق الرسالة الصوتية التالية التي وافانا بها من العاصمة الفرنسية شاكر الجبوري.

تبدأ باريس اعتباراً من منتصف الأسبوع مهمة التحضير المبرمج لما تسميه حشد الدعم العربي من أجل إقناع العراق بالتعاون غير المشروط مع الأمم المتحدة منطلقة في ذلك من فهم مشترك مفاده أن الشروط التي تمت بموجبها تجديد برنامج النفط مقابل الغذاء هي الأحسن منذ بداية العمل بهذا البرنامج منذ سنوات وهي كذلك ما كانت تطمح إلى الكثير من العواصم العربية ومن بينها بغداد.
وحسب المترشح من معلومات الخارجية الفرنسية فإن فريقاً دبلوماسياً متخصصاً ستتم تسميته في الأيام المقبلة مهمته توسيع الاتصالات مع العواصم العربية والإقليمية لتوضيح مضامين القرار 1382 من ناحية وإفهام الجميع بأن العراق ليس أمامه إلا التعاون غير المشروط مع المضامين الإيجابية لهذا القرار.
يضاف إلى ذلك ربط هذا التعاون بخيار المحافظة على استقرار المنطقة غير تجنيب العراق ضربة عسكرية لا زال القرار النهائي بشأنها موضع أخذ ورد داخل الإدارة الأمريكية وفق هذه المعلومات الرسمية.
وعندما سألت إذاعة العراقة الحر دبلوماسياً فرنسياً أمس عن حدود التفاؤل في نجاح باريس بمهمتها الجديدة أجاب: "أعتقد أن النظام العراقي متفهم لخطورة ردود الأفعال الدولية في حال اتجاهه إلى عرقلة التعاون مع الأمم المتحدة وأن استعجال وزير الخارجية (ناجي صبري الحديثي) الترحيب بالقرار الجديد لمجلس الأمن ينطوي على مضامين لا تنقصها الإيجابية في هذا الاتجاه على حد تصور الدبلوماسي الفرنسي الذي يؤكد بأن الخيارات باتت واضحة أمام العراق وأن الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن قد أظهروا حسن النية من مسألة تخفيف حدة التوتر بين المجتمع الدولي وبغداد رغم حساسية الأجواء الدولية شكل عام على حد وصفه.
مشيراً إلى وجوب وضع جميع هذه الأمور في التصور الرسمي العراقي عند التفكير الجدي بفتح صفحة جديدة من العلاقات من خلال القبول بعودة لجان التفتيش التي لن تكون مهماتها شمولية كما في السابق لأن القرار 1382 قد حدد الهدف والمهمة والتوقيتات الزمنية أيضاً على حد قول الدبلوماسي الفرنسي القريب جداً من الملف العراقي في الخارجية الفرنسية ووفق ما توفر للإذاعة من معلومات إضافية فإن رئيس دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية والسفير السابق لدى بغداد (إيف أوبين دولاميسوزبير) سيشرف على تفاصيل الجهد الفرنسي الضاغط باتجاه إقناع بغداد بشكل مباشر أو غير مباشر بأن شروط تجديد العمل ببرنامج النفط مقابل الغذاء خطوط صحيحة على طريق إعادة النظر بشكل العقوبات الدولية في وقت لاحق في حال أظهر العراق قدرة على تفعيل التحرك المتوازن الذي يبدأ بعودة لجان التفتيش ولا ينتهي حسب هذه المعلومات الفرنسية بالابتعاد عن خيار الخلط المبرمج للأوراق السياسية التي تؤخر ولا تقدم في كل جهد يهدف إلى تعزيز استقرار المنطقة وإخراج أبناء الشعب العراقي من عنق زجاجة الأزمات المتراكمة.
وإن شعبة رعاية المصالح العراقية في باريس ستتسلم منتصف الأسبوع وجهات نظر فرنسية محددة من أجل نقلها إلى بغداد في وقت تتكفل فيه البعثة الفرنسية في العراق بإجراء العمل الميداني المباشر لتحقيق نفس الغاية والمتمثلة بإقناع بغداد بأن تجديد العمل ببرنامج النفط مقابل الغذاء بصورته الجديدة لا يعكس إلا رغبة المجتمع الدولي بفتح صفحة جديدة من التعاون الثقافي المتوازن وأن على بغداد حسب هذه التصورات القبول غير المشروط بعودة لجان التفتيش لأنها المدخل الأساسي لحل مختلف الأزمات.
شاكر الجبوري - إذاعة العراق الحر - إذاعة أوروبا الحرة - باريس.

--- فاصل ---

وفيما يتعلق بالمواقف العربية إزاء القضية العراقية، نقلت وكالة رويترز عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، دعوته السبت إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على العراق ومناشدته بغداد اتخاذ خطوات للمساعدة في إنهاء معاناة العراقيين.
وقد وردت ملاحظة الشيخ زايد في سياق كلمته أمس لمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة.
هذا فيما صرح أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى بأن مشاوراته مع الزعماء ووزراء الخارجية العرب أكدت رفض توجيه ضربة إلى العراق أو دول عربية أخرى. التفاصيل مع مراسلنا في القاهرة أحمد رجب.

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية (عمرو موسى) أن كل مشاوراته واتصالاته مع الملوك والقادة والرؤساء ووزراء الخارجية العرب خلال الفترة الماضية أكدت توقفاً محدداً يرفض توجيه أي عمل عسكري ضد العراق أو كما يشاع دول عربية أخرى.
وأشاد الأمين العام للجامعة بمواقف الدول العربية التي سبق في الواقع أن حذرت الولايات المتحدة من الإقدام على مثل هذه الخطبة جاء ذلك في تصريحات لموسى بالقاهرة. وأضاف الأمين العام للجامعة أن المشاورات ما زالت مستمرة مع عدد من المسؤولين العرب حول التطورات الدولية الجارية خاصة في ضوء التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي.
وفي هذا الإطار فإن الجامعة العربية قد تلقت إشادة عراقية بموقفها وبالتصريحات الإيجابية للأمين العام وتحذيره من أن ذلك سيؤدي إلى نهاية الوفاق في الحملة الحالية ضد الإرهاب وذلك على حد تعبير الخارجية العراقية والتي أشادت في رسالة للأمانة العامة أيضاً بمواقف المسؤولين العرب التي ترفض جميعها أي عمل عسكري ضد العراق.
وفي تصريحات موسى أكد أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بعودة كامل الحقوق العربية المسلوبة منذ 67 وإقامة الدولة الفلسطينية وكان الأمين العام قد اجتمع مؤخراً بالسفير الأمريكي بالقاهرة وقال حول هذا الاجتماع للصحفيين أنه كان بهدف إيضاح الموقف العربي الموحد الداعي إلى عودة الاستقرار للمنطقة وإنهاء إسرائيل لكافة أشكال العنف ضد الفلسطينيين.
أحمد رجب - إذاعة العراق الحر - إذاعة أوروبا الحرة - القاهرة.

--- فاصل ---

وفي دمشق، استقبل وزير الخارجية السوري فاروق الشرع اليوم الأحد نظيره العراقي ناجي صبري الحديثي حيث تركزت المحادثات على تنسيق مواقف الدولتين إزاء التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.
مراسل إذاعة العراق الحر في دمشق رزوق الغاوي وافانا بالمتابعة التالية.

اتهم وزير الخارجية العراقي (ناجي صبري الحديثي) الإعلام الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض المسؤولين المرتبطين باسرائيل بالحديث عن ضربة قادمة ضد العراق وأضاف الوزير العراقي في تصريح للصحفيين عقب اجتماعه لمدة خمسين دقيقة بعد ظهر اليوم مع نظيره السوري (فاروق الشرع) أننا لا نتوقع شيئاً من التهديدات بضرب العراق ولسنا معنيين بهذه الأمور وعما تردد عن سحب بغداد سفيرها من أنقرة قال وزير الخارجية العراقي لم نسحب سفيرنا في تركيا بل أنه نقل نقلاً اعتيادياً إلى دولة أخرى وما يزال السفير التركي في بغداد موجوداً فيها وعن الهدف من زيارته لدمشق قال وزير الخارجية العراقي أن لقائي مع الوزير الشرع طبيعي حيث تربطنا علاقات تعاون وأخوة متينة ومن الطبيعي أن نلتقي ونتداول في كل ما فيه المنفعة للقطرين الشقيقين والعمل العربي المشترك وأضاف أن سوريا بلدنا ونحن عندما نسافر إلى أي بلد آخر نمر عن طريق سوريا وسأغادر دمشق مساءاً إلى دولة قطر في زيارة لها وعما إذا كان سيجتمع قبل مغادرته العاصمة السورية إلى الرئيس السوري (بشار الأسد) قال الوزير العراقي أن مقابلة الرئيس الأسد ليست ضمن البرنامج.
من جهته قال الناطق باسم الخارجية السورية أن محادثات الشرع-الحديثي دارت حول مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وضرورة التنسيق في جميع الدول العربية بغية إيجاد موقف عربي فاعل إزاء الأوضاع الراهنة وتطوراتها المستقبلية بما يحفظ المصالح العليا للأمة العربية وأمن المنطقة واستقرارها.
وأشار الناطق السوري إلى أن الوزيرين السوري والعراقي تطرقا إلى قرار مجلس الأمن الأخير والمتعلق بتجديد العمل ببرنامج النفط مقابل الغذاء. وكان وزير الخارجية العراقي قد وصل إلى دمشق في وقت متأخر من الليلة الماضية في طريقه إلى دولة قطر.
رزوق الغاوي - إذاعة العراق الحر - إذاعة أوروبا الحرة - دمشق.

--- فاصل---

على صعيد المواقف الإقليمية والدولية أيضا، أفادت وكالة رويترز بأن القضية العراقية سوف تكون على جدول أعمال المحادثات التي سيجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي (أرييل شارون) مع الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض مساء الأحد.
الوكالة نقلت عن (شارون) قوله إن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي إذا تعرضت لهجوم صاروخي تشنه بغداد في حال توجيه ضربات عسكرية أميركية ضد العراق بعد انتهاء الحملة في أفغانستان.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة (نيويورك بوست) الأميركية السبت بأن استطلاعا للرأي العام أجرته شبكة (فوكس) التلفزيونية الأخبارية أظهر أن سبعة وأربعين في المائة من الأميركيين يعتقدون أن صدام حسين متورط في الهجمات الإرهابية فيما تعتقد نسبة اثنين وثلاثين في المائة منهم أن الرئيس العراقي "ربما ضالع بعض الشيء" بهذه الاعتداءات. وهذا يعني أن تسعة وسبعين في المائة من الأميركيين يميلون إلى الاعتقاد بأن صدام متورط في هجمات الحادي عشر من أيلول الإرهابية. وأظهرت نتيجة الاستطلاع أن نسبة مماثلة من الرأي العام الأميركي تؤيد عملا عسكريا ضد العراق، بحسب ما أفادت صحيفة (نيويورك بوست) الأميركية.

--- فاصل ---

أخيرا، تفيد مراسلتنا في أنقرة بأن السفير العراقي لدى تركيا غادر مقر عمله فور استدعائه من قبل بغداد ودون توديع موظفي وزارة الخارجية التركية وذلك خلافا للأعراف الدبلوماسية. هذا في الوقت الذي عقد اجتماع لكبار المسؤولين الأتراك تمهيدا للمحادثات التي سيجريها وزير الخارجية الأميركي (كولن باول) أثناء زيارته المرتقبة.
مزيد من التفاصيل مع مراسلة إذاعة العراق الحر في العاصمة التركية (سعادت أوروج).

استعدت أنقرة لاستقبال وزير الخارجية الأمريكي (كولن باول) لاجتماع اليوم الأحد لزعماء الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء (بولند أجاويد) ومن المقرر أن يصل (باول) إلى تركيا بعد غد الثلاثاء وسيتضمن جدول محادثاته موضوع العراق الذي سيكون ملفاً ساخناً في المحادثات.
مصادر وزارة الخارجية التركية توقعت أن يثير باول مسألة أسلحة الدمار الشامل للعراق. على صعيد ذي صلة ما زال الجدل مستمراً في الأوساط السياسية والصحافية في شأن السفير العراقي (فاروق حجازي) الذي أنهى مهمته الدبلوماسية وعاد إلى بلاده يوم الجمعة الماضي. مصادر مطلعة قالت أن حجازي لم يلتزم الأعراف البروتوكولية التي تقضي أن يقوم السفير قبل مغادرته تهائياً بتوديع رئيس الدولة المضيفة والمسؤولين الآخرين، وأضافت أن حجازي لم يودع الرئيس (أحمد نجدت سيزر) ولا رئيس الوزراء أجاويد كما أن رحيله المفاجئ لم يعط الوقت لزملائه في السلك الدبلوماسي بإقامة حفلات توديع له كما يقضي بذلك العرف السائد.
يشار إلى أن بغداد أكدت أن حجازي عاد إلى بلاده بعدما انتهت مهمته في تركيا نافية التقارير التي أفادت بأنها استدعته بسبب ما نشر عن نشاطاته الاستخباراتية ولقاءاته مع قيادة منظمة القاعدة في أفغانستان.
لكن مصادر وزارة الخارجية التركية أكدت أن حجازي اكتفى بإبلاغ قسم البروتوكولات في الوزارة قبل عودته إلى العراق.

على صلة

XS
SM
MD
LG