روابط للدخول

خبر عاجل

تصريحات أميركية حول خطر الرئيس العراقي / ترجيح ضرب العراق / انتقادات عراقية لواشنطن ولندن / غرق سفينة نفط عراقية


سامي شورش - مسؤولان أميركيان رفيعا المستوى يؤكدان أن الرئيس العراقي لا يزال يشكل خطراً على أمن الولايات المتحدة. - ومحللون سياسيون يرون أن الضربة المقبلة ضد الارهاب قد تستهدف العراق، هذا في الوقت الذي يرجح فيه معلق سياسي أميركي بارز أن تكون واشنطن قد إتخذت قرارها في هذا الشأن ولم تعد المسألة سوى مسألة وقت. - وزير الخارجية العراقي يرد بتوجيه إنتقادات شديدة اللهجة الى واشنطن ولندن لمواصلتهما الطلعات الجوية في الأجواء العراقية، ووكالة أنباء عالمية تفسر هذه الإنتقادات بأنها تعبير عن خشية العراق من تعرضه الى ضربة أميركية قريبة. - غرق سفينة عراقية تحمل نفطاً مهرباً يؤدي الى مقتل عراقي وفقدان ثلاثة عراقيين آخرين، إضافة الى فقدان بحارين أميركيين.

هذا ويضم الملف الذي أعده ويقدمه سامي شورش، تقارير من مراسلينا شاكر الجبوري في باريس وحازم مبيضين في عمّان وكرم منشي في القدس ومحمد الناجعي في الكويت، إضافة الى مقابلتين مع محللين سياسيين عراقي ولبناني في شأن إمكان تعرض العراق الى ضربة عسكرية أميركية في إطار الحرب الدولية الجارية ضد الإرهاب.

--- فاصل ---

أكد إثنان من كبار المسؤولين الأميركيين أن الرئيس صدام حسين ما يزال رجلاً خطيراً على الأمن القومي الأميركي، ولم يستبعدا أن يشكل نظامه هدف المرحلة الثانية من الحرب ضد الارهاب.
وكالة فرانس برس للأنباء نقلت عن مستشارة الأمن القومي للرئيس الأميركي غوندوليزا رايس أن صدام حسين يشكل خطراً على شعبه وعلى المنطقة، وعلى الولايات المتحدة بسبب تصميمه على إمتلاك أسلحة الدمار الشامل، مضيفة في مقابلة مع شبكة (إن بي سي) التلفزيونية الأميركية أن العالم سيكون أكثر أماناً لو لم يكن صدام حسين يتولى السلطة في العراق.
فرانس برس لفتت الى أن رايس تجنبت الإشارة الى ما إذا كان العراق يشكل الهدف الكبير الثاني في الحرب ضد الإرهاب، مشيرة الى أن من السابق لآوانه التحدث عن المراحل المقبلة لهذه الحرب.
من جهة أخرى، شدد نائب وزير الدفاع الأميركي بول ولفويتز الذي اعتبرت فرانس برس أنه الأكثر عزماً ضمن الإدارة الأميركية على القضاء على صدام حسين، شدد على أن الولايات المتحدة ما زالت تعتبر القضاء على زعيم منظمة القاعدة أسامة بن لادن تشكل رأس الأولويات الأميركية، مذكراً في الوقت نفسه بأن الرئيس جورج دبليو بوش قال بوضوح منذ البداية إن الحملة ضد الإرهاب تتجاوز كثيرا أفغانستان والقاعدة.
وخلص المسؤول الأميركي في تصريحات الى شبكة (سي بي سي) التلفزيونية الأميركية الى القول أن الهدف من الحرب الحالية هو تفكيك الشبكات العالمية للإرهاب ووضع حد لدعم الارهاب من قبل بعض الدول، مشيراً الى أن العراق في ظل قيادة صدام حسين هو إحدى هذه الدول ولكنه ليس الوحيد.

--- فاصل ---

المعلق السياسي الأميركي البارز ويليام سافاير اعتبر في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن الإنتهاء من الحرب ضد الإرهاب في أفغانستان يعني الإنتقال الى مرحلتها الثانية، تلك هي مرحلة القضاء على اسلحة الدمار الشامل العراقية، مضيفاً أن العراق هو مركز الإرهاب في العالم، وأن صدام حسين هو النظام الوحيد الذي يملك القدرة والتصميم على تدمير العالم.
سافاير لفت في مقاله الى أن عدداً من المسؤولين في الادارة الأميركية يحضون الرئيس بوش على عدم تفويت الفرصة للإنقضاض على صدام حسين، بينما يرى عدد آخر أن ضرب العراق يتطلب توفّر أدلة واضحة وأكيدة عن تورط بغداد في هجمات الحادي عشر من ايلول الماضي وإنتشار بكتريات الجمرة الخبيثة.
في هذا الإطار رأى سافاير أن تصريحات مستشارة الأمن القومي غوندوليزا رايس هي بمثابة إشارة واضحة الى أن واشنطن إتخذت قرارها الخاص بإطاحة صدام حسين، مؤكداً أن كلام رايس في حال تعبيره عن أفكار الرئيس بوش، فإنه يعني أن واشنطن اتخذت قرارها لإطاحة صدام حسين، وأن إطلاق المرحلة الثانية من الحرب ضد الإرهاب لم يعد سوى مسألة وقت.

--- فاصل ---

نبقى في المحور نفسه، حيث يرصد مراسلنا في باريس شاكر الجبوري لأراء فرنسية غير رسمية في شأن إحتمال تعرض العراق الى ضربة أميركية:

تتداول الأوساط غير الرسمية الفرنسية في أكثر من سيناريو جديد يخص الصفحات المقبلة من حرب مكافحة الإرهاب الدولي ونصيب بعض الدول العربية والإسلامية، منها مركزة بشكل واضح على استهداف حقيقي للعراق على اعتبار أن الجدل حول قدراته العسكرية والنووية لا يزال جزءاً من الانقسام الدولي، لكيفية التعامل الجذري مع الشأن العراقي بتعقيداته السياسية والإنسانية.
ويؤكد السياسي الفرنسي (باتريك فاربياز) لإذاعة العراق الحر، بأن الأجواء العامة الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية، تدفع المتابع إلى الاعتقاد بوجود ضربة عسكرية وسياسية لنظام الرئيس العراقي صدام حسين، مشدداً على أن الحسم العسكري للمعركة في أفغانستان سيسهل الانتقال إلى مشاريع سياسية واستخباراتية، تم تأجيلها على ما يبدو حسب رأيه أكثر من الازم.
ويتفق الدكتور قيس العزَّاوي مع (فابياز) في نقطة استهداف العراق بشكل حقيقي هذه المرة، وذلك من خلال حديثه عن تحالفات إقليمية تقوم واشنطن بإنضاجها، بنفس الطريقة التي استكملت دعمها الإقليمي ضد أفغانستان، وأن تنوع قنوات الحوار الأوروبي الأمريكي مع عواصم المنطقة يقول هذا السياسي العراقي، تضع المتابع أمام حقيقة واضحة، هي أن ضرب العراق أصبح مسألة وقت فقط.
وعندما يتحدث السياسي الفرنسي (باتريك فاربياز) عن مسألة الوقت هذه يقول، كل المؤشرات تتجمع عند مسألة توجيه ضربة للنظام العراقي، لا نعرف مدى قدرتها على تغيير المعادلة السياسية والأمنية في بغداد، مؤكداً في هذا السياق معارضته لأي جهد لن يحقق إلا المزيد من المعاناة لأبناء الشعب العراقي، وهو نفس رأي الدكتور قيس العزَّاوي، الذي أكد لإذاعة العراق الحر بأن جديد الحديث الأمريكي المباشر عن استهداف العراق في إحدى صفحات الحرب ضد الإرهاب، يعني وجود خطة مسبقة لهذا الخيار الذي نتمنى ألا يدفع المواطنون العراقيين هذه المرة أيضاً ثمنه المكلف جداً على حد قوله.
مشيراً إلى أن التوجه الأمريكي يتزامن مع اهتمام أوروبي غير مسبوق بمسألة فك عرى التعاون والتواصل مع النظام العراقي على حد قول هذا السياسي، الذي يتوقف عند حديث الرئيس (جاك شيراك)، الذي أشار فيه ولمرات عديدة الأسبوع الماضي إلى مسألة عدم إبقاء الأوضاع العراقية على نفس الدرجة المتعارف عليها من التصعيد السياسي والاقتصادي، في إشارة واضحة إلى انزعاج باريس من عدم تقديم نظام الرئيس العراقي صدام حسين أية تسهيلات، تساهم في الجهد الأوروبي الدافع في اتجاه تخفيف العقوبات الدولية.
وفي الوقت الذي لم يتوصل فيه (فاربياز) و(العزَّاوي) إلى سيناريو محدد لمسألة ضرب العراق، فإنها متفقان من حيث المبدأ على استبعاد الجهد العسكري الواسع، باعتبار أن ذلك سيخلق بؤر عدم استقرار جديدة في المنطقة، مما يعني إن تحريك الشارع العراقي المخنوق بالكثير من المشاعر على حد وصفهما، هذا التحريك يأخذ أشكالاً مختلفة، الهدف النهائي منها إنهاء واقع الحال بأقل الخسائر السياسية والاقتصادية على حد قولهما، مع التأكيد مرة أخرى على أن ضرب العراق أصبح مسألة وقت.
شاكر الجبوري - إذاعة العراق الحر - إذاعة أوروبا الحرة - باريس.

كما تحدثنا في السياق نفسه مع محللين سياسيين. سألنا أولاً الكاتب السياسي العراقي عبدالحليم الرهيمي عن تعليقه على تصريحات غوندوليزا رايس وما إذا كان يعتقد أن هذه التصريحات تشير الى إمكان أن يتعرض العراق في المرحلة المقبلة للحرب ضد الإرهاب الى ضربة عسكرية؟

عبدالحليم الرهيمي: في الحقيقة يمكن اعتبار التصريحات الجديدة هي تواصل لتصريحات أخرى سبقتها ما بعد أحداث 11 أيلول، أنه هناك ستكون دول ترعى الإرهاب أو هي تقوم بالإرهاب ومنها نظام صدام. لكن كان بالتأكيد اهتمام الإدارة الأمريكية بتركيز الجهود على أفغانستان وعدم الاستعداد لتوجيه ضربة إلى العراق أو إطاحة النظام، أُجِّل الحديث لكن كان من السهل أن نقرأ ما بين السطور، أنه يقولون الآن وفي هذه المرحلة نركز على أفغانستان. معنى ذلك كان هناك حدث آخر وهو غير أفغانستان، الهدف الثاني الذي يأتي بعد أفغانستان، لماذا يُختار نظام بغداد لأن هو الأكثر طبعاً، هو النظام الوحيد الذي لم يدين أحداث 91، أحداث 11 سبتمبر والمتهم أساساً بالإرهاب.
وبالمناسبة نظام صدام بالعام هذا، أتذكر في شهر تشرين الثاني أوكتوبر، تماماً في 15 أوكتوبر، وجهت القيادة في حزب البعث الحاكم، ونشرتها الصحف العراقية، تدعو لتشكيل فرق انتحارية لمقاتلة الأمريكيين أينما وجدوا في العالم، باعتبارهم أعداء للأمة العربية وإضافة إلى احتمالات وجود إله ضلع في أحداث 11 سبتمبر، وحتى في الجمرة الخبيثة، ناهيك تمرده كنظام مارق في عرف الأمم المتحدة.

إذاعة العراق الحر: إذا افترضنا بأن العراق قد يتعرض إلى ضربة أمريكية، هل تعتقد أن تكون هذه الضربة أو الرد الأمريكي رداً عسكرياً، أو مثلاً في شكل إجراءات أخرى كفرض نظام للعقوبات الذكية وإجراءات إضافية؟

عبدالحليم الرهيمي: هو المسيرة أستاذ سامي قد تأخذ مساراً طويلاً، يعني ليس معنى هذه التصريحات، يعني في الأسبوع القادم وربما حتى في الشهر القادم ستوجه هذه الضربة. احتمالات إذا أخذْتَ في أفغانستان، رغم وضوح الهدف في أفغانستان لأن إبن لادن والقاعدة وطالبان أعلنت موقفها، الضربة لم تأتي إلا بعد مرور شهر ونصف تقريباً، بالعراق ربما تأخذ أكثر ربما تأخذ شهور، لأنه يبتدئون في طلب كشف دوره بعد ما كشف إله دور في، عن طريق براغ ومحمد عطا يكشفوا، يطلبون من الأمم المتحدة إدخال لجنة للترقب والرصد والتحقق من أسلحة الدمار الشامل، وهو في تقديرنا سيرفض ذلك.
إقناع الدول العربية بتقديم أدلة ربما جديدة، حول دوره بالتخريب وعمليات إرهابية أخرى سنة 98 أيضاً و93، ترافقها بالتأكيد كما حصل أيضاً في أفغانستان ربما عمليات استخباراتية، رصد ووجود قوات كوماندوس سرية وعمليات سرية داخل بغداد وخارج بغداد.

إذاعة العراق الحر: في هذا الإطار ماذا عن أسلحة الدمار الشامل، هل تعتقد أن هذه الأسلحة ستتحول إلى نقطة ساخنة مهمة بين المجتمع الدولي والعراق؟

عبدالحليم الرهيمي: أنا أعتقد ذلك. قد تكون هي المسألة الأساسية التي تطرحها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. هذه النقطة سيكون عليها إجماع أكثر مما لو هنالك وجدت عوامل ضعيفة في دور للعراق في 11 سبتمبر، ولكن بالنسبة لأسلحة الدمار الشامل لا تستطيع أي دولة بما فيها ما كان يعتبر حلفاء لنظام بغداد هي روسيا وفرنسا، إلا أن توافق مع الولايات المتحدة وبريطانيا في مجلس الأمن، على أن نظام، على أن العراق غير نظيف من أسلحة الدمار الشامل، وأن نظام صدام خلال السنوات الثلاثة طوَّر هذه الأسلحة، وبالتالي ينبغي نزع أسلحة الدمار الشامل من أيدي نظام صدام وهذه لا تنزع إلى عن طريق نزع هذا النظام.

كذلك طرحنا السؤال نفسه على المحلل السياسي اللبناني نائب رئيس تحرير صحيفة الحياة اللندنية عبدالوهاب بدرخان الذي رجّح أن تكون واشنطن في صدد التهيئة لتوجيه ضربة الى العراق بعد إنتهاء حربها في أفغانستان:

عبدالوهاب بدرخان: أعتقد أن الجانب الأمريكي منذ البدايات يعني منذ الأيام الأول بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر أشار إلى إمكانية استهداف العراق، طبعاً النظرة الأمريكية بشكل عام للنظام العراقي على أنه نظام إرهابي، وبالتالي فإنهم يضعونه في نفس السلة التي يتعاملون معها الآن بالنسبة إلى أفغانستان وأسامة بن لادن.
أيضاً يعني من نظرة شاملة للأمور يرى الأمريكيون المخططون للحرب خصوصاً صقور وزارة الدفاع، بأنه إذا كنا سنجرب حملة لأفغانستان وحدها فإن هذا ليس يعني لا يستحق مثل هذا المضار بالنسبة، والنتائج العسكرية برهنت صحة هذه النظرة، إذاً لا بد من الانتهاء من كل البؤر التي تشكل للولايات المتحدة إزعاجاً، ومشاكل تعود بين حين وآخر للظهور وتسبب إحراجاً، وأحياناً تضطر معها الإدارة الأمريكية إما إلى التراجع وإما إلى الظهور بمظهر لا تريده تجاه الرأي العام العالمي.
هناك رغبة قوية أبدى لها الكثير من الأمريكيين يعني تأييداً، وهو أنه إذا كان ولا بد من استهداف النظام العراقي فليكن ذلك الآن، الخارجية الأمريكية لها نظرة أخرى تريد أن تتعامل مع الملفات ومع قرارات العقوبات، لكي تضايق النظام العراقي وتضطره إلى التراجع والقبول بالمفتشين، وبالتالي العودة إلى المنهج الذي وضع في مجلس الأمن للخروج من العقوبات.

إذاعة العراق الحر: يعني يظل السؤال قائماً يعني كيف يمكن لهذه الضربة أن تتجسد، هل تكون ضربة عسكرية أو سياسية أو اقتصادية، يعني أي الاحتمالات في رأيك هي الأقرب؟

عبدالوهاب بدرخان: أعتقد أن الضربة العسكرية واردة، وفي أي حال هناك تسخين دائم لها عبر الضربات الأمريكية والبريطانية شبه اليومية، إنما بالنسبة إلى ضربة مبرمجة، أولاً يجب تحديد هدفها، ما هو الهدف، كل الخبراء يعتقدون اليوم أنه إذا دخلت أمريكا فعلاً في حرب جديدة ضد العراق، فلا بد أن يكون هدفها هذه المرة تغيير النظام، حتى ولو طالت حتى ولو كلفت الكثير سواء بالنسبة مادياً أو بشرياً، السيناريوهات لم توضع أو لم ينتهي الخبراء من وضعها حتى الآن ، هناك درس يعني حتى داخل الإدارة، لا أعتقد أن الموضوع حسم مئة في المئة، هناك من يعتقد أن القرار قد اتُّخذ، ولكن حتى الآن لا يمكن أن نقول أن الإدارة توصلت إلى سياسة واحدة يتكلم عنها (كولن باول) كما يتكلم عنها (دونالد رامسفيلد).

إذاعة العراق الحر: الأستاذ عبد الوهاب بدرخان، شكراً جزيلاً على مشاركتكم معنا.

نبقى في محور باريس-بغداد، حيث وصل مبعوث فرنسي الى العاصمة الاردنية وهو يحمل رسالة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى العاهل الاردني حول قضايا بينها القضية العراقية. مزيد من التفاصيل مع مراسلنا في عمّان حازم مبيضين:

تسلم العاهل الأردني الملك عبد الله رسالة من الرئيس الفرنسي (جاك شيراك) نقلها إليه رئيس دائرة شمال إفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية، وقالت وسائل الإعلام الرسمية الأردنية أنها تتعلق بالجهود المبذولة للخروج من دائرة العنف التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، والعودة إلى مائدة المفاوضات.
غير أن متابعين للزيارة وللملف العراقي قالوا، إنه تم أيضاً بحث الملف العراقي انطلاقاً من نظرة باريس الحريصة على تنويع أسس الاستقرار في المنطقة.
وقالت المستشارة الصحافية في السفارة الفرنسية بعمَّان لإذاعة العراق الحر، أن المحادثات كانت مغلقة بين المبعوث الفرنسي والملك عبد الله، ولكن في الإطار العام فإن المبعوث أطلع الملك على حيثيات زيارة الرئيس الفرنسي (شيراك) لعدد من العواصم العربية، ورداً على سؤال للإذاعة عما إذا كان تم بحث الموضوع العراقي، قالت المستشارة الصحفية، أن المؤكد أن مبعوث (شيراك) كرر ما أعلنه الرئيس الفرنسي خلال تلك المؤتمرات الصحفية التي عقدها في القاهرة والرياض وأبو ظبي، من أنه لا معلومات لديه عن ضربات محتملة للعراق.
وقالت مصادر في الخارجية الأردنية لإذاعة العراق الحر، أن المبعوث الفرنسي بحث كيفية التعاون مع دول المنطقة لاحترام القرارات الدولية فيما يخص الأزمة العراقية، وقالت هذه المصادر أن فرنسا أكدت حرصها على عدم توجيه ضربة عسكرية للعراق، بالتوازي مع التزامها بقرارات الأمم المتحدة وأبرزها عودة المفتشين الدوليين، وتحول نظام الحكم في العراق من حالته الشمولية إلى تعددية ديمقراطية تشبه ولو قليلاً ما يجري في عواصم المنطقة، وأنها أي فرنسا تستعد لبذل جهودها في طريقين متوازيين أحدهما تخفيف معاناة المواطنين العراقيين من العقوبات، والثاني التزام حكومتهم بقرارات الشرعية الدولية.
وذكرت مصادر في السفارة الفرنسية بعمَّان بأن الرئيس (شيراك) كان قد توقف مطوَّلاً أمام معاناة الشعب العراقي خلال زيارته لعواصم المنطقة العربية، وذكرت أنه أطلع القادة الذين التقاهم على قلق بلاده من الفائدة التي يجنيها نظام الرئيس صدام حسين من استمرار العقوبات الدولية، والأضرار الكبيرة لهذه العقوبات على عامة الشعب.
حازم مبيضين - إذاعة العراق الحر - إذاعة أوروبا الحرة - عمَّان.

--- فاصل ---

على صعيد ذي صلة، بثّت وكالة فرانس برس أن نائب وزير الخارجية الأميركي جون بولتون سيوجّه مساء اليوم (الإثنين) إتهاماً الى خمس دول في العالم بإنتاج اسلحة بايولوجية بينها العراق.
ونقلت الوكالة عن تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن قرار واشنطن إعلان اسماء هذه الدول هو جزء من سياسة أميركية جديدة مفادها إستخدام إعلان الأسماء وسيلة ضغط على هذه الدول للتخلص من برامجها الخاصة بإنتاج الأسلحة البايولوجية.
في غضون ذلك، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي ومصادر اسرائيلية أخرى أن الإدارة الأميركية لم تعد تقبل بمحاولات العراق لإنتاج وتطوير أسلحة الدمار الشامل. مراسلنا في القدس كرم منشي تابع الشأن العراقي في اسرائيل ووافانا بالتقرير التالي:

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي (فؤاد بن إليعيزر) ومراجع صحيفة تستند إلى مصادر في الإدارة الأمريكية، أن موضوع التعامل مع النظام العراقي في إطار الحرب الدائرة ضد الإرهاب والبنى التحتية التي تدعمه، والمنهمكة في إنتاج وتطيور أسلحة الدمار الشامل، وموضوع التعامل مع نظام الرئيس صدام حسين، هو مسألة وقت ليس إلا، وإنه لا يمكن القبول بما يقوم به هذا النظام من نشاطات مستمرة وبدون هوادة، من شأنها تهديد ليس فقط السلام في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج بل وفي العالم أجمع، بما في ذلك الولايات المتحدة والعالم الحر.
الوزير الإسرائيلي وفي معرض مقابلة خاصة مع أسبوعية (معاريف) المسائية شكك في قابلية النظام العراقي في مجال السلاح النووي، إلا أنه شدد على امتلاك النظام العراقي للأسلحة البيولوجية والكيماوية، مشيراً إلى أن المراجع الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تأخذ بالحسبان إمكانية إطلاق نظام صدام حسين هذه الأسلحة باتجاه إسرائيل، وأن هذه المراجع اتخذت الإجراءات المناسبة لمجابهة هذا الاحتمال.
ويبدو أن التطورات الأخيرة في أفغانستان، والأهم من ذلك قيام المراجع الاستخباراتية الأمريكية بالاشتراك مع المراجع الصديقة أي أجهزة الاستخبارات في الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة، بما في ذلك في الشرق الأوسط قيام هذه الأجهزة الأمريكية والصديقة بجهود مشتركة سريعة وقوية أسفرت عن نتائج خطيرة، بالنسبة لتورط النظام العراقي في عمليات إرهابية من جهة، والروابط القديمة المستمرة بين نظام القاعدة التابع لإسامة بن لادن وأجهزة عراقية محددة من جهة أخرى.
المصادر ذكرت أن هذه الروابط بين تنظيم القاعدة وأجهزة النظام العراقي، ثبتت من خلال لقاءات دورية حصلت منذ سنين بين الطرفين، وأن هذه اللقاءات بقيت سرية حتى الآن ولم يرشح منها إلى وسائل الإعلام سوى القليل جداً.
أضافت المصادر أن التحقيقات الاستخباراتية المشتركة، أشارت إلى أن دولاً أوروبية بما في ذلك إيطاليا والسويد وأخرى شرق أوسطية وخاصة دولة الإمارات، كانت الأماكن المفضلة لهذه النشاطات واللقاءات الدورية وأن شخصيات معنية في دول عربية قدمت العديد من الخدمات للنظام العراقي، بما في ذلك إصدار جوازات السفر لدول عربية معينة على الأقل لبضعة عشرات من ضباط المخابرات العراقيين، الذين غادروا المنطقة إلى بعض الدول في أوروبا وأمريكا الجنوبية والشرق الأقصى، كما أن أجهزة الاستخبارات العراقية هي التي تدير شؤون شركات الاستيراد العربية والأجنبية، التي تعمل لحساب النظام العراقي على أنها شركات استيراد للمواد الغذائية، إلا أنها تستورد مواد خام وقطع غيار لإنتاج وتطوير أسلحة الدمار الشامل.
على هذا الأساس لا يستبعد وزير الدفاع الإسرائيلي (فؤاد بن إليعيزر) أن ما يدور اليوم في العراق، قد يجبر التحالف ضد الإرهاب على القيام بخطوات فعلية على الأرض للحيلولة دون استمرار نظام الرئيس صدام حسين في تطوير وإنتاج أسلحة الدمار الشامل، والتحضير لعمليات إرهابية بالمشاركة مع تنظيم القاعدة أو تنظيمات إرهابية أخرى.
الوزير الإسرائيلي قال في معرض رده على سؤال، أنه بعكس ما حدث في حرب الخليج فإن أي عملية عدوانية من جانب النظام العراقي، ستجابه بالرد الملائم، ذلك لأن حق الدفاع عن النفس يعتبر في هذه الحالة حقاً مشروعاً وواجباً على أي حكومة مسؤولة تجاه مواطنيها كما قال.
كرم منشِّي - إذاعة العراق الحر - إذاعة أوروبا الحرة - القدس.

--- فاصل ---

على صعيد آخر، وجّه وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي إتهامات الى الولايات المتحدة وبريطانيا بإرتكاب إرهاب الدولة ضد العراقيين عن طريق مواصلة طائراتهما الطلعات الجوية فوق العراق.
وكالة فرانس برس نقلت عن الحديثي في تصريح الى وكالة الأنباء العراقية الحكومية أنه أبلغ وزراء خارجية الدول الأوروبية عندما زار نيويورك في الأيام الأخيرة للمشاركة في إجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أبلغهم رأي العراق إزاء الأعمال العدوانية التي ترتكبها واشنطن ولندن في حق العراق على حد تعبيره، مضيفاً أنه نقل الى الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان رغبة العراق في أن يرفع مجلس الأمن العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده. ولفتت فرانس برس الى أن وصف العراق للطلعات الجوية الأميركية والبريطانية فوق العراق بأنها إرهاب دولة، ينبع من خشية بغداد أن تتعرض الى ضربة عسكرية أميركية في إطار الحرب الجارية ضد الإرهاب.

--- فاصل ---

في محور آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن سفينة تحمل 1700 طن متري من النفط العراقي المهرب غرقت أمس (الأحد) في مياه الخليج بعد أن صعد الى متنها فريق من مدمرة أميركية تتولى مراقبة التزام العراق بنظام العقوبات الدولية.
وكالة رويترز للأنباء أشارت الى مقتل عراقي وفقدان ثلاثة عراقيين آخرين. كذلك نقلت عن الناطق بإسم البنتاغون الميجور طيار جاي ستويك أن إثنين من الفريق الأميركي لا يزالان في عداد المفقودين.
هذا في حين أكد متحدث آخر بإسم البنتاغون هو الميجور بن أوينز أن أكياساً من الحبوب وضعت فوق الشحنة المهربة بهدف إخفائها، كما أن السفينة لم تكن صالحة للإبحار، إضافة الى أن حمولتها كانت زائدة للغاية على حد تعبير الناطق بإسم وزارة الدفاع الأميركية الذي أكد أنه لم يتم اطلاق أية أعيرة نارية ولم تقع أي أعمال عنف فوق ظهر السفينة.
صحيفة الأنباء الكويتية نقلت عن مصادر مسؤولة في الكويت أن خفر السواحل الكويتيين ضبطوا ناقلة نفط ماليزية تحمل 1500 طن من النفط العراقي المهرب. واشارت الصحيفة الى أن السلطات الرسمية أوقفت طاقم السفينة بينهم ثمانية عراقيين. يذكر أن السلطات اكويتية ضبطت العام الماضي أكثر من عشرين سفينة وناقلة تحمل نفطاً ومواد غذائية مهربة من العراق الى الدول العربية والخليجية.
من الكويت يتابع مراسلنا محمد الناجعي ردود فعل الكويتيين حول تكرار حوادث تهريب النفط العراقي:

راقبت الكويت حادث غرق السفينة العراقية في مياه الخليج يوم أمس بشكل متحفظ، دون التدخل أو التعليق على هذا التطور الذي ترى أنه يخص المجتمع الدولي.
المراقبون هنا في الكويت يرون أن الكويت تعاملت بشكل سليم وصحيح مع حادث السفينة العراقية التي غرقت في مياه الخليج، والتي كانت محملة بكمية تفوق طاقتها من النفط العراقي المهرب، وترى الكويت أن هذا الشأن من اختصاص الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، المسؤول عن مراقبة تنفيذ العقوبات الدولية المفروضة على العراق، والواضح أن الكويت لا تحاول أن تقحم نفسها بأي تطور داخل العراق أو يعنيه، كما أنها لا تميل إلى استفزاز العراق، إلا أنها لا تتوانى في اعتراض أو احتجاز السفن العراقية التي تدخل المياه الإقليمية الكويتية، أو الرد على أي تصرف عراقي استفزازي على الحدود الكويتية المتاخمة للعراق.
أما عن الجانب الآخر فإن كتاب الرأي والصحافة الكويتية، يعتبرون حادث السفينة العراقية التي غرقت بعد أن اعترضتها مدمرة أمريكية في مياه الخليج، يعتبرونها مادة خصبة للتأكيد على أن النظام العراقي الذي يشكو الحصار والجوع، يقوم بتهريب النفط العراقي والمواد الغذائية وحتى حليب الأطفال، ويرى الكتاب الكويتيون أن النظام العراقي يتاجر بمعاناة الشعب العراقي بينما هو السبب الحقيقي فيها، وأنه لا يلتزم بالقرارات الدولية المفروضة عليه، ويذهب بعض المحللين إلى أن العراق ربما يسعى حالياً بتصرفاته الاستفزازية، إلى إدخال المنطقة دوامة توتر جديد تستنزف طاقات وإمكانات دول المنطقة، وأنه ربما يفعل ذلك بالتنسيق مع أطراف خارجية لأغراض سياسية معينة.
محمد الناجعي - إذاعة العراق الحر - إذاعة أوروبا الحرة - الكويت.

--- فاصل ---

أخيراً، أعلنت بغداد أنها أرسلت الفريق الثالث عشر من فرقها الطبية الى الأردن لمعالجة الفلسطينيين الذين أصيبوا بجروح في المواجهات مع القوات الاسرائيلية.
وكالة فرانس برس نقلت عن وكيل وزارة الصحة العراقي زهير سعيد عبدالسلام أن الفريق الطبي العراقي المؤلف من عدد من الأطباء والجراحين سيعمل إنطلاقاً من مستشفى أردني.

على صلة

XS
SM
MD
LG