روابط للدخول

خبر عاجل

متابعات صحفية لاحتمالات ضرب العراق


تابعت صحف أميركية وبريطانية باهتمام لافت الإشارات التي توحي بإمكان تعرض العراق إلى حملة عسكرية أميركية. كذلك قارنت تلك الصحف بين الحرب الحالية ضد الإرهاب والحرب التي واجهتها القوات العراقية في عام 1991.

في مقال تحليلي في صحيفة الدايلي تغراف الصادرة اليوم في لندن عبر الكاتب الصحفي البريطاني دين غادسون عن اعتقاده بأن تجربة التحالف الشمالي في افغانستان تشكل دليلا على إمكانية الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين اذا ارادت الولايات المتحدة ذلك فعلا.
ويقول غادسون إن النجاح الواضح للتمرد (في افغانستان) يوحي ان انظمة قمعية يمكن ان تهزم اذا قررت اميركا ان تساند معارضة بقوة جوية ضخمة ودعما لوجستيا.
ويمضي الكاتب قائلا إنه حتى الآونة الأخيرة كانت الحجج المعارضة لمساندة المؤتمر الوطني العراقي شبيهة بتلك التي استعملت ضد مساندة التحالف الشمالي، حيث قال المنتقدون إنه مفرّق وغير جدير بالثقة.
لكن الحملة الافغانية تظهر – كما يرى غادسون- ان دعما امريكيا جادا من شأنه ان يقضي على النزاعات الحزبية داخل حركات المقاومة. ثم يضيف ان خلع صدام – بحسب تعبيره- قد يكون اسهل من طالبان. فالحكومة العراقية تتمتع بدعم ضئيل حتى وسط الاقلية السنية التي ينتمي اليها صدام فيما يمكن لطالبان أن تزعم على الاقل انها تمتعت ببعض المساندة وسط الباتهان الذين يشكلون نحو اربعين بالمئة من سكان افغانستان. كما انه لا توجد دولة مجاورة تدعم صدام بنفس القدر الذي ساندت به الباكستان طالبان قبل الحادي عشر من ايلول.
ويتابع غادسون في مقاله ان النظام العراقي يوفر ايضا العديد من الأهداف الاكثر وضوحا من تلك التي في افغانستان، ومن ضمنها دفاعات جوية وثكنات للشرطة. كما ان حساباته المصرفية غير القانونية في الخارج تجعله اكثر حساسية للإجراءات المالية المضادة.
لكن غادسون يرى ان كل الرهانات ستسقط اذا ما اقدم احد احزاب التحالف الشمالي على ارتكاب مذبحة على غرار ما حدث في صبرا وشاتيلا عام 1982 عندما استغلت الميلشيا المسيحية اللبنانية انتصارات اسرائيل لقتل اللاجئين الفلسطينيين.
ثم يردف الكاتب قائلا إن المؤتمر الوطني العراقي مصمم على عدم الوقوع في هذا الفخ. وقد سعى بالفعل للحصول على تمويل من اميركا لتدريب عناصر شرطة عراقيين في الملاذ الآمن للأمم المتحدة في شمال العراق. وذلك لنشر هؤلاء منعا للأعمال الانتقامية إذا أطيح بصدام.
بيد ان وزارة الخارجية الاميركية ترفض حتى الآن – كما يلاحظ غادسون – دعم هذا المطلب على أساس أنه يشكل انتهاكا لعقوبات الامم المتحدة. الا ان بقاء هذه الحجة قد يكون صعبا اذا ما كسبت وزارة الدفاع الامريكية السيطرة. اذ يعد نائب وزير الدفاع بول ولفوويتز من انصار المؤتمر الوطني العراقي.
ويعتقد الكاتب أن أي كلام من هذا القبيل مفزع للوزراء البريطانيين البارزين – وبشكل خاص فريق وزارة الخارجية البريطانية. فهم لا يريدون الاطاحة بنظام البعث العراقي، وليس الآن بالتأكيد ومن اسباب ذلك الخشية من تقسيم العناصر العربية في الائتلاف. إنهم – كما يقول غادسون – يريدون العمل بطريقة " فلسطين اولا" قبل التحرك صوب العراق (اذا ما تم ذلك على الاطلاق)، بحسب تعبيره.
و يرى دين غادسون في مقاله التحليلي أنه بالرغم من تباهي حزب العمال البريطاني الحاكم بسياسته الخارجية الاخلاقية بات يركز بشكل أكبر على ضمان الاستقرار في ممالك الخليج.
و فيما يتعلق بالسعوديين فإن إطاحة المؤتمر الوطني العراقي بالبعثيين السّنة سوف يثير الشيعة الكثر في الاقاليم الشمالية الشرقية للمملكة. كما ان وفاء المؤتمر الوطني بتعهده بتحقيق الديمقراطية سيترك أثرا عميقا على السعوديين وحكومات الفرد المطلقة في الجوار.
ويقول غادسون ايضا إن معظم وزارات الخارجية في الغرب تعتقد أن خطر مهاجمة الرئيس العراقي عال جدا، حتى لو كان صدام يدعم بن لادن ويبني أسلحة نووية. وأكثر ما هم على استعداد لفعله هو دعم انقلاب بعثي داخلي ضده، أي البحث عن غورباتشوف عراقي اذا جاز التعبير.
ويضيف غادسون ان القوى الغربية – تاريخيا- كانت راغبة في الاطاحة بحكام الشرق الاوسط الاستبداديين الفرديين لكن ليس المؤسسات الاستبدادية، كما لاحظ ديفيد وورمسر في كتابه (حلفاء الحكومة الاستبدادية).
ويمضي الكاتب قائلا إن هذا التناقض هو في قلب الاختلاف بين الثقافة السياسية الاوروبية والامريكية. فالعديد من الامريكيين يعتقدون ان الديمقراطية يمكن ويجب ان تنتشر حول العالم. والعديد في واشنطن يعتبرون تركيا نموذجا محتملا للشرق الاوسط.
وينتهي دين غادسون الى القول إن الرؤية الاوروبية السائدة هي أن أسوء شيء يمكن ان يحدث هو تفكك الدول، وان الحكام الاقوياء فقط قادرون على المسك بزمام الاشياء في منطقة غير ملائمة للديمقراطية. والتحدي لرئيس وزرائنا هو إيجاد مركب بليري لهذه الجدائل المتنافسة للمفاهيم الغربية، بحسب تعبير دين غادسون في صحيفة الديلي تلغراف هذا اليوم في لندن.
أحمد الركابي - لندن.

--- فاصل ---

نشرت مجموعة صحف نايت رايدر في عددها الصادر امس تحليلا بقلم توني بردجز تحت عنوان "حرب الارهاب تختلف عن حرب الخليج" جاء فيه ان صور الانفجارات التي نراها توحي بان هذه الحرب تشبه تماما حرب الخليج، الا انها ليست كذلك في الواقع. فنحن لا نواجه قوة عسكرية تقليدية كما ان هذه الحملة ضد الارهاب رغم كونها محدودة اكثر من حرب الخليج الا انها ايضا اكثر شمولا. فالعدو في هذه الحرب غيرُ محدد وليس هناك ساحة تدور فيها المعارك كما ان المهمة مختلفة تماما اذ تسعى القوات المسلحة الاميركية الى العثور على ارهابيين يبحث عنهم محققو مكتب التحقيقات الفدرالي.
واورد التحليل قول ريتشارد مايرز، رئيس هيئة الاركان المشتركة في تصريح له في البنتاغون " يجب الا تفكروا بكون هذه الحرب على مراحل اي انتهينا من القصف والان تبدأ الحملة البرية. فالامور لا تجري بهذا الشكل. بل هي اوسع من حرب الخليج ويشارك فيها كل هيئة وكل قسم في الحكومة. واقرب تشبيه لها هي حرب المخدرات".
ومضى التحليل الى القول: عندما اجتاح صدام حسين الكويت كان عدد قواته النظامية مليونَ رجل الا ان قوته الاساسية كانت تكمن في الحرس الجمهوري الذي كان يشكل خطرا على قوى التحالف. وكانت المعركة مقتصرة على مكان محدد اي الكويت وجنوب العراق والحدود السعودية. ولعدم وجود تضاريس طبيعية يستخدمها العراقيون كوسائل دفاع طبيعية راحوا يحفرون الخنادق ويخفون فيها دباباتهم ويحتمون بها كالسلاحف من حرارة الشمس.
وعندما بدأت الحرب كان على قوات التحالف ان تحطم الدفاعات العراقية وان تصل الى القوات المتخندقة بينما ظل الحرس الجمهوري خارج المعركة.
اما الان فالامر مختلف. الولايات المتحدة لا تواجه جيشا نظاميا بل شبكة شبحية من الارهابيين. وهم مختبئون في جبال افغانستان الا ان لهم خلايا في افريقيا وفي الشرق الاوسط وفي اسيا وحتى في الولايات المتحدة من بوستون الى جنوب فلوريدا.
ثم نقل التحليل عن الجنرال المتقاعد شاك هورنر الذي اشرف على الحملة الجوية خلال حرب الخليج قوله ان شبكة بن لادن الارهابية، القاعدة، هي اكبر تهديد تواجهه البلاد وهو يسعى الى السيطرة على حكومة السعودية ويستخدم هجومه على الولايات المتحدة لجذب الانتباه. ثم اضاف: نحن مجرد نتيجة هامشية لطموحاته.

هذا ويذكر ان عدد اعضاء القاعدة يتراوح بين المئات والالاف. وقد تدرب العديد منهم وكما ورد في التحليل في العراق وسوريا والولايات المتحدة ولهم تجربة كسبوها من حرب افغانستان ضد السوفييت في الثمانينات. كما انها مرتبطة بشبكات ارهابية اخرى منها الجهاد الاسلامي وربما تحصل على اسلحة بيولوجية وكيمياوية من الدول التي ترعى الارهاب. ومن الصعب العثور على اعضائها كما يقول الخبراء.

ومضى التحليل الى القول إن حرب الخليج حصلت على تأييد الجميع لان دولة اجتاحت دولة اخرى في حالة اعتداء غير مقبول. ثم لان العراقيين هددوا موارد النفط في العالم. وبالتالي راح العالم كله يدين صدام.
ولم يكن الرئيس الاميركي السابق بوش في حاجة الى وقت طويل لانشاء تحالف ضم دولا غربية وعربية منها فرنسا والمانيا وبريطانيا ومصر والسعودية. وكاد التحالف ان ينهار عندما سقطت صواريخ عراقية على اسرائيل الا ان الرئيس بوش الاب تمكن من ابقاء الاسرائيليين خارج الصراع فاستمر التحالف.
اما الرئيس بوش الابن فبذل جهودا كبيرة من اجل انشاء تحالف لدعم حملته ضد الارهاب وحصل على تاييد كامل تقريبا في الداخل وفقا لاستطلاعات الراي. اما في الخارج فما يزال الدعم المقدم الى حملته ضعيفا ولم يتحول بن لادن بعد الى شيطان في صورة انسان كما حدث لصدام ابان حرب الخليج.

اضف الى ذلك وكما ورد في التحليل ان قصف افغانستان اثار احتجاجات قوية واحيانا عنيفة في دول داخل التحالف مثل باكستان. كما ان دعم دول اخرى مثل ايران والسعودية محدود جدا والمسلمون في جميع انحاء العالم يشعرون بالارتياب ويخشون ان تتحول الحرب ضد الارهاب الى حرب ضد الدين الاسلامي.
والان يصر قادة المسلمين على ان تنهي الولايات المتحدة مهمتها في افغانستان قبل حلول شهر رمضان الا ان الرئيس بوش اعلن انه لا ينوي ايقاف الهجمات خلال هذا الشهر.
واورد الكاتب في تحليله ايضا قول بعض الخبراء ان بن لادن ربما يكسب حرب الراي العام ثم نقل عن جون كولنز وهو عقيد متقاعد قوله " اسامة بن لادن يقوم بعمليات نفسية وهو يصل الى جميع انحاء العالم الاسلامي. وساخبركم سرا: شريحة كبيرة من السكان في هذه الدول الاسلامية لا تشكل جزءا من التحالف الاميركي ".
واضاف التحليل: ولمواجهة بن لادن ايد وزير الخارجية الاميركي كولن باول اخيرا شن حملة علاقات دولية واعلامية تتضمن تصريحات يدلي بها رجال دين مسلمون تدين هجمات الحادي عشر من ايلول وتصريحات في الاذاعات العربية تقول ان حرب اميركا انما هي ضد الارهابيين وليس ضد المسلمين.

واضاف الكاتب: بينما تحقق النصر في حرب الخليج من خلال القصف والدبابات فان حرب الارهاب سيتم كسبها عن طريق الصحف والتلفزيون. وسيكون على الولايات المتحدة ان تظهر بن لادن على انه عدو العالم الاول وان تغير من سمعتها العالمية بكونها دولة تكره العرب كما ورد على لسان هورنر الذي اضاف:
"المنطقة كلها فيها مشاكل بالنسبة لنا في المستقبل وعلينا حلها. مصالحنا تكمن هناك سواء شئنا ام ابينا ".
وفي هذه الاثناء اطلق الرئيس بوش جيشه على بن لادن وعلى حماته الافغان. وراحت القنابل وصواريخ كروز تنهال منذ شهر تقريبا على مواقع طالبان بينما راحت قوات الكوماندوز تشن غارات ليلية بحثا عن الارهابيين. ثم اضاف التحليل قائلا إن عددا من القادة العسكريين الذين شعروا بالاحباط لان حرب الخليج انتهت قبل ان تنهي صدام يصرون الان على الاستمرار في القتال حتى النهاية وكما ورد على لسان العقيد ايزادور روميس. الا ان الامر لا يتعلق باغتنام فرصة جديدة بل هو شعور متزايد بان الارهابيين سيضربون مرة اخرى. وقال روميز "انه تهديد مباشر للشعب الاميركي. سيستمرون في قتل عدة الاف كل مرة وحتى نوقفهم".

على صلة

XS
SM
MD
LG