روابط للدخول

خبر عاجل

الصحافة الغربية تناقش احتمالات توجيه ضربة عسكرية للعراق


مازالت الصحافة الغربية تطرح تساؤلات في شأن العراق، وهل هو متورط في العمليات الإرهابية الأخيرة، وهل هو مصدر الأنثراكس في الولايات المتحدة، أو هل سيتعرض لضربة عسكرية في اطار الحرب التي تشنها الولايات البمتحدة على الارهاب الدولي.

فمجلة Newsweek الأسبوعية الأميركية، في عددها للأسبوع المقبل، نشرت مقالا جديدا حول أسلحة العراق البيولوجية بعنوان (ما الذي في وسع العراق أن يفعله؟) تقول فيه إن الرئيس العراقي صدام حسين ربما لم يكن وراء حالة الفزع الأخيرة الناجمة عن ظهور إصابات بمرض الجمرة الخبيثة، وتتساءل: ولكن ماذا عن المرة المقبلة؟
في السياق ذاته نشرت صحيفة إيطالية مقابلة مع كبير المفتشين السابق عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، سنعرض لمضمونها لاحقا.
مجلة نيوزويك تتابع مقالها بالإشارة إلى أن الأسلحة البيولوجية – على عكس القنابل النووية والمواد الكيماوية الفتاكة – يسهل إخفاؤها وتهريبها ، الأمر الذي مكن العراق طوال العقود السابقة من إبقاء ما لديه من هذه الأسلحة بعيدة عن الأنظار وعن الأذهان ، ولم يعترف العراق ببرنامجه الخاص بالأسلحة البيولوجية إلا بعد مضي سنوات من الجهود المركزة من قبل مفتشي الأمم المتحدة ، تمكنوا نتيجتها من جمع حقائق وأدلة لم يعد في وسع العراق إنكارها.
ولكن رغم هذا الاعتراف – بحسب المجلة – ترك المفتشون العراق لآخر مرة في 1998 وهم واثقون من أنهم لم يكشفوا جميع جوانب البرنامج العراقي. وحتى لو كان العراق صادقا في ادعائه بأنه قام فعلا بإتلاف ما لديه من أسلحة بيولوجية ، فان المجلة تنسب إلى Ray Zalinskas – أحد المفتشين السابقين الذي يعمل الآن في معهد Monterey للدراسات الدولية – تأكيده أنه كان في وسع العراق إعادة تكوين هذا البرنامج خلال فترة لا تتجاوز ستة أشهر.

--- فاصل ---

ثم مضت ثلاث سنوات – يقول المقال – وبدأ مسحوق خفيف يحمل مرض الجمرة الخبيثة في الوصول عبر البريد الأميركي إلى مكاتب حكومية أميركية وفي مدن مختلفة. فمن أين جاء؟ - تتساءل المجلة ، وتنسب إلى مسؤولين كبار في البيت الأبيض قولهم إنهم لا يعرفون. أما النظرية الأكثر رواجا – كان تقدم بها مكتب التحقيقات الفدرالي – فهي أن المصدر أميركي محلي ، وتنقل المجلة عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم الأسبوع الماضي أن هذا يعني وجود شخص يحمل شهادة دكتوراه في البيولوجيا المجهرية وفي إمكانه استخدام مختبر متطور. ولكن المقال يثير – مستندا إلى بعض الخبراء – شكوكا حول هذه النظرية. كما ينسب المقال إلى Richard Spretzel – مفتش الأمم المتحدة السابق في العراق والخبير الحالي في الأسلحة البيولوجية – تأكيده أن الهجوم الحالي ينفذ في الأرجح من قبل شبكة القاعدة ، مستعينة بجهة أخرى في الحصول على البكتيريا. أما المشتبه به الأول كمصدر للبكتيريا – بحسب Spretzel و خبير أميركي آخر في هذا المجال Bill Patrick – فهو العراق.

--- فاصل ---

وتتابع مجلة Newsweek في مقالها أن تحويل بكتيريا الجمرة الخبيثة إلى سلاح يشبه صناعة النبيذ في بعض جوانبها. وتضيف أن البكتيريا الموجودة في الطبيعة تتفاوت كثيرا في حيويتها ، فعليك أولا أن تختار نمطا بالغ الحيوية منها ، ثم تخمرها في إناء تخمير حتى تتحول إلى مزيج شبه سائل غامق اللون لا بد بعد ذلك من تركيزه بنسبة عشرة أضعاف. وتنسب المجلة إلى الخبراء قولهم إن العراق كان وضع مثل هذا المزيج في قنابل ورؤوس بعض الصواريخ ، كما أجرى تجارب على أجهزة بخ بالغة النعومة يمكن استخدامها في نشر البكتيريا من الطائرات المروحية.
وتمضي المجلة إلى أن التسعينات شهدت العراق وهو يبدأ في إتقان وسائل بخ المزيج في جزيئات غاية في النعومة لا تحمل أية شحنة كهربائية تجعلها تتجاذب وتكون جزيئات أكبر لا تبقى عالقة في الهواء. أما فريق التفتيش الذي كان يرأسه Spretzel فلقد عثر على مثل هذه الأجهزة ومعدات البخ في منشأة الحكم السرية في العراق. أما الأهم – في رأي المجلة – فهو أن صدام حسين لا بد وأن يمتلك الآن – بعد مضي ثلاث سنوات على انتهاء التفتيش عن أسلحته – ترسانة مخيفة من الأسلحة البيولوجية.

--- فاصل ---

ويؤكد المقال أن العراق تمكن من الاحتفاظ بعلمائه المتخصصين الذين يصفهم Tim McCarthy – وهو مفتش سابق آخر يعمل الآن في معهد Monterey – بأنهم يتميزون بمعلوماتهم التقنية الوفيرة وإمكانياتهم العلمية المتميزة. وعلينا ألا ننسى – تقول المجلة – الخبرات الهائلة المتبقية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، الذي بلغت قدراته في مجال الأسلحة البيولوجية مستوى ما كان يحلم به حتى العراق. فكانت مؤسسة Biopreparat الخاصة بالبرنامج السوفيتي توصلت إلى تنمية بكتيريا الجمرة الخفيفة المقاومة للمضادات الحيوية ، كما استحدثت أسلوبا لتجفيف المزيج شبه السائل يفوق في فعاليته أي أسلوب آخر ، إذ كان البرنامج السوفيتي ينتج 4500 طنا من البكتيريا ، وهي كمية مذهلة – استنادا إلى المقال – حين مقارنتها بالكمية التي كانت تنتجها الولايات المتحدة آن ذاك التي لم تتجاوز طنا واحدا في السنة. أما مصير هذه الكميات الهائلة من بكتيريا الجمرة الخبيثة فلا أحد يعرف عنه شيئا. وتنسب المجلة أيضا إلى خبيرة الأسلحة البيولوجية لدى مركز Henry Sttimson – الدكتورة Amy Smithson – أنها تقدر عدد العلماء السوفيت السابقين القادرين على تصنيع الأسلحة البيولوجية في أي بلد مستعد على دفع أجورهم ، بنحو 7000 خبير ، وتعلق في مقالها أنه لا بد من الشك في أن بعضهم يعمل لحساب شبكة القاعدة أو في العراق.

--- فاصل ---

وتتابع المجلة الأميركية قائلة إن اعتبارات الحكومة الأميركية السياسية ربما تجعلها تتغاضى عن دور العراق المحتمل في الوقت الراهن. فالحقيقة هي – بحسب المقال – أن الأدلة المشيرة إليه ليست دامغة ، وربما تظهر الحقائق أن صدام حسين لا علاقة له بالجمرة الخبيثة المرسلة بواسطة البريد الأميركي ، ولكن الفزع المنتشر في البلاد لا بد له أن يكون بعث السرور في نفس الرئيس العراقي ، كما لا بد وأنه منهمك في مراقبة الأحداث عن كثب ليدرس هجمات بيولوجية محتملة في المستقبل – حسب تعبير مجلة Newsweek الأسبوعية الأميركية.

--- فاصل ---

ونبقى سيداتي وسادتي في موضوع أسلحة الدمار الشامل وقدرات العراق على إنتاجها عبر هذا التقرير الذي يقدمه باسل الوائلي:

حذر كبير المفتشين السابق عن أسلحة العراق من أن قيام تحالف تكتيكي – على حد تعبيره – بين الرئيس صدام حسين والإرهابي السعودي المنشق أسامة بن لادن.
ففي مقابلة أجرتها معه الأسبوع الماضي صحيفة "دايلي إيطاليا" اعتبر رولف إيكيوس، الرئيس السابق للجنة الأمم المتحدة الخاصة لنزع أسلحة الدمار الشامل في العراق (أونسكوم)، مثل هذا الاحتمال واردا على رغم أن لبن لادن وصدام أهدافا استراتيجية مختلفة في شكل واضح، "لكن علينا ألا ننسى حلف مولوتوف – رابنتروب. فقد كانت أهداف هتلر وستالين على طرفي نقيض، لكن ذلك لم يمنعهما من عقد حلف في عام 1939، لأن بعض أهدافهما تطابق في ذلك الوقت. والآن يخوض صدام وبن لادن حربا ضد الولايات المتحدة، لذا فلديهما هدف مشترك على المدى القصير يتمثل في إخراج الأميركيين من منطقة الخليج، وفي هذا الصدد يستنسخ صدام لغة بن لادن حرفيا"، بحسب قول إكيوس المنشور في صحيفة "دايلي إيطاليا" اليومية.
وأعرب إكيوس عن قلقه الشديد، وقال إن العالم كله يبدو غير مدرك لاحتمال التوافق بين صدام وبن لادن، ولا لخطر طموح الرئيس العراقي وقدراته.
الصحيفة الإيطالية اعتبرت أن لا أحد في العالم يعرف صدام أفضل من إكيوس، الذي تعامل مع العراق بعد حرب الخليج وحتى عام 1997 عندما انتهت مهمته رئيسا لأونسكوم. أكيوس يشغل حاليا منصب المفوض السامي لشؤون الأقليات الإثنية في مؤتمر التعاون والأمن الأوروبي.
ولاحظت الصحيفة أن إكيوس يعرف الكثير عن البرامج العراقية لإنتاج الأسلحة البيولوجية، مضيفة أن العراق والولايات المتحدة وروسيا هي الدول الثلاث القادرة على إنتاج باكتيريا الأنثراكس من النوع الذي وجدت عيّنة منه في الرسالة التي وصلت إلى مكتب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي.
الصحيفة الإيطالية سألت إكيوس رأيه في نفي بغداد أي علاقة لها برسائل الأنثراكس، فلم يستبعد أن يكون مصدر هذا الأنثراكس مختبر في الولايات المتحدة أو الاتحاد السوفييتي السابق. لكنه أوضح أن العراق واصل لمدة أربع سنوات بعد حرب الخليج نفيه امتلاك أي برنامج لإنتاج الأسلحة البيولوجية في العراق، شفهيا وخطيا، ولم يعترف بوجود البرنامج إلا بعد أن عثرت أونسكوم على أدلة علمية قاطعة على وجودها، كما أكد إكيوس، الذي قال أيضا أن البرنامج كان واسعا جدا، ومركز الحكم الرئيسي للبرنامج كان مخفيا بعناية في الصحراء، وكان يتألف من بنايات عدة تضم مختبرات ومعدات متطورة جدا. وتابع إكيوس أن المفتشين دمروا المركز بالكامل في عام 1996.
وردا على سؤال آخر قال اكيوس إن تدمير المركز لا يعني أن العراق لم يعد يمتلك القدرة على إنتاج أسلحة بايولوجية. وأوضح أن المفتشين عثروا في مركز الحكم على ماكينة لتصنيع الأنثراكس المستخدم لأغراض حربية. ومع أننا – والكلام لاكيوس – دمرنا الماكينة، لكن الشكوك ظلت في احتمال امتلاك العراق ماكينة أخرى لم ينجح المفتشون في العثور عليها.
إلى ذلك، لاحظ إكيوس أن العقوبات الدولية لم تحرم صدام من امتلاك أموال طائلة تمكنه من الحصول على بائع لمواد محظورة. لكن الأهم، في نظر إكيوس، هو أن العراق يمتلك الخبرة العلمية، التي تمكن خبراءه من إنتاج الأنثراكس لأغراض حربية. وزاد أن العراق طرد المفتشين منذ نهاية عام 1998، فلم تعد هناك أي رقابة دولية على ما يفعله في الداخل.
أشار إكيوس أيضا إلى أن المفتشين اكتشفوا أن العراق نجح في إنتاج فيروسات تتسبب في أمراض فتاكة، مثل جدري البعير، واختبروا تاثيرها أيضا. واهتم برنامج آخر بإنتاج مواد لتسميم البحيرات خزانات المياه.
ورأى إكيوس من جهة أخرى أن صدام يعتبر امتلاك الأسلحة التقليدية ضرورة قصوى لتحقيق اهدافه التي لم يتخل عنها حتى الان، ومنها السيطرة على الخليج. لكن لان إيران اكبر من العراق، مساحة وسكانا، فان صدام يحتاج إلى أسلحة غير تقليدية لمواجهتها، بحسب إكيوس.
وختم إكيوس بالإعراب عن قناعته أن صدام حسين مستعد لعمل أي شيء من أجل السيطرة على الخليج، على حد ما نقلته عنه صحيفة "ايطاليا اليوم".

على صلة

XS
SM
MD
LG