روابط للدخول

خبر عاجل

وسائل الإعلام الغربية تشير إلى تورط العراق في العمليات الإرهابية ضد أميركا


مع استمرار التحقيقات الواسعة في الاعتداءات الإرهابية على أميركا، ما زال العديد من وسائل الإعلام الغربية يشير إلى احتمال تورط العراق في هذه الاعتداءات، مثيرة جدلا ساخنا حول ضرورة توجيه الولايات المتحدة ضربات عقابية ضد النظام العراقي ورئيسه صدام حسين.

ففي مقال لها هذا الأسبوع تثير مجلة Newsweek الأسبوعية الأميركية ما تسميها تساؤلات حادة في شأن الدور العراقي المحتمل، وتقول إن من بين المهام الأكثر صعوبة التي تواجه المحققين في أحداث الحادي عشر من أيلول، هي اكتشاف حقيقة دور مسؤول عراقي غامض يدعى (أحمد خليل إبراهيم سمير العاني). كان العاني حتى الربيع الماضي رئيسا للشؤون القنصلية في السفارة العراقية في براغ، ولكن الاستخبارات التشيكية أطلعت مسؤولين أميركيين الشهر الماضي أن الدبلوماسي العراقي شوهد في عدد من المناسبات يلتقي (محمد عطا) المشتبه في كونه رئيس مجموعة الإرهابيين المنفذين عمليات أيلول الماضي.
وتقول المجلة إن هذه التقارير أثارت جدلا جادا داخل الإدارة الأميركية حول احتمال تورط العراق في الهجوم، إذ ينسب إلى (العاني) كونه ضابط استخبارات متمرس كانت السلطات التشيكية طالبت في نيسان الماضي بمغادرته الأراضي التشيكية خلال 48 ساعة.
أما عن سبب الإجراء التشيكي، فتنسب المجلة إلى مسؤولين تشيك وأميركيين قولهم إن (العاني) شوهد وهو يراقب ويصور مبنى إذاعة أوروبا الحرة في العاصمة التشيكية، مما أثار شكوك السلطات في كون (العاني) يخطط لهجوم على الإذاعة التي كانت أثارت غضب صدام حسين حين بدأت تبث برامجها إلى العراق عبر إذاعة العراق الحر. وتنسب المجلة أيضا إلى Hynek Kmonicek – مسؤول الخارجية التشيكية الذي طالب بطرد (العاني) – قوله: أخبرت رئيس البعثة العراقية بأن (العاني) كان متورط في أعمال تعرض أمن جمهورية التشيك إلى الخطر – حسب تعبير المسؤول الوارد في المقال.

--- فاصل ---

وتتابع المجلة في مقالها أن Kmonicek – الذي يعمل الآن سفير بلاده لدى الأمم المتحدة – كان جمع ملف معلومات عن (العاني)، ويصف أحد أسباب شكوكه فيه بقوله: لم يحضر (العاني) أبدا أية مناسبات أو دعوات دبلوماسية. وفي شأن اجتماعاته بمحمد عطا يضيف Kmonicek متسائلا: ما الذي يجعل دبلوماسي لا مهام دبلوماسية له يلتقي طالبا معماريا ؟ بل كيف يمكن أن يعرف أحدهما الآخر؟ حسب تعبير المسؤول التشيكي الوارد في المقال. وتتابع المجلة قائلة إن الشرطة التشيكية تحقق حاليا في احتمال قيام (محمد عطا) بزيارات أخرى إلى براغ باسم مستعار وبجواز سفر مزور.

--- فاصل ---

أما صحيفة The Times اللندنية فلقد نشرت اليوم مقال رأي بقلم المعلق السياسي البريطاني Daniel Finkelstein يؤكد فيه أنه لا يرى انتصارا في الحرب ضد الإرهاب لا يشمل إطاحة صدام حسين.
ومن أجل إثبات صواب موقفه، يقول المعلق إنه يريد عرض ثلاثة قصص على القراء، يمكنهم بعد قراءتها الحكم على رأيه.

لنبدأ – يقول المعلق – بأمل المدرس التي كانت ذات يوم من أشهر الشخصيات في إذاعة بغداد، وتتمتع باحترام النخبة المثقفة. إلا أنه لم تنل إعجاب زوجة الرئيس العراقي (ساجدة خير الله)، إذ دأبت الأخيرة على الاتصال بها لتشتكي من قلة مديح (أمل المدرس) لصدام. وإثر تلقيها إحدى هذه المكالمات، علقت (أمل المدرس) أمام لفيف من صديقاتها قائلة – بحسب المقال: لا يليق لهذه المرأة أن تكون سيدة العراق الأولى. ودون أن ينتبه إليها أحد، خرجت إحدى زميلات المذيعة واتصلت بوزارة الإعلام، الأمر الذي أسفر عن محاصرة مبنى الإذاعة والقبض على (أمل المدرس). ويضيف المعلق أنها ضلت تتعرض إلى التعذيب حتى اعترفت بما كانت تفوهت به، ثم أعدمت. وتؤكد الصحيفة أن التقديرات تشير إلى قيام صدام حسين وحزب البعث الحاكم بقتل 5% من مجموع سكان العراق، كما تنسب إلى طارق عزيز – في معرض نفيه علاقة بلاده باعتداءات الشهر الماضي على أميركا – قوله: صدقوني، إننا لا نحبذ قتل المدنيين الأبرياء.

--- فاصل ---

والقصة الثانية التي يرويها المعلق فتتعلق بالعالم العراقي الموهوب (خضر حمزة) الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية النظرية من جامعة ولاية Florida الأميركية. وكان (حمزة) يعمل أستاذا في جامعة صغيرة بولاية جورجيا في أواخر الستينات حين أجبره البعثيون على العودة إلى العراق، مؤكدين أن مكروها سيصيب والده في حال رفضه الانصياع إلى الأمر، الذي سرعان ما اتضح إلى أنه يهدف إلى جعل (خضر حمزة) يساهم في تصنيع قنبلة نووية.
ويضيف المقال أن (حمزة) ساهم فعلا في تجميع قنبلة بدائية، ولم يمنع صدام من استخدامها ضد إسرائيل إبان حرب الخليج سوى كبر حجمها غير الملائم لرؤوس الصواريخ الحربية العراقية. ثم تمكن حمزة – حين كان صدام منهمكا في لعبة القط والفأر مع مفتشي الأمم المتحدة – تمكن (خضر حمزة) من الفرار من العراق.

--- فاصل ---

أما (عبد الرحمن ياسين) فهو موضوع القصة الثالثة في مقال الـ Times اللندنية. فلقد وصل هذا المواطن العراقي في أيلول 1992 إلى مدينة Jersey بولاية New Jersey الأميركية حيث شقة شقيقه، ولكن الزيارة لم تكن بريئة. فهذه هي الشقة التي ولدت فيها خطة تفجير مركز التجارة العالمي في مدينة نيو يورك المجاورة. وفي السادس والعشرين من شباط 1993 – أي في الذكرى الثانية لانتهاء حرب الخليج – تم تنفيذ العملية التي خلفت ستة قتلى ومئات الجرحى.
ويمضي المعلق في مقاله إلى أن عبد الرحمن ياسين قبض عليه في غضون أسبوع، غير أن مكتب التحقيقات الفدرالي أظهر قدرا غريبا من السذاجة حين أفرج رجاله عن ياسين بعد تبادل الحديث معه والاعتذار منه. أما عبد الرحمن ياسين فلقد سافر في اليوم التالي إلى بغداد. والآن – والحرب ضد الإرهاب قد بدأت – أدرج الرئيس الأميركي جورج بوش اسم عبد الرحمان ياسين في قائمة الإرهابيين الاثنين والعشرين الأكثر خطورة، بينما يواصل (عبد الرحمن ياسين) عمله بهدوء لحساب الحكومة العراقية.
ويؤكد المعلق أن هذه القصص الثلاث تظهر كون صدام حسين قاتلا لا تعني الحياة البشرية لضميره بأي شيء.

--- فاصل ---

ويشير المقال إلى تقارير وردت أخيرا مفادها أن العراق بدأ في نقل بعض أسلحته الكيماوية إلى مخابئ جديدة تحت سطح الأرض، في محاولة من قبل صدام لحمايتها من الهجمات الأميركية. وكان نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز أعلن في عطلة نهاية الأسبوع المنصرم أن بلاده تتوقع مثل هذه الضربات. ولكن هذه الأسلحة –استنادا إلى المقال– يفترض ألا وجود لها، وإن كانت موجودة فعلا فهذا يعني أن حرب الخليج لم تنته بعد. ويذكر المقال - إنه في الثالث من تشرين الثاني 1992، أي في اليوم الذي فاز فيه الرئيس السابق بل كلنتون على الرئيس جورج بوش الأب في الانتخابات الرئاسية – أطلق صدام حسين عيارات نارية من مسدسه أمام جمهور من المتظاهرين في مدينة الرمادي، وأعلن قائلا: أم المعارك مستمرة وسوف تستمر.

ويخلص Daniel Finkelsstein في مقاله الذي نشرته اليوم صحيفة الـ Times البريطانية، إلى التأكيد بأن أسامة بن لادن أعلن حربه على الغرب منذ سنوات عديدة مضت، إلا أننا لم ندرك مدى جديته حنى حصل ما حصل في أيلول الماضي. فما الذي يترتب على صدام حسين أن يفعله كي نأخذه على محمل الجد؟

على صلة

XS
SM
MD
LG