روابط للدخول

خبر عاجل

بعد عام على سقوطها.. تحذيرات من تأخر تحرير الموصل


مسلحون من تنظيم "داعش" في شوارع الموصل
مسلحون من تنظيم "داعش" في شوارع الموصل

مع مرور عام على سقوط الموصل في قبضة مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ "داعش"، تصاعدت التحذيرات من تأخر معركة التحرير، وتحول حكم التنظيم الى أمر واقع، وهو يواصل بناء مؤسساته ويشجع مقاتليه على الإستقرار.

اللجنة البرلمانية التي شُكلت للتحقيق بسقوط مدينة الموصل، صيف العام الماضي، أعلنت السبت (23 أيار)، الانتهاء من جلساتها التحقيقية مع 100 شخصية على علاقة مباشرة أو غير مباشرة بسقوط الموصل.

لا نسمح لأي جهة أن تتستر على هذا الملف الكبير والمهم والخطير ... النائب حاكم الزاملي

وقال رئيس اللجنة النائب حاكم الزاملي في تصريحات للصحفيين إن اللجنة ستنهي عملها بإعداد التقرير النهائي قبل الذكرى السنوية الأولى لسقوط الموصل (10 حزيران)، وأضاف أن اللجنة شرعت بكتابة التقرير النهائي الخاص بالتحقيق بسقوط الموصل الذي وصفه بالمهم والخطير، قائلاً "لا نسمح لأي جهة أن تتستر على هذا الملف الكبير والمهم والخطير"، وتوعد أن الشخصيات المتسببة بسقوط الموصل ستتم إحالتها للقضاء.

عدم تجهيز وتسليح القوات الامنية أحد الأسباب الرئيسة لتأخر عملية تحرير الموصل... نور الدين قابلان

من جهته دعا نائب رئيس مجلس محافظة نينوى نور الدين قابلان، لجنة التحقيق البرلمانية الى الكشف وبكل شفافية عن نتائج التحقيق في أسباب سقوط الموصل، لافتاً الى أن مجلس المحافظة عقد اجتماعات يومي الأحد والإثنين لمناقشة الأوضاع في الموصل وما تم إنجازه خلال عام للإسراع بتحريرها من قبضة داعش، وخرج المجتمعون بعدة توصيات أولها لقاء الحكومة المركزية وحثها على وضع الخطط الأمنية لتحرير الموصل، والإسراع بتسليح وتجهيز قوات الشرطة والحشد، ومفاتحة قوات التحالف الدولي للإسراع ببدء معركة التحرير.

وأوضح قابلان أن هناك أسباب عديدة وراء تأخر تحرير الموصل أبرزها عدم تجهيز وتسليح القوات الامنية، وتمدد "داعش" في مناطق أخرى. قابلان أكد أيضاً على ضرورة أن تلعب تركيا دوراً أكبر في هذه المعركة، حيث أن دورها الحالي يقتصر على تقديم المشورة العسكرية في معسكرات التدريب المقامة في إقليم كردستان.

يُذكر أن الرئيس الأميركي باراك اوباما أذن بشن ضربات جوية في العراق بعد أن سقطت الموصل بيد مسلحي "داعش" في العاشر من حزيران الماضي، وشكل تحالفاً دولياً يضم أكثر من 60 دولة لضرب التنظيم في العراق وسوريا.

وكان مسؤول بالقيادة المركزية الأميركية أعلن في شباط الماضي أنه يجري إعداد قوة من الجنود العراقيين والكُرد يتراوح قوامها بين 20 و 25 الف فرد لاستعادة الموصل في نيسان او ايار 2015.

اهالي الموصل يترقبون بلهفة ساعة الصفر لإنطلاق معركة التحرير، معربين عن إستيائهم من تأخر هذه المعركة وإهمال الحكومة المركزية لمحافظتهم التي تقع تحت سيطرة "داعش" منذ قرابة عام.

تأخر عملية تحرير الموصل يصب في صالح "داعش"... مدير تحرير "شبكة إعلاميي نينوى"

ويأتي هذا فيما يواصل تنظيم "داعش" وبحسب مصادر داخل مدينة الموصل، إستغلال التباطؤ الحكومي لصالحه وبسط نفوذه ونشر أفكاره وكسب الاهالي من خلال الماكنة الاعلامية، والعمل على تبرير قراراته وتوجهاته من خلال دعمها بالآيات القرانية والاحاديث النبوية. هذا ما أكده لإذاعة العراق الحر مدير تحرير "شبكة إعلاميي نينوى" محمد البياتي الذي حذر من أن تأخر عملية تحرير الموصل يصب في صالح "داعش".

وأضاف البياتي في مقابلة هاتفية أن المواطن الموصلي لم يلمس اي تحركات فعلية من قبل الحكومة الإتحادية أو التحالف الدولي لتحرير مدينته المنكوبة من سطوة تنظيم "الدولة الاسلامية"، وما زال المواطن نفسه يستذكر ويتساءل في قرارة نفسه عن كيفية سقوط الموصل وانهيار ثلاث فرق عسكرية مقابل ثلاث سرايا لا يتجاوز تعدادها (300) عنصر، مسلحين بالرشاشات الخفيفة والمتوسطة، دخلوا الى مدينة الموصل في 10 حزيران 2014.

وبحسب البياتي، فان تنظيم "داعش" أصدر تعليمات وأوامر جديدة ستُنفذ خلال شهر رمضان، أبرزها منع خروج النساء من البيت لأي سبب كان إلا بعد الإفطار، ومحاسبة المراهقين من عمر 15 عاماً إذا لم يلتزموا بقرار إطلاق اللحى إعتباراً من 1 حزيران.

وتساءل البياتي عن أسباب ما وصفه الصمت الإسلامي من قبل علماء ومشايخ وأئمة الموصل، داخل المدينة وخارجها، وعجزهم عن الوقوف بوجه التيار التكفيري الجديد الذي حمله التنظيم، وخاصة الأئمة الذين كان لهم دور في ساحات الإعتصام قبل دخول "داعش".

وكشف البياتي عن أن تنظيم "داعش" سيطرح العملة الجديدة لـ"الدولة الإسلامية"، في شهر رمضان، وهي الدينار الذهبي، كما يعمل التنظيم على إسكان المئات من العوائل الصينية المسلمة من أتباعه في منازل المسيحيين والإيزيديين بناحيتي برطلة وبعشيقة.

"داعش" جند في الموصل لوحدها أكثر من 3 آلاف مقاتل من المراهقين والصبية... هشام الهاشمي

"داعش" الذي يتبع سياسة البقاء والتوسع داخل العراق وسوريا، سيطر مؤخراً على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، كما تمكن من السيطرة على مدينة تدمر التاريخية في سوريا. ويرى الباحث في شؤون التنظيمات الإسلامية المتشددة،

هشام الهاشمي
هشام الهاشمي

هشام الهاشمي، أن تنظيم "داعش" أصغر من دولة وأكبر من تنظيم إرهابي مسلح، بدأ يميل الى مسك الأرض بإلزام سكانها بقوانينه وقواعده الشرعية المتطرفة، مستغلاً حالة اليأس والتذمر التي يشعر بها سكان المناطق التي يسيطر عليها بسبب عدم تحرك الحكومة.

وتحدث الهاشمي لإذاعة العراق الحر عن ما حققه وحصل عليه التنظيم منذ دخوله العراق، قائلاً إن "داعش" دخل العراق قبل عام ونصف وسيطر منذ عام على الموصل، إستولى على ما لا يقل عن 20 حقلاً نفطياً، وعلى ترسانة عسكرية تكفي لثلاث فرق عسكرية، وبات يسيطر على أكثر من 38% من مساحة العراق الكلية، وتمكن من مضاعفة عدد مقاتليه، بدأ بخمسة آلاف مقاتل والآن يزيد عددهم عن 25 ألف مقاتل، ولديه جهاز امني وعسكري وشرعي.

ورغم كل ذلك يؤكد الهاشمي أن "داعش" لن يصمد طويلاً في حال وجود تحالف دولي قوي وقوات نظامية برية قوية بتحالف سُني شيعي كُردي سوف تنجح عملية تحرير المدن العراقية وطرد "داعش" الى سوريا.

الهاشمي يحذر من تأخر عملية تحرير الموصل لأن "داعش" يواصل بناء أجهزته الدفاعية وإستطاع أن يُجند في الموصل لوحدها أكثر من 3 آلاف مقاتل من المراهقين والصبية أنهوا تدريباتهم الشرعية والعسكرية والأمنية، وهذا جيش جديد سيحتاج الى علاجات نفسية وإجتماعية، لذا فأن مرحلة ما بعد داعش ستكون أصعب بكثير من عملية التحرير وطرد هذا التنظيم.

please wait

No media source currently available

0:00 0:21:56 0:00
رابط مباشر

XS
SM
MD
LG