روابط للدخول

خبر عاجل

جنبلاط شاهد استثنائي أمام المحكمة الدولية: كشفٌ لخفايا الوصاية السورية


الزعيم الدرزي وليد جنبلاط
الزعيم الدرزي وليد جنبلاط

بيروت

تواصل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي منذ فترة الاستماع إلى شهادات سياسيين لبنانيين في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وهي بدأت منذ الاثنين الاستماع الى شهادة الزعيم الدرزي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، الذي يعتبر أحد أبرز اللاعبين على الساحة السياسية، وكان من المقربين الى الرئيس الحريري، كما أنه كان في مرحلة من المراحل من حلفاء النظام السوري قبل أن ينقلب عليه ابتداء من العام 2000. وبذلك شكّل جنبلاط ما وُصف بالشاهد الاستثنائي، خصوصاً أنه أورد وقائع حسّاسة عن المناخ السياسي الذي كان وراء جريمة الاغتيال.

ويرى الصحافي علي حمادة، الذي مثُل بدوره كشاهد أمام المحكمة الدولية قبل فترة، في حديث إلى موقع "العراق الحر" أن "أهمية شهادة جنبلاط تكمن أولاً في شخصه كأحد اللاعبين الأساسيين، وثانياً في كون شهادته عن علاقته بالحريري هي شهادة مهمة ومباشرة، نظراً الى أنه يروي أحداثاً عاشها شخصياً وكان أحد اللاعبين فيها، وتحديداً عندما حذّره الرئيس الحريري قبل أيام من اغتياله، قائلاً له: هم سيقتلونني أو سيقتلونك، أو عندما نقل الحريري لجنبلاط ما قاله له الاسد من أنه سيكسر لبنان فوق رأسه إذا لم يمدّد للرئيس إميل لحود".

علاقة مدّ وجزر مع النظام السوري

كما تكمن أهمية شهادة جنبلاط في أن علاقته بالنظام السوري مرّت منذ توليه زمام الزعامة الاشتراكية والجنبلاطية في العام 1977 بمدّ وجزر هائلين. وليس أدلّ على ذلك سوى ما رواه عن وقائع اغتيال والده الزعيم الراحل كمال جنبلاط على يد النظام السوري، ثم قوله إنه اضطرّ الى عقد تسوية مع قتلة أبيه.

وهكذا شكّلت شهادة جنبلاط كشفاً شاملاً لخفايا مرحلة الوصاية السورية في لبنان، والتي حرص على تسميتها "احتلالا" حقيقياً. فتحدث عن دور رئيس الجمهورية في تلك الحقبة اميل لحود الذي كان أداة للنظام السوري في لبنان، وعن الصراع الذي خاضه في موضوع التمديد له. وروى وقائع "استدعاء الحريري الى دمشق في العام 2003 الذي كان بمثابة إنذار له، اذ قال له بشار: أنا من يحكم هنا وليس غيري، وطلب منه بيع الاسهم التي يملكها في جريدة النهار"، وهي الصحيفة التي شهدت لاحقا اغتيال مالكها النائب جبران تويني وأحد أبرز كتابها المعارضين للنظام السوري سمير قصير.

ثم تناول حنبلاط وقائع اللقاء الشهير عشية التمديد للحود، حيث اعتبر ان كلام الاسد للحريري خلاله شكل "تهديداً سياسياً وجسدياً"، فنصحه بالتصويت للتمديد من أجل سلامته.

وفي اليوم الثاني من إدلائه بشهادته، قال جنبلاط إنه بعد التمديد للحود، حرص على "توسيع رقعة المعارضة للوجود السوري"، مؤكدا أنه "تشارك والرئيس الحريري القناعة نفسها بضرورة الإنسحاب السوري وفق الطائف". وقال: "يوم اغتيال الرئيس الحريري اجتمعنا واتخذنا قرارا مطلقا بمواجهة النظام السوري ورئيسه."

وتطرق إلى محاولة اغتيال النائب مروان حمادة، فقال: "يوم تعرض مروان حمادة إلى محاولة اغتيال اتصل بي حكمت الشهابي من فرنسا وقال لي "انتبه يا وليد، وكن حذراً"، وهي المرة الأولى التي ينبّهني فيها العماد الشهابي للخطر".

ويقول الصحافي علي حمادة، وهو شقيق النائب مروان حمادة، في حديثه الى موقع "العراق الحر" إن "أهمية الشهادات التي يقدمها السياسيون في المحكمة تكمن في أنها تفسر الأسباب السياسية وراء عملية الاغتيال، كما أنها ترسم صورة عن المرحلة التي رافقت الوصاية السورية على ألسنة شخصيات واكبت الحريري عن قرب، وتصف كيف كان النظام السوري يحكم قبضته على لبنان".

XS
SM
MD
LG