روابط للدخول

خبر عاجل

تونس: هجوم في العاصمة ينشر الذعر بين المواطنين


رجال امن امام مبنى البرلمان في تونس، 18 آذار 2015
رجال امن امام مبنى البرلمان في تونس، 18 آذار 2015

صدم الشارع التونسي بخبر لم يسبق له مثيل في العاصمة التونسية، فبالرغم من الأحداث الأخيرة والعمليات الإرهابية بجبال الشعامبي والمناطق الحدودية لكنها أول مرة يتم فيها مهاجمة موقع استراتيجي بالعاصمة.

الأربعاء 18 مارس سيبقى في أذهان التونسيين كذكرى موجعة انتهك فيه الإرهاب لأول مرة العاصمة التونسية حيث وقع هجوم على البرلمان التونسي على يد إرهابيين مسلحين واكدت المعلومات الأولية سقوط 20 قتيلا و 40 من الجرحى بعضهم في حالة خطيرة.

اجلاء جرحى من متحف باردو، 18 آذار 2015.
اجلاء جرحى من متحف باردو، 18 آذار 2015.

الواقعة بدأت ظهر الاربعاء الثامن عشر من مارس عندما دخل مسلحون بثياب مدنية ساحة البرلمان وبدأوا بإطلاق النيران عشوائيا. وترتبط ساحة البرلمان بالمتحف الأثري بباردو والذي كان يستقبل مجموعة من السياح من مختلف الدول حضروا الزيارة المتحف في حافلات في نفس التوقيت فتعرضوا لوابل نيران كثيف من الإرهابيين، حسب تصريح الناطق الرسمي لوزارة الداخلية محمد علي الغروي في بيان صحفي اكد فيه ان بين القتلى العشرين، 3 تونسيين فيما ينتمي السواح الى جنسيات مختلفة وبينهم فرنسيون وايطاليون وبولونيون.

بعد اطلاق النار، تحصن الإرهابيون في متحف باردو واحتموا برهائن من السياح داخل المتحف ولم يتم إجلاء الرهائن إلا بعد تدخل القوات الأمنية.

وحال اندلاع الأحداث تجمعت قوات الأمن من حرس وشرطة وجيش وطوقت المكان لتأمين سلامة النواب الذين كانوا في جلسة يناقشون قانون الإرهاب.

وأكد شهود عيان وصول سيارات عسكرية وسيارات إسعاف لنقل الجرحى فيما تم وضع سياج حديدي لإبعاد الفضوليين من المواطنين.

تم القضاء على الإرهابيين بعد ساعات من بدء الهجوم وتفيد المعلومات الأولية بإنهم من جنسية تونسية وأن عددهم اثنان او ثلاثة فيما لا يزال البحث متواصلا لمعرفة من وراء الهجوم وإذا ما كان السياح هم الهدف أم أعضاء البرلمان.

تم نقل الجرحى إلى مستشفى شارل نيكول على جناح السرعة واغلبهم يعانون من جراح خطيرة وهم من السياح من جنسيات مختلفة. وقال الدكتور نبيل الذي يعمل في المستشفى انه بعد إحصاء أولي يوجد جرحى يابانيون وفرنسيون وايطاليون وإنه تم تقديم العلاج لعدد منهم من ذوي الحالات المستقرة غير ان عددا آخر ما يزال تحت العناية المشددة وسيتم نشر بيان بحالتهم الصحية لاحقا.

القتلى التونسيون هم 2 من وحدات التدخل وعاملة نظافة كانت تؤدي عملها اليومي أما بقية القتلى فهم من الأجانب حسب تصريح الناطق الرسمي لوزارة الداخلية محمد علي العروي.

الواقعة الدموية أثارت صدمة وسخطا شديدا حيث أنها ضربة غير مسبوقة ولم يكن هنالك إي مؤشرات للتنبيه قبل وقوعها ومن المؤكد أنها ستؤثر بشكل سلبي على البلاد التونسية اقتصاديا وستضعضع قطاع السياحة الذي كان يعاني من ازمة قبل الحادثة.

شاهد عيان: رأيت ارهابيين بوجه حليق وبلباس عادي

رجال امن يتخذون مواقع خارج متحف باردو 18 آذار 2015
رجال امن يتخذون مواقع خارج متحف باردو 18 آذار 2015

وقال شاهد عيان لإذاعة العراق الحر يدعى السيد عبد الكريم وهو احد الموجهين السياحيين الذين كانوا مع أفواج السياح بأنه رأى الإرهابيين وهم يدخلون المكان "رأيت شابين بلباس عادي ووجه حليق يحملون أسلحة كلاشنكوف وانا في طريقي للخروج وما راعني هو أنهم بدأوا بإطلاق النار في الحال، فهربت بسرعة دون النظر الى الخلف تاركا مجموعة السواح الذين كنت اقودهم ورائي". الموجه السياحي كان يرتعش ولم يستطع إكمال حديثه مرددا شكره لله لنجاته.

السيدة ناجية كانت بين الحشود المتجمهرة في الخارج ورفضت الابتعاد رغم تحذيرات الأمن وأسرت لنا بأنها مصدومة ولا تفهم السبب وقالت: "أنا اسكن قريبا من هنا و قد سمعنا إطلاق النار من بعيد، لسنا نفهم كيف حدث هذا، نحن نرى الأمن أمام المبنى كل يوم و هم يفتشون الداخلين و يتثبتون من هوياتهم فكيف دخلوا".

أسئلة كثيرة دون إجابات: لماذا؟ ومن وراء الهجوم؟ وكيف لم ينتبه افراد الامن قبل الحادث؟ وهل سيتكرر ذلك؟

شكري بن عيسى المحلل والقانوني القى اللوم على الحكومة والجهاز الأمني لعدم كفاءته وعدم تمكنه من منع العملية قبل حدوثها. وقال: "لقد تم العثور على أسلحة وألبسة حراس قبل الواقعة وتم إيقاف العديد من المشبوهين. كان لا بد أن يتم تكثيف اجراءات الأمن في المواقع الإستراتيجية والتثبت بدقة من هوية كل الداخلين، لقد تلقت تونس اليوم صفعة في عقر دارها شوهت صورة بلد الأمن والوجهة السياحية ولأعوام قادمة في وقت نحن نحتاج لدعم الخارج".

القضية تبقى مفتوحة ومن المرجح ان يرتفع عدد القتلى بسبب خطورة اصابات بعض الجرحى وهناك غضب عارم يعتمل في صدور التونسيين الذين تجمعوا في مساء الحادث في ساحة الحبيب بورقيبة احتجاجا وفي انتظار معلومات وتفسير من الحكومة. وبشكل عام حالة من الصدمة تسود بين التونسيين اضافة الى احساس بذعر شديد.

XS
SM
MD
LG