روابط للدخول

خبر عاجل

مساعي وقف النزيف السوري تتحرك


دخان يتصاعد فوق مدينة كوباني- عين العرب السورية إثر إحدى غارات التحالف الدولي
دخان يتصاعد فوق مدينة كوباني- عين العرب السورية إثر إحدى غارات التحالف الدولي

يُتوقَـــعُ أن تتحرّك الجهودُ الدبلوماسية باتجاه إحياء عملية سلام سوريا في أعقاب إعلان دمشق السبت استعدادَها للمشاركة في لقاءٍ مع المعارضة تخططُ موسكو لاستضافَــــــتِـــــــهِ.

المحاولاتُ الدولية السابقة لإنهاء الصراع الذي تَــــسبّب بمقتل أكثر من 200 ألف شخص وتهجير ملايين السوريين من ديارهم منذ اندلاعِه في منتصف آذار 2011 كحركة احتجاجات سلمية تطالب بإصلاحات لَـم تَتوصل إلى نتيجةٍ تُذكَر.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير نشره هذا الشهر (17 كانون الأول) بأن أكثر من 120 ألف مقاتل يؤيدون النظام السوري لقوا مصرعهم خلال الحرب. وأضاف المرصد الذي يتخذ بريطانيا مقراً ويستقي معلوماته التي يُـــــــزوّدها بانتظام للجهات الإعلامية حول العالم من مصادر داخل البلاد أن 4492 مقاتلاً آخرين من الميليشيات الموالية للنظام قتلوا بالإضافة إلى 735 مقاتلاً من أصول عربية وآسيوية و91 مقاتلاً من حزب الله اللبناني.
ووفقاً لما ذكره المرصد اشترك مقاتلون من العراق ولبنان المجاوريْن في الحرب السورية دفاعاً عن نظام الرئيس بشار الأسد.

سوريون يتجمعون حول مركبة للأمم المتحدة لإجلائهم من مدينة حمص - 10 شباط 2014
سوريون يتجمعون حول مركبة للأمم المتحدة لإجلائهم من مدينة حمص - 10 شباط 2014

ومع استمرار الصراع على مدى سنوات دون أن تفلح جولتان من محادثاتٍ في جنيف برعاية المنظمة الدولية والولايات المتحدة وروسيا في التوصّل إلى مخرج تمكّنت جماعات متشددة مدرَجة على قائمة المنظمات الإرهابية في غير دولة من الامتداد خارج حدود سوريا. وكانت جبهة النصرة الذراع السوري لشبكة القاعدة وما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من أبرز هذه الجماعات التي جنّدت مسلّحين من دولٍ شتى للقتال في صفوفها على نحوٍ أخذ يهدد بشكل متزايد الأمن الإقليمي والعالمي.

إعلانُ الحكومة السورية الذي صدر السبت (27 كانون الأول) على لسان مصدر في وزارة الخارجية المغتربين ذكر أن دمشق مستعدة للمشاركة فيما وصفته بـ"لقاء تمهيدي تشاوري" في العاصمة الروسية بهدف التوافق على إجراء حوار بين السوريين أنفسهم "دون أي تدخل خارجي"، على حد تعبيره.

وجاء في التصريح الذي بــــثّه التلفزيون السوري أنه "في ضوء المشاورات الجارية بين سوريا وروسيا حول عقد لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف الى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي، تؤكد الجمهورية العربية السورية استعدادها للمشاركة في هذا اللقاء" وذلك انطلاقاً من حرصها "على تلبية تطلعات السوريين لإيجاد مخرج لهذه الأزمة مع تأكيدها على استمرارها بمكافحة الإرهاب أينما كان وفي أي بقعة على التراب السوري توازياً مع تحقيق المصالحات المحلية التي أكدت نجاعتها في أكثر من منطقة".

وكانت روسيا الحليف الرئيسي للنظام السوري أعلنت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف في وقت سابق من الشهر الحالي رغبتها في أن تتفق جماعات المعارضة السورية فيما بينها على نهجٍ مشترك قبل بدء المحادثات المباشرة مع الحكومة. لكنه لم يُــحدّد جماعات المعارضة التي ستشارك.

معروف أن دمشق تقبل بعض جماعات المعارضة لكنها ترفض المعارضة في الخارج. فيما لم تعلن موسكو مَــنْ هي الجهات المعارضة التي ستُدعى للمشاركة في اللقاء.

الأسد يستقبل لافروف في دمشق - 7 شباط 2012
الأسد يستقبل لافروف في دمشق - 7 شباط 2012

وجاء تصريحُ لافروف بعد أن أعلنَ الأسد في العاشر من كانون الأول إثر لقائه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن دمشق تتعاطى بإيجابية مع مساعي موسكو لإيجاد حل للأزمة في بلاده. فيما أوضحَ بيان لوزارة الخارجية الروسية عن محادثات الأسد مع بوغدانوف أن الاتصالات السورية-السورية المزمع عقدها "تصبّ في مصلحة العملية السياسية المستَــــنِدة الى بيان جنيف في 30 حزيران 2012"، بحسب ما نقلت عنه وكالة فرانس برس للأنباء.

يذكر أن بيان "جنيف -1" صدر إثر اجتماع ضمّ مندوبين عن الدول الخمس الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وألمانيا وجامعة الدول العربية، ونَــــــصّ على تشكيل حكومة في سوريا من ممثلين عن المعارضة والحكومة بـ"صلاحيات كاملة" تعمل على التحضير لمرحلة انتقالية في البلاد.

وفي إطار ما عرف بـ"جنيف -2"، التقى وفدان من النظام والمعارضة برعاية المنظمة الدولية والولايات المتحدة وروسيا في كانون الثاني وشباط الماضييْن، من دون تحقيق أي تقدم إذ تمسّك الوفد الحكومي بوجوب القضاء على الإرهاب أولاً في سوريا بينما أصرّت المعارضة على أن البحث ينبغي أن يتركّز على تشكيل حكومة انتقالية بموجب ما نصّ عليه بيان "جنيف -1".

مَـــوقِــــــــــــفُ المعارضة السورية من المساعي الروسية أُعلن على لسان رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة الذي نفى إثر اجتماعه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة السبت وجود أية مبادرات للسلام "كما يُــــشاع".

وأضاف البحرة في مؤتمر صحفي أن "روسيا لا تملك أي مبادرة واضحة وما تدعو إليه هو مجرد دعوة للاجتماع والحوار فى موسكو ولا تملك أى ورقة محددة أو مبادرة محددة"، بحسب تعبيره.

البحرة مع وفد من المعارضة السورية - جنيف 25 كانون الثاني 2014
البحرة مع وفد من المعارضة السورية - جنيف 25 كانون الثاني 2014

ولمزيدٍ من المعلومات والتحليل، أجريتُ مقابلة مع مديرة (مركز آسيا والشرق الأوسط) في معهد الدراسات الإستراتيجية الروسي الدكتورة ييلينا سوبونينا التي قالت لإذاعة العراق الحر أولاً إن "تصريحات المعارضة السورية أو على الأقل جزء من منظمات المعارضة تجاه مبادرة روسيا بانعقاد مؤتمر موسكو الأول تأتي الآن كمؤشرات إيجابية على إمكانية أن يتم هذا اللقاء بالفعل" خلال النصف الثاني من شهر كانون الثاني المقبل.

وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، علّقت الخبيرة الروسية على تصريح رئيس الائتلاف السوري المعارض الذي نفى وجود أية مبادرة روسية للسلام قائلاً إنها "مجرد دعوة للاجتماع".

كما أجابت سوبونينا عن أسئلة أخرى يتعلق أحدها بمضمون الاقتراحات الروسية التي طُرحت على طرفيْ نزاع سوريا والثاني حول جماعات المعارضة التي تزمع موسكو دعوتها للحوار مع الحكومة السورية وما إذا كان اللقاء المزمع سيكون بديلاً عن عملية جنيف بهدف استبعاد الأطراف الدولية الأخرى التي شاركت برعاية تلك العملية ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية.

وختَمت الخبيرة الروسية في شؤون الشرق الأوسط بالإشارة إلى ضرورة القضاء على الإرهاب في سوريا والعراق، مؤكدةً أن لا إمكانية البتة للحوار مع الجماعات الإرهابية في أي مساعٍ متجددة لوقف النزيف السوري.

مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع مديرة (مركز آسيا والشرق الأوسط) في معهد الدراسات الإستراتيجية الروسي د. ييلينا سوبونينا متحدثةً من موسكو.

مساعي وقف النزيف السوري تتحرك
please wait

No media source currently available

0:00 0:14:47 0:00
رابط مباشر

  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG