روابط للدخول

خبر عاجل

منظمة نسوية كردية تدعو نساء العالم لمقاومة "داعش"


مقاتلات من وحدات حماية الشعب الكردي
مقاتلات من وحدات حماية الشعب الكردي

في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف في 25 تشرين الثاني من كل عام يتم تسليط الأضواء على أشكال العنف الذي تتعرض لها النساء في العالم، ودور المقاتلات الكرديات اللواتي يحاربن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" في مدينة كوباني (عين العرب) شمال سوريا، في تغيير الصورة النمطية للمرأة الشرقية المقهورة.

وفيما تسعى الأمم المتحدة الى وقف العنف باشكاله المختلفة ضد النساء في العالم من خلال إطلاق الحملات التوعوية، يعترف تنظيم "داعش" الذي سيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا بقيامه بأعمال خطف النساء والفتيات الايزديات وبيعهن كسبايا في اسواق الموصل والرقة، كما يواصل التنظيم فرض قوانينه المتشددة بحق النساء في المناطق التي يسيطر عليها.

أكثر من ألف إمرأة تقاتل في كوباني الى جانب القوات المشتركة... هبون ديريك

وبمناسبة حلول اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، قالت منظومة المرأة الكردستانية إن المرأة والمجتمع يقاومان الإرهاب والعنف الذي يتجسد في عقلية تنظيم "داعش "، ودعت في بيان نساء العالم لتحويل كل ساحة وكل لحظة إلى مقاومة.

وكانت هبون ديريك، القيادية في وحدات حماية المرأة الكردية التي تقاتل في كوباني، قالت إن اكثر من الف إمرأة تقاتل في المدينة الى جانب القوات المشتركة.

دورات عسكرية

وللدفاع عن حقوق المرأة الكردية تجرى في مقر وحدات حماية المرأة في مدينة القامشلي دورات عسكرية للفتيات اللواتي التحقن بوحدات حماية المرأة وفضلن الحياة العسكرية على الحياة المدينة كما تقول المتدربة كولستان، مضيفةً في حديث لاذاعة العراق الحر، "أنا سعيدة جداً في هذا المعسكر التدريبي مع باقي الرفيقات المقاتلات، بالرغم من إننا حُرمنا من رفاهية وترف الحياة المدنية، إلا أن الملابس العسكرية هي هويتنا، وما زاد من إصرارنا هي هجمات داعش على مناطقنا. كل ذلك خلق لدينا إرادة أكبر للقتال والتخلي عن كل شيء في سبيل الوطن".

من جهتها تقول المدربة "فرات" إن المتدربات يتلقين دروس سياسية وعسكرية "تبدأ يومياً منذ الساعة 7 صباحاً، بدرس الرياضة واللياقة البدنية، ثم تأتي حصة التثقيف والتوجيه المعنوي الذي يتضمن تلقين المقاتلات أخلاق المقاتل والوفاء وحب الوطن ورفاق السلاح والتعريف بحقوق المرأة.. بعدها يتم تعليم المقاتلات على كيفية التعامل مع كافة انواع الأسلحة الخفيفة (كلاشينكوف، رشاش، مسدس، قناص) كما يتم تنفيذ معارك وهمية في أرض المعركة، حتى تتكيّف وتتلاءم المقاتلات بأجواء الاشتباكات الحقيقية".

مقاتلات وحدات حماية الشعب الكردي يحاربن الإرهاب نيابة عن نساء العالم ... آسيا عبد الله

منظومة المرأة الكردستانية KJK قالت في بيانها عن واقع النساء في العالم إن "المرأة أصبحت تتعرض كل يوم ولحظة في ساحات الهند والصين وأوكرانيا ونيجيريا والولايات المتحدة وأوروبا والعراق وإيران وتركيا وكردستان، وفي كل مناطق العالم للعنف وبشتى أشكاله النفسية والجسدية والاقتصادية. وتتعرض للتحرش، وتقتل بقذائف الحروب، وتباع في الأسواق كغنائم الحرب وتقتل تحت اسم الشرف". وأهدت المنظومة يوم 25 تشرين الثاني، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة إلى مقاتلات وحدات حماية المرأة YPJ اللواتي يقفن في وجه إرهاب "داعش"، ويبدين مقاومة كبرى وتاريخية، على حد تعبير بيان المنظومة.

آسيا عبد الله
آسيا عبد الله

وتؤكد آسيا عبد الله الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري PYD أن مقاتلات وحدات حماية الشعب يحاربن الإرهاب نيابة عن نساء العالم. وأضافت في حديث لإذاعة العراق الحر إن المرأة الكردية في سوريا لديها تجربة كبيرة في مجال النضال من أجل حقوق المرأة والحقوق القومية للشعب الكردي، واستطاعت أن تعطي للعالم الغربي صورة مشرقة عن النساء الكرديات بشكل خاص والنساء في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام. ومضت آسيا عبد الله تقول:

"نستطيع أن نقول إن المرأة الكردية في كردستان الغربية (كردستان سوريا) اصبحت اليوم تملك قوة وتنظيم مستقل، وعن طريق هذا التنظيم استطاعت أن تجد لها مكاناً بارزاً وتشارك في بناء مجتمع ديموقراطي والدفاع عن هذا المجتمع. ونجد اليوم أن هناك وحدات عسكرية نسوية في المقاطعات الثلاث التي تم تشكيلها في شمال سوريا، وهذه الوحدات القتالية تُدار بشكل مستقل من قبل مجلس عسكري للنساء. والمقاتلات الكرديات حاربن ببطولة على جميع الجبهات وقدمن المئات من الشهيدات في محاربة عدو بربري بعيد عن الانسانية كـ(داعش). وفي كوباني ومنذ اليوم الأول لهجمات (داعش) ووحدات حماية المرأة تقاتل في الجبهات الأمامية، ووصلت مقاومة المرأة الكردية ذروتها عند قيام المرأة بعمليات فدائية كالعملية التي قامت بها الرفيقة ئارين ميركان من مقاطعة عفرين. وهناك مقاتلات قاتلن (داعش) حتى الرمق الأخير. لذلك نقول إن المرأة الكردية تقاتل في كوباني نيابة عن نساء العالم دفاعاً عن حرية المرأة وحقوقها وإستقلاليتها. لأن مشاكلنا كنساء هي نفس المشاكل بغض النظر عن لوننا وهويتنا وقوميتنا لذلك يجب على جميع النساء والمنظمات النسوية والأطراف الدولية أن تدعم مقاومة المرأة في كوباني كي ننقل روح المقاومة هذه الى بيت كل إمرأة".

دعوة الى تعميم التجربة

اصبحت النساء الكرديات مثار اعجاب النساء في الشارع السوري، بعد التحاقهن بصفوف المقاتلين المدافعين عن بعض المناطق السورية في وجه التنظيمات المتطرفة.

ممارسات مسلحي "داعش" غير الإنسانية دفعت الفتيات الكرديات الى حمل السلاح للدفاع عن عرضهن ... سهير سرمين

وتقول نساء سوريات في دمشق تحدثن لإذاعة العراق الحر ان النساء الكرديات اللواتي تركن اسرهن وانخرطن في القتال غيرّن الصورة النمطية عن المرأة الشرقية بشكل عام. وتؤكد بروين ابراهيم، الأمينة العامة للتجمع الاهلي الديمقراطي الكردي، أن النساء الكرديات في سوريا شاركن في الحراك السياسي والامني منذ سنوات، لكن الاضواء سُلطت عليهن بعد البطولة التي أظهرتها المقاتلات الكرديات في مدينة كوباني.

أما سهير سرمين نائبة أمين عام حزب الشباب الوطني السوري فترى أن ممارسات مسلحي "داعش" غير الإنسانية من قتل وخطف وضرب النساء وإغتصابهن دفعت الفتيات الكرديات الى حمل السلاح للدفاع عن عرضهن ومناطقهن قبل أن يدخلها "داعش".

وتحتفل دول العالم في 25 من تشرين الثاني من كل عام باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وتؤكد الأمم المتحدة أن العنف ضد المرأة يبقى وباءً عالمياً. وتعاني أكثر من 70% من النساء من العنف في حياتهن. وأطلق أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في شباط 2008، حملة تحت عنوان "اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة"، تهدف إلى منع ارتكاب العنف ضد المرأة واستئصاله في جميع أنحاء العالم.

وتدعو حملة "اتحدوا" الحكومات والمجتمع المدني والمنظمات النسائية والشباب والقطاع الخاص ووسائل الإعلام ومنظومة الأمم المتحدة برمتها إلى التضافر في التصدي للآفة العالمية المتمثلة في ارتكاب العنف ضد المرأة والفتاة. وترمي الحملة إلى تحقيق الأهداف الخمسة التالية في جميع البلدان بحلول عام 2015 منها إصدار قوانين وطنية للتصدي لجميع أشكال العنف ضد المرأة والفتاة والمعاقبة عليها، وتعزيز جمع البيانات عن انتشار العنف ضد المرأة والفتاة، والتصدي للعنف الجنسي أثناء الصراعات.

هيئة المرأة في مقاطعة الجزيرة

وفي سياق متصل بهذه المناسبة اعتبرت هيئة المرأة في مقاطعة الجزيرة، وهي إحدى المقاطعات الكردية الثلاث التي أُعلنت في شمال سوريا، أن "العنف ضد المرأة عنف ضد الإنسانية، وهو ينطلق مـن مفهوم اللامساواة بين الجنسين والـذي تعززه العادات والتقاليد الاجتماعية والقيم العشائرية والثقافة الذكورية التي تعلي من شأن الرجل وتعامل المرأة بدونية".

ولفتت الهيئة إلى حقوق المرأة في الإدارة الذاتية، التي اتخذت خطوات غير مسبوقة لتحسين أوضاع النساء وذلك بتضمين العقد الاجتماعي مواد تضمن المساواة الفعلية بين الرجل والمرأة في جميع مجالات الحياة وإزالة كافة أشكال التفرقة على أساس الجنس، وقامت هيئة المرأة فـي مـاطعـة الجزيرة بـإصدار قوانين تضمن حقوق المرأة وتمنع ممارسة العنف ضدها واعتبرته جريمة يعاقب عليـها القـانـون.

وقالت أمينة أوسي نائبة مسؤولة العلاقات الخارجية في مقاطعة الجزيرة إن مشروع القانون يعتبر مشروع جديد في سوريا والمنطقة، وهو ليس فقط لمقاطعة الجزيرة، مشيرة في حديث لإذاعة العراق الحر الى أن المرأة في هذه المقاطعة وغيرها من المناطق عرفت تنظيم "داعش" وقوانينه الاستبدادية، لذلك هي تعمل جاهدة للدفاع عن حقوقها الإنسانية والى العمل من أجل أن تكون فاعلة في كافة المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية والاجتماعية وحتى الدفاعية.

ساهم في إعداد هذا التقرير مراسل إذاعة العراق الحر في دمشق خليل حسين.

please wait

No media source currently available

0:00 0:14:57 0:00
رابط مباشر

XS
SM
MD
LG