روابط للدخول

خبر عاجل

قائمة الدول المحذرة من مخاطر جهاديي العراق وسوريا تتسع


أحد مسلّحي داعش يرفع راية التنطيم الذي سيطر على أجزاء في العراق وسوريا - الرقة 29 حزيران 2014
أحد مسلّحي داعش يرفع راية التنطيم الذي سيطر على أجزاء في العراق وسوريا - الرقة 29 حزيران 2014

تُــــضافُ يوماً بعد آخر تحذيراتٌ مُتجددة من المخاطر الأمنية التي تُشكّلها عودةُ مسلّحين يقاتلون في العراق وسوريا إلى الدول التي يحملون جنسياتها. ويثيرُ انضمامُ الصين إلى قائمةِ الدول المحذّرة من هذه المخاطر للمرة الأولى إمكانيةَ الاتجاه بالقوى الخمس الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى التفكير الجدّي بإصدارِ قرارٍ أمميٍ في شأن التعامل مع هذه المشكلة الأمنية الدولية المتفاقمة. وكانت القوى الأربع الأخرى، وهي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا، تحدثت علَـــناً غير مرة على لسان كبار المسؤولين فيها عن التهديدات التي يشكّلها إسلاميون متشددون من مواطنيهم يقاتلون إلى جانب الجماعات المسلحة المتطرفة في العراق وسوريا.

التصريحاتُ الصينية صدَرت عن مبعوث الصين الخاص إلى الشرق الأوسط وو سي كه الذي قال الاثنين إن مسلمين متطرفين من إقليم شينجيانغ في أقصى غرب البلاد سافروا إلى الشرق الاوسط للتدرب وإن بعضهم ربما سافر إلى العراق للمشاركة في القتال الدائر هناك.

وكانت بيجين عبّرت سابقاً عن قلقها من تصاعد العنف في العراق والتقدم الذي أحرزه تنظيم الدولة الإسلامية بعد أن سيطر على مناطق شاسعة في شمال العراق اثر انسحاب الجيش العراقي من هذه المناطق.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن الدبلوماسي الصيني الرفيع الذي عاد أخيراً من زيارةٍ للمنطقة إن حكومته قلقة للغاية من الدور الذي تلعبه الجماعات المتطرفة في القتال في سوريا والعراق. وأضاف "هؤلاء المتطرفون يأتون من دول إسلامية وأوروبا وأميركا الشمالية والصين. وبعد ان نشأوا على أفكار متطرفة سيشكّلون لدى عودتهم إلى الوطن خطراً شديداً وخطراً أمنياً على تلك الدول."

أفراد جماعة جهادية يتدربون قرب حلب - 19 تموز 2012
أفراد جماعة جهادية يتدربون قرب حلب - 19 تموز 2012

ولم يـــُـــقدّر وو عددَ الصينيين الذين يمكن أن يكونوا في الشرق الأوسط سواء يقاتلون أو يتدربون واكتفى بالقول إنه علم من تقارير إعلامية أجنبية أنهم يــــقَــدّرون بنحو مائة، مضيفاً أن "غالبيتهم عناصر من تركستان الشرقية". وصرّح بأنه أثار هذه القضايا خلال المحادثات التي أجراها في رحلته مع مسؤولين في تركيا التي يعيش فيها عدد كبير من الصينيين الويغور المسلمين.

وفي عرضها للتصريحات، ذكرت رويترز أن وكالات المخابرات الأميركية تقدّر عدد المقاتلين الأجانب وغالبيتهم من أوروبا بنحو 7000 من بين 23000 متطرف ينشطون في سوريا.

ونُقل عن المبعوث الصيني الخاص قوله أيضاً إن بيجين ستبذل كل ما بوسعها لمساعدة دول الشرق الأوسط لمحاربة الإرهاب لأن ذلك في مصلحة الصين.

وفي تطورٍ ذي صلة، أفادت هيئة الإذاعة الأسترالية الثلاثاء بأن السلطات أصدرت أمر اعتقال اثنين من المواطنين يُعتقد أنهما حاربا في سوريا بعد نشرِ صورٍ لهما وهما يحملان رؤوس جنود سوريين مذبوحين.

وأبلغ رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة الاتحادية الأسترالية نيل غوغان الإذاعة في مقابلة أن أمر الاعتقال صدر بحق الأسترالييْن خالد شروف ومحمد العمر بتهمة الإرهاب، موضحاً أنهما سافرا الى سوريا والعراق أواخر العام الماضي.

سَــــبق لأستراليا أن عبّرت عن قلقها من عدد رعاياها الذين التحقوا بتنظيمات إرهابية في الخارج ومن بينهم مفجّر انتحاري أسترالي يُعتقد أنه قتل ثلاثة أشخاص في بغداد هذا الشهر. وأعلنت السلطات الشهر الماضي أن مائة وخمسين أسترالياً يقاتلون في العراق وسوريا.

وفي النرويج، صرّحت رئيسة جهاز الشرطة بنديكتي بيورنلاند الخميس الماضي (24 تموز) بأن جماعة إسلامية متشددة لها صلة بسوريا ربما تخطط لشن هجوم في البلاد. وقالت في مؤتمر صحفي إن السلطات تلقّت معلومات في هذا الشأن، مضيفةً "قد يخططون لشن هجوم خلال فترة قصيرة من الوقت ربما خلال أيام. لكننا لا نعرف كيف ومتى وبأي طريقة"، بحسب ما نقلت عنها وكالة فرانس برس للأنباء.

وفي إيطاليا، صرّح مسؤول دفاعي رفيع بأن تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن قيام الخلافة يمكنه أن يموّل أنشطة إرهابية في أوروبا.
ونقلت وكالة آكي الإيطالية للأنباء الجمعة (25 تموز) عن وكيل وزارة الدفاع دومينيكو روسّي قوله في مقابلة مع صحيفة (أفينيري) أنه "من هنا تأتي الحاجة إلى المحافظة على يقظة وكفاءة أجهزة المخابرات والدفاع". وأضاف أنه لا يعتقد "بإمكانية توسع الخلافة الإسلامية في أوروبا، لكن ليس من المستبعد أن يقوم هذا الكيان الجديد - الذي يبدو أنه قد حقق في بضعة أشهر، نتيجة أكبر مما حققه تنظيم القاعدة، والذي شكك بسلطة حكومتيْ دمشق وبغداد على جزء من أراضيها - حال تثبيت ركائزه بتمويل أنشطة إرهابية في أوروبا" وبالتالي "في إيطاليا أيضاً، على غرار مجازر مدريد ولندن في السنوات الماضية"، بحسب تعبيره.

رجال دين مسلمون ومسيحيون يشاركون باحتجاج ضد داعش - عنكاوا 24 تموز 2014
رجال دين مسلمون ومسيحيون يشاركون باحتجاج ضد داعش - عنكاوا 24 تموز 2014

كما نُقل عنه القول أيضاً إن "الخطأ الأكبر تم الإقدام عليه عند الإطاحة بصدام حسين، حيث تم منذ البداية في الواقع تفكيك الجهاز الإداري والعسكري للنظام البعثي"، الأمر الذي "مهّد الطريق لأكثر من مليون شخص للإندفاع نحو الكفاح المسلح في الدولة العراقية الجديدة". وأضاف أنه مع "تقدم الجنرال ديفيد بيتريوس انعكس المسار بشكل مؤقت، لكن الانسحاب النهائي للجيش الأميركي قبل اكتمال ترسخ الديمقراطية كشف النقاب عن كل نقاط الضعف في السياسات الحاكمة في العراق"، بحسب تعبير وكيل وزارة الدفاع الإيطالية.

ســـَبق لإذاعة العراق الحر أن تناولت في الملف الإخباري المنشور في 13 نيسان تحت عنوان "عودة مقاتلين من الحرب السورية تثير مخاوف إقليمية ودولية" والملف الإخباري المنشور في 4 أيار تحت عنوان "تحذيرات تتجدد من تنامي أنشطة جهاديين في العراق وسوريا" المخاوف الأمنية التي أبدتها غير دولة غربية من انضمام بعض مواطنيها للقتال في سوريا. ومن بين أبرز التصريحات الرسمية في هذا السياق ما أعلنه مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (أف بي آي) جيمس كومي في الثاني من أيار بأنه "مصمم" على عدم السماح لأي اعتداءات شبيهة بالحادي عشر من أيلول بأن تـُــنفذ في الولايات المتحدة على خلفية النزاع في سوريا وذلك مع تزايد الأجانب الذين يتوجهون للقتال هناك.

ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع محلل الشؤون الدولية الكاتب البريطاني من أصل مصري عادل درويش الذي أجاب أولاً عن سؤال حول مغزى التصريحات التي صدرت أخيراً عن الصين، قائلاً "إن الدبلوماسية الصينية هادئة ومهذبة...والصينيون يريدون الإشارة إلى أن أطرافاً عربية، ربما بلدان في الخليج مثل قطر بالتحديد، أو بعض المتبرعين بالأموال ربما بقصد حسن في بلدان الخليج وفي دول أخرى كالسودان يدعمون هذه المجموعات. وهذا هو المقصود: تنيبه المسؤولين في العالم العربي لذلك بشكل مهذب."

درويش عُرف بنشره في أواخر عقد الثمانينات من القرن الماضي العديد من المقالات في الصحف البريطانية، ومن بينها جريدة "إندبندنت" في عام 1988 ومجلة "إيكونومست" في عام 1989، عن مشاركة مواطنين مسلمين من الصين في الحرب الأفغانية آنذاك. وفي ردّه على سؤال عن أسباب مشاركة صينيين الآن إلى جانب جماعات مسلحة في العراق وسوريا، ذكر أن "وجود ما يسمى بالدعاة العرب في السبعينات والثمانينات أدى إلى نشوء ميول راديكالية جهادية في أفكار هؤلاء الصينيين ما دفع العشرات منهم إلى المشاركة في حرب أفغانستان قبل عودتهم إلى الصين وإثارتهم لمشاكل هناك..كما أن مجموعة منهمم اشتركت لاحقاً بالقتال في الشيشان والبلقان، وكانوا من المجموعة الجهادية التي تخرجت في مدرسة أفغانستان على يد الطالبان والقاعدة وأصبحت تقاتل لمجرد القتال ولغرض العنف...".

وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث درويش عبر الهاتف من لندن عن موضوعات ذات صلة. كما أجاب عن سؤاليْن آخريْن يتعلق أحدهما بالإجراءات التي أُعلن الثلاثاء أن أستراليا العضو في منظمة دول الكومنولث بدأت تتخذها بحق رعاياها المشاركين بالقتال في العراق وسوريا والثاني عن تصريحات وكيل وزارة الدفاع الإيطالية التي أشار فيها إلى إمكانية تنظيم الدولة الإسلامية في تمويل عمليات تهدد الأمن في أوروبا.

مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع الكاتب البريطاني من أصل مصري عادل درويش.

please wait

No media source currently available

0:00 0:11:19 0:00
رابط مباشر

  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG