روابط للدخول

خبر عاجل

بسيف "داعش"، الموصل تخلو من مسيحييها لأول مرة


كنيسة كرمليس في الموصل
كنيسة كرمليس في الموصل

تحدثت ام يوسف الموصلية المسيحية بعد وصولها السبت الى قضاء الحمدانية في سهل نينوى، عن أساليب مسلحي "داعش" في تهديد وإرعاب المسيحيين بالقتل إذا لم يرضخوا لشروط تنظيم "الدولة الإسلامية"، كاشفة في حديث لإذاعة العراق الحر أن المسلحين أوقفوا العائلات المسيحية النازحة من الموصل الجمعة وقاموا بمصادرة سياراتهم وسلب أموالهم ومصوغاتهم ووثائقهم، بدعوى انها "لوجه الله تعالى". بينما ينقل الشاب إيهاب كيف هدده مسلحو داعش صبيحة الجمعة بالقتل رميا بالرصاص قبل ان يستولوا على سيارته وما كان يحمل من مبالغ نقدية ومصوغات ووثائق في طريقه للنزوح من مدينته الموصل بعد تلقيه التهديد. .

وكان تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة نينوى أصدر بيانا أمهل فيه العوائل المسيحية أربعا وعشرين ساعة ليختاروا بعدها بين إعلان إسلامهم او دفع الجزية او مواجهة القتل "ذبحاً"، الامر الذي دفع أغلب العائلات المسيحية الى الهرب من مدينة أجداهم العريقة تاركين وراءهم كل شيء.ويصف راعي كنيسة البشارة الطاهرة في الموصل الاب عمانوئيل عادل كلو، في حديثه لإذاعة العراق الحر، كيف بدأ عناصر الدولة الاسلامية حملتهم في تهديد المسيحيين بالذبح مالم يتخلوا عن المسيحية ويعتنقوا الإسلام، من خلال قراءة بيانهم في مكبرات الصوت بشوارع المدينة.

إدانات دولية، وعزت الدوري يشكر القاعدة و"داعش"!

في هذه الاثناء أدان الأمين العام للأمم المتحدة بشدة اضطهاد الأقليات الممنهج في العراق من قبل "الدولة الإسلامية" والجماعات المرتبطة بها، وأبدى بان كي مون في بيان الأحد انزعاجه من التقارير التي تحدثت عن التهديدات للمسيحيين في الموصل والمناطق الأخرى التي تسيطر عليها "داعش" في العراق. وتحدثت التقارير أيضا عن أن التركمان الشيعة والأيزيديين والشَبك، يواجهون الخطف والقتل وتدمير ممتلكاتهم أو الاستيلاء عليها في نينوى.

منظمة العفو الدولية حذرت أيضا من ان "مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية يريدون القضاء على اي اثر للأقليات في محافظة نينوى". ونقل الموقع الاليكتروني للمنظمة عن ممثلتها في الشرق الأوسط سارة ليا ويتسون، قولها ان "على تنظيم الدولة الإسلامية وقف حملته الشريرة فورا ضد الأقليات في الموصل ومحيطها" محذرة من تداعيات عمليات التهجير القسري ضد المكون المسيحي.

رئيس الوزراء نوري المالكي أدان تهجيرَ المسيحيين من قبل عناصر "داعش" معتبرا أن ذلك "يكشف زيف ادعاءات وجود ما يسمى بالثوار". ولفت المالكي في بيانه الاحد الى أن "ما تقوم به عصابات داعش الإرهابية ضد المواطنين المسيحيين في نينوى واعتدائهم على الكنائس ودور العبادة، تكشف عن زيف الادعاءات التي تصدر هنا وهناك بوجود ما يسمى بالثوار أو غيرهم بين صفوفهم"، مبينا أن "تلك الأعمال تكشف الطبيعة الإجرامية والإرهابية المتطرفة لهذه الجماعة وما تشكله من خطر على الإنسانية وتراثها المتوارث عبر القرون".

وكانت مواقع إخبارية على شبكة الانترنت لحزب البعث بثت خطابا منسوبا الى أمينه العام عزت الدوري يوم 12 تموز يوجه الشكر خلالاه للفصائل والقوى التي أسماهم بالثوار و"في طليعتها تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية" التي سيطرت على محافظة نينوى.

ما العمل والموصل تخلو من المسيحيين لأول مرة؟

في هذا السياق أعربت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق عن قلقها البالغ من عمليات التهجير المنظم للأقليات من مدينة الموصل ومحيطها. وقالت عضو المفوضية بشرى العبيدي لإذاعة العراق الحر انهم تدارسوا مع ممثلي الأديان والطوائف الدينية المختلفة لتقييم الوضع الإنساني الخطير والذي وصفته بالكارثي الذ ي واجه المسيحيين، وشددت في مقابلة مع إذاعة العراق الحر يمكن الاستماع اليها في الملف الصوتي المرفق، على اللجوء لتدويل القضية في حال فشلت الجهود المحلية في حلها.

في هذه الاثناء عدّ أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي في بيان الاحد عملية إفراغ الموصل من سكانها المسيحيين "وصمة عار لا يجوز السكوت عنها"، وهي بمثابة جريمة بحق العراق وتاريخه وبحق الدول العربية والإسلامية والمسلمين جميعاً.

وبهذا الشأن نبه عضو مجلس النواب عن المسيحيين لويس كارو الى أن تهجيرَ المسيحين من نينوى امر يحدث للمرة الاولى في تاريخ العراق، محذرا من ان ذلك سيغير التركيبة السكانية للعراق وينعكس سلباً على النسيج المجتمعي المتعايش بسلام منذ قرون.

من جانبه استنكر بطريرك الكلدان في العراق والعالم، لويس ساكو، الجمعة تهديد تنظيم "داعش" للمسيحيين في الموصل بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو النزوح من أماكنهم، وفيما بين في بيان ان هذه الدعوات تأتي عكس ما نادى به الدين الاسلامي، حذّرَ منان العراق مقبل على كارثة انسانية وحضارية وتاريخية في حال عدم معالجة هذه الظاهرة، داعيا المسيحيين الى فهم ما يخطط للمنطقة ويتكاتفوا بالمحبة ويلتفوا حول كنيستهم لعبور "العاصفة"، بحسب تعبيره.

توقف مطران الكنيسة الكلدانية في كركوك والسليمانية د يوسف توما عند تنامي ظاهرة الانقسام حول الهويات العنصرية والطائفية والدينية والمذهبية وارتباك الانتماء بين مكونات الشعب العراقي، خالصاً الى ان السبب يعود الى الفشل في بناء هوية المواطنة العراقية.

ويشخص المطران توما، في مقابلة مع إذاعة العراق الحر، علة الجسم المجتمعي في العراق وعدد من بلدان المنطقة في هذه المرحلة، ممثلةً بعلو وسطوة صوت السلفيين والرجعيين والمحافظين المتشددين الذين يعتبرون الماضي منهجهم وهدفهم، ويعملون على احيائه في مختلف المجالات دون وعي بمتغيرات العصر والعالم الجديد، التي يخافونها ويقاومونها، مستندين الى مبدأ إغلاق المنافذ في وجه الفكر وحجب الحقائق العلمية عن المجتمع الذي يرومون قيادته.

حوزوي: إنهم يقرأون الإسلام بفهم مبتور وتكفيري

دحض أستاذ الحوزة الدينية في كربلاء الشيخ عبد الحسن الفراتي الحجج والاساليب التي يسوقها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، في تكفير الاخرين وفرض الجزية على المسيحيين وتهديدهم بالقتل إذا لم يعلنوا اسلامهم، معلقاً في مقابلة مع إذاعة العراق الحر، يمكن الاستماع اليها في الملف الصوتي المرفق، على الاسانيد التي يستند اليها تنظيم داعش في دعواهم.

وزارة حقوق الانسان اعربت عن قلقها البالغ إزاء ما يحدث في محافظة نينوى، وتحدث المتحدث باسم الوزارة كامل أمين عن مخاوف كبيرة من أن تشكل عمليات التهجير التي يمارسها مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية في المناطق التي يسيطرون عليها ضد ابناء المكون المسيحي والمكونات الأخرى، حجة لحثّ هؤلاء العراقيين الى الهجرة لدول اللجوء، داعيا في الوقت ذاته حكومتي بغداد واربيل الى التحرك سريعا لاحتوائهم والمحافظة على التنوع الديني والعرقي في البلاد.

يرى عراقيون ان فسحة الحرية وحق التعبير عن الراي التي افترضوها بعد تغيير النظام السابق في نيسان 2003، قد اصطدمت بواقع اجتماعي ملتبس تمَثلَ في شيوع الأفكار الاستبدادية والإقصائية والسلفية والرجعية بما يتناقض تماما مع مفهوم الحرية والتعايش السلمي، والنظرة المعاصرة للحياة المدنية وهذا ما أشار اليه المطران يوسف توما رئيس كنيسة الكلدان في كركوك والسليمانية.

يشار الى ان بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو قال لفرانس بريس الاحد المرة الاولى في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الآن من المسيحيين، مضيفا إن مغادرة المسيحيين وعددهم حوالي 25 ألف شخص لثاني أكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها الى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش بيانا يطالبهم بتركها.

شارك في الملف الصوتي مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد احمد الزبيدي

please wait

No media source currently available

0:00 0:23:45 0:00
رابط مباشر

XS
SM
MD
LG