روابط للدخول

خبر عاجل

مذكرات أميرة بابلية من تلكيف


غلاف كتاب اميرة بابلية
غلاف كتاب اميرة بابلية
ربما لم يسمع معظمنا عن سيدة عراقية اسمها "ماري تيريز اسمر" التي ولدت عام 1804 في أسرة مسيحية تسكن قرية تلكيف التابعة للموصل حيث عاشتها طفولتها. وشغفت مبكرا بالمعرفة وبالرحلات وتعلم اللغات. وانتقلت الى بغداد حيث فتحت معهدا لتعليم اللغات، وتنقلت مع قوافل الصحراء مرورا بمدنٍ وقرى غرب الفرات ووصلت الى تدمر السورية، فدمشق، ومن ثم الى لبنان، حيث مكثت حينا لترحل بعدها الى القدس، ومصر، وتركيا، وايطاليا، وفرنسا فانكلترا.

كانت ماري اسمر خلال تنقلها بين مختلف المدن، تتعلمُ المزيدَ من اللغات، وتكتب مذكراتِها وتدوّن ُملاحظاتها الدقيقة والمثيرة عن الحياة والأحداث والناس وثقافتهم وسلوكهم. وقد حفلت مذكراتها التي صدرت بالانكليزية عام 1844 بالكثير من التفاصيل التي تُعد اليوم مصدرا ثمينا للدارسين، فضلا عن تشبثها بعراقيتها ووفائها لجذورها بشكل واضح وملموس على صفحات تلك المذكرات، التي ما كان لنا أن نعرف بها لولا الباحثة الدكتورة أمل بورتر، التي اكتشفت بالصدفة مذكرات ماري تيريز اسمر، وتوصلت الى النسخة الوحيدة المحفوظة في المكتبة البريطانية. وعكفت ضيفتنا بورتر على ترجمة تلك المذكرات المثيرة، ونشر جزءٍ منها مؤخرا في كتاب عنوانه "مذكرات أميرة بابلية".

تقول أمل بورتر: "التقطتُ الكتاب بيدي، ووضعت كفي على صفحاته، مررتها وأنا أحس برهبة ووجل وبنوع من الخشوع تجاه امرأة شابة من بلادي تغادر العراق وتسافر عبر جبل حصارى، وتخترق وديانا ًوتمر بجبال وتقطع البحار، تزور سوريا وفلسطين ولبنان، وتذهب الى ايطاليا وفرنسا وانجلترا، وتمر بفترات ضيق، لكنها تقاوم. تقابل أشرافاً وأمراء وملوكاً والبابا، وتؤلف الموسوعات، وتطبع مذكراتها سنة 1844"

لا يملك من يكون في هذا الموقف الا أن ينحني إعجابا بشخصية ماري اسمر التي تتكلم السريانية والعربية والانكليزية والفرنسية والايطالية والتركية والفارسية. وتتقن بعض اللهجات بدو العراق. اختارت لنفسها لقب "الاميرة البالية"، وهو لقبٌ تستحقه بجدارة.

وتقول مكتشفة المذكرات ومترجمتُها الدكتورة أمل بورتر بهذا الشأن:

هل ألومها لو ادعت أمام الأوربيين، بأنها أميرة بابلية؟ لا والله العظيم، إنها أميرةٌ وتستحق الإمارة بكل جدارة! لأنها وضعت بلدها في قلبها، وعلى لسانها، وحدّثت الأمراء والملوك والنبلاء في أوربا قبل أن يستطيع ذلك أي رجل شرقي أو عراقي من بلاد ما بين النهرين.

مذكرات ماري تيريز اسمر صدرت في أيار عام 1844 وتقع في جزأين، الأول من318 صفحة، والثاني من 350 صفحة، وتحتفظ المكتبة البريطانية بنسخة قد تكون الوحيدة من تلك المذكرات.

لنعترف أن ماري تيريز اسمر التي ولدت عام 1804 وتوفيت في 1857 لم يسمع بها معظمنا اغلبنا، لكن ضيفة "حوارات" الدكتورة أمل بورتر تسمعنا جوانب من قصة هذه المرأة العراقية.

التفاصيل في الملف الصوتي
XS
SM
MD
LG