روابط للدخول

خبر عاجل

تقرير عن جدوى مشاركة مراقبين دوليين للاشراف على انتخابات تجري في دول متهمة بالفساد


اياد كيلاني

سيداتي وسادتي، شهدت السنوات الأخيرة بعثات المراقبة وهي تكشف وتنبه إلى الانتخابات غير الأصولية وأنظمة الحكم الفاسدة التي تجريعا، فهذا ما حدث في جورجيا عام 2003 وفي أوكرانيا عام 2004، على سبيل المثال. أما في عام 2005 فلم يجد مراقبو الانتخابات الغربيون لانتخابات أذربيجان وكازاخستان ، من يصغي إلى انتقاداتهم لتلك الانتخابات. ولقد أعد المحرر بقسم الأخبار في إذاعة أوروبا الحرة / إذاعة الحرية Valentinas Mite تقريرا يبحث فيه عن سبب ذلك، ويستهله بالتنبيه إلى أنه من الصعب تقييم مدى الفرق المتحقق نتيجة وجود بعثات مراقبة الانتخابات. ويذكر التقرير بأن انتقادات المراقبين الغربيين للانتخابات الأوكرانية عام 2004 عززت من مصداقية اتهامات المعارضة بحدوث تزوير. ويمضي إلى أن العام الحالي شهد انتخابات برلمانية في أذربيجان وانتخابات رئاسية في كازاخستان، ولقد أعلن Bruce George – منسق بعثة المراقبة من منظمة الأمن والتعاون الأوروبية – أعلن أن الانتخابات لم تكن نزيهة، حين قال:

Insert Audio – George – NC120552

على الرغم من بعض التحسينات التي أجريت في إدارة الانتخابات قبل يوم الاقتراع ، لم تلتزم انتخابات الرابع من كانون الأول الرئاسية بعدد من معايير منظمة الأمن والتعاون الأوروبية وغيرها من المعايير الدولية لإجراء انتخابات ديمقراطية.

إلا أن تأكيده لم يسفر عن نتائج ملموسة، إذ لم يظهَر احتجاج دولي يذكر ، مع افتقار كازاخستان إلى معارضة ديمقراطية ذات شأن، ولم يزل الرئيس Nursultan Nazarbayev في السلطة.

---------------------فاصل--------------

فما هو إذا دور بعثات المراقبة الانتخابية ، وما هي قدرتها على تعزيز قوى التغيير؟ يجيب Michael Emerson – وهو باحث أقدم لدى مركز السياسات الأوروبية في بروكسيل - بقوله إن البعثات الانتخابية ليس في وسعها إجبار دولة ما على الانضمام إلى الحظيرة الديمقراطية ، كما إنها غير مكلفة بتغيير المجتمعات ولا بإعادة تثقيف الحكام ، ويضيف:

Insert Audio – Emerson – NC121225

ليس المتوقع من بعثات مراقبة الانتخابات أن تكون الوسيلة الكفيلة بتحقيق التحول الديمقراطي لدولة تسلطية ، فهي مجرد إحدى الوسائل للمساعدة في هذا الاتجاه، خصوصا حيث يرغب المجتمع المدني في تلقي المساعدة ، وحيث المجتمع على استعداد لتبني المزيد من الديمقراطية ، وحيث السلطات السياسية مستعدة لتلقي التشجيع الخارجي.

كما يوضح المحرر بأن الكثير يعتمد على مستوى التطور الاجتماعي وعلى الاستعداد والرغبة في التغيير، ما يؤيده Emerson بقوله إن أوكرانيا وجورجيا كانتا جاهزتين للتغيير، في حين لم تكن كذلك أي من بيلاروسيا أو أذربيجان.

-----------------فاصل----------------

ويمضي المحرر في تقريره إلى التأكيد بأن المراقبين الغربيين لا يتعاملون مع جميع الحالات بنفس المعايير والتوجهات ، وينسب إلى Peter Drulak – المحلل لدى المعهد التشيكي للعلاقات الدولية – أنه من السهل تفهم مسألة تغيير التوجهات مع تغيّر الدول المعنية، ويتابع قائلا:

Insert Audio – Drulak – NC121226

الفكرة تتمثل في كون أوكرانيا قد حققت تقدما في المرحلة التالية للشيوعية يفوق ما حققته الدول الثلاث الأخرى، وأن هناك أمل لتحقيق الحكم الديمقراطي في أوكرانيا، يفوق مثل هذا الأمل في أذربيجان وكازاخستان. أما أسباب وجود هذا الوضع فهي متعددة، إذ يتمثل أحدها في الافتقار إلى التقاليد الديمقراطية. كما إن أذربيجان وكازاخستان لا تعتبران قريبتين من أوروبا كما هو حال الآخرين. لذا فهناك عدد من الأسباب تجعل الغرب يركز على أوكرانيا وليس على كازاخستان.

أما قصر الكرملين فيزداد انزعاجا من نشاطات مراقبي الانتخابات الغربيين في مناطق يعتبرها تقع داخل دائرة نفوذه. ففي أوائل كانون الأول الجاري، شن وزير الخارجية الروسي Sergei Lavrov هجوما على مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع إلى منظمة الأمن والتعاون الأوروبية ، مشددا بأن هذا المكتب لديه صلاحيات مبالغ فيها، مع افتقاره إلى توجيهات واضحة تحدد طبيعة عمله.
ويوضح Jakub Boratynski – المحلل لدى مؤسسة Stefan Batory في وارسو – بأن الكرملين ليس مرتاحا إزاء مسار السياسة الخارجية لأي من أوكرانيا أو جورجيا، في أعقاب ما وصفها بثورتيهما الملونتين، ويتابع المحلل:

Insert Audio – Boratynski – NC121227

إن أحكام مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية تعتبر مصدر دعم مهم لمثل هذا التحرك، إذ تثير تساؤلات حول أنظمة حكم القلّة، كما تثير تساؤلات حول العلاقات مع روسيا.

ويتابع المحرر Mite بأن الحكومة الروسية قلقة إزاء تكرار السيناريو الأوكراني في بيلاروسيا وتركمنستان ، ما دفعها إلى عرقلة ميزانية منظمة الأمن والتعاون لعدة أشهر، احتجاجا على ما اعتبرته "تسييسا" لهذه المنظمة.

--------------------فاصل-------------

ويمضي التقرير لينقل عن Boratynski تأكيده بأن الاعتبارات السياسية لا تدفع المراقبين الغربيين بنفس الدرجة التي تندفع فيها الحكومات الغربية، فهم أشد تعبيرا عن انتقاداتهم للانتخابات غير النزيهة، وليس لروسيا سوى وسائل ضغط محدودة للتأثير على تقييماتهم.
وفي روسيا ، حيث نمط الكرملين من الديمقراطية الموجهة، نجد وسائل الإعلام وهي محدودة الحرية ، وبعض الأحزاب السياسية وهي ممنوعة من المشاركة. فلقد أصدرت محكمة مدينة موسكو أخيرا حكما بمنع (حزب الأمة) من المشاركة في الانتخابات البلدية ، بحجة ظهور ملصق انتخابي اعتبرته المحكمة مثيرا للكراهية العرقية ، إلا أن الكثيرين في روسيا اعتبروا أن الكرملين كانت لديه دوافع أخرى.

على صلة

XS
SM
MD
LG