روابط للدخول

خبر عاجل

كلمة بوش الرسمية من مكتبه البيضوي في البيت الأبيض و اهمية هذة الكلمة بشان العراق موضوع هذا التقرير الخاص


اياد كيلاني

عاد الرئيس الأميركي جورج بوش – في كلمة رسمية نادرة من مكتبه البيضوي في البيت الأبيض – عاد إلى رفض الدعوات المنادية إلى سحب سريع للقوات الأميركية من العراق، رغم إقراره بأن المعركة ضد المتمردين تبدو الآن أكثر صعوبة مما كان متوقعا. كلمة بوش – الذي ألقى سلسلة من الخطب حول العراق خلال الأسابيع القليلة الماضية – تعتبر أول كلمة يتم بثها تلفزيونيا من المكتب البيضوي إلى جميع أنحاء البلاد منذ بدء الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق عام 2003 ، وجاءت في الوقت الذي تحدث فيه وزير الخارجية الأميركي السابق Colin Powell حول المعلومات الاستخبارية الخاطئة التي دفعت الولايات المتحدة إلى غزو العراق.
ولقد أعد Jeremy Bransten – المحرر في قسم الأخبار بإذاعة أوروبا الحرة / إذاعة الحرية – تقريرا يذكر فيه بأن المرة الأخيرة التي تحدث فيها جورج بوش مع الشعب الأميركي من المكتب البيضوي كانت في آذار من عام 2003، حين أعلن بدأ العمليات ضد نظام الرئيس العراقي صدام حسين. وكانت نبرة بوش آن ذاك تتسم بالعزيمة والتفاؤل.
أما مساء أمس – حين عاد بوش إلى التحدث من موقعه الرسمي – فلقد أظهر العزيمة ذاتها، ولكن نبرة حديثه كانت أقل حماسا، معيدا إلى الأذهان خطاب Winston Churchill الشهير عام 1940 الذي تحدث فيه عن الدم والعمل المضني والدموع والعرق، والذي نبه فيه رئيس الوزراء البريطاني شعبه بأن يتوقع أشهرا عديدة من النضال والمعاناة قبل أن يتحقق له النصر.
ولقد أقر بوش – في كلمته التي استمرت 17 دقيقة – بأن الكثير من المعلومات الاستخبارية حول أسلحة صدام حسين للدمار الشامل المزعومة – كانت معلومات خاطئة. كما تقبل بوش المسئولية عن قرار خوض الحرب ، وأقر بأن ذلك النزاع قد أحدث شرخا في المجتمع الأميركي، في الوقت الذي اعترف فيه بأن التقدم في خلق النظام من حالة الفوضى في العراق يتحقق ببطء فاق التوقعات، ومضى إلى القول:

((

العمل في العراق يتسم بصعوبة متميزة، أي أكثر صعوبة مما كنا نتوقع، فلقد بدأت جهود إعادة التعمير وتدريب قوات الأمن العراقية ببطء قلّ عن توقعاتنا ، وما زلنا نشاهد العنف والمعاناة التي يلحقها عدو يتسم بالعزيمة والوحشية ، دون أن يقيده لا الضمير ولا أعراف الحرب.

غير أن بوش أكد بحزم بأن إزالة صدام حسين عن السلطة – مهما كانت الدوافع – كان التصرف الصائب. أما الآن، ومع تواجد الولايات المتحدة على الساحة العراقية، فإن الانسحاب السابق لأوانه يعتبر أمرا طائشا ومخلا بالشرف، وأضاف:

((

إن قناعتي، باختصار، هي أننا لا نخلق الإرهاب من خلال محاربة الإرهابيين، بل نشجع الإرهاب من خلا تجاهلهم. وسوف ننتصر على الإرهابيين من خلال قتلهم والقبض عليهم في الخارج، من خلال القضاء على ملاذاتهم الآمنة، ومن خلال تقوية حلفائنا الجدد من أمثال العراق وأفغانستان في الحرب التي نشترك معهم فيها.

-----------------فاصل----------------

ولقد استعرض بوش في كلمته إستراتيجية ثلاثية الأبعاد لتحقيق النصر في العراق، إذ أشار أولا إلى أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سيحتفظ بزمام المبادرة والهجوم ، من خلال مطاردة المتمردين والإرهابيين ، ومن خلال تعزيز قدرات وحدات الجيش والشرطة العراقية. ثانيا، وفي أعقاب الانتخابات الوطنية الأخيرة، ستستمر الولايات المتحدة في مساعدة الحكومة العراقية الوليدة على إنشاء المؤسسات الوطنية القادرة على البقاء، بهدف إرساء الديمقراطية في العراق. ثالثا وأخيرا، أكد بوش بأن بعد مضي الكثير من التأخير ، يتم الآن وضع خطة لإعادة التعمير ، تهدف إلى إحياء اقتصاد العراق وبنيته التحتية. وفي ختام كلمته أقر بوش بأن بعض قراراته بشأن العراق قد أسفرت عن خسائر مروعة، وتوقع المزيد من العنف خلال الأسابيع والأشهر المقبلة ، إلا أنه شدد على ضرورة تمسك الشعب الأميركي بالنظرة البعيدة كي يقتنع بأن الحرب يمكن الانتصار فيها، وتابع:

((

سوف يستمر الإرهابيون في امتلاك قدرة الجبان على زرع القنابل على قارعة الطرق وعلى تجنيد المفجرين الانتحاريين، الأمر الذي ستستمرون في مشاهدة نتائجه المؤلمة على شاشات التلفزيون. ولكن هذا إذ يعني أن الحرب أمر صعب، إلا أنه لا يعني أننا نمنى بالهزيمة. فخلف مشاهد الفوضى التي يصنعه الإرهابيون لصالح الكاميرات، نحقق نحن تقدما دءوبا في اتجاه هدف واضح. أميركا وحلفاؤنا والقادة العراقيون ماضون في العمل نحو تحقيق هذا الهدف المشترك، وهو تحقيق عراق ديمقراطي قادر على الدفاع عن نفسه، وعازم على ألا يعود إلى إيواء الإرهابيين، ليصبح نموذجا للحرية في الشرق الأوسط. كما دعا الأميركيين إلى الوقوف بصفه وإلى عدم فقدان الأمل فيما وصفه بهذه القضية الصعبة والنبيلة والضرورية.

------------------فاصل---------------

من جهته أكد وزير الخارجية الأميركي السابق Colin Powell – في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية أمس – بأنه شعر بخيبة أمل عميقة حين اتضح له أن المعلومات الاستخبارية التي كانت متوفرة له ولباقي أعضاء الإدارة الأميركية لم تكن معلومات سليمة، رغم شكوك البعض داخل المؤسسات الاستخبارية بالمصادر التي استندت إليها تلك المعلومات. وأقر Powell في المقابلة بأنه اختلف إبان توليه وزارة الخارجية مع نائب الرئيس Dick Cheney في بعض الأحيان، ألا أنه وصف علاقته مع Cheney بأنها تتسم بالاحترام المتبادل.
وأكد رئيس الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ الأميركي – السيناتور Bill Frist – تأييده لما جاء في كلمة بوش، حين قال:

((

اتفق تماما مع الرئيس بأن المعارضة المدروسة هنا في الداخل أمر مرغوب فيه، إلا أن الرهانات تفوق في أهميتها السماح للألاعيب السياسية والتحيز الحزبي بأن ينتقصا من هدفنا في المساعدة على إيجاد عراق حر ومستقر وديمقراطي.

أما السيناتور الديمقراطي المخضرم Edward Kennedy فلقد علق على خطاب بوش بقوله:

((

من الخطأ أن يحاول بوش إسكات منتقديه من خلال وصفهم بالانهزاميين ، كما من الخطأ أن يغطي على الأسلوب الانتقائي الذي استخدم في الاستناد إلى المعلومات الاستخبارية التي قادتنا إلى هذه الحرب. على الرئيس أن يقر – شأنه شأن جنرالاته – بأن حرب العراق قد زادت من جرأة الإرهابيين وعززت صفوفهم. كما عليه أن يقر – شأنه شأن جنرالاته – بأن وجودنا المهيمن في العراق يهدد جنودنا وموطنين أميركيين بالمخاطر.

على صلة

XS
SM
MD
LG