روابط للدخول

خبر عاجل

حول كتابة الدستور


فارس عمر

حول كتابة الدستور
تتواصل الجهود التي تبذلها قوى سياسية عراقية وجهات دولية بهدف توسيع القاعدة التمثيلية لعملية كتابة الدستور. وقالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها (اليوم الأحد) ان الولايات المتحدة تستعين بحلفائها الاوروبيين وغير الاوروبيين لاقناع الحكومة العراقية بتوسيع مشاركة السنة. حول هذا الموضوع اعد فارس عمر التقرير التالي.

قال مسؤولون في واشنطن ان ادارة الرئيس جورج بوش في سعيها لتذليل العقبات التي تعترض عملية اعداد الدستور العراقي الجديد أخذت تحشد اوروبا وحكومات عربية والامم المتحدة للضغط على حكومة ابراهيم الجعفري من اجل إشراك سائر مكونات الطيف العراقي في العملية السياسية.
واكدت صحيفة نيويورك تايمز ان التحرك الاميركي على هذا الصعيد اسفر عن قيام جبهة عريضة من الدول بينها قوى عارضت حرب 2003 وامتنعت عن ارسال قوات الى العراق.
واضافت نيويورك تايمز ان مسؤولين اميركيين اوضحوا ان هذه الدول التي وافقت على قرارات الامم المتحدة بدعم الانتخابات وإعادة اعمار العراق مستعدة الآن للمضي أبعد من أجل اقناع رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري والائتلاف العراقي الموحد والتحالف الكردستاني بالانفتاح على مشاركة اطراف اخرى.
وكانت حكومة الجعفري اتخذت خطوات وقامت بمبادرات لتوسيع مشاركة العرب السنة في عملية كتابة الدستور. وفي هذا الاطار اعلن الرئيس جلال طالباني عن اضافة نحو خمسة وعشرين ممثلا عن العرب السنة الى العملية الدستورية في هيئة موازية للجنة كتابة الدستور المنبثقة عن الجمعية الوطنية. ويأتي اعلان طالباني استجابة لمطالبة زعماء من العرب السنة حدَّدوا هذا الرقم للمساهمة في اعداد الدستور. فقد اعلن رئيس ديوان الوقف السني عدنان الدليمي ردا على سؤال من اذاعة العراق الحر
((صوت عدنان الدليمي))
ولكن هناك ، بحسب صحيفة نيويورك تايمز ، مسؤولين من الشيعة يرون انهم عملوا الكثير ولا داعي لعمل المزيد. وكان اعضاء في لجنة كتابة الدستور اكدوا هذا الموقف بالاشارة الى نتيجة الانتخابات ونسب التمثيل التي تمخضت عنها في الجمعية الوطنية. وفي هذا السياق قالت عضو لجنة كتابة الدستور مريم الريس لاذاعة العراق الحر
((صوت مريم الريس))
صحيفة نيويورك تايمز نسبت الى دبلوماسيين اوروبيين وعرب ومسؤولين في الامم المتحدة ان حكوماتهم والمنظمة الدولية تدعَم هدف الادارة الاميركية في توسيع مشاركة المكونات الاخرى للمجتمع العراقي في الحكم واعداد دستور ينص على ضمانات للاقليات. واوضح دبلوماسي اوروبي ان الدستور يتعين ان يكون من صُنع العراقيين ولكن ممثلي المجتمع الدولي يجب ان يجعلوا من الواضح اننا نتابع ما يجري عن كثب وان جميع مكونات الشعب العراقي يجب ان تشارك وان قرارات الامم المتحدة يجب ان تُحترم ، بحسب الدبلوماسي الاوروبي. وكان عضو لجنة كتابة الدستور القاضي وائل عبد اللطيف ابدى معارضته لأي ضغوط في هذا الاتجاه مشددا على ان للفائزين في الانتخابات الكلمة الفصل في اعداد الدستور. وقال عبد اللطيف لاذاعة العراق الحر
((صوت القاضي وائل عبد اللطيف))

تحرك الولايات المتحدة لتعبئة اطراف دولية من اجل اقناع حكومة الجعفري بتوسيع مشاركة السنة يتخذ اشكالا متعددة كان أحدثها الزيارة المفاجئة التي قام بها الى بغداد مؤخرا وفد رفيع المستوى من الاتحاد الاوروبي ضم منسق السياسة الخارجية والامنية خافيير سولانا ومفوضة الشؤون الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر الى جانب وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ووزير خارجية لوكسمبورغ جون اسلبورن الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي. وقد حرص الوفد على توجيه دعوة صريحة الى الحكومة حول ضرورة توسيع القاعدة التمثيلية لعملية اعداد الدستور. واعلنت مفوضة الشؤون الخارجية فيريرو فالدنر
((صوت فيريرو فالدنر))
وحول استعانة الولايات المتحدة بالاتحاد الاوروبي ودول عربية صديقة والامم المتحدة قالت صحيفة نيويورك تايمز ان حكومة الجعفري اتخذت بعض الخطوات الرامية الى إشراك العرب السنة ولكن ادارة بوش وجدت من الصعب اقناعها بعمل المزيد من خلال التحرك بمفردها. ويعود هذا ، بحسب الصحيفة ، الى ان حكومة الجعفري الواثقة لما تتمتع به من تفويض شعبي ، أقل انكشافا للنفوذ الاميركي من جهة ، والى ان الولايات المتحدة إذ لا تريد ان تبدو وكأنها تتدخل في السياسة العراقية ، امتنعت عن تشديد الضغط بمفردها.
وكان الهدف المعلن لزيارة الوفد الاوروبي بحث ترتيبات المؤتمر الدولي حول العراق المقرر عقدُه هذا الشهر في بروكسل. وقال دبلوماسيون اميركيون وعرب واوروبيون انهم غير متأكدين مما إذا كان المؤتمر سيحقق أي نتائج آنية من ناحية تأثيره في السياسة العراقية. ولكن تنظيم مثل هذه التظاهرة الدولية الكبيرة بحضور دول رفضت المشاركة في الحرب أو ارسال قوات سيوجه رسالة ايجابية الى بغداد. وقال مسؤول اميركي ان الفكرة هي اتخاذ خطوة اخرى نحو بناء عراق جديد. وان جلوس الفرنسيين والالمان والروس والولايات المتحدة معا وتأكيدهم وجود رؤية مشتركة للعراق سيكون حدثا هاما حتى في هذه المرحلة. واضاف "لكن ما يحدث لا يتوقف علينا وانما يتوقف على العراقيين" ، بحسب المسؤول الاميركي في حديثه لصحيفة نيويورك تايمز.

على صلة

XS
SM
MD
LG